ظافر العابدين: فقدت سيطرتي أمام نيللي كريم

ظافر العابدين,الفنية,النجوم,التمثيل,الفنان,عمل فني,السينما,البطولة المطلقة,المسلسل,شهر رمضان,الدراما التونسية,اللهجة المصرية,سباق الدراما الرمضاني

نرمين زكي (القاهرة) 23 أغسطس 2015

يرى أن التمثيل لعبة، ورغم استمتاعه بها، يعترف بأنها تسرقه من أسرته كثيراً... النجم التونسي ظافر العابدين يحدّثنا عن سعادته بمشاركة نيللي كريم بطولة «تحت السيطرة»، ولماذا ظن كثيرون أنه ممثل مصري، ويكشف عن حلمه بالوصول إلى العالمية، والمؤهلات التي تجعله قادراً على تحقيق هذا الحلم، كما يتكلم على غيابه عن السينما، والقرار الذي تراجع عنه، وسبب رفضه استشارة أحد في أدواره ومكاسبه وخسائره من الفن، وأهم ما يعلمه لابنته.


- خضت سباق الدراما الرمضاني من خلال مسلسل «تحت السيطرة»، فما الذي حمسك للمشاركة في بطولته؟
أسباب كثيرة، أبرزها أنني قدمت من خلال هذا المسلسل دوراً مختلفاً، يبتعد تماماً عن أدوار الشر التي قدمتها أكثر من مرة خلال السنوات الماضية، والشخصية التي جسدتها من خلال الأحداث كانت قريبة للغاية من قلوب المشاهدين، لأنها تشبه الكثيرين.
فدوري في مسلسل «تحت السيطرة» إنساني بحت تُسيطر عليه المشاعر. والسبب الثاني الذي حمّسني لهذا المسلسل، وجود الفنانة نيللي كريم التي أعتبرها واحدة من أفضل الفنانات على الساحة الفنية، وقد تمكنت خلال السنوات الماضية من تكوين جماهيرية ضخمة، وحققت نجاحاً كبيراً من خلال مسلسليْ «ذات» و «سجن النساء»، وأنا من أشد المُعجبين بموهبتها وأدائها المُميز، وتعجبني اختياراتها الفنية وأحترم ذكاءها.
أما السبب الثالث الذي حمّسني للمسلسل فهو وجود المخرج تامر محسن، وثقتي بالمؤلفة مريم نعوم التي قدمت سيناريو مُميزاً جذبني منذ قراءة حلقاته الأولى.

- بمُناسبة اسم المسلسل، هل تنجح في العادة في جعل كل الأمور تحت سيطرتك؟
الإنسان بطبعه يظن أنه يُسيطر على كل شيء في حياته، ويعلم كل ما يحدث من حوله، لكن في الحقيقة، السيطرة على الأمور وكل تفاصيل حياتنا شيء مُستحيل، فمن الصعب أن نضبط كل شيء في حياتنا، لأننا قد نمر بظروف خارجة عن إرادتنا، ونُصادف في بعض الأحيان الكذب والخداع، وهذا ما ستعيشه الشخصية التي أُقدمها، إذ كان يظن أن الأمور تحت سيطرته، لكنه يتعرض لأحداث تقلب حياته رأساً على عقب.

- ما الشيء الذي تفقد سيطرتك عليه؟
الشائعات، وأعتقد أن كل فنان يُعاني المشكلة نفسها ويفقد السيطرة على الأخبار الكاذبة والشائعات التي تُحاصره، وتتعلق في بعض الأحيان بحياته الخاصة.

- ما الصعوبات التي واجهتك خلال التصوير؟
لا يوجد مشهد بعينه يُمكن أن أصفه بالأصعب، لأن كل المشاهد التي قدمتها من خلال مسلسل «تحت السيطرة» كانت صعبة وتطلبت مني مجهوداً خاصاً، فدوري يعتمد على تقلبات المشاعر والأحاسيس، وقصة المسلسل مبنية على العاطفة، وهذه النوعية من الأعمال الدرامية لا تقل صعوبة عن مسلسلات «الأكشن» على سبيل المثال، بل تتفوق عليها في الجهد المبذول، لأن إظهار هذه المشاعر أمام الكاميرا بشكل صحيح، لا يحدث بسهولة، بل يتطلب جهداً وتركيزاً.

