يوميات محررة موضة PARIS 2013

الموضة, باريس, عروض أزياء, ديور, أوما ثورمان, فيرساتشي, نور فارس, جورج شقرا, برادلي كوبر, كارلا بروني, إيلي صعب, إليسا, هيفا وهبي, لويس فيتون, زهير مراد, جنيفر لوبيز

08 سبتمبر 2013

لا يقتصر أسبوع الموضة على حضور عروض الأزياء. فاليوم النموذجي في أسبوع الموضة يكون مليئاً عادة بالمواعيد، وعروض الأزياء طبعاً، والمعارض. ومن يقلْ أزياء راقية يقلْ أيضاً مجوهرات راقية. الاستعدادات لأسبوع مثقل بالمواعيد والعالم السحري لعشاق الموضة...


الإنطلاقة توضيب الحقائب. يا إلهي! هل ملأت حقيبتي لمواجهة حشود عشاق الموضة؟ فخلال أسبوع الموضة، لا تكون عروض الأزياء فقط على المنصات وإنما أيضاً في الشوارع. بالفعل، نجد خلال هذا الأسبوع كل الطلات الممكنة. إنها متعة حقيقية للعينين. من دون أن ننسى طبعاً أن باريس تجمع المطر مع الطقس الجميل، ولا نعرف بالتالي ما يمكن ارتداؤه. هبطت طائرتي في الساعة السابعة والنصف. شعرت بالذعر. هل سأتمكن من حضور عرض أزياء Atelier Versace الذي يبدأ في الساعة التاسعة؟ بالكاد أتيح لي الوقت لوضع حقائبي في الشقة، وتبديل ملابسي (لأن حفلة كوكتيل بعد عرض الأزياء ولا مجال أبداً للذهاب في ملابس رياضية!). اتكلت على التأخير المعتاد في العروض. فما من عرض يبدأ في الوقت المحدد له.

 

ها قد وصلت وأخذت مكاني. سيبدأ العرض. ظهرت ناومي كامبل، النمرة الانكليزية، عارضة الأزياء الشهيرة في حقبة التسعينات، والصديقة الوفية لدوناتيلا فيرساتشي. ظهرت ملامح العرض بشكل جلي: جلد تمساح، فرو، كريستال، تخاريج وفتحات مذهلة... امرأة فيرساتشي جذابة، وتراوح ألوان ملابسها بين الأسود والأحمر الداكن. انتهى العرض وشارك المدعوون في حفلة كوكتيل لاكتشاف مجموعة المجوهرات الراقية الخاصة بالماركة. بين الحضور كانت هناك أوما ثورمان، ونعومي كامبل، ودوناتيلا فيرساتشي، ومينا سوفاري، الوجه الإعلاني لدار Lancome والتي تحدثت معها قليلاً.
 

اليوم 1 أبرز محطات اليوم: عرض أزياء ديور المنتظر بشدة لدرجة أن دار ديور قدمت مجموعتها مرتين لإرضاء زبائنها ومحرري الموضة وجميع الأشخاص الذين جاؤوا من كل بقاع الأرض. دعيت مجلة «لها» وصحافة الشرق الأوسط إلى العرض الثاني، في الساعة الخامسة عصراً. انتعلت حذائي العالي الكعب وتوجهت إلى مقرّ عرض أزياء ديور. اللافت أن العرض لم يكن فقط على المنصة وإنما أيضاً على الجدران حيث تم عرض صور للطلات التي قدمتها لنا عارضات الأزياء. لقد تخيّل راف سيمونز لديور امرأة واثقة من نفسها، تتألق في طلات قديمة حيناً، وعصرية جداً حيناً آخر، مع ألوان وامضة. وكانت المجموعة وفية للزبونات.

الاتجاه نحو فوبور سان هونوريه حيث تقدم الشابة الموهوبة نور فارس مجموعتها من المجوهرات. أعجبتني أقراط للأذنين على شكل جناحين. تعرفت أيضاً على مصممين آخرين للمجوهرات يعرضون مجموعاتهم ومن بينهم نيكوس كوليس، مصمم يوناني، اكتشفت تصاميمه قبل عام واحد وأعجبتني كثيراً. استفدت من لقائي به لأعبّر له عن مدى إعجابي بعمله وأظهرت له على هاتفي الخلوي مجموعة التصاميم التي عرضناها له في صفحات الجمال في مجلتنا. بعد ذلك، أقامت لنا نور فارس حفلة استقبال عند «ماكسيمز» حيث تقدم صديقتها أوجيني نياركوس مجموعتها الخاصة من المجوهرات المستوحاة من دروع السلاحف. انتهى اليوم بالنسبة إليّ. غداً سأنسى حتماً أمر الحذاء العالي الكعب وأنتعل الحذاء المسطح الكعب. فقد التهبت قدماي... أتساءل كيف تنجح بعض النساء في الركض من مكان إلى آخر، مع ابتسامة مرسومة على الشفتين، من دون أي دليل على المعاناة؟
 

