ماجد المصري: لست في عداوة مع غادة عبد الرازق

ماجد المصري, مصر, فنانون مصريّون, مسلسل

08 سبتمبر 2013

في خضمّ تركيزه على تصوير دوره في مسلسل «لعبة الموت» الذي عرض على شاشة رمضان، وابتعاده خلال فترة التصوير عن الأضواء والإعلام، تعرّض لشائعات عن خلافات بينه وبين بقية أبطال العمل، خاصةً عابد فهد وسيرين عبد النور.
ليس هذا فقط، بل إن زيارته لصديقه المخرج محمد سامي في المستشفى، بعد تعرضه لاعتداء من بلطجية، فسّرها البعض على أنها إعلان عداوة منه لغادة عبد الرازق بعد خلافها الشهير مع محمد سامي.
كل هذا يرد عليه الفنان ماجد المصري، مثلما يتحدث عن كواليس «لعبة الموت»، وأسرار حماسته له، ورأيه في سيرين عبد النور وعلاقته بتامر حسني، وموقف زوجته وأبنائه من انشغاله عنهم.


- ما سبب قبولك المشاركة في بطول عمل عربي مشترك هذا العام هو «لعبة الموت»؟
لن أقول إنني كنت متعمداً الظهور هذا العام في عمل درامي ذي طبيعة عربية يضم جنسيات مختلفة من وطننا العربي، لكن أعتبر ما حدث شيئاً جميلاً، لأنني سعيد جداً للمشاركة في هذا العمل الضخم، وهدفي في الأساس هو البحث عن مسلسل متميز يراني فيه الجمهور بشكل مختلف عن السنوات السابقة، سواء من حيث الدور أو حتى شكل العمل ككل، وهذا ما وجدته في مسلسل «لعبة الموت»، فالتجربة بالكامل كانت تستحق أن أخوضها.

- وهل شعرت بفارق كبير بين العمل في مسلسل مصري ومسلسل عربي؟
فريق مسلسل «لعبة الموت» محترف بشكل كبير ومتحكم في أدواته، إلى جانب استخدام التقنيات العالية في التصوير والإخراج، فالعناصر كلها كانت متكاملة.
ولهذا أريد أن أشيد بكل فريق العمل والمخرج، لأن جودة العمل تظهر واضحة في الصورة التي خرجت للناس في الحلقات. وفي النهاية العمل الجيد ليس في حاجة إلى تعريف بجنسية صناعه، فالفن لا يعرف لغة الجنسيات ويصل إلى القلوب دون البحث عن التفاصيل.

- هل ترى أن «لعبة الموت» يزيد فرصتك في الانتشار عربياً؟
العمل الدرامي الذي يضم جنسيات عربية مختلفة تكون فرصته أكبر في الانتشار والتوزيع عربياً، مع مراعاة شرط الجودة والتميز، لأن توافر الجودة والحبكة والإمتاع لا بديل عنها لأي عمل، حتى يتمكن من تحقيق النجاح، لهذا أتفق مع الرؤية التي تقول إن العمل الذي يضم جنسيات مختلفة يصل إلى الجمهور العربي بشكل أسهل وأسرع، وبالتالي يساعد في انتشار أبطاله.

- هل تميل إلى البطولات الجماعية؟
أميل إلى الأعمال الجيدة التي تضم عناصر النجاح المتكاملة، بغض النظر عن مساحة الدور، فالمهم السيناريو والإنتاج والإخراج والأبطال، وكل هذه الأمور لا يمكن الاستهانة بأي منها.
وأعتبر كل الأعمال جماعية، فالمسلسل الناجح مثلاً لا يقوم فقط على ممثل أداؤه مميز، بل لا بد أن يكون جميع الفنانين متميزين في أدائهم، لهذا فالفن عمل جماعي يظهر فيه مجهود الجميع، سواء أمام الكاميرا أو خلفها، فعندما أشارك في بطولة عمل أكون حريصاً طوال الوقت على أن أقدّم دوري على أكمل وجه، وأن يظهر زملائي أيضاً بشكل متميز، لأن النجاح يعود علينا جميعاً.

