إيناس الدغيدي: صداقتي بيسرا أقوى من الشائعات

إيناس الدغيدي, شائعة, يسرا, إلهام شاهين, مصر, فنانات مصريّات, مسلسل

29 سبتمبر 2013

هي دائماً مثيرة للجدل عندما تتحدث أو تقدّم فيلماً، أو حتى وهي تخوض تجربة تقديم البرامج. ففي كل الأحوال تكون لها آراء يعتبرها البعض صادمة، لكنها تؤكد لنا عدم تخليها عن أفكارها مهما حاول البعض إرهابها.
المخرجة إيناس الدغيدي تكشف لنا الكثير من أسرار برنامجها الأخير «الجريئة»، وتتكلم عن حقيقة خلافها مع يسرا، وعلاقتها بإلهام شاهين، وسبب تأجيل فيلمها عن القضية الشائكة زنى المحام، وترشيح نيللي كريم لبطولته، وتمسّكها بـ»عصر الحريم»، واعترافات أخرى للجريئة إيناس الدغيدي.


- كيف وجدت ردود الفعل على برنامجك الأخير «الجريئة»؟
ردود الفعل التي وصلتني جعلتني سعيدة جداً بالبرنامج، خاصةً أنه حقق نسبة مشاهدة عالية والجمهور أحبه كثيراً، لهذا أشعر بأن المجهود الكبير الذي بذلته حقق الهدف منه، والنجاح تحقق بنسبة كبيرة، فقد لمسته بوضوح من الجمهور، وتلقيت ردود فعل كثيرة من داخل مصر وخارجها، إلى جانب اتصالات زملائي في الوسط الفني.

- هذا العام كان هناك عدد كبير من البرامج الفنية، كيف وجدت التنافس؟
برنامجي يخوض في منطقة خاصة بعيدة عن كل البرامج الأخرى، سواء كانت فنية أو غير ذلك، لأن البرنامج يكتسب ملامحه الخاصة من أشياء وعناصر كثيرة، ولكل واحد طريقته الخاصة في تناول المواضيع. كما أن الفنان الواحد على سبيل المثال يمكن تقديمه والتعامل معه بشكل يختلف من برنامج إلى آخر، وهذا ما حدث معي، فالتصريحات والأسرار كانت عندي مختلفة، وما يقوله الفنان لي يختلف كثيراً عما يقوله في البرامج الأخرى، وهنا يكون الاختلاف بين البرامج، حتى وإن كانت تنتمي إلى نوعية واحدة.

- هل خلفيتك كمخرجة أفادتك في تقديم برنامج ضيوفه مع الفنانين؟
بالطبع أشعر بأن الموضوع أسهل وأفضل بالنسبة إلي عندما أتعامل مع أشخاص أعرف الكثير عن معظمهم، وهذا يجعلني أكشف أسراراً في حياة الفنانين لا يعرفها كثيرون، وهذا بالطبع يتوافر لديَّ أكثر من مقدمي البرامج العاديين.
لكن لا يمكن أن نعتبر هذا أساس نجاح برنامجي، أو أنه وحده سبب التميز، خاصةً أنني أستضيف فنانين لا أعرف عنهم شيئاً، لكن هناك أدوت أخرى أعتمد عليها في إدارة الحوار، وأحاول أن أُخرج من الضيف الإجابات عن الأسئلة التي قد تدور في ذهن الجمهور الذي لا يعرف عنه سوى شق واحد في شخصيته، فأنا أحرص في البرامج التي أقدمها على كشف ما هو جديد عن الشخصية التي أحاورها.

- هل وجدت متعة في تقديم البرامج؟
أحببت تجربة تقديم البرامج، ووجدت فيها شيئاً جديداً، كما وجدت تفاعلاً كبيراً من الجمهور، وهذا يعني الكثير.
ولو لم أكن مستمتعة بعملي في تقديم البرامج لما خضت هذا المجال، لأنني لم أعتد سوى على تقديم الأشياء التي أستمتع بها وأحبها، هكذا اعتدت طوال مشواري، ولهذا كنت دائماً أرفض قبول تجارب تقديم البرامج التي كان يتم عرضها عليَّ، لأنني كنت لا أجد فيها جديداً، فكنت أرفضها لأنني لم أشعر بأنها سوف تحقق متعة لي.
وأنا أحب اختيار الأعمال التي تمتع الناس، لكن بشرط أن تحقق لي المتعة أيضاً، ومن دون تحقيق هذا الشرط لن أقبلها.