اليوم 2 الساعة الثانية والنصف بعد الظهر: توجهت نحو نادي التنس في باريس في الدائرة السادسة عشرة حيث قرر المبدع Stephane Rolland تقديم مجموعته. استهلم المصمم الفرنسي أفكاره من بلاد الفلامنكو. أراد إعادة ابتكار الطلة الاسبانية على طريقته الخاصة. وقد ترجم اسبانيا على شكل فساتين طويلة مثيرة، باللون الأسود أو الكحلي، مع لمسات من الأبيض الثلجي. الياقات ومقدمات القمصان، المعاطف وثنيات السموكينغ تجسد الخيط الأحمر في المجموعة التي عرضت أمامنا على إيقاع الراقص رافاييل أمارغو الذي رقص بيديه وقدميه وسط المنصة طوال مدة العرض. كان العرض ساحراً فعلاً وشعرت بأني مفتونة.

محطة قصيرة في جادة الرئيس ويلسون لزيارة صالة عرض المصمم اللبناني جورج شقرا الذي قرر هذا الموسم عدم تقديم مجموعته في أسبوع الموضة وإنما تقديمها في حفلة بسيطة.

في طريقي إلى سهرة بولغاري في فندق بوتوكي للاطلاع على المجموعة الجديدة من المجوهرات الراقية «ديفا». بين الحدائق والصالونات، اختالت العارضات بيننا. واستطعنا أن نتأمل عن كثب قطع مجوهرات مذهلة فعلاً. لكن الحدث الأهم في السهرة يبقى حتماً، بالنسبة إلينا محررات الموضة والأشخاص المدعوين، وصول أحد الممثلين الأكثر جاذبية، برادلي كوبر! اعذروني قليلاً، لكن حضوره سرق الأضواء، حتى من السيدة الفرنسية الأولى السابقة كارلا بروني! لم تفارق الابتسامة ثغره وكان ساحراً جداً بحيث لم يهرب من هجوم كل النساء الحاضرات ووافق على التقاط الصور الفوتوغرافية. استفدت من الوضع! «هل أستطيع التقاط صورة معك؟». لحظات وأصبحت الصورة معي... ما زلت أرتجف.

وصلت أليكسا تشانغ، الجميلة وعارضة الأزياء المشهورة، وكانت هي النجمة لبقية السهرة.

 

اليوم 3 إنه ربما اليوم الأكثر انهماكاً بالنسبة إليّ في كل أسبوع الموضة.

انتقلنا إلى الجهة الأخرى من باريس لحضور عرض أزياء Maison Martin Margiela. مجموعة حرفية، على عكس الاتجاه السائد في بقية عروض الأزياء الراقية، حيث تبرز الحاجة إلى «تدمير» كل شيء لإعادة التركيب بشكل أفضل. إنها الفكرة الرئيسية في هذه المجموعة حيث تم استعمال الكثير من أقمشة الساتين الملتفة والأقمشة المخملية المطرزة، بمثابة تذكارات من حقبة منصرمة، لابتكار سراويل جينز وجزمات لماعة مدببة الكعب كانت لتثير الرعب في حقبة السبعينات. ظهرت العارضات مقنعات، وبرزت التفاصيل في كل مكان، حتى في زخارف الرأس...

في طريقي إلى عرض أزياء المصمم العالمي إيلي صعب.في الشارع، فوجئت برؤية عارضة الأزياء الشهيرة ساسكيا دو براو وهي تركب على دراجة هوائية وتتسوق على الأرجح.

