هي قصة امرأة قلبت معايير الأناقة، أعادت اختراعها. خيالها واسع رسمت به أحلام النساء. وما زالت غبريال شانيل برغم مرور 44 عاماً على غيابها توحي للمبدعين في الدار التي تحمل اسمها، دار شانيل، أجمل التصاميم في عالم الأزياء والجواهر، وما زال عطرها أشهر العطور. من الأزياء إلى الجواهر تُبتكر التصاميم الممهورة بتوقيع شانيل من وحي قصص كوكو. ومثلما وضعت قواعد الأناقة للعقود التي تلت انطلاقها ثم نجاحها ببراعة ثم غيابها بعد حياة طويلة، كانت رائدة في سرد القصص التي تجعل الفكرة أو الزي أو قطعة الجواهر محمّلة بالمعاني والرموز. هذه القصص تلهب إبداع مصممي جواهر الدار التي أطلقت أخيراً مجموعة جديدة من الجواهر الراقية Les Talismans de Chanel خلال أسبوع الموضة الأخير في باريس حيث عرضت الأزياء الراقية لخريف وشتاء 2015. Les Talismans أو التعاويذ مجموعة قيل إنها الأكثر تحرّراً من رموز شانيل التي رأيناها في المجموعات السابقة (مثل الأسد والكاميليا). لكن العنوان نفسه تحية إلى كوكو التي آمنت بالتعاويذ والأشياء التي تجلب الحظ مثل خاتم السيترين الذي أحبته وتفاءلت به.

في كلية الطب في باريس، في مبنى مهيب يعود إلى القرن التاسع عشر، أدهشتنا عقود وأقراط أذنين وأساور وخواتم ولآلئ وماسات وأحجار كريمة. كل حجر بارز وحده، وليست الأحجار مصقولة في الشكل نفسه بل بعضها متعرّج، بل أجمل ما في القطع تنوع أشكال الأحجار الصغيرة التي تلتف حول قطعة هي المركز، وهذه القطعة مصقولة وواضحة وكبيرة. سحر وجاذبية ودفء، ألوان متلألئة بالضوء الذي يشعّ من الماس ومن الأحجار الكريمة. ضوء هنا ولمعان هناك، القطع آسرة مخدّرة ويزيد ضياعنا الجميل أسلوب عرض المجموعة، كأننا في متحف نشهد على عمل فني ونشارك فيه، مرايا كيفما التفتنا وإنارة تشعّ من تحت الجواهر. وفي الغرف المعتمة يتلألأ مشهد مديني مستوحى من أبراج أكثر مدن العالم حياة. الحياة تضج من حولنا راقية ساحرة أنيقة مثل حياة مامدوموازيل شانيل.