- كيف كانت ردود الأفعال التي وصلتك بعد عرض المسلسل؟
ردود الأفعال جيدة للغاية، فرغم المنافسة القوية التي شهدها موسم الدراما الرمضاني لهذا العام، أثبت المسلسل نفسه بقوة، وحصد نسبة مشاهدة جيدة منذ عرض الحلقة الأولى منه، وكنت متفائلاً بالحلقات المقبلة، لأنها تضمنت مفاجآت كثيرة، كما نجح المسلسل في اختراق قلوب المشاهدين بسبب قصته الإنسانية التي تُناقش العديد من القضايا الاجتماعية الهامة.

- رغم قلة عدد الأعمال المصرية التي شاركت في بطولتها حتى الآن، لكنك تمكنت من إتقان اللهجة المصرية بشكل جعل المشاهدين يعتقدون أنك فنان مصري!
هذا الأمر يُسعدني كثيراً، وأعتبر هذا الاعتقاد الخاطئ مكسباً كبيراً، لأنه يدل إلى أن الجمهور أصبح يندمج بشكل كبير مع الدور الذي أقدمه ويتفاعل معه، ولا يشغل نفسه باللهجة، بسبب إتقاني الكامل لها، وأتمنى أن أكون دائماً عند حسن ظن الجمهور، وسعيد للغاية بأنني نجحتُ في تخطي حاجز اللهجة.

- ما الرسالة التي يُناقشها المسلسل؟
بعد مشاهدة «البرومو»، أعتقد المشاهد أن المسلسل يناقش قضية إدمان المخدرات فقط، لكن هذا غير صحيح، فهو يلقي الضوء على العديد من المشاكل الإنسانية وكيفية تعامل الإنسان مع الأزمات التي تواجهه بعدما فقد السيطرة على التحكم بحياته، والمسلسل إنساني اجتماعي كما أكدت في بداية حديثي.

- كيف وجدت العمل مع نيللي كريم؟
رائع جداً، نيللي كريم ليست فقط ممثلة عبقرية تمتلك موهبة متميزة وقادرة على تقديم أفضل ما لديها في كل مشهد، وإنما إنسانة مرحة للغاية وتتعامل ببساطة مع جميع العاملين، لذلك كان العمل معها سهلاً، والكواليس كان يُسيطر عليها التفاؤل والطاقة الإيجابية، وقد انعكس هذا بشكل كبير على المسلسل.

- شاركت في مسلسل آخر وهو «24 قيراط»، ما الذي حمّسك للمشاركة به؟
«24 قيراط» ضمّ نخبة كبيرة من النجوم، ولذلك وجدت أنها ستكون تجربة إيجابية وستضيف إلى رصيدي الفني، خاصة أن السيناريو رائع ودوري مؤثر في الأحداث، هذا بالإضافة إلى أنه مختلف تماماً عن دوري في مسلسل «تحت السيطرة»، كما تشرفت بالعمل مع عابد فهد وماغي بو غصن.

- لكن ألم تجد صعوبة في مواعيد التصوير، خاصةً أن مسلسل «تحت السيطرة» صُور في مصر، بينما تطلب منك «24 قيراط» السفر إلى لبنان؟
لا أنكر أنني بذلت هذا العام جهداً كبيراً وشعرت بالإرهاق بسبب السفر المتكرر، لكنَّ المسلسلين اللذين أشارك في بطولتهما يستحقان مني كل هذا الجهد، كما أن رغبتي المشاركة في أكثر من مسلسل وتحقيق الانتشار في أنحاء الوطن العربي يتطلبان مني القيام بذلك الأمر الذي اعتدت عليه طوال السنوات الماضية. وأتذكر أن هناك عاماً شاركت خلاله في بطولة مسلسل فرنسي وآخر مصري، ونجحت في التوفيق بين مواعيد التصوير.

- ما سبب ابتعادك عن الدراما التونسية؟
لست بعيداً عنها، فقد شاركت منذ عامين في بطولة مسلسل تونسي، وكنت سعيداً بهذه التجربة، وكانت لديَّ رغبة في المشاركة في الدراما التونسية هذا العام، لكن تعاقدي على بطولة مسلسلي «تحت السيطرة» و «24 قيراط» جعل اتخاذ هذه الخطوة مستحيلاً، لانشغالي بهما ورغبتي في التفرغ للتحضير لأدواري.

