طفلي يذهب إلى الحضانة للمرة الأولى!

الطفل, الحضانة, إرشادات

22 سبتمبر 2013

قرّرت ناديا إرسال ابنتها سنتان ونصف السنة إلى الحضانة، بعدما نصحتها جارتها. ولكن لا تخفي ناديا قلقها من تنفيذ هذا القرار، رغم أنها تدرك أن ذهاب طفلتها إلى الحضانة مرحلة لا بدّ منها لأنها تعوّد الطفل على مفهوم الاستقلالية وتساهم في تطوّر مهارة تواصله الإجتماعي خارج إطار العائلة، فضلاً عن أنه يعتاد على فكرة المدرسة.
عن الحضانة وطريقة اختيارها والإرشادات التي يمكن اتباعها قبل دخول الطفل إلى الحضانة، تطرح الأمهات الأسئلة والإختصاصيون يجيبون.


ماذا على الأم القيام به قبل دخول طفلها إلى الحضانة لاسيّما إذا كانت المرة الأولى التي ينفصل فيها عن والدته؟

1 التحضير لدخول الحضانة واستباق الانفصال: الدخول إلى الحضانة بالنسبة إلى الطفل يعني تمضية النهار من دون والديه.
وهذه مرحلة صعبة يمكن الوالدين استباقها بأن يعهدا إلى الجدة أو الخالة أو إحدى الصديقات الاهتمام به في الفترة السابقة لإرساله إلى الحضانة. وهكذا يعتاد الطفل على وجود أشخاص آخرين غير الوالدين يهتمون به، مما يسهّل لحظات الانفصال.

2 طمأنة الطفل: قبل الدخول إلى الحضانة بأيام على الأم أن تشرح لطفلها أنها تذهب إلى عملها خلال النهار وأنه خلال هذا الوقت سوف يكون في الحضانة، حيث يوجد أشخاص يهتمون به وحيث يلتقي أقرانًا له.
حتى ولو كان لا يزال صغيرًا على فهم ما تعنيه والدته، فإن الطفل يكون حساسًا للرسالة التي توصلها إليه. لذا عليها أن تتحدث إليه بنبرة صوت تشعره بالأمان كي يفهم أن كل شيء يسير على ما يرام بالنسبة إليه وإلى والدته في الوقت نفسه.

3 إيجاد الوقت للحوار: لكي يتكيّف الطفل مع دخوله إلى مكان جديد ويتآلف مع أشخاص جدد بشكل ناجح، على الأم أن تدخل في حوار بنّاء مع المسؤولة عن الحضانة. وتكون فرصة لها ليطمئن قلبها إذا كان لديها أي تساؤلات.
مثلا ماذا يفعل الطفل خلال النهار؟ من سيهتم به؟ كيف تتصرف عندما يبكي الطفل؟... وإخبارها عما يفضله طفلها وعاداته. فبناء الثقة بين الأهل والمسؤولين عن الحضانة ضروري كي لا يشعروا بالقلق خلال النهار.

4 مرافقة الطفل خلال الأيام الأولى لدخوله الحضانة: قد يستغرق اندماج الطفل مع الحضانة أسبوعين. وفي بعض الحضانات من الممكن أن يُسمح لأحد الوالدين بأن يرافق الطفل خلال النهار ومشاركته في لحظات خاصة ومميزة كاللعب أو الغداء أو القيلولة... وتتقلص ساعات البقاء مع الطفل يومًا بعد يوم إلى أن يعتاد تدريجاً على المحيط الجديد.

5 عدم نسيان لعبته المفضّلة: يعتبر «البيلوش» بالنسبة إلى الطفل شيئًا أساسيًا ويسمى هذا الغرض في علم النفس شيئاً انتقالياً، فـ«البيلوش» لديه قيمة رمزية وهي الاتحاد مع الأم، ووجوده الدائم مع الطفل يساعده في تحمل ابتعادها عنه. كما تذكره بالمحيط العائلي وتشعره بالطمأنينة عندما يخرج من فلكه العائلي.

6 وقت الوداع: على الأم ألا تستعجل في وداع طفلها أثناء تركه في عهدة الحادقة، بل عليها حضنه والقول له إلى اللقاء وتحديد ساعة عودتها إلى الحضانة لأخذه. حتى وإن لم يكن يفهم جيدًا ما تعنيه، فهو حساس جدًا لما تشعر به.
لذا على الأم أو الأب منح لحظة الوداع الوقت الكافي كي لا يشعر الطفل بأن والدته مستعجلة، بل عليها أن تطمئنه بنبرة صوتها، ولكن في الوقت نفسه عليها ألا تبالغ في إطالة لحظات الوداع هذه.

7 الدقة في المواعيد: على الأب أو الأم العودة في الوقت المحدّد إلى الحضانة لأخذ الطفل، فهذا يشكّل أمرًا مهمًا بالنسبة إلى الطفل، مما يعزّز ثقته بوالدته أو والده ويسهّل لحظات الوداع الصباحية.

