الفحص الذاتي من سن البلوغ!... ماذا عن الصورة الشعاعية؟

سرطان الثدي,الصورة الشعاعية,الفحص الذاتي,إجراءات,الثديين,صورة الصدر الشعاعية,الرنين المغناطيسي,انقطاع الطمث

كارين اليان ضاهر 01 نوفمبر 2015

فيما تعتبر الصورة الشعاعية للثدي الوسيلة الأولى للكشف المبكر عن سرطان الثدي، من اللافت أن نسبة كبيرة من النساء تخشى اللجوء إليها خوفاً من المرض ومن فكرة اكتشافه.
الصورة الشعاعية لا تشفي السرطان ولا تحمي منه، لكنها تسمح بكشفه في أولى مراحله، مما يعزز فرص الشفاء بنسبة ملحوظة ويسهّل العلاج إلى حد كبير. أما الفحص الذاتي فيبدو ضرورياً من سن مبكرة لاعتباره يتيح لك التعرف إلى جسمك بشكل أفضل وكشف أي تغيير فيه في وقته، وإن لم يكن الوسيلة الفضلى لكشف المرض.
الاختصاصية في التمريض ومساعدة عميد كلية التمريض في الجامعة اللبنانية- الاميركية د. ميرنا ضومط تحدثت عن تفاصيل كل من الوسيلتين ودورهما الاساسي في كشف سرطان الثدي. كما أشارت إلى دراسة أُجريت في لبنان على 1200 امرأة وتبين فيها أن نسبة83,5 في المئة من النساء يعرفن عن سرطان الثدي، لكن نسبة 63 في المئة منهن يجرين الفحص الذاتي، وقليلات اللواتي يجرينه بالشكل الصحيح.
كما تبين أن اللبنانيات لا يعتبرن أنهن عرضة للإصابة بسرطان الثدي رغم ارتفاع حالات سرطان الثدي في لبنان والمنطقة في سن لا تتعدى الأربعين مقارنةً مع أوروبا، مما يدعو إلى المزيد من الحرص.


الفحص الذاتي
صحيح أن الفحص الذاتي لا يمنع سرطان الثدي، لكن بعدما كان في التسعينات متصدراً الواجهة وكانت منظمة الصحة العالمية تشدد على أهميته، تراجعت أهميته ليعود مجدداً اليوم إلى الواجهة. فعلياً هو لا يساعد وحده على الكشف عن المرض ولا يمكن أن يحل محل الصورة الشعاعية للثدي، لكن يبقى في غاية الأهمية في مساعدة المرأة على التعرّف إلى جسمها لتلحظ أي تغييرات في الثدي.

متى؟
يجرى الفحص الذاتي للثدي في كل شهر بعد يومين من انقضاء موعد الطمث. ولا يجرى ابداً قبله، لأن معدلات الهورمونات ترتفع عندها وتحصل تغيرات عدة في الجسم.

من أي سن؟
يُنصح بإجراء الفحص الذاتي الشهري من سن 20 سنة بشكل عام، لكنْ ثمة اليوم اتجاه اكثر فأكثر إلى تشجيع الفتاة على إجرائه عند سن البلوغ لتتعرف بشكل أفضل إلى جسمها مع مرور الوقت.

كيف؟
يجرى الفحص الذاتي وقوفاً أمام المرآة أو في وضعية الاستلقاء. توضع اليد اليسرى خلف الرأس لفحص الثدي الأيمن. فبهذه الطريقة تشد عضلات الثدي مما يسهل الفحص.
ويتم فحص الثدي بالأصابع الثلاثة الوسطى بشكل وكأن الثدي يقسم إلى 4 أقسام لتشعر المرأة بأي تغيير أو تدرّن فيه، على أن يتم الفحص من أعلى إلى أسفل من دون أن ننسى تحت الإبط. وتتكرر العملية نفسها للثدي الأيسر. علماً أنه يمكن الشعور بتدرن في الثدي وقد يكون طبيعياً.
كذلك يجب الوقوف أمام المرأة والنظر إلى حلمة الثدي وما إذا كان شكلها متغيّراً، فإذا كانت بارزة في طبيعتها، ثم انقلبت الى الداخل، لا بد من استشارة الطبيب. كما أن من المهم فحص الجلد وشكل الثدي. فحتى الجلد يتغيّر في مراحل من سرطان الثدي ويبدو أشبه بقشرة البرتقال ويكون متعرجاً.

