نانسي عجرم: ما المشكلة في أن أكون حكَماً في برنامجيْن؟

نانسي عجرم,مسلسل «حالة عشق»,يحيى الفخراني,زوجة تقليدية,the Voice,the Voice Kids,أراب آيدول,تامر حسني,كاظم الساهر,Chanel

حوار مايا بنّوت 29 يوليو 2015

واثقة. أنيقة. رقيقة ولا تكترث إن تابع جمهورها حياتها دقيقة بدقيقة. تشبه حياة نانسي عجرم تماماً الصور التي تنشرها. فالواقع قد يكون مطابقاً للحلم وأجمل منه أحياناً. يكشف الحوار مع صاحبة «إحساس جديد» مشاعر ومشاريع جديدة. عن ثروتها وزوجها، أحلامها وأحلى لحظاتها... نجمة لبنانية تفتح قلبها وتتحدث.

-«مقسومة نصين»، هل يتقاطع عنوان تتر مسلسل «حالة عشق» مع حياة نانسي عجرم؟
«عشق» هو اسم مي عز الدين في المسلسل. يشبه هذا العنوان حياة كل إنسان. فكل من يستمع إلى الأغنية قد يشعر بأنه يعيش حالة مماثلة. كل إنسان هو قاس أحياناً وحنون في أوقات أخرى... طري ولين، يبكي ويضحك، خيّر وشرير.  وأجد أن ما قصده الشاعر أيمن بهجت قمر بعبارة «مقسومة نصين» ليس الشخصية التي تؤدي البطولة، بل الإنسان الذي يتفاعل بالمطلق مع الأحداث وما يقابله في الحياة.

-«أنا بنسى الغدر وبعفي»، إلى أي مدى تشبهك هذه الكلمات؟
بالتأكيد، فأنا طبعي واضح. الإنسان الحساس ينسى سريعاً ويسامح، لكن هذا لا يعني أنني مهما واجهت سأنسى بسهولة. فثمة تفاصيل لا يمكن أن أتجاوزها حتى لو ادّعيت نسيانها.

-«ورا نضارتي ضحكة ولا دمعتي»... مزيد من الكلمات المؤثرة. هل تخبئ نانسي وجهاً آخر وراء النظّارات الشمسية؟
لا أضع النظارات الشمسية إلاّ لأحجب الشمس عن عينيّ، لا أخفي انزعاجي بالأكسسوار.

-هل أنت حريصة على غناء «تتر» في كل موسم رمضاني؟
لا، لست حريصة على ذلك. يُعرض عليّ الكثير من الأغنيات، ولست مجبرة على الاختيار، بل أؤدي ما يناسبني.

-أي «تتر» كان الإضافة الكبرى لك في عالم الدراما؟
كل أغنية بالنسبة إليّ، سواء «تتر» أو أغنية في ألبوم غالية على قلبي وتحمل رسالة وفكرة. الأغاني التي أؤديها ليست مجرد قافية وتركيب كلام.

-ماذا عن تجربتك مع الممثل القدير يحيى الفخراني في تتر «ابن الأرندلي»؟
أحبّ المصريون هذه الأغنية كثيراً، حين أديتها شعرت بأنها تشبهني وقريبة من لوني الشعبي. لقد أخذت حقّها جيداً، كما كانت غالبية الأعمال التي أديتها بمثابة بصمات لي في عالم الدراما.

-هل تابعت الدراما في رمضان؟
لا، شاهدت بعض الحلقات من مسلسل «حالة عشق». أحب مي عز الدين كثيراً وأحترم شخصيتها. هي إنسانة طيبة وقريبة من القلب وشاطرة وذكية.

-هل تشبه شخصيتك؟
هي عاطفية للغاية مثلي. لكنني بعيدة عن عالم التمثيل. لا أملك الوقت لأي خطوة في عالم التمثيل. لا وقت فراغ لدي، ولا يمكنني أن أنظّم وقتي أكثر وأفسح مجالاً للمزيد من المشاريع الفنية.

