خالد الصاوي: أملك عزيمة لهزيمة المرض وأطلب من جمهوري الدعاء لي

خالد الصاوي,عزيمة,هزيمة المرض,جمهوري,المسرح,البرنامج,تجربة,التقديم التلفزيوني,الأعمال الفنية,انتشار الفساد,سينمائي,السينمائي,الفترة الماضية,المسلسل

نرمين زكي (القاهرة) 22 أغسطس 2015

«لم أهمل صحتي، وبرنامجي لا يسيء إلى بلدي، ومسلسلاتي لا تسقط في فخ المط والتطويل»، تصريحات جريئة للنجم خالد الصاوي تحملها سطور حوارنا معه، الذي تكلم فيه أيضاً على مسلسله الأخير، والإرهاق الذي يعانيه، والشخصية التي يحلم بتقديمها، وموقفه من التأليف والإنتاج.


- خضت سباق الدراما الرمضاني من خلال مسلسل «الصعلوك»، فما الذي حمّسك لهذا العمل؟
الفكرة هي السبب الرئيسي والوحيد وراء موافقتي على بطولة مسلسل «الصعلوك»، فهي جديدة على الدراما ولم تُقدم من قبل، كما أن الأحداث التي يدور حولها المسلسل تعتمد في الأساس على الإثارة والتشويق وأيضاً الغموض.
جسّدت من خلال هذا العمل شخصية «محروس أبو خطوة»، الذي واجه أموراً بمنطقه الخاص. شخصية محروس لها ماضٍ غامض وهي السبب في كل ما تعرض له طوال حياته.

- في الكثير من الأحيان يُصاب المُشاهد بالتشتت والحيرة بسبب أحداث المسلسلات التي تعتمد على جرعة زائدة من الغموض، ألا تخشى هذا الأمر؟
للأسف هناك مشاهدون يخطئون في التعامل مع الدراما، ويتعاملون مع مشاهدة المسلسلات بشكل عشوائي للغاية، وللأسف أيضاً بعض الأعمال الدرامية التي اعتمدت على الحشو والمط والتطويل في الأحداث، سبب تعامل الجمهور مع الدراما بهذا الشكل، فبعض المشاهدين من الممكن أن يتجاهلوا مشاهدة إحدى حلقات المسلسل من دون أن يشعروا بأن هناك حدثاً مهماً لم يتمكنوا من مشاهدته، والسبب في ذلك الحشو الذي أصبح سمة أساسية في بعض المسلسلات، ولا أحب التعامل مع مسلسلاتي بهذا المنطق، وأرغب من الجمهور أن يشاهدوا كل حلقة بتركيز من دون تجاهل أي مشهد، لأن كل دقيقة يحتوي عليها المسلسل تحمل حدثاً هاماً ومعلومة مشوقة، تجعلهم يتعرفون إلى شخصية محروس أبو خطوة.

- هذا المسلسل يُعد العمل الدرامي الثالث الذي يجمعك بالمؤلف محمد الحناوي، فما سرّ تكرار العمل معه؟
بالفعل هذا ثالث مسلسل يجمعني بمحمد الحناوي، حيث تعاونت معه من خلال مسلسليْ «خاتم سليمان» عام 2011 و «تفاحة آدم» عام 2014، وهناك سبب واحد وراء تعاوني الدائم مع محمد الحناوي، وهو إعجابي بخياله، فهو مؤلف عبقري من وجهة نظري، ومُتمكن من أدواته، ويهتم بكل التفاصيل، وحريص على الإلمام بكل الخطوط التي يحتوي عليها العمل الدرامي، فهو يهتم بكل شخصيات الأعمال الدرامية التي يؤلفها، مهما كانت درجة أهميتها ومساحة دورها.

- وهل صحيح ما تردّد من أن هذا المسلسل كُتب لك خصيصاً؟
هل تقصدين أن المسلسل «تم تفصيله على مقاسي» كما يُقال دائماً؟ ليس هذا ما حدث، لكنني في الوقت نفسه لم أقرأ الحلقات الثلاثين كاملة، فالسيناريست محمد الحناوي يكشف لي عن فكرة المسلسل، ومن الممكن أن يُقدم لي قصة مكونة من عشر صفحات على سبيل المثال ويُعرضها عليَّ، ووقتها من الممكن أن أوافق أو أرفض، وإذا وافقت، تصبح لديَّ الثقة الكاملة بأنه سيكتب الحلقات بشكل مميز يليق بالفكرة الرائعة والجيدة التي عرضها عليَّ في البداية، فالعمل لم يُكتب خصيصاً لأجلي، لكن تُعرض عليَّ فكرة وقصة بسيطة، وإذا وافقت يُكتب السيناريو.

