معركة المطربة والملحن فجرت جدلاً دينياً: حجاب من أجل أغنية!

حلمي بكر, مروى, حجاب, خلاف, جدل ديني, د. عبلة الكحلاوي, د. آمنة نصير, د. أحمد عمر هاشم, د. مبروك عطية, د. فايزة خاطر, د. محمد عبد المنعم البري

07 سبتمبر 2013

رغم أن الخلاف الساخن بين الملحن حلمي بكر والمطربة اللبنانية مروى، بسبب ارتدائها الحجاب في أغنية دينية، هو خلاف فني، لكنه بالتأكيد يثير جدلاً دينياً حول مدى جواز ارتداء مطربة للحجاب من أجل أغنية. «لها» سألت علماء دين واستمعت إلى ردودهم.


انفجرت القضية عندما وضعت المطربة اللبنانية مروى الحجاب لغناء أدعية دينية في شهر رمضان، مما أثار كثيراً من الجدل، خاصة أن معظم كليبات مروى مليئة بمشاهد الإثارة.
وانتقد الملحن حلمي بكر مروى قائلاً: «في الأدعية الدينية لكل شيء معايير، ويجب أن تكون هناك مصداقية في الأداء، وأن يكون المطرب ذا رصيد فني يسمح أن يقدم عملاً دينياً مقبولاً من الجمهور، وليس من المقبول أن ترتدي مطربة حجاباً من أجل أغنية».
وأضاف: «المشكلة أن معظم الموجودين على الساحة الآن يقدمون الأدعية الدينية من أجل الوجود فقط، وهذا يعتبر متاجرة بالدين وأمراً غير مسموح به».


التدين فطرة

وعن رأي الدين تقول الداعية الإسلامية الدكتورة عبلة الكحلاوي، العميدة السابقة لكلية الدراسات الإسلامية للبنات في جامعة الأزهر، إن الإنسان، سواءً كان رجلاً أو امرأةً، متدين بالفطرة بصرف النظر عن اسم الدين، سواء كان سماوياً أو وضعياً، وذلك لأنه لا يستقر نفسياً إلا إذا كان له إله يعبده أو قوى عليا يؤمن بقدرتها، وهذه الحقيقة عبر عنها القرآن الكريم بقوله تعالى: «وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ على أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ. أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ» الآيتان 172 -173 سورة الأعراف.

وأضافت: «من هذا المنطلق نجد كل إنسان يحن إلى عمل يرضي ربه، حتى وإن كانت الدنيا قد أبعدته عن ربه نسبياً، لانشغاله بالعمل أو غيره، ولهذا لا مانع شرعاً من أن تقوم المطربة بارتداء الحجاب لأداء أغنية دينية، لأن هذا رجوع إلى الخيرية الدينية التي في النفس، والتي يجب أن نشجع البشر على الرجوع إليها.
وأنهت الدكتورة عبلة كلامها بالتأكيد أن رحمة الله واسعة، وحاشا لله أن يغلق الباب على من يريد أداء طاعة له سبحانه، ولو بشكل موقت، لأنه سبحانه القائل: «وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَٰذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ» آية ١٥٦ الأعراف.


الأعمال بالنوايا

وافقتها في الرأي الدكتورة آمنة نصير، العميدة السابقة لكلية الدراسات الإسلامية في الإسكندرية، مؤكدةً أن أي مطربة تفكر في أداء أغنية دينية وترتدي من أجل ذلك الحجاب فمعنى هذا أن فيها خيراً، فيجب ألا نهاجمها بشدة وكأننا آلهة أو ملائكة بدون أخطاء، بل أن نترك الحساب إلى النوايا لرب  البشر، الذي وصف نفسه بقوله: «يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ» آية 19 سورة غافر.
وقد بين لنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أن الحساب على النوايا من حق الله فقط، أما نحن فلنا الظاهر وعلى الله النوايا والسرائر، فقال: «إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه».

وأشارت الدكتورة آمنة إلى أنه ينبغي على الدعاة، بل وكل البشر، ألا يجعلوا الناس تيأس من رحمة الله، مثل هذه المطربة التي ارتدت الحجاب لكي تؤدي أدعية دينية، فهل هذا أفضل أم لا تؤديها على الإطلاق، فهذا بلا شك خير لها ولمن يسمعها، لأنها قامت بعمل فيه طاعة لله القائل: «‏‏قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا على أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ. وَأَنِيبُوا إلى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ» الآيتان 53- 54 سورة  ‏الزمر.

 ووجهت نصيحة إلى من احترفوا زرع اليأس من رحمة الله ومغفرته في نفوس البشر، وكذلك من ينشغلون بعيوب الناس عن عيوبهم، قائلةً: «عليكم ان تنشغلوا بعيوبكم وأن تستروا عيوب البشر، لأن الله من صفاته «الستير»، الذي يستر عيوب الناس، لهذا يجب الاستماع إلى النصيحة النبوية الغالية التي يقول فيها رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «استر عيب أخيك يستر الله عيبك يوم القيامة»، وقال النبي، صلى الله عليه وسلم، في حديث آخر: «لا تؤذوا عباد الله ولا تعيروهم، ولا تطلبوا عوراتهم، فإنه من طلب عورة أخيه المسلم، طلب الله عورته، حتى يفضحه في بيته».