-أي «تتر» أغنية لفتك في رمضان 2015؟
أحببتُ أغنية راغب علامة في مسلسل «24 قيراط»، وأغنية مروان خوري أيضاً.

-هل تعيش نانسي عجرم حقاً حياة رومانسية ووردية حالمة مثلما تظهر الصور التي تنشرينها على مواقع التواصل الاجتماعي؟
بل أكثر. صوري تشبه الحياة التي أعيشها، بل هي مطابقة لكل يوم أعيشه.

-ما كان أول تعليق لزوجك حين علم بأنك التقطت صورة له وهو نائم ثم نشرتِها؟
 ضحك كثيراً، ووصفني بالمشاغبة.

-التخلي عن خصوصيتك بإرادتك، هل يرضي جمهورك أم يرضيك أكثر؟
يحب الجمهور أن يعرف عن نجمته أخباراً مختلفة عن الأغاني والحفلات. وأشعر بأن من حق كل من يحبني أن يعرف أموراً إضافية عني وتفاصيل خاصة.

-إلى أي مدى ساعدك وجود شريك حياة منفتح في حياتك، بينما قد يفضل رجل آخر الخصوصية التامة لكل ما يتعلق بحياة الأسرة؟
رغم ذلك، لا يحب فادي أن أنشر الكثير من صور ابنتينا. لكن حين تعجبني صورة محدّدة أحب أن أشارك جمهوري بها. أتكلم معه كثيراً، وهو يعرف جيداً أن جزءاً من المعجبين باتوا يرغبون برؤيته أيضاً رغم بُعده عن عالم الفن. بات صديقاً لفني ويلتقط الصور لي مع المعجبين أحياناً.

-كتبت أخيراً أن أحلى أيام حياتك حين يأخذ زوجك يوم إجازة؟
نعم، أشعر بالسعادة في هذا النهار. نتناول وجبة الفطور بهدوء ونخرج لشراء أغراض للمنزل معاً من السوبرماركت. أحب أن نقوم بمسؤولياتنا معاً.

-ما هي أحلى اللحظات التي تعيشينها مع فادي كزوجة تقليدية؟
التسوق للمنزل ولابنتينا. يربطني بفادي الحب والاحترام على الدوام، هو ليس زوجي فقط، بل رفيقي الذي ألهو معه. قد تكون قمة سعادتي لدى شراء الجزر معه.

-لا يمكن أن نتوقع أن تخرج نانسي عجرم من منزلها لشراء الخضار...
نانسي عجرم تحب أن تعيش حياة بسيطة، وتحب أن تفرح بالتفاصيل غير المتكلّفة. هذه سعادتي المطلقة التي لا أتخلّى عنها مهما بلغت نجوميتي. حتى أستمر في الفن وأبقى ناجحة في حياتي وبموهبتي، أشعر بحاجة إلى مواصلة القيام بالأمور التي تفرحني. قد أشعر بالسعادة حين أسافر مع عائلتي إلى مكان مميز، لكنها لن تفوق فرحي بجلستي مع فادي وابنتينا في غرفة واحدة بينما نشوي الكستناء ونلعب. لا تبهرني المدن الجميلة والعشاء الفاخر. تفرحني الحياة البسيطة.

-هل توقفت عن الغيرة نهائياً، خصوصاً أن زوجك طبيب أسنان وتزور النجمات عيادته؟
لا أغار على فادي لأنه يتعاون مع النجمات. فأنا صاحبة حياة صاخبة مليئة بالنجوم. ألتقي الكثير من الناس مثله تماماً. حياتي مثل حياته حافلة بالوجوه، لكنها تبقى تفاصيل لا نأتي على ذكرها أبداً. نجد أنها تفاصيل لا يجدر البحث فيها. فأنا أعرف زوجي جيداً وهو يثق بي تماماً ويدرك أسلوب تفكيري. وفي الوقت نفسه، نحن حريصان على عدم إخفاء ما يجدر قوله. لا أسرار في حياتنا.

-تعودين مجدداً إلى عالم الطفل مع the Voice Kids، هل شاهدت حلقات من the Voice أولاً؟
تابعت the Voice بالنسختين العربية والفرنسية بالتأكيد.

