تشكّل الحقيبة المدرسية جزءًا مهمًا من قرطاسية المدرسة، فهناك الحقيبة الجرّارة وحقيبة الظهر، وغالبًا يعود اختيار الحقيبة إلى التلميذ الذي يريدها حقيبة مميّزة يتباهى بها أمام أترابه.
ويبدو مشهد التلميذ وهو يجرّها أو يحملها طريفًا إذ يبدو كصورة أطلس في كتب الجغرافيا وهو يحمل الكرة الأرضية. فالحقيبة وزنها ثقيل.
وفي مقابل الحقيبة وحملها، هناك مشهد التلميذ وهو يقوم بواجباته المدرسية جالسًا إلى الطاولة أو المكتب اللذين يكونان في أغلب الأحيان أكبر من حجمه بكثير فيبدو قزمًا يجلس إلى طاولة المارد، فقدماه متدليتان تلاعبان هواء الغرفة، ورأسه محشور بين الكتب.
عن وضعية الجلوس المثلى أثناء قيام التلميذ بواجباته المدرسية، ووزن الحقيبة ونوعها وطريقة حملها، تجيب الإختصاصية في العلاج الفيزيائي لارا معوض.

 ما الطريقة المثلى لحمل حقيبة المدرسة؟
لا يجوز إطلاقاً حمل حقيبة المدرسة من جهة واحدة أي على إحدى الكتفين، بل ينبغي أن تكون من النوع الذي يُحمل على الظهر، فيضع الطفل حمّالاتها على كتفيه بشكل متوازن مما يخفف من وطأة وزنها على العمود الفقري، كما يجب أن تكون وضعية الظهر مستقيمة أثناء حملها.
وننصح دائماً الأهل والمدرسة بأن لا تكون الحقيبة المدرسية مثقلة بالكتب والدفاتر، فكلما خف وزن الحقيبة كان أفضل للعمود الفقري، فإذا كانت حقيبة ظهر ووزنها ثقيلاً جداً لا بدّ أن ينحني التلميذ.

ماذا عن الحقيبة الجرّارة؟
الحقيبة الجرّارة يجب أن تكون قبضتها قابلة للتعديل بحسب طول التلميذ، فالقبضة القصيرة جداً تجعل الطفل يميل كتفه وبالتالي يسبّب التواء، فيما القبضة الطويلة تضطر الطفل لرفع كتفه وفي هذه الحالة أيضاً تسبب التواء. إذًا الحقيبة الجرّارة يجب أن تكون مجهّزة بقبضة قابلة للتعديل.

ما هو وزن الحقيبة المقبول حملها؟
هذا يعود إلى سن التلميذ ووزنه.

ما هي وضعية الجلوس الصحيحة للتلميذ أثناء الدرس؟
بداية في صف المدرسة هناك صفوف مجهّزة بمقاعد وطاولات ثابتة ومعظمها بينها مسافة لا تناسب حجم التلميذ مما يضطره للجلوس نصف جلسة وكتفاه مائلتان، يعني يكون ظهره مقوساً للأمام ليكون قريباً من الطاولة أثناء الكتابة أو القراءة.
وعلى المدى الطويل تسبب نصف الجلسة هذه بالتواء عموده الفقري أو احدداب الظهر، ولكن هناك الكثير من المدارس أخذت في الاعتبار هذا الأمر وصار الكرسي والطاولة متحركين مما يتيح للتلميذ تعديلهما حسب حجمه. أما في البيت فيجب أن يجلس التلميذ أثناء قيامه بواجباته المدرسية على كرسي وطاولة مناسبين لحجمه.

بعض التلامذة الصغار نجدهم يتمدّدون على السجادة وهم ينجزون وظائفهم المدرسية. هل يؤثر ذلك في ظهرهم؟
من الجلسات المؤذية تمدّد التلميذ على بطنه وقيامه بواجباته فهذا يؤذي عموده الفقري لأن ظهره في وضعية التقوّس، أما إذا كان التلميذ معتادًا على الدرس في سريره فلا بأس شرط أن يكون ظهره مستندًا إلى مسند السرير.
المهم هو أن يجلس التلميذ في شكل يكون فيه ظهره مستقيمًا مستلقيًا على مسند الكرسي، وتكون الطاولة على مستوى ارتفاع يديه. كما من الضروري أن تكون قدماه ثابتتين على الأرض كي يحافظ على توازن الظهر.

ما هي الفترة التي يجب أن يرتاح فيها التلميذ من الجلوس؟
أثناء قيام التلميذ بواجباته من الضروري أن تسمح له الأم بأن يمشي بين الحين والآخر كي يرخي عضلاته. مثل الراشد فالجلوس طويلا يُتعب عمود الفقري. يحرك رقبته ويحرك عضلات رقبته.

 بعض الأطفال يجلسون مدة طويلة إلى الكمبيوتر المحمول، فنراهم يعملون عليه أثناء تمدّدهم أو يضعونه على ركابهم، ألا يؤثر ذلك في مفاصلهم؟
هناك شروط لجلوس الطفل إلى الكمبيوتر «اللاب توب»، فكما الكمبيوتر العادي يجب أن يكون على طاولة يجلس الطفل على كرسي ويعمل، فالجلوس في وضعية خطأ مدة طويلة يؤدي إلى المشاكل نفسها التي يسببها الجلوس الطويل عمومًا.
مثل ألم في معصم اليدين أو شعور بخدر الأصابع وألم في الرقبة. وفي كل الأحوال لا يجوز الطفل أن يجلس أكثر من 50 دقيقة إلى الكمبيوتر بغض النظر ما إذا كان عاديًا أو محمولاً. 

ما شروط طاولة الدرس الصحية؟                           
يجب أن يجلس الطفل إلى طاولة طولها مناسب لحجمه وألا يكون منحنياً أثناء جلوسه إليها، وألا يرفع كتفيه أو العكس يضطر للانحناء، ويكون ظهره ثابتًا. المهم أن يكون هناك مسند لظهره.

ما هي الرياضات التي تؤثر سلبًا في عمود التلميذ الفقري؟
من المؤكد أن حمل الأوزان ممنوع منعًا باتًا. أما باقي الرياضات فمسموح بها شرط أن تكون تحت مراقبة مدرّب مختص. وعمومًا قبل الست سنوات لا يقوم الطفل بنشاط رياضي محدد لأن مفاصله في طور النمو ولا تتحمل الضغط الكبير الذي قد تسببه الرياضات.

هل الوزن الزائد للطفل يؤدي إلى مشكلة في عموده الفقري؟
كما الراشد تسبب زيادة وزن الطفل تشوّهًا في أسفل الظهر، فكلما هناك ثقل في بطنه هناك ثقل على أسفل الظهر.

ما هي النصائح التي تسدينها إلى الأم؟
المراقبة الدورية عند الطبيب
أن تأخذ شكوى ابنها من آلم في الظهر في الاعتبار وتسأل طبيب الأطفال لإجراء الفحص اللازم.