شقة دافئة وراقية ألفها الذوق وياؤها الفرح

شقة, منزل لبناني, ديكور عصري, الديكور

29 سبتمبر 2013

خيوط لبقة وأنيقة حاكت هذه الشقة الفرحة المفعمة بالدفء والرقي في آن معاً. فقد أرادها الاخوان المهندسان مهى خوري كفوري وطوني خوري مساحة بيضاء نضرة تشع ألقاً وفرحاً. في معظم الأعمال يتعاونان، مهى ترسم التصاميم وطوني يعاونها بخبرته الهندسية لتنفيذ الأثاث.


جوّ النضارة والبياض الساطع، عناصره واضحة من الرخام الأبيض اللمّاع إلى الجفصين الأبيض أيضاً. وقد زاده هنا الزجاج الشفاف على امتداد الشرفة التي انضمت إلى قاعات الاستقبال، مما أضفى على المكان رحابة وإشراقاً.
وصمّمت الستائر الشفافة من الوسط والجوانب من الحرير، لإظهار أكبر مقدار ممكن من المنظر البانورامي الخارجي.

هذه الشرفة المغلقة تضمّ صالونين وغرفة طعام صغيرة. الصالون الأول جداره من الحجر المعتّق، أمامه مقعد مستطيل باللون البيج الزاهي إطاره من الخشب، وفي الوسط أريكة واحدة مستطيلة ولكن بشكل دائري.
وإلى جانبه، مقعد أصغر من القماش بالطراز نفسه. اللمسة الفريدة هنا، إلى جانب الحجر على الحائط، تجلّت في الطاولة المستطيلة من الخشب، والتي زيّنت الزهور الإصطناعية وسطها.
وفي الصالون الفاصل بين أول جلسة وغرفة الطعام المخصّصة للعائلة، اللون البيج حاضر على مقعد متوسط الحجم، كلّه من القماش، وقد تخلّلته نقوش.
وأمام المقعد طاولة من الخشب قليلة العرض قاعدتها عبارة عن ركيزتين محفورتين بنقوش مقلّمة، أكسبتها جمالية فائقة. وعلى الحائط الحجر في المقابل، علّق جهاز التلفزيون، وتحته رف طائر صغير الحجم.

نصل في هذا الجناح إلى ركن مميّز، هو مزيج من صالون وغرفة طعام وجلسة خاصة وعملية مخصّصة لأسرة المنزل.
أرادت المهندسة مهى أن تخصّص ركناً متعدد الاستعمالات يشرف من الجدار الزجاج على المنظر الخارجي الجميل. جهة من الطاولة ارتفعت حولها مقاعد القماش الحرير، أما الجهة الثانية فيشغلها مقعد مستطيل من المخمل الرمادي، وعليه أرائك من القماش نفسه للمقاعد الثلاثة. الزنبق الأبيض وضع في ثلاث مزهريات من الكروم متشابهة الحجم.

وبالإنتقال إلى الجهة الداخلية، نعبر إطار باب عريض من الخشب يقودنا إلى جلسة أكثر حميمية ودفئاً، ولكن مع المحافظة على الجوّ الخارجي نفسه.
هنا النفحة النارية أدخلت لمسة فرح من خلال الأرائك الحمر التي وضعت على المقاعد المتصلة الأجزاء على شكل زاوية. وفي الوسط، طاولة كبيرة مقسّمة إلى مربعات، كأنها لم تستلق على ركائز.
الجدار الكبير خلف المقعد شغل وسطه الحجر البركاني الداكن اللون، وإلى جانبيه لجهة اليمين واليسار لوحتان زيتيتان باللون الناري، إحداهما تجسد لوحة فنية في العزف على البيانو والكمان.

أما على الجدار الثاني، فاحتلت المدفأة من الحجر الرخام الأسود وسط الحائط الذي بدروه اكتسى الحجر الأبيض. ويعلو المدفأة في وسط الجدار جهاز التلفزيون. وإلى اليمين واليسار لوحتان من زجاج محفور ومزخرف وضعتا داخل إطار من الخشب.

النفحة الراقية التي أرست جواً من الفخامة تركّزت في الصالون الأساسي في وسط الجلسات. لونه مزيج من بنفسجي داكن وبني متماوج الألوان، من خلال نوعية القماش المخمل المرقط ذي النفحة الحرير.
وقد أكسبته الأرائك الحرير بدروها قيمة إضافية بفضل اللون الذهبي المتداخل مع البني.

وزادت المدفأة الرخام فخامة على هذه الجلسة، وامتدّ الرخام على الجدار ليشكل إطارا للوحة زيتية تجسد فتاة راقصة.
المدفأة وضعت بدورها على حائط من الحجر الأبيض، وهي تطلّ من الجهة الخلفية للجدار على جلسة أخرى زينتها بجمالية فائقة.

وقبل الانتقال إلى الجلسة المجاورة، يستوقفنا جدار آخر في هذا الصالون ازدان بمجموعة لوحات صغيرة توزعت على جدار من الخشب، وسطه مطلي بالأبيض، شكّل فاصلاً بين الصالونات.

غرفة الطعام طغى عليها الخشب في الطاولة والمقاعد ذات القماش المخمل المتماوج، وخصوصاً في الخزانتين المنفصليتن حيث شكّل الخشب المزخرف جمالية راقية. هاتان الخزانتان وكأنهما معلقتان، انفصلتا عن الجزء السفلي، وهو عبارة عن مكعّبات من الخشب معلّقة أيضاً لجهة اليمين واليسار.
أما المدفأة على الحائط فارتدت بدورها حلّة من خشب، يعلوها رفّان استراحت عليهما قطع من الكريستال للزينة. وفي وسط الخزانتين دروسوار ذو درف من الخشب على شكل قطع مستطيلة.

وخلف غرفة الطعام، يطالعنا مطبخ كبير الحجم بلون وسطي، لا داكن ولا زاهٍ. كلّ وسائل الراحة والعملية موجودة هنا، وقد شكّل الكروم الأكسسوار الوحيد إلى جانب الخشب.

ثلاث غرف نوم في هذه الشقة، إحداها للفتاة الصغرى باللون الزهري الساطع خلف السرير، والمقعد المستطيل إلى جانبه.
في الغرفة الثانية اللون البيج هو الطاغي، وقد طعّم برسوم ناعمة سوداء في قماش الستائر وغطاء السرير. أما غرفة الماستر، فقد طغى عليها الخشب.

CREDITS

تصوير : جينيا معلوف