-هل شجعك نجاح  the Voice على المشاركة في the Voice Kids؟
لقد كنت ضد المشاركة في برامج المواهب، وغيّرت رأيي بعد تجربة «أراب آيدول». شعرت بأنها تجربة جديدة لي كفنانة وموضة يحبها المشاهد. كما كنت ضد فكرة المشاركة في برنامجين، لكنني أدركت أن لكل منهما جمهوره. يجمع the Voice Kids العائلة ويقولون دوماً بأنني نجمة تحبها كل العائلة. أشعر جيداً بأن هذا البرنامج سينجح وينال أصداء إيجابية للغاية، فهو اجتماعي لكن أبطاله أطفال.

-هل يمكن أن يحصد نسبة مشاهدة أعلى من «أراب آيدول»؟
لا يمكنني المقارنة، لكنه سيحصد نسبة عالية جداً، خصوصاً بحضور تامر حسني وكاظم الساهر.

-كيف تقيمين لقاءك بهذين النجمين العربيين؟
سبق أن التقيت بتامر في حفلات بين مصر ولبنان والكويت، وقمت بأول جولة فنية في الولايات المتحدة الأميركية مع كاظم. نحن أصدقاء على الصعيد الشخصي، كما أنني معجبة بالاثنين على الصعيد الفني. يقدم كاظم فناً جميلاً، واختيارات تامر مميزة.

-هل تظنين أنهما سينجحان في مهمة تقييم أصوات أطفال؟
نعم، الصوت يبقى صوتاً حتى لو كان طفلاً. فالصغير الذي يملك موهبة ومستقبلاً يسهُل اكتشافه. فأنا عشت هذه التجربة. لا أعرف لمَ تمّ اختيار تامر ليكون حكَماً في هذا البرنامج... ربما لأنه والد لطفلتين مثلي. هو فنان شاب وتزوج حديثاً واختبر أبوّته، أي أنه يدرك كيفية مخاطبة طفل. وأعرف وكاظم الساهر مخاطبة الطفل جيداً... لدينا عاطفة الوالدين وهذا لا يشعر به غير المتزوجين.

-كيف ستختلف أناقتك من «أراب آيدول» إلى the Voice Kids؟
سأضع ماكياجاً خفيفاً وأرتدي أزياء شبابية أكثر في برنامج الأطفال...

-ستكتسين بمجوهرات ناعمة أيضاً؟
لم يصادف أن كدّست يوماً المجوهرات في إطلالتي. متى؟

-ألم يزدد حجم مجوهراتك وأكسسواراتك أخيراً؟
أحب التزيّن بقطعة بارزة أحياناً، وأكتفي بها. لا أحب أن أضع عقداً وأساور وخواتم في إطلالة واحدة. أسلوبي ناعم، وهذا لا يعني أنني غير معجبة بمن يحب الترصع بمجوهرات كبيرة.

-نجحت إدارة برنامج «ذا فويس كيدز» في الاتفاق مع نانسي عجرم لتقديم هذا البرنامج، بعد اعتذار شيرين عبدالوهاب عن المشاركة لانشغالها في تصوير مسلسل«طريقي»... ما تعليقك على هذا الخبر؟
هذا الخبر غير دقيق، فقد تقررت مشاركتي في اللجنة في حال وافقت شيرين أو اعتذرت مع فنان ثالث. لستُ بديلة من شيرين عبدالوهاب. ولو شاركت لكنا تسلينا كثيراً، تضحكني كثيراً وأحب شخصيتها. هي إنسانة قريبة من القلب، ومهما قالت يبدو كلامها عفوياً. كما أحب صوتها وفنها بالتأكيد.

