منزل بيروتي كأنه باخرة فاخرة الرفاهية والترفيه بين أربعة جدران

منزل بيروتي,منزل,باخرة,فاخرة الرفاهية,الترفيه,أربعة جدران,أفخم,الفخامة,الهندسة,دوائر زجاجية,الخشب,جدار,الكروم,الجلد الفاخر,الصالونات,الطراز المعاصر

روزي الخوري 08 أغسطس 2015

قاطنو هذا المنزل في سفر دائم على متن أفخم باخرة بحرية. هذا هو الشعور الذي يعيشه أهل هذا البيت في قلب العاصمة بيروت، وقد رسمه بإبداع المهندسان نيكولا وكارلا بخعازي اللذان أرادا أن يكون ممتعاً، بعيداً من الملل والروتين، في قالب من الفخامة.


ليس من السهل أن تجمع الهندسة في تفاصيلها بين الرقيّ والأناقة والتسلية والترفيه في آن معاً. فالمهندسان بخعازي أدخلا أشكالاً هندسية متّبعة في تصميم البواخر الفاخرة، وتحديداً في الأبواب والنوافذ التي اخترقتها دوائر زجاجية كنوافذ صغيرة إلى جانب الخشب.

لمسة المهندسة كارلا واضحة، بدءاً من باب الدخول حيث ازدان الحائط الخارجي بلوحة خطّتها أناملها كما في كلّ أرجاء المنزل. اللوحة تجسد رجلاً بالرمادي والأبيض والأسود وضعت في قالب من الخشب على جدار ارتدى ورقاً داكناً بنقوش ناعمة. وتحت جدار اللوحة توزعت الشتول الخضر.
وهنا يطالعنا جدار من الخشب أغنى المساحة الخارجية، اخترقه بابٌ كبير مقطّع إلى مربّعات من الزجاج والخشب، وإلى جانبيه مصباحان من الكروم للإضاءة والزينة معاً.

درجان صعوداً يقودان إلى الدرج الذي يصل طبقة الاستقبال بغرف النوم في الطبقة العلوية، ودرجان نزولاً يقودان إلى غرفة الطعام لجهة اليمين، ودرج آخر يقود إلى الصالونات.
فالمنزل مصمّم بمستويات عدة، ما أعطاه جوّاً مميزاً مليئاً بالحياة والحركة. وتنوّعت أرضيته بين الخشب بألوانه العديدة والباطون الذي أضفى جواً عصرياً وأعطى نفحة من البرودة امتزجت مع الجوّ الدافئ الذي ولّده الخشب. 

قبل الوصول إلى الصالونات، تستوقفنا غرفة الطعام حيث الخشب بكلّ مقوّماته الجمالية انسجم بألوانه ونقوشه الفاخرة في قالب متماسك.
جدار من الخشب بلونه الزاهي مقسّم إلى أجزاء عدة، فيه خزائن و «فيترينات» خاصة بغرفة الطعام. وفي وسط هذا الجدار باب من الخشب بلون مختلف يقودنا إلى المطبخ، تتوسطه نافذة بحرية مستديرة.
أما بقية الأعمدة فبلون ونقشة مختلفين، وازدان العمودان الخشب بإنارة من الكروم تذكّر بشكلها بهندسة البواخر.    

الطاولة من الخشب الفاخر قديمة الطراز، أُعيد تأهيلها بدقة وإتقان، ويمكن التحكم بجوانبها لتصبح أكثر طولاً، وحولها ارتفعت عشرة مقاعد من الجلد الفاخر، طويلة الظهر ومريحة باللون البني. ومن الجفصين المربّع في السقف تدلّت إنارة من الكروم بستة مصابيح من الزجاج الشفاف.
وتفتح غرفة الطعام على مطبخ من الخشب، صمّم بشكل أنيق. هنا، طاولة مربّعة ومرتفعة، وأجزاؤها الثلاثة متصلة، وجهها من الرخام الأبيض الموشّى بالرمادي، وقد ارتفعت حولها المقاعد العالية. وفي وسط الطاولات أواني المطبخ من الكروم. وهذه الجلسة التابعة لغرفة الطعام تشرف بدورها على الخارج من خلال واجهة زجاج ضخمة زرعت خلفها الشتول، لتعزل المنزل تماماً عن العوامل الخارجية، وكأّن المنزل الكائن في قلب العاصمة جزءٌ من الريف.
ولجهة الداخل مطبخ آخر مخصّص للطهو.   

وبعد هذه الردهة، يقودنا درج من الخشب إلى الصالونات. الطراز راقٍ يخدم الجوّ المعاصر من دون أن يكون فائق العصرية، ليدوم مع مرور الزمن ويظل يتألق كلّما مرّت عليه السنون.
«طراز المنزل يخدم سنين عديدة، فهو مصمّم من سنوات عدة ويبدو كأنّه مرسوم اليوم، وهنا تكمن قيمة العمل ليواكب كلّ العصور والأعمار، فتركيز مكتبنا هو على العمل المتقن والطراز المعاصر في قالب من الفخامة والعصرية والراحة معاً».

أحد الصالونات من الجلد الهافان مخصّص للمدفأة، والآخر زاهي اللون من القماش البيج والقطن المريح، طاولته من الكروم. واتّسم صالون آخر بمكتبة من الخشب الداكن احتلّت الجدار، وفي وسطها جهاز التلفزيون. وقبالة الخشب الداكن أرضية من الباركيه الزاهي إطارها من حجر الباطون.

قاعات الاستقبال واجهاتها من الزجاج، ومنها يشرف الضيوف على امتداد الجلسات التي لم تحد بينها حواجز، على كلّ تفاصيل المدينة، لكون الدوبلكس في الطبقة العليا من المبنى. وفوقه الترّاس الذي تحوّل إلى جلسات صيفية من الـ «بيرغولا» بمقاعد من الخشب والقماش الزاهي وحديقة ممتعة تحملنا بكلّ تفاصيلها إلى الريف اللبناني.
أما في الطبقة الثانية حيث غرف النوم، فتوزّعت أربع غرف لسكان المنزل، وواحدة للضيوف، وبينها غرفة جلوس. جناح غرفة المالكين ضمّ حجرة للسونا مجهزة بأحدث التقنيات، كأننا في «السبا». أما السرير فبدا فاخراً ووثيراً بلونه الأبيض، امتداداً لجوّ الفخامة السائد. 

غرفة الجلوس هنا فائقة العصرية من حيث التصميم، إذ يطالعنا مقعدان من البلاستيك الرمادي ارتفعا على ركائز من الكروم قابلة للدوران. وفي الوسط مقعد كبير من الرمادي أيضاً. أما السجادة في الأرض فمقلّمة بمشتقات الرمادي، وجدرانها وأرضها من الخشب.
إذا كان من ميزة لهذا المنزل البيروتي الجميل، فهي أنه بفضل هندسته الفريدة، بات معزولاً تماماً عن محيطه، وفي مأمن من صخب المدينة، كأنه واحة للاسترخاء يحلو فيها التجول والتأمل.