ميشال بيزيا: لا نطمح لبيع عدد أكبر من الساعات وإنما لنوعية أفضل

ميشال بيزيا,ساعة,دار أوديمار بيغيه,اوديمار بيغيه

رولا الخوري طبّال 02 أغسطس 2015

نظمت دار أوديمار بيغيه للساعات الراقية، حدثاً هاماً في متجرها في بيروت. نخبة من الزبائن والصحافيين توالوا خلال ثلاثة أيام لحضور صفوف تشرح عن تاريخ الدار العريقة وتبرز تمايزها وحرفيتها وتسلط الضوء على هويتها التي لطالما ركزت على الحركات والتعقيدات الساعاتية. ميشال بيزيا، رئيس اكاديمية اوديمار بيغيه ومنسق الأسواق كان المسؤول عن اعطاء الدروس التثقيفية وكان لنا معه هذا اللقاء.

-لديكم تاريخ عريق تعود جذوره إلى أكثر من 140 سنة، كيف تحافظون عليه وما هي فلسفتكم؟
تتميز الدار بأنها لا تزال تنتمي الى العائلتين اللتين أسّستاها. إنهم أناس على علاقة متينة بمنطقة la valee des joux حيث كانت نشأتنا وفلسفتنا تتمحور حول الاستمرار في تصنيع الساعات والمحافظة على إرثنا وتأمين فرص عمل ليس للدار فقط، وإنما لسكان المنطقة ككل، الحداد والنجار واللحام... لدينا مسؤولية اجتماعية حيال المنطقة، لأن الناس هناك متعلقون بقوة بجذورهم ويعشقون أرضهم التي هي أرض أجدادهم، ونحن كذلك.

-هذا يعني أن هدفكما الأساسيين هما الربح والمحافظة على إرث الدار وتاريخها؟
بالطبع نحن نجني أرباحاً، لكن هدفنا ليس جمع ثروة لنصبح أكثر ثراءً ثم نبيع الاسم والتاريخ بسعر خيالي... هذا بعيد جداً. لقد طاولت الدار شائعات كهذه، لكننا ننفيها دائماً ونؤكد استمرارنا بالقوة والمبادئ نفسها.

-ما الهدف من الدورة التي أقيمت في بيروت؟
اوديمار بيغيه هي علامة تجارية متخصصة، بمعنى أننا نصنع عدداً قليلاً من الساعات، حوالى 36000 قطعة سنوياً، هو رقم صغير إذا ما قارناه بدار «رولكس» مثلاً التي تصنع مليون ساعة في السنة. منذ تأسيسنا إلى اليوم، لم يصل عدد ساعاتنا إلى ما تصنعه دور أخرى في عام واحد. لا نستطيع تلبية الطلب المتزايد على ساعاتنا، سياستنا لا تعتمد على تسجيل أرقام عالية في عدد الساعات المُباعة، لأننا نهدف إلى النوعية الجيدة ونركز على التعقيدات الساعاتية. وفي التسويق، نعتمد على طريقة تُسمى «مايكرو ماركتنغ»... إنها طريقة أكثر أهمية وفعالية. أفضّل أن أشرح شخصياً لزبائننا لمَ نحن جيدون وما القيمة التي نقدمها في ساعاتنا وبمَ يستثمرون أموالهم... عليهم ان يكونوا على دراية بما يشترون.

-ما هي الساعة الأيقونية لدى الدار؟
انها طبعاً Royal Oak الأكثر مبيعاً والتي تسبب خطراً لنا. فعندما يكون الطلب متزايداً على هذا الموديل، نحاول كل الوقت التركيز عليه لتلبية طلب الزبائن. ولكننا نملك الوعي الكافي للاستمرار في الابتكار وطرح ساعات تترجم هويتنا، اي التعقيدات الساعاتية التي عرفنا بها منذ 140 سنة. لدينا مجموعة هائلة من الابتكارات المعقدة: «رويال اوك» التي لم يتخط عمرها الأربعين لاقت نجاحاً باهراً رغم انها لا تملك التعقيدات التي نبرع فيها. إنها فعلاً أيقونة.

-نلاحظ ضخامة ساعات اوديمار بيغيه رغم أن الساعة الرقيقة رائجة، ما رأيكم؟
رغم أننا نملك عدداً من الساعات الرقيقة، لكننا لا نركز على هذا الأمر في ابتكاراتنا. بعض الدور تعتمد الرقة هويةً لها، أما نحن فالتعقيدات تمثل هويتنا بغض النظر عن حجم الساعة أو رقتها.

-ماذا عن الساعات النسائية، هل أنتم في صدد توسيع المجموعة؟
طرحنا مجموعة جديدة للمرأة LadiesMillenary collection بمثابة النسخة الأنثوية من مجموعتنا Millenary ولكن بحجم أصغر.

