في ملتقى دولي: المرأة تقاوم تزييف التاريخ الرسمي بالشفاهي
الدكتورة فيحاء عبدالهادي وأميمة أبو بكر
الدكتور أبو الفضل بدران والدكتورة هدى الصدة في افتتاح الملتقى
بمشاركة أكثر من ثلاثين باحثاً وباحثة من مصر والعديد من الدول العربية والأجنبية، شهدت القاهرة فعاليات ملتقى «التاريخ الشفوي في أوقات التغيير»، والذي ناقش العديد من الأبحاث المرتبطة بالحفاظ على ذاكرة النساء وحمايتها من النسيان والتهميش، على حد تعبير الدكتورة هدى الصدة رئيسة مجلس أمناء المرأة والذاكرة.
فقد أشارت الصدة إلى دور المجلس في توثيق تجارب النساء وخبراتهن في التفاعل مع الأحداث الجسام، ومشاركتهن في المجال العام بعد ثورة 25 يناير 2011، أي الحفاظ على ذاكرة المرأة وحمايتها من النسيان أو التهميش في التاريخ الرسمي، فقد بدأ الاهتمام بالتأريخ الشفوي في خمسينات القرن العشرين وستيناته من جانب المؤرخين الاشتراكيين، كما شهدت السبعينات نشاطاً ملحوظاً في هذا المجال، مع اتجاهات بحثية رأت قصوراً في التاريخ الرسمي الذي يؤرخ لسير المشهورين والأغنياء فقط، ويغفل حياة الناس العاديين بسبب اعتماده على الوثائق والأوراق الرسمية. أما التاريخ الشفوي للنساء العربيات فقد ظهرت تحديات أخرى تتعلق بالتاريخ الكولونيالي للمنطقة العربية، ومحورية التمثيلات العربية عن المرأة العربية وارتباطها بالصراعات المحلية والدولية حول الهوية والدولة الوطنية والاستقلال الوطني.
كما شهد القرن الحادي والعشرون تنامياً ملحوظاً في سبيل الاعتراف بأهمية التاريخ الشفوي في كتابة التاريخ، مما أدى الى ظهور مشروعات بحثية ومراكز متخصصة ومواقع إلكترونية تهتم بالتاريخ الشفوي، حتى نجحوا في تسليط الضوء على أصوات من لا صوت لهم، وساهموا في إنشاء أرشيفات شفوية لمجموعات مهمشة في المجتمعات المختلفة. وأشارت الدكتورة الصدة الى أن من أهم العوامل التي ساعدت في التأريخ الشفوي، الثورة التكنولوجية في الإعلام الرقمي وفي شبكات التواصل الاجتماعي.
كما شهد القرن الحادي والعشرون تنامياً ملحوظاً في سبيل الاعتراف بأهمية التاريخ الشفوي في كتابة التاريخ، مما أدى الى ظهور مشروعات بحثية ومراكز متخصصة ومواقع إلكترونية تهتم بالتاريخ الشفوي، حتى نجحوا في تسليط الضوء على أصوات من لا صوت لهم، وساهموا في إنشاء أرشيفات شفوية لمجموعات مهمشة في المجتمعات المختلفة. وأشارت الدكتورة الصدة الى أن من أهم العوامل التي ساعدت في التأريخ الشفوي، الثورة التكنولوجية في الإعلام الرقمي وفي شبكات التواصل الاجتماعي.
ومن لبنان جاءت مشاركة ديمة قائد بيه ببحث حمل عنوان «جمع آلام أسلافنا: حول التاريخ الشفاهي للعلاقات النسوية ما بين الأجيال في لبنان»، وأشارت فيه إلى أن التوترات ما بين الأجيال نادراً ما يتم التطرق إليها، وبالتالي فإن التاريخ الشفوي يعد إحدى الأدوات القليلة التي يمكن استخدامها لمحاربة هذا الغياب، وذلك يعود إلى أن الناشطات ما زلن يحملن قصصهن ووجهات نظرهن تجاه الأجيال الشابة والأجيال الأكبر سناً، ويتحدثن عنها بشكل غير رسمي في دوائرهن الصغيرة. وبهذا المنظور يصبح التاريخ الشفوي وسيلة لفهم كيفية تأثير الخلفية والتوجهات السياسية والطبقة الاجتماعية للنساء في العمل الذي يقمن به مع الأجيال المختلفة.
ومن فلسطين، جاءت مشاركة الدكتورة فيحاء عبدالهادي، التي تحدثت عن إنتاج المعرفة البديلة من خلال منهج التاريخ الشفوي بشكل عام، لا سيما من وجهة نظر نسوية، وأوضحت أن اتباع هذا المنهج عبر إمكانياته وأساليبه الديموقراطية يتيح معرفة رأي المرأة الحقيقي، ويساهم في تفكيك مركبات الثقافة القائمة، وتقديم قراءات بديلة ومتنوعة من النسق الثقافي المسيطر حيث تتم إعادة إنتاج الثقافة، مشيرة إلى أن تسليط الضوء على علاقات القوى والمصالح التي تتحكم في إنتاج الثقافة يساهم في خلق ثقافة بديلة تأخذ في الاعتبار إنجازات النساء المستندة إلى الاختلاف والتنوع والتغيير والفاعلية.
واستعرضت الدكتورة فيحاء ملامح المشروع الطموح لتوثيق دور المرأة الفلسطينية منذ الثلاثينات وحتى عام 1982، والذي نجمت عنه أربعة كتب، أولها عن مرحلة الثلاثينات، والثاني عن الأربعينات، والثالث حتى مرحلة 1965، أما الرابع فيوثق للمرحلة من عام 1965 وحتى عام 1982. وأوضحت الدكتورة فيحاء من خلال أمثلة عديدة الأدوار المتعددة التي قامت بها النساء، حيث تبين دور المرأة الريفية بجانب المرأة المدينية في الثلاثينات، فضلاً عن الأدوار التي قامت بها المرأة في عام التهجير وبعده، وآزرت منظمة زهرة الأقحوان التي أُسست عام 1947 في يافا، والتي لم يذكرها التاريخ المدوّن، كما أظهرت الأبحاث دور المنظمة العسكري السياسي، ورسخت اسميْ قائدتيها مهيبة وناريمان خورشيد. أما بالنسبة الى مرحلة الخمسينات فركزت في أمثلة على دور المرأة في الأحزاب السياسية العربية، والتي قللت كتب التاريخ المدوّن من أهمية هذه المشاركة.
الملتقى الذي افتتحه الدكتور محمد أبو الفضل بدران أمين عام المجلس الأعلى للثقافة، ناقش العديد من الموضوعات، منها: «التأثير التكنولوجي في مشروعات التاريخ الشفهي وأرشفتها» لأمينة عامر، «الذاكرة والمذكرات والتاريخ الشفوي» لجين سعيد مقدسي، «التاريخ الشفاهي وتحديات التحول» لحصة لوتاه، «التاريخ الشفوي الموثق: الجندر والسرديات وأرشفة الثورة السورية» لراندي ديجويم، و «الرواية كمستودع للتاريخ الشفوي» لرفيف رضا صيداوي، وغيرها من الأبحاث.