الساعة الثانية عشرة والنصف: تخيّل المصمم اللبناني إيلي صعب طلات تتمحور حول موضوع الاحتفال الملكي. احتفال بين أعمدة قصر برونجنيار، على منصة حمراء لماعة. بدأ العرض بتصاميم حمراء اللون، عكست فيها حبات الستراس والكريستال الأخرى فخامة التاج. اختالت العارضات في رقصة متلألئة مثل الجواهر. فساتين ضيقة، فساتين بتنانير واسعة أو بتنانير تصل إلى الركبتين. تلألأت روائع الأزياء الراقية في كل الأشكال التي تحلم بها الأميرات.

ترافق الأحمر الياقوتي مع الأخضر الزمردي والرمادي النفيس. تركز اللمعان على الوركين أو الصدر، لمنح المزيد من الفخامة للنتيجة النهائية. الكتفان غير متماثلين أحياناً، وقصات الصدر أو الظهر منخفضة. تلألأت حبات الزمرد والياقوت الأحمر على المنصة اللماعة للعرض. فساتين فخمة أيضاً وأيضاً، كما هي الحال دوماً. مالت بعض الألوان نحو البنفسحي، والبعض الآخر نحو الكحلي. امرأة إيلي صعب ساحرة، مثل العروس التي ابتكر طلّتها. ملكة مغلفة بفستان من التول الرمادي-الفضي المطرز بالكامل مع وشاح مرصع بالكريستال اللماع. إليسا وهيفا وهبي، صديقتان وفيتان للمصمم العالمي، أسرعتا إلى الكواليس بعد انتهاء العرض لتهنئة المبدع على ابتكاراته.

بعد غداء دسم مع صديقة صحافية، توجهت إلى قصر طوكيو لحضور افتتاح المعرض الفني Art Capsul الذي نظمته المحافظة الشهيرة وأيقونة الموضة ستايسي إينغمان لموقع Pret-A-Porter. الفن في خدمة الموضة. هذا هو المفهوم المعتمد. وفي هذا المعرض الأول، تعاونت مع الفنانين الأكثر شهرة في الوقت الحاضر مثل مارينا أبراموفيك، وجورج كوندو، وتيرينس كوه، وفيك مونيز، وميكالين توماس بهدف إطلاق مجموعة فريدة من الملابس حسب الطلب، متوافرة حسب الطلب وفقط على موقع Net-A-Porter.com. مفهوم إبداعي ومجموعة متجانسة في الوقت نفسه، بحيث تملك كل قطعة عناصر مستوحاة من الأعمال الأكثر شهرة لرسامين ومصورين فوتوغرافيين: كريستال شواروفسكي لتوماس، والنقوش المطبعة المصورة لمونيز، والمطبوعات الخشبية لكوندو، والابتكارات اللؤلؤية لتيرينس كوه.


اليوم 4 في هذا اليوم الأخير من أسبوع الموضة، أفسحت الأزياء الراقية المجال أمام عروض المجوهرات الراقية. من لوي فويتون إلى شانيل، مروراً بديور، الدور الكبيرة المتربعة على عرش ساحة الفاندوم احتفلت هي أيضاً ببراعتها الحرفية عبر ابتكار تصاميم فريدة. عند ديور، قدمت لنا فيكتوار دو كاستيلان مجموعتها Cher Dior، الغنية بالألوان والظلال المتدرجة، مثل المفرقعات النارية. عند شانيل، أخرج الأسد مخالبه وفرض نفسه رمزاً جديداً للدار. أما دار لوي فويتون فكانت تفتتح أول بوتيك لها في ساحة الفاندوم مع مجموعة «رحلة في الزمن» (Voyage dans le temps)، المستوحاة من أساليب ماضية أعيد ابتكارها حول زهرة المونوغرام ضمن مجموعة ملونة.

عرض أزياء زهير مراد. إنه العرض الأخير في أسبوع الموضة الباريسي. قدم زهير مراد مجموعته الجديدة من الأزياء الراقية لخريف وشتاء 2013 في فيلا مونتمورنسي. وبين المدعوين، لمحت الممثلة كريستن ستيورات، التي بدت متألقة أكثر من أي وقت مضى. بعد تأخير قرابة الخمس وأربعين دقيقة (في انتظار وصول النجمة)، بدأ العرض. وعند مرور العارضات، تعرفت إلى بذلة ذات قطعة واحدة من الدانتيل ارتدتها جنيفر لوبيز. نعم، لقد أصبح زهير مراد في المواسم الأخيرة من المصممين المفضلين عند النجمات الأميركيات .

انتهى العرض وانتهى معه الأسبوع الباريسي المجنون. الموعد المقبل مع الأزياء الجاهزة.