- ما هي شروط العمل الذي يحقق لك المتعة؟
أن يقتحم مناطق جديدة ويبتعد عن كل ما هو روتيني، وعلى المبدع أن يبتكر من خلال الأعمال التي يقدمها، ولهذا أرى أنه لا بد أن يقدم العمل الفني شيئاً جديداً يجعله يفرق بخطوة عن الأعمال الأخرى التي سبقته، بجانب أنه يتضمن موضوعاً وفكرة تهم الناس وتكون نابعة من الواقع الذي يعيشه المجتمع.

- كيف جاءتك فكرة برنامج «الجريئة»؟
الفكرة تراودني منذ عامين، وظللت أفكر في الشكل الذي تخرج به الى النور، وزاد إلحاح الفكرة على رأسي عندما وجدت وقتاً عندي، خاصةً أنني لم أكن مشغولة بتصوير أي أعمال سينمائية، لهذا وجدت الوقت مناسباً جداً لتقديم برنامجي، خاصةً أنني كنت أسعى لتقديم شيء جديد هذا العام.

- وهل اتخذت قراراً بتقديم البرامج لتكون عوضاً عن الإخراج السينمائي المتوقف؟
بالتأكيد الظروف التي تمر بها صناعة السينما جعلتني أشعر بأن هذا هو الوقت المناسب لتقديم البرامج، لكن لا يمكن لشيء أن يعوضني عن الإخراج.

- هل يمكن يوماً أن تعتزلي الإخراج وتكتفي بتقديم البرامج؟
لا أستطيع أن أتخلى عن مهنتي التي أحبها، وهي الإخراج الذي أحببته أكثر من أي شيء، الى درجة أنني فضلته على التمثيل، ولهذا لن أعتزل الإخراج ولن أتركه أمام أي مقابل، لأنني لا أستطيع أن أعيش بعيداً عن الكاميرا والاستوديو.

- هل تعمّدت استضافة أجيال مختلفة من الفنانين؟
كنت أفكر دائماً في الفنان الذي أجد لديه ما يمكن أن نفتش فيه ونقدمه للجمهور، بغض النظر عن جيله أو مكانته، ولهذا استضفت أسماء وأجيالاً مختلفة، من الفنان الشعبي سعد الصغير إلى الفنان العالمي عمر الشريف، رغم اختلاف طبيعة كل واحد وملامحه بالنسبة الى الجمهور، فإن كل فنان منهما مثلاً كانت وراءه قصص وحكايات وأسرار يريد الجمهور أن يعرفها.

- ماهي أجمل الحلقات؟
هناك حلقات استمتعت بها كثيراً، واكتشفت من خلالها أموراً كانت جديدة جداً بالنسبة إلي، لكن أقرب الحلقات لقلبي هي حلقة الفنان الراحل أحمد رمزي الذي استضفته قبل وفاته، وكانت حلقة مميزة كثيراً، وكنت حريصة على تحضيرها وتسجيلها في وقت قياسي.

- لماذا فكرت في اختيار الفنان أحمد رمزي تحديداً؟
دائماً أنظر الى الفنان أحمد رمزي على أنه نجم من طراز خاص، وأعرف أنه نموذج لفنان لن يتكرر، لهذا كنت حريصة على ألا يجلس في المنزل طالما يستطيع أن يقف أمام الكاميرا، حتى يستمتع به الجمهور طيلة حياته، وبالفعل نجحت في إقناعه ليعود الى الفن ويتراجع عن الاعتزال، ليكون نجماً في فيلمي «الوردة الحمراء».
وأعرف جيداً أن حياته مليئة بالحكايات الجميلة التي تبرز جمال المرحلة التي عاش فيها وكانت الفكرة في استضافته مع النجم الكبير عمر الشريف صديق عمره، لهذا ظهرت الحلقة أكثر من رائعة، اذ تبادل كل منهما الذكريات والقصص المسلية التي جعلتنا نتخيل ما كان يدور بينهما، وهي المرة الأولى التي يراهما الجمهور معاً ليكتشف الوجه الثاني للصديقين صاحبي رحلة الكفاح التي لم تكن أبداً سهلة، وكان حواراً لكل الأجيال.

- لماذا تعمدت أن تنوعي في اختيار ضيوف برنامجك بين الفن والسياسة؟
الفترة التي مرّت بها مصر كانت تتطلب حواراً متعدّد الاتجاهات والتيارات، ولهذا عندما كنت أجد أن هناك فرصة لاستضافة شخص سوف يكون مفيداً للجمهور ولديه ما يقوله للناس بشكل يتناسب مع طبيعة البرنامج، لا أتردد في استضافته، خاصة أن طبيعة البرنامج كانت تسمح باستضافة نماذج مختلفة.
فعلى سبيل المثال، في الحلقة التي قمت فيها باستضافة الفنانة رغدة، كان لابد أن نستضيف طرفاً آخر، وهو ناشط سياسي، فطبيعة البرنامج سمحت لنا بأن ننوّع في الاختيارات ونخرج بعيداً عن الفن في بعض الأحيان، ولهذا كان من بين ضيوفي المستشار مرتضى منصور والإعلامي طوني خليفة وغيرهما.