- هل تؤيد فكرة عرض المسلسلات بعيداً من شهر رمضان وفتح مواسم درامية جديدة؟
بالتأكيد، فأنا من أشد مؤيدي هذه الفكرة، وأكبر دليل على ذلك أنني كنت مؤيداً لعرض مسلسل «على كف عفريت» بعيداً من شهر رمضان، لكنه عُرض على قناة مُشفرة ولم يعجبني ذلك.
وفي النهاية، مسألة عرض المسلسل في شهر رمضان أو أي شهر آخر تتحكم بها شركات الإنتاج فقط، التي تتحكم بها مسألة التسويق على القنوات الفضائية وبيع المسلسل، صناعة الدراما عملية كبيرة يتحكم بها أكثر من عنصر، وليس الفنان وحده كما يعتقد البعض.

- وكيف كانت المنافسة برأيك هذا العام؟
كل ما يُمكنني قوله إنني أشعر بأن النجاح الذي حققته خلال الأعوام الماضية زاد من حجم المنافسة وجعلها أصعب، كما زاد من حجم المسؤولية وجعلني أبذل جهداً مُضاعفاً، فالنجاح يزيد من الصعوبات والتحديات ولا يُقلل منها كما يعتقد البعض.

- اتخذ عدد من الفنانين خلال الفترة الماضية خطوة الإنتاج، سواء الدرامي أو السينمائي، ألا تُفكر في خوض هذه التجربة؟
خطوة الإنتاج مهمة للغاية، ويجب على أي فنان يصل إلى درجة معينة من النجاح والنجومية اتخاذها، أو الجمع بشكل عام بين التمثيل وأي مجال آخر يتعلق بالفن، تأليفاً أو إخراجاً، وأُفكر جدياً في خطوة الإنتاج، لكنني لن أخوض التجربة بُمفردي، وأُحب أن تشاركني فيها إحدى شركات الإنتاج التي أثق بها، حتى لا تؤثر في خطواتي التمثيلية، كما أنني لا أُفكر في هذه الخطوة من أجل السيطرة أو الرغبة في إصدار الأوامر، لكن بهدف المشاركة في إنجاح العمل الفني، وأيضاً اكتساب المزيد من الخبرات.

- تنشر دائماً من خلال حسابك الخاص على موقع «تويتر» قصائد وبعض الأحيان قصصاً قصيرة... فهل تُفكر في تأليف عمل درامي أو سينمائي؟
بالفعل اتخذت هذه الخطوة منذ سنوات عدة، من خلال المشاركة في تأليف فيلم «السفاح» الذي شاركت في بطولته وتعاونت من خلاله مع هاني سلامة، كما شاركت في تأليف أكثر من مسرحية في بداية مشواري الفني، ومن الممكن أن أكرر هذه التجربة مرة أخرى، لكن بمشاركة كاتب، لأنني لا أريد أن تؤثر أي خطوة مختلفة في عملي كممثل.

- أصبحت الدراما في قفص الاتهام، حيث يرى البعض أنها سبب رئيسي في انتشار الفساد والتحرش وغيرهما من الظواهر السلبية، فما ردك؟
أصحاب هذه الاتهامات أشخاص تافهون وأغبياء لا يستحقون أن نرد عليهم، فهل أصبح الفن الآن سبباً في كل المصائب والمشاكل التي تحدث في المجتمع؟ وماذا عن المؤسسات الفاسدة؟ لماذا لا نعترف بأن كل مؤسسة في هذه الدولة يتخللها فساد أو فشل، فالتعليم يعاني مصائب والصحة أيضاً، لماذا ترك أصحاب هذه الانتقادات كل هذا الفساد وألقوا باللوم على الفن؟

- بعد النجاح الكبير الذي حقّقه فيلم «الفيل الأزرق» الذي شاركت في بطولته، هل نستطيع القول إن الأعمال الفنية المأخوذة عن الروايات أصبحت تحقق نجاحاً أكبر من الأعمال الفنية العادية؟
هذا صحيح، لكن كتابة الحوار بشكل جيد تلعب دوراً في إنجاح العمل الفني، وهذا هو سر نجاح «الفيل الأزرق»، وأيضاً مسلسل «ذات» المأخوذ أيضاً عن رواية تحمل الاسم نفسه.

- هل هناك رواية معينة تتمنى تقديمها؟
أتمنى تحويل كل روايات الكاتب العظيم إحسان عبدالقدوس إلى أعمال فنية ودرامية والمشاركة في بطولتها، لكن هناك رواية معينة أفكر في تقديمها خلال الفترة المُقبلة، لكنني لا أريد الكشف عن اسمها.