-«احتمال ألا يكون ظهور نانسي عجرم في مصلحتها، فهي ستكون في برنامجين على شاشة واحدة. وأتوقع أن الجمهور الذي سيتابعها في «أراب آيدول» سيؤثر في نسبة مشاهدة the Voice Kids» ... ما هو تعليقك على رأي أحلام ؟
لا أعتقد بهذا الاحتمال، فجمهور «أراب آيدول» مختلف عن جمهور the Voice Kids. وما المشكلة في أن أكون حكَماً في برنامجيْن؟ فكرت مثل أحلام للوهلة الأولى، خصوصاً أنني لم أكن راضية عن المشاركة في برنامج واحد في البداية. لكنني اكتشفت أنني كنت مخطئة وأنني سأشارك في برنامج مميز.

-ألا تخافين من كثافة إطلالاتك؟
لا يشاهدني الجمهور يومياً على الشاشة. أتبع إحساسي دوماً، وأنا واثقة بأن هذا البرنامج سيحقق نجاحاً منقطع النظير.

-the Voice Kids تشاهده العائلة، من هو جمهور «أراب آيدول»؟
يجدر بك أن تسأليني: «من لا يتابع «أراب آيدول»؟ هذه هي إجابتي.

-هل تذكرين طفولتك في عالم الغناء؟
بالتأكيد، كنت في السابعة من عمري. ولا أنسى كل لحظات طفولتي عندما كنت أغني الطرب، حتماً نضج صوتي اليوم. شعرت لاحقاً بأنني لا أريد أن أغني لغيري طوال الوقت، بل أن تكون لي أغنياتي الطربية الخاصة. وما زلت أختتم حفلاتي بالطرب رغم أنني أملك لوناً غنائياً اليوم. وأنا أنصح كل المواهب في «أراب آيدول» بأن يختاروا لوناً وأسلوباً.

-هل اختارت نانسي عجرم لونها من الأغنية الخاصة الأولى؟
لا، بالتأكيد. فأنا شعرت بأنني شققت طريقي في الفن مع أغنية «أخاصمك آه».

-يبدو أنك تحاولين الابتعاد عن رومانسية الإطلالات أخيراً مع اللوك الذكوري والشبابي الحاد والثائر Edgy؟
لطالما تبعت الموضة، لكنني أختار منها ما يناسبني ويعجبني. وحتى لو ظهرتُ حادة فلن أتخلى عن صورتي الرومانسية. أحرص على التجديد وهذا لا ينال من أسلوبي الكلاسيكي والناعم.

-ما هي الموضة التي لا يمكن أن تقتربي منها؟
الجرأة الزائدة أو الأناقة المتوحشة والمبالغة.

-لونك المفضل هو الأسود رغم أنك رشيقة للغاية...
يرجوني الـFans لعدم ارتداء الأسود للغناء على المسرح. أحب اللون الأسود وأفضّله على كل الألوان. وأقول لكارولين، منسقة الملابس التي تساعدني في اختيار أزيائي، لا تضعي الأسود بين الاقتراحات التي تقدمينها. فأنا سأختاره دوماً.

-هل تخشين من أن يزداد وزنك؟
بل أقول ليت وزني يزداد قليلاً... كيلوغرامين أو ثلاثة.

-ترتدين في جلسة التصوير الخاصة بالحوار أزياء بمزاج ذكوري، هل شعرت يوماً بأنك تؤدين دور المرأة والرجل، خصوصاً أنك عرفت استقلالية مبكرة؟
لم أمارس إلاّ دور المرأة رغم كل ما عرفته وحصلت عليه في حياتي. كل امرأة بحاجة إلى رجل مهما بلغت استقلاليتها وثروتها. لا يمكن شراء العاطفة والحنان والاستقرار. وفي حياتي اليوم رجل بكل معنى الكلمة.

-ما الذي يجعلك أكثر أنوثة؟
ترتبط أنوثة المرأة بشخصيتها أكثر من فستانها.

-أي إنسانة صنعت منك ثروة حصلت عليها في سن صغيرة ووقت قياسي؟
الشهرة في عالم الفن كانت حلماً بالنسبة إليّ، وقد حققت جزءاً كبيراً من أحلامي الفنية. وكوني لم أحصل على نجوميتي بسهولة، يجعلني أعرف جيداً قيمة ما وصلت إليه. أعرف قيمة التعب والشهرة وثروتي التي يتحدثون عنها. ولا أعتبر أن كوني امرأة ثرية، يعزز شخصيتي أو يغيّرها بشكل حتمي.

