«القندس» و «حرمة» تفوزان بجائزة المعهد العربي في باريس
نجوى بركات
محمد حسن علوان
فازت رواية الكاتب السعودي محمد حسن علوان «القندس» بترجمتها الفرنسية الصادرة عن دار «سوي» بجائزة الرواية العربية التي يمنحها معهد العالم العربي في باريس ومؤسسة جان لوك لاغاردير. تدور أحداث الرواية حول شخصية رجل أربعيني اسمه غالب، يعيش أزمة وجود من غير أن يفهم حقيقة ما يشعر به. هو كائن مغرّب وهاربٌ من ماضيه الكئيب، لكنه يُقرّر البحث عن بداية جديدة لحياته.
لكنّ صدفة تضعه، وهو على ضفاف نهر «ويلاميت»، أمام مخلوق غريب، بأسنانه الكبيرة وذيله المسطّح. إنّه «القندس» الذي يُوقظ فيه ذكريات كثيرة عن عائلته ووطنه ومجتمعه. فيغدو هذا الحيوان البرمائي الغريب، على امتداد الرواية، صورة مصغّرة عن مجتمع تركه خلفه. هكذا يصير القندس مرآة يرى البطل نفسه فيها .
وفي سياق آخر، منحت لجنة التحكيم ايضاً جائزة التنويه الخاص للروائي اليمني علي المقري عن روايته «حرمة» في ترجمتها الفرنسية الصادرة عن دار «ليانا ليفي». وتحكي «حرمة» سيرة فتاة، تعيش في مجتمع منغلق، تحاول التأقلم معه لتكتشف حقائق العالم عبر الموسيقى. تستعيد حياتها وحرمانها ومعاناتها عبر أغنية «سلوا قلبي». ترصد الرواية المجتمع اليمني بما فيه من تطرف وجهل وظلم بحق المرأة التي تظل مسجونة خلف كلمة «حرمة»، كأنّ لا اسم لها ولا كيان.
«لغة السرّ» للروائية نجوى بركات... بالفرنسية
ما إن صدرت رواية نجوى بركات «لغة السر» بترجمة فرنسية أنجزها فيليب ليغرو عن دار «أكت سود»، حتى جذبت انتباه القارئ الفرنسي الذي اعتقد لوهلة أنّ الرواية مكتوبة على ضوء الأحداث العربية المستجدة خلال السنوات الخمس الأخيرة، فيما الرواية صادرة بالعربية عام 2004. تحكي الرواية قصة سرقة «لوح القدر» المحفوظ في دير بعيد، ليتحوّل البحث عنه إلى نزاع بين «الشيخ الأكبر» و«الورّاق» بما يُمثله من صراع بين فكرتي الوهم والعلم. رواية نجوى بركات من الروايات اللصيقة بمشاكل اللغة العربية وتعقيداتها، لذا كانت فكرة ترجمتها صعبة، لكنّ القارئ والناقد الفرنسيين تلقّيا العمل باستيعاب كبير، فجاءت الرواية ضمن اللائحة الأولى لجائزة «فيمينا» العريقة عن فرع الأدب الأجنبي المترجم الى الفرنسية. وهي المرة الأولى التي تدخل فيها رواية عربية لتنافس روايات عالمية مترجمة إلى الفرنسية. وفي سياق آخر، نافست «لغة السرّ» على جائزة الرواية العربية التي يمنحها المعهد العربي في باريس، قبل أن تُعلن النتيجة لمصلحة السعودي محمد حسن علوان عن روايته «القندس».
كتبت صاحبة «يا سلام» هذه الرواية معتمدةً حبكة بوليسية مشوقة عبر أسلوب يسمح بقراءة متعددة المستويات، بحيث يمكن أن تقرأ الرواية على أساس حدوتة أو قصة، ويمكن أن تتعمّق فيها على مستوى أول وثانٍ وثالث. وهذا البناء الدرامي الذي يجمع بين الميتافيزيقيا والحبكة البوليسية دفع ببعضهم إلى تشبيه «لغة السر» برواية «أم الوردة» لأمبرتو إيكو. وهذه المقاربة التي التصقت بالكتاب منذ صدوره باللغة العربية وُضعت كإشارة في كلمة الناشر على ظهر الغلاف المترجم.
وفي إطار آخر، كتبت مجلة «كنزين ليترير» الفرنسية أنّ «لغة السرّ» رواية تسوق قارئها إلى أجواء «قواعد العشق الأربعون» للتركية أليف شفق، بما فيها من صوفية ومناخات شرقية.
شارك