- لكن بعد النجاح الكبير الذي حققته العام الماضي في مسلسل «مع سبق الإصرار» البعض توقع أن تقدم هذا العام مسلسلاً بطولة مطلقة، لماذا لم يحدث؟
الدور الذي ينال إعجاب الناس ويتذكره الجمهور ويتعلق به أعتبره بطولة، فمنذ بداية مشواري في العمل الفني لم أشغل نفسي بفكرة المساحة، ولم أطالب بأن يكون دوري من الجلدة للجلدة كما يقول البعض، لأني أعرف جيداً أن هذه المقاييس لا تصلح في العمل الفني الناجح، فالجمهور لا يهمه المساحة التي يظهر فيها الفنان وإنما أداؤه، وإلى أي مدى يستطيع أن يؤثر، ويصل الى كل من يشاهده، فهذا هو النجاح الحقيقي الذي يتذكره الجمهور.

- لماذا اخترت مسلسل «لعبة الموت» بالتحديد؟
بمجرد انتهاء عرض مسلسل «مع سبق الإصرار» الذي قدمته العام الماضي، بدأت أتلقى العديد من السيناريوهات، وبالفعل هناك عدد منها بدأت في قراءته، لكن وقتها لم أجد العمل الذي يجعلني أشعر بحالة الرضا الكاملة، ولهذا لم أتحمس لأي عمل، حتى تلقيت عرضاً من صناع مسلسل «لعبة الموت».
وبمجرد أن قرأت وجدت شيئاً مختلفاً في كل الأمور، سواء كان الحبكة والمضمون، أو الدور الذي وجدته مختلفاً كثيراً عما قدمته من قبل، سواءً في شهر رمضان الماضي في مسلسل «مع سبق الإصرار»، أو قبله في مسلسل «آدم» الذي شاركت بطولته الفنان تامر حسني، ولهذا وافقت على الفور بعدما تأكدت أنني سوف أقدم شيئاً مختلفاً.

- لكن ألم تخش من انصراف جمهورك المصري عنك خاصة مع تفضيل البعض مشاهدة المسلسلات المصرية في رمضان أكثر من العربية أو حتى التركية؟
هذه وجهة نظر، لكن الجمهور المصري على مقدار عالٍ من الذكاء والقدرة على تذوق العمل الفني، بغض النظر عن جنسية العمل أو نجومه، فالفن يثبت نفسه ويعلن عن نفسه عندما يكون جيداً ومتميزاً، إلى جانب أن مسلسل «لعبة الموت» يضم مجموعة كبيرة من الفنانين المحبوبين الذين استطاعوا أن يحققوا نجومية ويحشدوا الجمهور حولهم، سواء كانت الفنانة اللبنانية سيرين عبد النور أو الفنان السوري عابد فهد أو الفنانة الأردنية ميس حمدان، وعدد آخر من الفنانين الموهوبين والوجوه الشابة التي لها مستقبل كبير. يضاف إلى ذلك أن الجمهور أصبح يعرفني جيداً ويثق بمستوى الأعمال التي أقدمها.

- هل وجدت صعوبة في التعامل مع بقية أبطال العمل بسبب اللهجة؟
لا على العكس، لم أجد أي مشكلة في التعامل مع زملائي الفنانين في المسلسل، سواء كان الأمر بالنسبة إلى سيرين عبدالنور أو الفنان عابد فهد أو بقية الفنانين، خاصة أن لي أصدقاء من لبنان وسورية.

- كيف وجدت العمل مع سيرين عبد النور؟
سيرين عبد النور فنانة موهوبة جداً ولها جمهور كبير، وإلى جانب تميّزها كمطربة استطاعت أن تثبت نفسها كممثلة من خلال تجارب عدة في الدراما.
ونجاحها لم يأت من فراغ، فهي فنانة ذكية جداً تستطيع تطوير نفسها واختيار الأعمال الجيدة التي تجذب الجمهور، وأعتبر أن مسلسل «لعبة الموت» تجربة مهمة لكل من شارك فيه.

- لكن تردد كلام عن وجود خلافات بينك وبين فريق العمل، فما ردك؟
هذا الكلام غير صحيح، ولم تحدث أي خلافات مع عابد فهد أو سيرين عبد النور أو أي من فريق العمل طوال التصوير أو بعده، ولا أعرف مصدر هذه الشائعات.

- لماذا تتردد أخبار كهذه؟
لا أعرف، قد تكون نوعية معينة من الشائعات تلازم تصوير الأعمال الفنية، لكن المعروف عني أنني لست من هواة المشاكل، كما أحرص على العلاقات الجيدة بين زملائي في الوسط الفني، لذلك دائماً تكون سيرتي طيبة بين كل الفنانين الذين أتعاون معهم.