- ما الذي دفعك إلى إنتاج البرنامج لنفسك؟
لا أحب أن يتدخل أحد في اختياراتي أو يفرض عليَ شروطه، ولهذا فضلت إنتاج البرنامج على نفقتي الخاصة لأتجنب مثل هذه الأمور. ورغم أنني لا أحب التدخل في شؤون الإنتاج، وأفضل ألا أشغل نفسي بالتفاصيل المادية، وجدت أنها ضرورة، وبالفعل استمتعت بالعمل في هذا البرنامج من كل النواحي.

- لماذا اخترت إلهام شاهين لتكون من أوائل ضيوفك؟
إلهام شاهين لها جمهور كبير، واستطاعت أن تحقق النجاح خلال مشوارها الفني، وأعرفها جيداً على المستوى الإنساني، وبالطبع كنت مؤيدة لها في معركتها ضد من حاولوا تشويهها، وكنت واثقة من قدرتها على أخذ حقها من عبدالله بدر، لأنها فنانة قوية ولديها جمهور كبير، كما أنها دافعت عن قضيتها، ولهذا نجحت. وأنا سعيدة بإلهام شاهين وفرحت من أجل انتصارها وكشفها لتجار الدين.

- هل صحيح أن هناك خلافات بينك وبين يسرا؟
هذا غير صحيح. علاقتي بيسرا قوية جداً، ولا أحب هذه النوعية من الأخبار الكاذبة. كما أنها كانت ضيفتي في البرنامج، وقدمنا حلقة متميزة وحققت نجاحاً ونسبة مشاهدة عالية، فأين الخلافات التي أشاعها البعض عبر المواقع الإلكترونية المختلفة؟ صداقتي مع يسرا عمرها طويل جداً، وأقوى من كل الشائعات التي لم نلتفت لها يوماً.

- ولماذا حرصت على استضافة الفنانة هالة صدقي وزوجها معاً؟
حرصت على تقديم الوجه الثاني لهالة صدقي، الزوجة وليست الفنانة فقط، وعلاقة الحب الجميلة التي تجمعها بزوجها لنظهر وجهاً جديداً للجمهور.
وبالفعل ردود الفعل كانت عالية. وهناك أيضاً حلقات أخرى أحببتها، مثل حلقتي مع السياسي الراحل طلعت السادات، وداليا البحيري وهند صبري.

- هل تخليت عن مشروع فيلمك «الصمت» الذي يتناول قضية زنى المحارم؟
لم أتراجع عنه، بالعكس ما زلت أهتم به، لكن الظروف التي مرّ بها البلد الفترة الماضية كانت صعبة وغير مناسبة لتقديمه، ولم يكن هناك بديل للتأجيل، بالإضافة إلى المشاكل التي كانت تعاني منها الصناعة، من حيث الإنتاج الذي عطل الكثير من المشاريع الفنية، وليس فيلم «الصمت» فقط.
ولن أتراجع عن تقديم هذا الفيلم تحديداً، لأن موضوعه مهم جداً والقضية التي يناقشها لم يعد من المقبول السكوت عليها أو تجاهلها.

- لكن البعض يرى أنه من غير المقبول الحديث عن قضية زنى المحارم في المجتمعات العربية؟
ظاهرة زنى المحارم موجودة في المجتمعات العربية والدافع الذي يجعلني مصرّة على تقديمها أنها موجودة حولنا، وللأسف مسكوت عنها، ولا بد من تغيير الطريقة التي نتعامل بها مع قضايانا، فلن ندفن رؤوسنا في الرمال كالنعام ونتجاهل الحقائق، ومع هذا فطريقة المعالجة والتقديم تختلف كثيراً من عمل إلى آخر.

- وهل بالفعل حكم الإسلاميين كان السبب وراء تأخير خروج الفيلم إلى النور؟
كنت أعرف منذ اللحظة الأولى أن فكرة تقديم فيلم عن زنى المحارم لن تكون عادية، ولن يتقبلها المجتمع بسهولة، وكنت أعرف أنني سوف أتعرض لمثل هذا الهجوم من قطاعات كثيرة، لكن هذا لا يجعلني أخشى من شيء ولا حتى أتردد في موقفي، بل زادني إصراراً، والشيء الهام الذي لابد أن يعرفه الجميع أنني لم أتأخر في تصوير الفيلم لخوفي من أحد، لكن الأمر كما أكدت كان متعلقاً بالأزمة المالية مثل كثير من المشاريع المعطلة، وسوف أعود لاستئناف تحضير الفيلم ليخرج للنور ويسلط الضوء على الظاهره المرضية المسكوت عنها.