8 الاستعداد النفسي للمحيط الذي يتطور فيه الطفل: رغم أن الحضانة غالبًا ما تكون مراقبة، فإن الطفل قد يواجه صعابًا كثيرة. مثلاً قد يتشاجر مع أحد أترابه على لعبة. وفي المقابل على الأم ألا تخشى من هذا النوع من المشكلات الطفولية والنظر إلى الأمور بشكل إيجابي، فهذا الانفصال مفيد للطفل لأنه يتعلم أسلوب العيش في المجتمع وبناء صداقات خارج الإطار العائلي.

9 الوقت الذي يمضيه الطفل في الحضانة: إذا كانت الأم مضطرة للعمل حتى ساعات متأخرة من النهار وليس لديها بديل لهذه الحضانة، فعليها أن تختار الحضانة بدوام طويل يناسبه. ولكن الأفضل أن يمضي الطفل في الحضانة نصف نهار وليس النهار كله.

ما هي معايير اختيار الحضانة؟ وماذا على الأم أن تسأل؟
هناك بعض الأهل يظنون أن الحضانة ذات القسط المرتفع أو الأكثر شهرة هي الأفضل، فيما المعايير الأساسية هي

عدد الأطفال في الشعبة الواحدة
من المهم أن تلاحظ الأم عدد الأطفال في الصف الواحد وعدد الحادقات اللواتي يهتممن بهم، فإذا كان هناك حادقة واحدة تهتم بعدد كبير بالأطفال فهذا مؤشر غير جيد.

معايير الأمان والسلامة

  • موقع الحضانة ما إذا كانت موجودة في منطقة فيها ضجيج أم في منطقة هادئة، فالطفل في سنواته الأولى في حاجة إلى أن ينمو بهدوء لأن التلوث السمعي يؤثر سلبًا في مزاجه.
  • هناك بعض الأهل يفكرون في موقع الحضانة القريب من المنزل، فيما يفضّلون الأَشهر ولو كانت بعيدة جدًا، مما يسبب لهم ضغطًا نفسيًا من حيث المواصلات. لذا إذا كانت الحضانة قريبة ومناسبة فمن الأفضل إرسال الطفل إليها، فهكذا تستفيد الأم من الوقت بدل أن تمضيه في الطريق.
  • الأكسسوارات الموجودة فيها، ما إذا كانت من النوعية الجيدة، مثلا الألعاب والزينة إذا كانت تراعي شروط الأمان والصحة.
  • ديكور الحضانة ما إذا كان حميميًا وألوانه طفولية.
  • التواصل مع الأهل وكون مديرة الحضانة تستطيع مراعاة مشاعر الأم في البداية.
  • من الضروري أن يكون الطفل قد تعلم الكلام وطريقة الحوار كي يتمكن من إخبار أمه عما حدث في الحضانة، حتى تعرف ما يحدث.

 

معايير صحّية

  • أوقات النوم في الحضانة: من الضروري أن تتحقق الأم من برنامج موعد النوم في الحضانة، إذ لا يجوز أن يكون الطفل نائمًا عندما تأتي والدته لاصطحابه إلى المنزل.
  • وجود ممرضة للحالات الطارئة: من الضروري أن يكون هناك ممرضة للحالات الطارئة والحوادث.

 

معايير تربوّية

  • ملاحظة سلوك الطفل بعد عودته من الحضانة ما إذا كان سعيدًا أم لا. في البداية قد لا يكون كذلك، ولكن حين يعتاد يصبح يحبها، بينما إذا استمر غير سعيد لفترة طويلة فهذا مؤشر لأنه غير مرتاح في الحضانة.
  • النشاطات: من المهم أن تعرف الأم نوع النشاطات التي توفرها الحضانة للطفل. هل تساهم في تطور شخصيته وتواصله الاجتماعي. وعمومًا الأهل يختارون الحضانة التي تلبي تطلعاتهم.
  • الحادقات: من المهم أن يكون فريق العمل في الحضانة مكوّناً من حادقات اختصاصيات مطّلعات على كل ما هو متعلق بالطفل، وكيفية التعامل معه من الناحية النفسية، ومن الضروري أن يكون محاطًا بأشخاص لطيفين ودودين يحبون الأطفال، بشوشين.

 

ما هي مساوئ الحضانة؟
قد لا تحترم النمط الشخصي للطفل، فالأطفال يختلفون في الطباع والأنماط، وأحيانًا يتأثر الطفل بهذا. وهناك احتمال التقاط العدوى، فجهاز مناعته لا يزال ضعيفًا.
وقد يتعب الطفل إذا أمضى وقتًا طويلاً في الحضانة فيشعر بأنه مهمل، وهذا الإحساس قد يؤثر في تطوره النفسي في الحالات القصوى.

CREDITS

إعداد: ديانا حدّارة