- كيف تمت تسوية الخلافات بينك وبين الفنان عابد فهد على ترتيب الأسماء على التتر؟
لم تكن هناك مشاكل من الأساس حتى تتم تسويتها، وليس هناك أي صحة لما تردد عن وجود خلافات بيني وبينه حول ترتيب الأسماء على التتر، لأن الموضوع كان محسوماً منذ كتابة العقود، فالفنان عابد فهد نجم وفنان كبير وله جمهور في بلده وفي الدراما العربية، والشركة المنتجة قدّرت أيضاً تاريخي ومشواري الفني، وتمت المساواة بين اسمي واسم الفنان عابد فهد دون أي مشاكل أو مزايدات.

- الشر الذي قدمته في مسلسل «مع سبق الإصرار» كان صادماً للجمهور، هل كنت حريصاً على ألا تتكرر الصدمة في «لعبة الموت»؟
الصدمة التي سببها دوري في مسلسل «مع سبق الإصرار» لن تتكرر هذا العام، فهناك اختلافات كبيرة بين النموذجين، ولهذا قبلت تجربة مسلسل «لعبة الموت»، فشخصية كريم الشافعي التي أقدمها فيه لا تحمل شراً لأحد، ويظهر ذلك من خلال دعمه لمن حوله ومساعدته لسيرين عبد النور.

- لكن البعض ظن بمجرد مشاهدة الحلقات الأولى أن دورك في المسلسل يشبه دورك في «مع سبق الإصرار»!
هذا غير صحيح، خصوصاً أني كنت حريصاً على البحث عن دور مختلف تماماً عن دوري في مسلسل «مع سبق الإصرار»، لكن ربما فكرة الرومانسية هي التي قد تجعل الأمر يختلط على البعض في بداية الأمر.
أنا بطبيعتي أحب الأدوار الرومانسية، وأرى أن الفن المصري يفتقد الجانب الرومانسي، وهذا كان سبباً كبيراً لتوجه بعض المشاهدين إلى الدراما التركية التي تحفظ للرومانسية مكانة كبيرة، ولهذا يتميز كريم الشافعي بجانب كبير من الرومانسية والملامح الجميلة التي تميّز هذا الرجل عن غيره، بعكس الشخصيات التي قدمتها من قبل.

- لكن ألم تخش من الهجوم عليك بسبب جرعة الرومانسية التي يرى البعض أن الوقت ليس مناسباً لها؟
بالعكس، الأعمال المليئة بالعنف والدم والقتل والعشوائيات أصبحت مؤذية للجمهور الذي يعاني من هذه المشاهد طوال الوقت، سواء في الواقع أو في الدراما، لهذا كان علينا أن نقدم له أعمالاً ترتقي بمشاعره من خلال الرومانسية الراقية والأخلاق التي يتمتع بها الكثيرون، لكن لا يتم تسليط الضوء عليهم بينما نركز على النماذج السلبية. لهذا أرى أن الجمهور سوف يحب هذه الرومانسية ويصدقها، لأنني صدقتها وأحببتها، ولهذا كنت مقتنعاً بكل مشهد.

- هل ضايقك استمرار تصوير المسلسل خلال شهر رمضان؟
لم أتضايق، لكن بالطبع كنت أريد أن أمضي وقتاً كافياً مع زوجتي وأبنائي، فالتصوير باستمرار يرهقني ويأخذ كل الوقت، لأن أغلبه لم يكن في مصر.
لكن ردود الفعل التي حقّقها العمل تزيد سعادتي وتعوضني عن أي شيء، وأعرف جيداً أن أسرتي سوف تتحملني وتقدّر انشغالي إلى أن أتفرغ وأعوضهم تماماً.

- البعض توقّع أن تكون ضمن فريق عمل مسلسل «حكاية حياة» لتكرار نجاح مسلسل «مع سبق الإصرار»؟
لا أحب تكرار التجارب، حتى وإن كانت ناجحة. أعتز بدوري في «مع سبق الإصرار» وسعدت بالردود التي وصلتني من الجمهور، لكن أرفض تكرار أي شيء قدّمته بحجة استثمار النجاح، بل عندما أصنع نجاحاً أحاول البحث عن نجاح جديد، وهذا مع أمنياتي بالنجاح لكل زملائي.

- هل وقعت خلافات كبيرة بينك وبين الفنانة غادة عبد الرازق، كما قيل؟
غادة عبد الرازق فنانة كبيرة ولها جمهور واسع، واستطاعت أن تقدم أعمالاً تنال إعجاب الجمهور وتضعها في مكانة متميزة في السباق الدرامي، لهذا أصبحت فنانة ناجحة جداً وهي زميلة في الوسط الفني.
وكما قلت أعتز بكل زملائي في هذا المجال وليس عندي خلافات مع غادة عبد الرازق ولا مع غيرها، لأنني كما قلت ألتزم العمل الذي أقوم به.