- هل انتهيت من اختيار فريق العمل وما حقيقة اعتذار النجمات عنه؟
مثل أي عمل يتم عرض السيناريو الخاص به على الفنانين والفنانات لدراسة الأدوار المرشحين لها، ومن الطبيعي أن يتم قبول الدور أو رفضه، وبالمناسبة لم أكن حريصة على أن تكون كل بطلاته من النجمات الكبيرات، فعندي طريقة خاصة لاختيار أبطال أعمالي، كما أن هناك أخباراً كثيرة ترددت عن العمل وأبطاله لكنها ليست حقيقية.

- هل تم ترشيح الفنانة نيللي كريم للبطولة؟
بالطبع نيللي كريم من الأسماء التي تم ترشيحها للمشاركة في بطولة الفيلم الذي سوف يشهد العديد من المفاجآت، ونيللي كريم ممثلة متمكنة وتجيد تقديم أدوار كثيرة جداً.

- لماذا أجلت مسلسل «عصر الحريم» الذي تخوضين به أولى تجاربك في الدراما؟
أجلته هو الآخر بسبب الظروف الإنتاجية، مما أدى لتعثرات كثيرة جداً، لكن تحضيراتي مستمرة وأعمل على ترشيح بقية أبطاله.

- متى سوف يبدأ التصوير؟
استكملت التحضيرات التي بدأتها، واقتربت على الانتهاء منها، وسوف أستكمل الترشيحات لبقية الأدوار التي لم نختر بقية الأبطال فيها، وبعدها نبدأ التصوير مباشرة.

- هل ترين أن موضوعه الخاص بعصر الحريم وعالمهن مناسب لهذه الفترة التي نعيشها؟
بالطبع مناسب جداً، وأرى أن النساء قادمات وبقوة، وهذا ما توقعته وطالبت به، لابد أن تأخذ المرأة المصرية مكانها الطبيعي في المقدّمة، فلن نعود إلى عصر الحريم بعد كل هذه التحولات التي شهدها المجتمع، وأثبتت المرأة أنها على قدر المسؤولية، بل تفوقت على الرجل وعلمته الكثير وما زالت، بينما يعاملها الرجل بكل استبداد واستبعاد حتى لا تأخذ حقها، وهذا دليل على قوة المرأة.

- البعض نقل عنك تصريحات أن مسلسل «عصر الحريم» سيكون على غرار المسلسلات التركية، فما حقيقة ذلك؟
بالطبع لن يكون تقليداً للمسلسلات التركية، ولن أقبل أن أكون في دائرة التقليد، بل قلت لن يقل عن المسلسلات التركية وسوف يتفوق عليها، ونحن لسنا أقل من الأتراك في تقديمهم للأعمال الدرامية، فنحن نملك التاريخ والموهبة والخبرة، فلا يمكن بأي حال أن نترك مكاننا، وقلت إن مسلسلي سوف يكون في حلقات طويلة وموضوعه سيكون جريئاً وجديداً ومعالجته مختلفة تماماً.

- هل أنت مع من يرون أن الدراما التركية سحبت البساط من المصرية؟
هذا الكلام غير معقول، فالدراما المصرية متصدرة المشهد منذ سنوات طويلة، وليس من السهل أن تهتز مكانتها أو تسحب الدراما التركية البساط من تحتها، لهذا لست مع مثل هذه الأقاويل غير الواقعية بالنسبة إلي.

- كيف تجدين حال مصر الآن؟
قبل أن نتحدث عن الوضع الحالي علينا أن نفخر بأننا مصريون، بعد أن أثبتنا للعالم كله أننا لسنا شعباً عادياً، وعرف الجميع أن المصري لا يمكن قهره أو الضحك عليه بأي شيء، حتى وإن كان ذلك باسم الدين الذي هو أقدس شيء بالنسبة إلى المصريين.
الشعب المصري قام بثورة في «30 يونيو» لا يمكن تجاهلها أو العبور دون الإشارة لها، ونجحنا في أن نستعيد البلد الذي كاد يسرقه الإخوان باسم الدين، وهم لم ينفذوا شيئاً من تعاليمه خلال فترة حكمهم، وما نمر به الآن شيء طبيعي، لأنه ليس من السهل على تلك الجماعات أن تستسلم بسهولة، ولا بد أن تظل تحاول على أمل استعادة ما كانت عليه، لكن هذا هو المستحيل، لن تحكم الجماعات المتطرفة مصر من جديد.