- رغم إعلانك من قبل رفضك للمسلسلات المكونة من 60 حلقة، لكنك شاركت في بطولة مسلسل «أريد رجلاً»، ما سبب تراجعك عن قرارك؟
هذا صحيح، إذ كنت أخشى المشاركة في هذه النوعية من المسلسلات، خوفاً من أن يُصاب المشاهد بالملل بسبب الحلقات الطويلة، لكن عندما قرأت سيناريو مسلسل «أريد رجلاً» تغيّرت وجهة نظري تماماً، ووجدت أنه عمل مشوق ومليء بالأحداث المثيرة التي تجعل المشاهد ينتظر عرض كل حلقة بفارغ الصبر.
وتراجعت عن قراري بعدما وجدت أنني أُقدم من خلال المسلسل دوراً جديداً، كما أعجبتني الرسائل التي يُناقشها المسلسل، وفي كل الأحوال أنا سعيد بهذه التجربة وأشعر بالرضا التام عنها.

- هل كنت تؤيد فكرة عرض هذا المسلسل بعيداً من شهر رمضان؟
بكل تأكيد، فأنا من أشد مؤيدي فكرة فتح مواسم درامية جديدة بعيداً من شهر رمضان، فالمشاهد أصبح يتابع أي مسلسل طوال العام، ولذلك يلجأ إلى المسلسلات التركية والهندية التي نجحت في غزو شاشات التلفزة خلال الفترة الأخيرة، وأرى من الأفضل أن نُقدم للجمهور العربي مسلسلات تؤيد وجهة نظر العرب، وتتفق مع عاداتهم وتقاليدهم، وتُناقش أيضاً مشاكلهم وقضاياهم.

- لكن ألا ترى أن المسلسل تعرض للظلم بسبب عرضه على قناة مشفرة؟
بالعكس، قناة OSN تمتلك جماهيرية واسعة في دول الخليج، وردود الأفعال الجيدة التي وصلتني حول المسلسل تدل على أنه حظي بنسبة مشاهدة جيدة، وأثق بأن المسلسل سينال إعجاب الجمهور المصري بعد عرضه على القنوات الفضائية غير المُشفرة.

- شاركت في بطولة العديد من الأعمال الفرنسية والإنكليزية، فماذا أضافت إليك هذه الخطوة؟
أشياء كثيرة لا يمكن الحديث عنها في سطور قليلة، ويكفي أنني تمكنت من خلال مشاركتي في الدراما الفرنسية والسينما البريطانية من التعامل مع العديد من النجوم والمخرجين الكبار، كما تعرفت على ثقافات مُختلفة واكتسبت خبرات عديدة، تمكنت بها من تطوير نفسي كممثل، ووصلت إلى المشاهد الأوروبي، وهذا شيء يدعو إلى الفخر.

- هل تحلم بالعالمية؟
بكل تأكيد، وأحاول المشاركة في السينما العربية والأوروبية، وأسعى إلى التوفيق بينهما، وأعتقد أن إتقاني أكثر من لغة ولهجة يؤهلني لتحقيق هذا الحلم.

- هل تحلم بالبطولة المطلقة؟         
لا أحلم بها ولا أُفكر بهذه الطريقة، فالسيناريو الجيد يفرض نفسه عليَّ، وأعتبر نفسي محظوظاً بالمشاركة بأكثر من عمل ينتمي إلى البطولات الجماعية، حيث تمكنت من التعاون مع نخبة كبيرة من الفنانين، وفخور بالعمل مع نيللي كريم وهند صبري ومنة شلبي وغيرهن.

- هل هناك فنان ما زلت تحلم بالعمل معه؟
أسماء كثيرة لا يُمكن ذكرها بالكامل، لكنني أتمنى العمل مع النجم محمود عبدالعزيز والوقوف أمام الفنان عادل إمام، كما أحلم بالعمل مع المخرج الرائع شريف عرفة.