-ألم تجعلك الثروة إنسانة أقوى في الحياة؟
الثروة صفة إيجابية، مادياً ومعنوياً بالنسبة إليّ. جعلتني أعرف قيمة الأشياء أكثر. بتّ حساسة جداً من الداخل وأكثر مسؤولية تجاه الآخر. ازداد اندفاعي لمساعدة الآخر، يفرحني هذا الشعور. وفي المقابل، وبعدما أصبحت أماً لطفلتين، أحرص على ألا يحصلا على كل ما يطلبانه رغم قدرتي على تلبية كل رغباتهما. أخاف أن تفسد الثروة والشهرة شخصيتيهما أو أن تتحول إحداهما إلى طفلة مدلّلة. لا أحب الطفل الذي يحصل على كل ما يحلم به في عمر صغير، حينها لن يشعر بالسعادة لدى تلقي المزيد، كما تفقد الأغراض قيمتها بالنسبة إليه. لا أريد أن تختبر طفلتاي هذا الشعور. أنا لم أكبر وسط هذه البيئة رغم أن والدي كان باستطاعته تأمين كل ما أريده.

-شدّت صورة تجمعك بوالدتك انتباه عدد هائل من المعجبين عبر «إنستغرام»...
يبدو أن الجمهور يحب حياتي بما فيها ولا يكتفي بفنّي. أقول لوالدتي آسفة على انفعالي أحياناً، لكنها تعرف ما بداخلي.

-هل تنظرين بالانطباع نفسه إلى المرآة دوماً؟
لا، أنظر إلى المرآة وأحب  نفسي أحياناً. وأنا كأي امرأة قد لا أشعر بالرضا عن نفسي حين أنهض من النوم. وقد أجد أنني أجمل في اليوم التالي. قد يكون الأمر مرتبطاً بساعات النوم.

-هل تحتفظين بكل فستان ترتدينه؟
نعم، خصوصاً أزياء كليباتي. وأحب كثيراً فساتين «يا سلام» و «أخاصمك آه» و «ما تيجي هنا» و «إنت آه» و «إحساس جديد» و «شخبط شخابيط» و «يا بنات» و «في حاجات»... أتذكر كل لحظة تصوير حين أنظر إلى هذه الفساتين.

-ماذا تشعرين حين تزيلين الماكياج وترتدين ملابس قطنية في المنزل؟
أشعر بنانسي، وأفضّل نفسي من دون أي إضافات قد تفرضها عليّ النجومية. وأظن أن جمهوري يفضلني على طبيعتي أيضاً.

-هل تشعرين بأنك مجبرة على الظهور مع هذه الإضافات؟
لا، أنا امرأة في النهاية، ولدي شغف في أن أطل بصورة جميلة على الدوام. كما أنني لستُ خبيرة تغذية أو مدرّبة يوغا لأمشي حافية القدمين، بل نجمة. أحب أن أتسوق الأزياء الجميلة كأي امرأة.

-تتسوقين كل ما ترغبين به اليوم، كيف تقارنين هذا الشعور مع مرحلة المراهقة. هل كنتِ تحلمين باقتناء حقيبة من Chanel؟
لم أكن أعرف الماركات التجارية أصلاً، وأحمد الله على ذلك. وابنتاي لا تعرفان عنها شيئاً أيضاً اليوم.

-كيف تنظرين إلى المرأة التي تُرهق أطفالها بالمظاهر وضرورة ارتداء العلامات التجارية مفاخرةً؟
هي تسرق طفولتهم. يجب ألاّ يدرك الطفل مستواه الاجتماعي أصلاً أو يفاخر بماركة حذائه، بل بهواياته والنشاطات التي يقوم بها في المدرسة. هذا ما يصقل شخصية الطفل. لم أنهض يوماً في طفولتي ومراهقتي وفي بالي حلم شراء حقيبة فاخرة.