-لكنها ساعة كثيرة التعقيدات، هل تعتبر أن المرأة الشرق أوسطية أصبحت تهتم بهذا النوع من الساعات؟
لا يعتمد الأمر على سوق معينة، فالاذواق والاهتمامات تختلف داخل السوق الواحدة، وقد يختلف ذوق المرأة في اختيار الساعة التي تصلح للنهار أو الليل والمناسبات الكبيرة. لكن برأيي، المرأة عموماً أصبحت أكثر اهتماماً بامتلاك ساعة غنية بالتعقيدات.

-استعملتم لعلب الساعات مواد مميزة كالكربون والسيراميك، أي حدود ستتخطون في المستقبل؟
يعتمد ذلك على توافر المواد النفيسة التي قد نرغب بإستعمالها. ففي السابق، اعتمدنا في بعض التصاميم على «الا كريت» وهو مادة صلبة للغاية، السيراميك والستيل. ربما ستُتاح لنا فرصة استعمال مواد جديدة مستقبلاً.

-هل ستدخلون عالم الساعات الذكية، بحيث لاحظنا أن عدداً من الدور العريقة قد طورت بعضها؟
لا أرى فائدة في ذلك. شاشة الهاتف بحد ذاتها صغيرة، فكيف بساعة اليد! ربما اذا كانت قادرة على أن تمنح بكبسة زر لوحة كومبيوتر افتراضية، عندها يصبح للأمر معنى. أفضّل أن تبقى للساعة الميكانيكية قيمتها لتوريثها لأولادنا وأكتفي بهاتفي المحمول لبقية المستلزمات.

-ما هي ساعتك المفضلة؟
الساعة التي أضعها Ultra thin Royal Oak

-أي ساعة تختارها هدية لزوجتك؟
The Royal Oak Quartz رغم أنني أفضّل الساعات الميكانيكية، لكن بهذا الحجم الصغير، لا يمكن أن تكون إلا «كوارتز».

-حدثنا عن القطع التي جُلبت خصيصاً من متحف أوديمار بيغيه لعرضها ضمن هذا الحدث؟
لدينا 15 قطعة جُلبت من المتحف وسأخبرك قصة إحداها. لهذه الساعة قصة رائعة تعود الى عام 1790 حين كانت الدول الاوروبية تتنافس لتوسيع مستعمراتها. كانت البواخر تمخر عباب البحار وكانوا بحاجة الى ساعات بحرية دقيقة. كان روبيرت روبن الساعاتي المعتمد لدى الملك لويس السادس، قد اخترع هذه الساعة للاستعمال البحري، ولكنها لم تكن بالمستوى الذي أراده، فخطّ العديد من التصاميم والمخطوطات والشروح في كتاب عنها ولكنه اعترف في النهاية بأنها تعاني مشكلة ولا يمكن الاعتماد عليها من دون أن يستطيع تحديد هذه المشكلة. بقي الكتاب مغلقاً حوالى 200 سنة الى ان اكتشفه احد العاملين في الدار وقرر أن بإمكانه اصلاح مساوئها. عمل على اصلاحها وتركها على مكتبه لمدة سنتين ليشاركه مديره بعدها السر، وكانت بمثابة إيحاء لمجموعة رائعة من ساعات أوديمار بيغيه Audemars Piguet Escapement

-أخيراً ما هي خططكم المستقبلية؟
أن نستمر في ابتكار تعقيدات ساعاتية مذهلة، فكما سبق وذكرت نهدف الى بيع نوعية أفضل وليس الى عدد أكبر من الساعات.

-ما الجديد الذي قدمتوه هذا العام؟
هناك العديد من الساعات الأيقونية Royal oak  التي أطلقناها بحلّة جديدة، بالاضافة الى concept Royal oak minute Repeater  وهي عبارة عن نموذج لـ «مينيت ربيتر» ذي الصوت الجميل والقوي نسبةً الى صغر الساعة ورقّتها. كانت تحدياً استلهمناه من ساعة جيب من أرشيفنا تعود الى عام 1944. لقد رأيت الكثير خلال عملي في عالم الساعات، لكنني لم أر قطعة كهذه، انها فعلاً مبهرة. لم نطرحها في الاسواق بعد ولم يولد النموذج الذي يفخر به أوليفييه أوديمار على معصمه. ولكن نظراً الى الإقبال الشديد سنقوم بذلك في المستقبل. أما أحدث اصدار فكان في 20/5/2015 حيث تم إطلاق ساعة طوّرناها مع مايكل شوماخر. كان حلمه ساعة ميكانيكية تقيس دورة سيارة السباق على الحلبة، وعدناه بمحاولة تطوير هذه الساعة لكنه تعرّض للحادث المؤسف. إلا أن زوجته كورين أصرت على ان نتابع المشروع نظراً لما كان يمثله لشوماخر، وأنجزنا المهمة أخيراً وأطلقنا الساعة في المزرعة التابعة لمنزله حيث تمارس زوجته هواية ركوب الخيل. القرص مصنوع من «الفورجد كاربون» وهي مادة صلبة جداً وخفيفة الوزن، والغطاء مشغول بالتيتانيوم. Royal oak concept lap timer Michael Schumacker  إصدار حصري من 221 قطعة.