- ما سبب ابتعادك عن السينما؟
الفترة الأخيرة فرضت على العديد من الفنانين الابتعاد عن السينما والتركيز على الدراما، لكنني أتمنى الوجود في السينما بأقرب وقت ممكن، وما زلت في انتظار العرض المناسب الذي يُمكنني من تحقيق نجاح لا يقل عما حققته في الدراما أخيراً.

- ما أقرب أعمالك الفنية إلى قلبك؟
أكثر من عمل، فمشاركتي في مسلسل «فيرتيجو» كانت بمثابة انطلاقة حقيقية لي في مصر، كما أنني فخور وسعيد للغاية بمشاركتي في مسلسل «نيران صديقة» الذي حققت من خلاله نجاحاً كبيراً، ودوري في هذا العمل سيظل قريباً إلى قلبي، و «تحت السيطرة» يُعد أيضاً من الأعمال التي تحتل مكانة خاصة في حياتي.

- هل هناك عمل فني ندمت عليه؟
لا أندم على شيء لأنني مؤمن بأن الندم لن يُغير ما حدث، وعلى أي حال أشعر بالرضا عن كل المسلسلات التي شاركت في بطولتها خلال الأعوام الماضية، لأن اختياري لها جاء بعد اقتناع كامل.

- ما الذي تشعر أنك كسبته من الفن؟
بعيداً عن سعادتي بحب الجمهور وبنجاحي في تقديم عمل فني يحمل له رسالة فنية هادفة ويُسعده، يجعلني التمثيل أنجح في تطوير نفسي كإنسان وتحديث طريقة تفكيري باستمرار، فهو عبارة عن «لعبة»، وهذا الشيء ليس متوافراً في أي مجال آخر، وأستمتع طوال الوقت بأنني مشغول باللعب وبتجسيد أدوار مختلفة.

- وما أكثر ما خسرته منه؟
الوقت ليس ملك الفنان، إذ أبقى دائماً مشغولاً بالسفر من مكان لآخر، بالإضافة إلى ساعات التصوير الطويلة التي تجعلني أشعر بالتقصير تجاه أسرتي. فهذا العيب لا نجده في أي مجال آخر، والفن لا يتيح لي أن أُمارس حياتي بشكل طبيعي طوال الوقت، وقد أستغل أي إجازة أحصل عليها للبقاء مع أسرتي والسفر معهم.

- ما المبادئ التي تحرص على غرسها في ابنتك ياسمين؟
مبادئ كثيرة تجعل منها عُنصراً فعالاً ومُفيداً في المجتمع، لكن أهم شيء أحاول أن أغرسه فيها هو حب الخير ومساعدة الناس واحترامهم.

- من وجهة نظرك، هل تلعب وسامة الفنان دوراً في نجاحه؟
لا يُمكن أن يشغل شكل الفنان ووسامته المشاهد، وتبقى الموهبة هي المعيار الرئيسي والأهم، فمن الممكن أن ينجح الفنان في بداية مشواره الفني بسبب جماله ووسامته، لكن هذا النجاح لا يستمر كثيراً في ظل عدم وجود الموهبة.

- من مثلك الأعلى في التمثيل؟
ليس لديَّ مثل أعلى في التمثيل، لكنْ هناك نجوم أعشق مشاهدة أعمالهم باستمرار للتعلم من تاريخهم الفني، ومنهم النجم روبرت دي نيرو والممثل العبقري آل باتشينو والرائع أحمد زكي.

- من النجوم الذين تحب مشاهدتهم باستمرار؟
مقياس المشاهدة أصبح مُختلفاً تماماً، وأنا مثل أي مشاهد يبحث عن الفكرة الجيدة والقصة المشوّقة، فالعام الماضي أعجبني «سجن النساء» و «السبع وصايا» و «عد تنازلي»، واختياري لهذه الأعمال لم يكن على أساس النجوم، وإنما لإعجابي بأفكارهم.

- هل تستشير أحداً في اختياراتك الفنية؟
لا أحب ذلك! فلا يوجد شخص من الممكن أن يُشعر بالدور المعروض عليَّ مثلي، فأنا الوحيد القادر على تقييم مدى قدرتي على تقديم هذا الدور بشكل مميز.

- وما العيب الذي تحاول التخلص منه؟
عصبيتي الزائدة، وأحاول أن أكون أكثر هدوءاً طوال الوقت.