من التالي في ديور؟

ديور

Laila Hamdaoui ليلى حمداوي 23 أكتوبر 2015

لقد سمعتم بلا شك الخبر المفاجئ الذي انتشر بسرعة البرق عبر الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي ومفاده أن المدير الإبداعي راف سيمونز سيودع ديور بعد مرور 3 أعوام ونصف العام فقط.

وفيما بدأ العديد منا يحبون أسلوب سيمونز ويفهمون رؤيته الإبداعية وترجمته لجذور ديور، صدمنا فجأة بخبر نزوله عن العرش.

تطرح الآن تساؤلات عدة حول هذا التغيير المفاجئ. فقد أدى تعاون سيمونز مع ديور إلى ارتفاع المبيعات بنسبة 24 في المئة تقريباً منذ انضمام سيمونز إلى الدار عام 2012. وكان سيمونز قد تخلى حينها عن منصبه في دار جيل ساندر على رغم تفوقه وتميزه هناك طوال 7 أعوام. فما الذي حصل؟

حسناً، يبدو أن التعاون مع ديور يتطلب ابتكار 6 مجموعات سنوياً. ومن يعرف سيمونز يدرك تماماً أنه سيد الإبداع والابتكار، ويتطلب إبداعه الكثير من الوقت والجهد والتجارب. ومع هذا الطلب الكبير من الإنتاج، تبرز صعوبة في إمكانية تجربة أي شيء، على رغم امتلاك الماركة كل الوسائل الممكنة القادرة على تحويل الأفكار إلى حقيقة. فعندما انضم راف سيمونز إلى ديور عام 2012، كان أمامه 8 أسابيع فقط لابتكار وإنهاء مجموعة كاملة من الأزياء الراقية لتقديمها في عروض يوليو.

لم يظهر سيمونز أية سلبية حيال ضغط العمل، لكنه تطرق في مقابلة سابقة إلى مسألة الوقت حين قال: "أعتقد أنه لو كان لديّ المزيد من الوقت، لرفضت أشياء أكثر، واعتمدت أفكاراً ومفاهيم أخرى". ويمكن لأي شخص تتبع مسيرته المهنية أن يدرك سعيه وراء المزيد من القيم في مهنته في عمر 47 عاماً، مثل امتلاك المزيد من الوقت للابتكار والإبداع، وتقديم عروض أقل، والشعور برضى شخصي.

 

في ما يأتي البيان الذي تم إصداره اليوم:

"بعد تفكير ملي وطويل، قررت التنازل عن منصبي كمدير إبداعي لمجموعات الملابس الراقية للنساء عند كريستيان ديور. إنه قرار مرتكز بالكامل على رغبتي في التركيز على اهتمامات أخرى في حياتي، ومنها ماركتي الخاصة، والهوايات التي تحفزني خارج عملي. لا شك في أن دار كريستيان ديور هي شركة استثنائية، وكان لي الشرف العظيم أن تتاح لي فرصة كتابة بضعة صفحات من كتابها العظيم. أريد شكر السيد برنار أرنو على الثقة التي وضعها فيّ، ومنحني فرصة العمل في هذه الدار الجميلة محاطاً بأروع فريق يمكن أن يحلم به أي شخص. كما أتيحت لي خلال الأعوام القليلة الماضية فرصة الاستفادة من ريادة سيدني توليدانو. فإدارته الرزينة والملهمة ستبقى دوماً إحدى أهم التجارب في حياتي المهنية".

وإذا قارنا راف سيمونز بأسلافه جيانفرانكو فيري (1989-1996)، وجون غاليانو (1997-2011)، نجد أن فترته المهنية القصيرة لدى دور تركت بعض اللحظات المهمة التي نستطيع دوماً العودة إليها.