الصورة الشعاعية للثدي
تعتبر الصورة الشعاعية للثدي الوسيلة الفضلى للكشف المبكر عن سرطان الثدي وزيادة فرص الشفاء. إلا أن عامل الخوف يلعب دوراً في كثير من الأحيان في منع المرأة من إجرائها.
من هنا أهمية السعي الدائم لمنع الخوف من السيطرة عليها. ولأن أهميتها تبرز هنا، تكثر الأسئلة التي تطرح في شأنها.

من أي سن تجرى؟          
تجرى الصورة الشعاعية للثدي عامةً من سن 40 سنة في حال عدم وجود حالات في العائلة، أو من سن 35 سنة في حال وجودها.

متى تجرى؟
تجرى الصورة الشعاعية للثدي دائماً في الفترة التي يجرى فيها الفحص الذاتي، أي بعد يومين من انقضاء الدورة الشهرية وليس قبلها أبداً.

ماذا إذا كانت المرأة في مرحلة انقطاع الطمث؟
في هذه الحالة تجري الفحص الذاتي الشهري في موعد معين تختاره ويكون ثابتاً في كل شهر. إذ إن الهورمونات موجودة في الجسم حتى في حال عدم وجود دورة شهرية. أما الصورة الشعاعية فلا مشكلة في إجرائها في اي وقت كان.

هل صحيح أن الأشعة التي يمكن التعرض لها عند إجراء الصورة الشعاعية للثدي تشكل خطراً وقد تزيد خطر الإصابة بالسرطان؟
الأشعة التي تتعرض لها المرأة خفيفة جداً، خصوصاً أنها تجري الصورة كل سنة أو اثنتين. كما أن فائدة الصورة اكبر بكثير من الخطر الذي يكاد لا يكون مذكوراً.

يقال إن الصورة الشعاعية للثدي قد تعطي نتيجة خاطئة أحياناً، هل هذا صحيح؟
احتمال اكتشاف الورم كبير جداً في الصورة الشعاعية، لكن مما لا شك فيه أن في حالات معينة تكون أنسجة الثدي كثيفة ولا تكون واضحة.
عندها تطلب صورة Ultrasound لكثافة الجلد ليتمكن الطبيب من رؤية الصورة بشكل أوضح. ولا بد من التشديد على مهارة من يقرأ الصورة. الحالات التي لا يظهر فيها الورم قليلة جداً. لكن تبقى الصورة الشعاعية ضرورية لكشف المرض في مرحلة مبكرة.

يتم التشديد حالياً على أهمية التصوير بالرنين المغناطيسي، هل يعتبر أكثر فاعلية؟
حتى الآن تبقى الصورة الشعاعية هي الأساس كخطوة للكشف المبكر عن سرطان الثدي ولا يمكن أن يحل التصوير بالرنين المغناطيسي مكانها، فهو لا يوصف كخطوة أولى لكشف المرض.

هل تسبب الصورة الشعاعية للثدي ألماً؟
ليس صحيحاً ما يقال عن الألم، فقد تكون مزعجة لكنها ليست مؤلمة.

هل تظهر النتيجة مباشرةً؟
تظهر مباشرةً خلال 24 ساعة إلى 48 لقراءتها بشكل دقيق وإن كان من الممكن إعطاء فكرة أولية من ساعة ظهورها.

 

إليك كل ما تودّين معرفته عن صورة الصدر الشعاعية!