- وهل هناك شخصية تاريخية تتمنى تجسيدها؟
أحلم بتجسيد شخصية محمد علي، سواء من خلال فيلم أو مسلسل، ولن أركز على الجوانب التقليدية التي يعرفها الجميع عن هذه الشخصية المثيرة للجدل، بل سأُقدم ما هو غير معروف عن محمد علي.
فعلى سبيل المثال، قرأت أن زوجته الأولى قاطعته بعد مذبحة القلعة ورفضت التحدّث إليه لسنوات طويلة، رغم أنها كانت تعيش معه في القصر نفسه. أعلم جيداً أن تقديم عمل فني عن هذه الشخصية التاريخية يحتاج إلى موازنة ضخمة، لكنني أتمنى تقديمها وبالشكل الذي أريده.

- هل أثّر خوضك تجربة التقديم التلفزيوني من خلال برنامج «كلمة حق» في خطواتك التمثيلية؟
لا، وأكبر دليل على ذلك أنني شاركت في الموسم الدرامي الرمضاني مثل كل عام من خلال مسلسل «الصعلوك»، وكل ما في الأمر أن برنامج «كلمة حق» تطلب مني بذل المزيد من الجهد، وأعتبرها من الخطوات الهامة في حياتي.

- لكن ما الذي دفعك لخوض هذه التجربة في هذا التوقيت؟
يكفي أن «كلمة حق» أتاح لي الفرصة للغوص في مشاكل البسطاء، ومشاركتهم في إيجاد حل لهذه المشاكل، فالبرنامج يساعد البسطاء الذين يشعرون بالعجز، وأعتقد أن هذا سبب كافٍ يجعلني أتحمس لهذه التجربة.

- القضايا والمشاكل التي تناولها البرنامج اقتصرت على قضايا الأحوال الشخصية والديون والشيكات الصادرة من دون رصيد، فهل رفضت بالفعل تناول القضايا المتعلقة بالمخدرات والآداب؟
كما هو معروف، البرنامج مأخوذ من برنامج عالمي، لكنني رفضت أن آخذ الفكرة بكل تفاصيلها، وقررت إجراء بعض التغييرات، منها الاكتفاء بقضايا الأحوال الشخصية فقط، كما أنني لم أتقمص دور القاضي كما هو موجود في النسخة العالمية، بل ظهرت كخالد الصاوي الفنان الذي يحاول أن يُدير مجلساً عرفياً للمساهمة في حل مشاكل البسطاء، ومن شاهد النسخة العالمية سيرى أن القاضي أو مُقدم البرنامج يتعامل بشكل حاد مع الحالات، ففي هذا البرنامج تخليت عن أسلوبي الحاد الذي ألجأ إليه في بعض الأحيان، من خلال التغريدات التي أكتبها عبر حسابي الخاص على موقع «تويتر».

- البرنامج تعرض للانتقادات وتمّ اتهامه بأنه يسيء لمصر وللمجتمع، فما تعليقك؟
بالفعل استمعت إلى هذه الانتقادات، لكن من المصريين الذين يعيشون حياة مرفهة في الخارج؛ فالبعض منهم لا يعرفون مشاكل البسطاء في مصر ولا يريدون الاعتراف بها.

- لكن كيف كانت ردود الأفعال التي تلقيتها حتى الآن حول البرنامج؟
لا أستطيع تقييم مدى نجاحي بهذه التجربة حتى الآن، وأنا في حاجة إلى الاستماع إلى مزيد من التعليقات حتى أشعر بالاطمئنان.

- ما أكثر الحالات التي تعاطفت معها في البرنامج؟
الذين يعانون مشاكل مادية تأثرت في حياتهم... شيء مؤلم وإحساس صعب للغاية.

- بدأت مشوارك الفني من خلال المسرح، ألم تُفكر في العودة إليه؟
أعشق المسرح، وأرى أن عملي فيه يُعد من أجمل أيام حياتي، لكن العودة إليه في الوقت الحالي أمر صعب، خاصة أن حجم جمهور المسرح لا يُقارن بالحجم الكبير لجمهور الدراما والسينما.

- هل تتلقى العلاج الجديد الخاص بفيروس سي؟
هذا العلاج يحتاج إلى إصرار وعزيمة وشجاعة لهزيمة المرض، وأنا أمتلك هذه المقومات وأطلب من جمهوري الدعاء لي.

- لكن البعض يرى أنك تهمل صحتك؟
هذا غير صحيح، وليس معنى انشغالي الدائم بارتباطاتي الفنية أنني مُهمل في صحتي، فأنا أحرص على ممارسة الرياضة باستمرار وتناول الأدوية في موعدها.

- ما هي هوايتك المُفضلة؟
قراءة الكتب التاريخية والسياسية والروايات وكتابة القصائد.