تشجيع على الطاعة

يشير الدكتور أحمد عمر هاشم، الرئيس الأسبق لجامعة الأزهر وعضو هيئة كبار العلماء، إلى أهمية فتح باب الرجاء والرحمة للبشر حتى يقبلوا على الدين، ولو بشكل موقت من خلال ارتداء الحجاب لأداء أغنية أو أدعية دينية. ولهذا يجب ألا يحكم أحد على آخر أنه من العصاة الذين مصيرهم النار لا محالة، مهما كان ذنبه، طالما لم يشرك بالله، ولنتأمل هذه القصة التي رواها رسول الله، صلى الله عليه وسلم، عن أحد العصاة قبل الإسلام فقال: «أسرف رجل على نفسه، فلمَّا حضره الموت أوصى بنِيه إذا مات أن يحرقوه، ثم يذروا نصفه في البر ونصفه في البحر، فوالله لئن قدر الله عليه ليعذبنه عذابًا لا يعذبه أحدًا من العالمين، فلمَّا مات فعلوا ما أمرهم، فأمر الله البحر فجمع ما فيه، وأمر البر فجمع ما فيه، ثم قال له: لِمَ فعلت هذا؟ قال: من خشيتك يا رب وأنت أعلم، فغفر له».

 وقدم هاشم استشهاداً آخر لمن يفتنون بطاعتهم ويسخرون من عباد الله المقصرين في طاعته، فيقول رسول الله، صلَّى الله عليه وسلَّم: «إن رجلين كانا في بني إسرائيل متحابين، أحدهما مجتهد في العبادة، والآخر كأنه يقول: مذنب، فجعل يقول: أقصر أقصر عمَّا أنت فيه، قال: فيقول: خلِّني وربي، قال: حتى وجده يومًا على ذنبٍ استعظمه، فقال: أقصر، فقال: خلِّني وربي، أبُعِثتَ علينا رقيبًا؟! فقال: والله لا يغفر الله لك أبدًا، ولا يدخلك الله الجنة أبدًا، قال: فبعث الله إليهما ملكًا، فقبض أرواحهما، فاجتمعا عنده، فقال للمذنب: أدخل الجنة برحمتي، وقال للآخر: أتستطيع أن تحظر على عبدي رحمتي، فقال: لا يا رب، قال: اذهبوا به إلى النار». ونفس المعنى أكده حديث آخر يقول فيه رسول الله، صلَّى الله عليه وسلَّم: «حدَّث أن رجلاً قال: والله لا يغفر الله لفلان، وإن الله تعالى قال: مَن ذا الذي يتألَّي عليَّ ألا أغفر لفلان، فإني قد غفرت لفلان وأحبطت عملك». وهذه الأحاديث تؤكد ما قاله الله  تعالى، الذي من صفاته الغفور الرحيم: «وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ على نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ» آية 54 سورة الأنعام.

وأنهى هاشم كلامه قائلاً: «يجب أن نأخذ بيد الناس إلى الله ببيان رحمة الله ومغفرته للذنوب مهما كانت، فقد قال رسول الله، صلَّى الله عليه وسلَّم: «لما قضى الله الخلق كتب كتابًا، فهو عنده فوق عرشه، إن رحمتي سبقت غضبي»، وقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم في حديث آخر: «إن لله مائة رحمة، أنزل منها رحمة واحدة بين الجن الإنس، والبهائم والهوام، فبها يتعاطفون، وبها يتراحمون، حتى ترفع الدابة حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه، فإذا كان يوم القيامة أكملها الله بهذه الرحمة، حتى إن الشيطان ليتطاول، يظن أن رحمة الله ستسعه في ذلك اليوم»، وروى صلَّي الله عليه وسلَّم في الحديث القدسي: «قال الله: يا ابن آدم، إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي، يا ابن آدم، لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئًا لأتيتك بقرابها مغفرة». ومع إيماننا أن كل بني آدم خطاء، لكن ينبغي التوبة والاستغفار من الذنوب، فقد قال رسول الله، صلَّى الله عليه وسلَّم:  «والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم».