-في أي مجال ترغبين أن تكوني أفضل؟
أنا بحاجة الى ساعات إضافية في النهار، لا أجد متسعاً من الوقت للقيام بكل ما أرغب به. لكن أشعر بأن عليّ أن أهدأ قليلاً. أنهض مع مسؤولياتي التي عليّ إنجازها تباعاً. وأظن أنني أبالغ أحياناً.

-إن استطعت تعديل ماضيك...
قد ألغي بعض الأشخاص من حياتي، فوجودهم لم يكن ضرورياً ولم يشكل لي أي إضافة أو بصمة في بداية مشواري الفني. وأنا أتحدث عن مرحلة ما قبل جيجي لامارا، ولا أقصد والدي، فهو رفيقي الدائم.

-أي قانون تودين إلغاءه من هذا العالم؟
القوانين المرتبطة بالمرأة غير كافية لحمايتها. أظن أن علينا استصدار قوانين في العالم العربي تكون منصفة للمرأة، الزوجة والأم. كما تقلقني الطائفية في لبنان.

-إلى أي مدى تظلم الأسماء الدينية أصحابها اليوم وتضع الأطفال والراشدين في خانات طائفية؟
أنا مع المساواة وعدم محاكمة الإنسان انطلاقاً من دينه وطائفته، خصوصاً الأطفال اليوم. وهذه أبسط أشكال العدالة. جدّدت عقدي مع الـ «يونيسف» أخيراً، وأجد أن مشاركتي في the Voice Kids خطوة إيجابية لمخاطبة الطفولة بسلام.

-ما هي أحلى ذكرى تحملينها من الطفولة؟
يوم الأحد، كان والدي يختار مكاناً مميزاً لنمضي فيه إجازة آخر الأسبوع، إلى البحر أو جبيل أو جولة في قارب أو زيارة لأحد الأقارب...

-هل كنتِ تشعرين بأنك «الطفلة المسؤولة»، خصوصاً أنك تكبرين شقيقتك نادين وشقيقك نبيل؟
كنت كبيرة المنزل نعم، والأهل على الدوام يُشعرون الطفل الأكبر بالمسؤولية تجاه أشقائه الذين يصغرونه سناً. كان والداي يقولان لي: «أنتِ الكبيرة، أنتِ المسؤولة»، خصوصاً حين نخرج برفقة شقيقيّ.

-ألاّ تقوم بالمهمة نفسها ابنتك ميلا تجاه الصغيرة إيلا اليوم؟
لا، أبداً. ميلا عمرها 6 سنوات وتحتاج إلى من يهتم بها. هي طفلة أيضاً. لا أريد أن أحمّلها مسؤولية أنها الطفلة الكبرى، عليها أن تنتبه إلى نفسها أولاً.

-كيف تصفين صداقتهما؟
مثل أي شقيقتين، تتنازعان ثم تقبّلان بعضهما بعضاً.

-هل تشعرين بغيرة ما بينهما أحياناً؟
مهما كنت حريصة، ستكون الغيرة حاضرة بينهما. لكن الأهم أنني وفادي نتحدث إليهما باستمرار. للكلمات مفعول سحري بالنسبة إلى الطفل حتى لو لم يستمع إليها ويتقيّد بها من المرة الأولى.

-هل ثمة أجمل من قراءة القصص الخيالية لـ«أميرتيْك» وفق ما تصفينهما؟
لا، أبداً. حين لا نكون خارج المنزل، أحرص على البقاء بقربهما. أضع لهما الماكياج وتضعان لي الماكياج أيضاً. كما تُصففان شعري ونقوم بإعداد الحلوى ونلعب بالطحين. هذه اللحظات تمضي سريعاً ولا تعوّض. تشبه حياتي كليب «يا بنات» فعلاً.

-هل تشعرين بأن حياتك أجمل من الحلم أحياناً؟
يساورني هذا الشعور كثيراً، وهذه اللحظات الجميلة تشعرني بالحزن لأنني لا أريدها أن تنتهي.

(مجوهرات: Sylvie Saliba)

CREDITS

إعداد: كارولين كاسيا

تصوير : mSeif Photography

شعر: محمد ادلبي

مكياج : فادي قطايا