- لماذا زرت إذاً المخرج محمد سامي في المستشفى عقب خلافاته مع غادة عبد الرازق أثناء تصوير مسلسل «حكاية حياة»؟
المخرج محمد سامي محترم على المستوى الإنساني، وتجمعني به علاقة صداقة. كما أنني تعاملت معه على المستوى المهني أثناء تصوير مشاهد مسلسل «مع سبق الإصرار»، ومن قبلها مسلسل «آدم» مع الفنان تامر حسني، لهذا عندما أعرف أنه في أزمة لا بد أن أقف بجانبه، خاصة أنه كان في المستشفى بين الحياة والموت فكيف أتخلى عنه؟ وهذا ليس معناه عداء للفنانة غادة عبد الرازق أو غيرها، فهذا واجب إنساني وطبيعي أن أقوم به.

- لكن البعض فسر ذلك بأنه تضامن مع المخرج محمد سامي لتؤكد أن غادة حرّضت على قتله؟
زيارتي للمخرج محمد سامي في المستشفى لا تحتمل تأويلاً، فالزيارة كانت بحكم الصداقة والزمالة والإنسانية، ولم أر فيها أي شيء خطأ أو يحتمل التبرير .كما أنني لم أدلِ بأي تصريح يسيء إلى الفنانة غادة عبد الرازق، وكل ما قلته هو أنه من العيب أن تصل الخلافات بين الفنانين إلى حد التحريض على القتل، أياً كان اسم من قام بهذه الأفعال، وما زلت عند كلامي. ولا أعتقد أن أي شخص في الوسط أو خارجه يرضيه ما حدث للمخرج محمد سامي، فهو شاب ولديه أسرة، ولا يجوز أن تصل الخلافات إلى هذا الحد مهما حصل.

- هل قررت التخصص في الدراما التلفزيونية بعد أن حققت جماهيرية فيها وترك السينما؟
أنا أبحث عن التجربة التي تضيف إليّ، وعن العناصر المتكاملة للعمل، سواء كانت دراما تلفزيونية أو أي شيء آخر. لكن الواقع يؤكد أن السينما ليست بكامل عافيتها، لهذا عندما تكون في حال أفضل وأجد الفرصة الجيدة سوف أقدّمها على الفور.

- كيف تختار أدوارك؟
هناك مقاييس كثيرة أبحث عنها وأدقق فيها جيداً، لكن أهم شيء الراحة النفسية، فهي عنصر أساسي في قبولي للعمل الذي أشارك في بطولته، خاصةً أن العامل النفسي له دور كبير جداً في تحقيق النجاح، وهذا ما توافر في مسلسل «لعبة الموت»، لأن أجواء فريق العمل كانت على مقدار كبير من الرقي والراحة النفسية. إلى جانب ذلك فإن السيناريو والأدوار المختلفة شيء مهم جداً، فكثيراً ما أتلقى عروضاً جيدة فيها كثير من عناصر النجاح، لكن السيناريو يكون دون المستوى الذي أبحث عنه.
وفي هذه الحالة أرفض العمل على الفور، لأن السيناريو هو أساس العمل الناجح.
ويجب ألا ننسى المخرج، فهو القادر على تقديم العمل في الشكل المناسب، بالإضافة إلى ضرورة وجود جهة إنتاج محترمة.

- هل تفضل المشاركة في عمل يضم نجوماً كباراً أم تكون أنت صاحب النجومية في العمل؟
أحب العمل مع الفنانين الموهوبين، فالعمل مع الفنانين الكبار يكون بمثابة مباراة قوية ممتعة، الرابح فيها هو الجمهور. وأعتبر نفسي محظوظاً بالعمل مع كل الفنانين الذين شاركت معهم في أعمال خلال مشواري الفني، أما النجومية فيحددها الجمهور.

- هل ما زلت تحافظ على علاقتك بالمطرب تامر حسني منذ تعاونكما في مسلسل «آدم»؟
بالطبع تامر حسني صديقي وأعتبره شقيقاً لي، فعلاقتي به قوية جداً، إلى جانب العلاقة التي تجمع أسرتينا، ودائماً نطمئن على بعضنا ونلتقي في المناسبات.