الدين يسر

وصف الدكتور مبروك عطية، الأستاذ في جامعة الأزهر، من ينتقد مطربة بصرف النظر عن اسمها، على ارتداء الحجاب لأداء أغانٍ أو أدعية دينية، كمن يغلق أبواب الطاعة، يقول: «أدعوه إلى تأمل الحديث القدسي الذي يقول فيه رب العزة فيما رواه النبي صلي الله عليه وسلم: « إِذَا تَقَرَّبَ إليَّ عَبْدِي شِبْرًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَإِذَا تَقَرَّبَ إليَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا، وَإِذَا تَقَرَّبَ إليَّ بَاعًا أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً» .وفي رواية أخرى: «‏إذا تقرب العبد إليَّ شبراً تقربت إليه ذراعاً وإذا تقرب مني ذراعاً تقربت منه ‏ ‏باعاً،‏ ‏وإذا أتانِي مشياً أتيته هرولة».

وأضاف: «باب الطاعة بكل أنواعها مفتوح لكل إنسان ما لم يصل إلى مرحلة الغرغرة، أي اللحظات الأخيرة من عمر أي إنسان أو إنسانة، وواجبنا تشجيع الناس على الطاعة وليس إبعادهم عنها، حتى لو كانت طاعةً موقتةً، مثل ارتداء الحجاب الموقت لأداء أغنية دينية، خاصة أن من رحمة الله بنا أن جعل الحسنة بعشر أمثالها والسيئة بسيئة واحدة، فقال تعالى: «مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَي إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ» آية 160 سورة الأنعام.
فإذا كان الله كريما إلى هذه الدرجة وزيادة، حيث يضاعف الأعمال الصالحة أضعافاً كثيرة، فما لنا نجد من الناس من يضيق رحمة الله وكأنه قد أصبح متحدثاً حصرياً ووحيداً باسم الدين، الذي أعظم ما فيه يسره ووسطيته، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن هذا الدين يسر ولن يشادَّ الدينَ أحدٌ إلا غلبه فسددوا وقاربوا ويسروا ...».


الرفق واللين

دعت الدكتورة فايزة خاطر، رئيسة قسم العقيدة في كلية الدراسات الإسلامية بالزقازيق، الدعاة وعامة الناس أن يتعاملوا برفق ولين مع البشر، وخاصة إذا تغيرت أحوالهم مثل المطربة المتبرجة التي ترتدي حجاباً لأداء أغنية دينية، ولو بشكل موقت، فهي بأداء هذه الأغنية وارتداء الحجاب من أجل ذلك لم ترتكب معصية، بل قامت بطاعة يجب التشجيع عليها وليس التنفير منها، لقول رسول صلى الله عليه وسلم: «إن الله رفيق يحب الرفق ويرضاه ويعين عليه ما لا يعين على العنف». وقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم أيضاً: «ما كان الرفق في شيء إلا زانه، ولا نزع من شيء إلا شانه».

وأضافت: «أن كثيراً من المطربات والمطربين كان أداؤهم لأغنية دينية نقطة تحول في حياتهم وإعادة محاسبة ومراجعة النفس، مثلما فعلت المطربة السابقة شادية عندما غنت أغنية «خد بإيدي»، فلماذا التشدد مع خلق الله كأننا من خلقهم ويحاسبهم؟، ولهذا أدعو كل إنسان أن ينشغل بنفسه أكثر من أن ينشغل بغيره، وأن يكون ليناً غير فظ في التعبير عن رأي أو نصيحة، فقال تعالى: «فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ» آية 159 سورة آل عمران».

وأنهت الدكتورة فايزة كلامها بالتأكيد على أن المسلم مأمور إذا رأى غيره على معصية أن يستره ولا يفضحه، فما بالنا إذا رآه على طاعة، مثل المطربة التي ارتدت الحجاب لأداء أغنية أو أدعية دينية، فقد قال النبي، صلى الله عليه وسلم: «من ستر أخاه المسلم في الدنيا ستره الله يوم القيامة».


استهزاء

على الجانب الآخر، تحفظ الدكتور محمد عبد المنعم البري، الأستاذ بكلية الدعوة الإسلامية، على قيام المطربات، خاصة المعروف عنهن القيام بأدوار إغراء، بأداء الأغاني الدينية بالحجاب من أجل مصلحة دنيوية وليس عن اقتناع أو رغبة في خدمة الدين، بدليل أنها سرعان ما تخلع الحجاب وتعود إلى ممارسة حياتها العادية البعيدة عن تعاليم الشرع، الذي أمرها بالحجاب في قوله تعالى: «يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَٰلِكَ أَدْنَيٰ أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا» الآية 59 سورة الأحزاب.

وأوضح البري أن المطربة التي ترتدي الحجاب من أجل أغنية، وسرعان ما تخلعه وتبدي زينتها بشكل يخالف ما أمره الله بستره، فقال تعالى: «وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ على جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا على عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إلى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ» آية 31 سورة النور.
وأنهى البري كلامه بالتأكيد أن ارتداء الحجاب مع وجود نية مسبقة لخلعه هو نوع من الاستهزاء بشعائر الله وتعاليم دينه، وقد كشف القرآن سلوك تلك الفئة من البشر في قوله تعالى: «وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ» آية 65 سورة التوبة.