تعرّفي إلى أعراض الربو

ربو, الأعراض, احمرار العينين, تحسس الأنف, تنفس, القصبات الهوائية, السعال

28 سبتمبر 2013

يمكن أن يظهر مرض الربو في أي مرحلة من العمر، وقد تبقى أعراضه من دون تشخيص. إليك لمحة عن أعراض الربو التي توجب مراجعة الطبيب بأسرع ما يمكن.


يعاني ملايين الأشخاص حول العالم من داء الربو، لكن العديد منهم يبقون لسوء الحظ من دون تشخيص رغم توافر علاجات فعالة. كثر يظنون خطأ أن الربو يعني أزمة قوية من السعال والاختناق... لكن الربو، الناجم عن التهاب مزمن في الشعيبات الهوائية، هو مرض غادر بحيث يتطور ببطء مع أعراض لا تشير بالمرض.
لكن لا يجدر بنا إهمال تلك الأعراض لأنها قد تفضي إلى نوبات ربو خطيرة، وتسبب أيضاً قصوراً في القلب والجهاز التنفسي.

السعال، ولاسيما في الليل
قد يكون السعال الدليل الوحيد على داء الربو، خصوصاً إذا كان جافاً ومحسساً، وظهر على شكل نوبات متواترة، خارج مرحلة الالتهاب، واستمر لعدة أشهر وعاد بعد فترة من الهدوء.
واللافت أن سعال الربو يحدث خصوصاً في الليل، في الساعة نفسها (قرابة الثانية أو الثالثة فجراً)، أو عند الاستيقاظ.
وقد يبدأ السعال بعد جهد جسدي أو في بعض الحالات العاطفية (ضحك، غضب، حماس، بكاء)، أو عند التعرض للهواء البارد أو للمواد المسببة للحساسية (مثل الغبار، وغبار الطلع، والعفن، ووبر الحيوانات...). في أغلب الأحيان، يختفي هذا السعال وحده، ويقاوم العلاجات الاعتيادية للسعال.
إلا أن الفحص الدقيق للطبيب يتيح له سماع صفير خلال التنفس، لا يدركه المريض نفسه في أغلب الأحيان. ويكون ذلك دليلاً قاطعاً على داء الربو.

التهاب متكرر للقصبات الهوائية
في حال المعاناة من التهاب متكرر للقصبات الهوائية، يجب أخذ الأمر على محمل الجدّ ومراجعة الطبيب فوراً.
فداء الربو يرتبط أحياناً بالتهابات متكررة للقصبات الهوائية. وقد يتجلى داء الربو أيضاً على شكل نوبات متكررة من السعال المصحوب بالبلغم، تمتد على أعوام عدة متتالية.
هذا السعال الذي يشبه التهاب القصبات الهوائية يدفع الطبيب إلى وصف المضادات الحيوية، التي تكون لسوء الحظ غير فعالة البتة في معالجة الربو. لذا، يجب توخي الحذر، خصوصاً في حال وجود تاريخ عائلي لداء الربو أو الحساسية.

الإحساس السريع بالاختناق
يعيش العديد من الأشخاص سنوات طويلة من حياتهم وهم يشعرون بنَفَس قصير جداً، أو بإحساس سريع بالاختناق. وتتفاقم هذه المشكلة تدريجياً، إلى أن تشتدّ حدّة الأعراض فجأة، وبصورة مأساوية أحياناً، مما يؤدي إلى الموت.
والواقع أن الإحساس بالاختناق، حتى لو كان خفيفاً أو متقطعاً، هو عارض شائع جداً لدى مرضى الربو. لا بل إنه العارض الوحيد أحياناً لذلك المرض، خصوصاً إذا برز ليلاً أو بعد دقائق قليلة من بداية أي نشاط جسدي أو الانتهاء من ذلك النشاط.
وإذا كان هناك شخص مصاب بالربو في العائلة، أو كنت من أصحاب الوزن الزائد، أو كان وزنك صغيراً جداً عند الولادة.... وعانيت في الوقت نفسه من نفَس قصير، عليك مراجعة الطبيب فوراً. وإذا ازداد الميل إلى الاختناق مع التقدم في العمر، أو ازداد شيئاً فشيئاً الانزعاج التنفسي، يجب مراجعة الطبيب بسرعة.

الإحساس بالضيق في الصدر
يؤدي انسداد الشعيبات الهوائية في الرئتين إلى انزعاج تنفسي غير ملحوظ على الدوام. فهذا الانزعاج قد يتخذ شكل الإحساس بالانقباض في الصدر.
وفي أغلب الأحيان، يتم الإحساس بهذا الضيق في الصدر ليلاً، أو بعد ممارسة جهد جسدي، أو عند الاحتكاك بالمواد المسببة للحساسية (مثل النباتات أو الحيوانات أو الغبار أو الدخان...). ولا عجب أن يظن الأشخاص غالباً هذا الضيق في الصدر بمثابة نوبة قلبية، لأن هذا العارض الشائع جداً في الربو مخادع فعلاً. قد يتم الربط أيضاً بينه وبين التوتر. لذا، يستحسن مراجعة الطبيب في حال استمر الإحساس بالضيق في الصدر لوقت طويل.

صفير مع التنفس
إذا برز صفير مع التنفس، خارج نوبات الزكام، يكون ذلك دليلاً على داء الربو، خصوصاً إذا كان هذا الصفير حاداً خلال الزفير.
فالهواء يجد صعوبة في المرور عبر الشعيبات الهوائية، التي تنقبض نتيجة الالتهاب وتراكم الإفرازات المخاطية وانقباض العضلات التنفسية.
وفي حال الربو، لا يستمر الصفير مع التنفس بشكل دائم لأن الشعيبات الهوائية تحتاج إلى عامل محفز لكي تنقبض: بخار، دخان سجائر، عطر، مواد مسببة للحساسية، التهاب، توتر... لكن اعلمي في الوقت نفسه أن الصفير وحده، المترافق مع تنفس سليم وطبيعي وصامت، ليس بالضرورة دليلاً على داء الربو.
فمعظم الالتهابات التنفسية قد تسدّ المجاري التنفسية. ويكون الصفير مع التنفس دليلاً أيضاً على القصور القلبي. من هنا أهمية مراجعة الطبيب.

احمرار العينين وتحسس الأنف في مكان العمل
إذا أحسست بوخز في العينين، بالترافق مع سيلان الأنف وحكاك في البشرة، في مكان العمل، قد يكون السبب في داء الربو المهني (الذي يشكل 10 في المئة من حالات داء الربو).
الأعراض مماثلة تقريباً لأعراض الربو العادي: سيلان الأنف، انسداد، احمرار في العينين وسيلان الدمع. قد يسبب أيضاً طفرة في البشرة (مثل الأكزيما)، علماً أنه قد ينجم عن أكثر من 300 مادة مختلفة، منها الطلاء، والدقيق، والدخان الكيميائي.... تجدر الإشارة إلى أن الأعراض تتفاقم في أيام العمل، مع استيقاظ متواتر ليلاً، وتتحسن خلال أيام العطلة.