مع انتشار حالات سرطان الثدي في سن مبكرة، لماذا لا ينصح بالصورة الشعاعية للثدي قبل سن الأربعين؟
 قبل سن الأربعين، تكون أنسجة ثدي المرأة أكثر كثافة، مما يجعل كشف سرطان الثدي بالصورة الشعاعية صعباً.
أما عندما تُقبل المرأة على مرحلة انقطاع الطمث، فتصبح الأنسجة في ثدييها أقل كثافة، مما يسهّل قراءة الصورة الشعاعية. وعموماً، على المرأة الحرص على إجراء الفحص الذاتي للثدي، وكذلك الفحص العيادي الروتيني، قبل الأربعين من العمر لملاحظة أي تغيير في الثدي وطلب الفحوص الإضافية للتأكد.

هل يجب على المرأة التي أجرت عملية تكبير للثديين الخضوع إلى صورة شعاعية للثدي؟
على المرأة في هذه الحالة أن تجري الصورة الشعاعية للثدي وفق ما هو معتاد. أما إذا كانت قد خضعت إلى عملية ترميم للثديين بعد استئصالهما بشكل تام، فلا بد من استشارة الطبيب حول ما إذا كانت الصورة الشعاعية ضرورية.
وفي كل الحالات، في حال وجود ثديين اصطناعيين، فلا بد من إعلام الطبيب بذلك عند إجراء الصورة لأنهما قد يخفيان بعض الأنسجة في الثدي، مما يجعل التصوير أكثر صعوبة ودقة.

 هل من إجراءات معيّنة مطلوبة من المرأة تحضيراً لإجراء الصورة الشعاعية؟

  • إذا كنت في موعد الطمث، فأخّري موعد الصورة الشعاعية للثدي إلى ما بعد الأسبوع الأول من نهايته، حتى يكون الثديان أقل انتفاخاً فتسبب الصورة ألماً أقل وتكون أكثر وضوحاً.
  • ارتدي قميصاً مع تنورة أو سروال. بهذه الطريقة يمكن أن تنزعي القميص بسهولة لإجراء الصورة وتحتفظي بالملابس الباقية.
  • لا تضعي عطوراً أو رذاذَ عطرٍ أو كريمات أو بودرة تحت الإبطين وعلى الثديين في اليوم الذي تجرين فيه الصورة الشعاعية، لأنها قد تخفف من نقاء الصورة.
  • إذا كنت قد أجريت الصورة الشعاعية في مختبرات أخرى قبل التصوير فأحضري النتائج السابقة معك بهدف مقارنتها مع تلك الجديدة.

 

 ما المشكلات التي ترافق إجراء الصورة الشعاعية؟
الصورة الشعاعية هي طريقة التشخيص المبكر الفضلى لسرطان الثدي، إذ تسمح بالكشف عن أي تغييرات في الثديين.
وفي حال ظهور أي من هذه التغييرات، قد تُطلب فحوص إضافية للتأكد من طبيعتها. وحتى عند ظهور تغييرات معينة أو دمّل في الثدي في الصورة الشعاعية، فهذا لا يعني حكماً الإصابة بسرطان في الثدي.
ولأن نتائج الصورة الشعاعية غير قاطعة ومحسومة كأي فحص يمكن إجراؤه، فثمّة مشكلات معيّنة يمكن مواجهتها:

  • هي تشكل جزءاً فقط من الفحص التام للثدي: إذ تأتي الصورة الشعاعية لتكمل الفحص العيادي الذي يجريه الطبيب للثديين أثناء الفحص الروتيني. كما أن الطبيب حين يرى تغيراً في الثدي من خلال الصورة الشعاعية يطلب المزيد من الفحوص.
  • كشف المرض لا يعني حكماً إنقاذ حياة المريضة: حتى إذا كانت الصورة الشعاعية تكشف ما لا يمكن تحسسه باليد، فقد يكون السرطان الذي تم اكتشافه من النوع الشرس الذي سبق أن انتشر في أعضاء أخرى من الجسم.
  • النتيجة السلبية الخاطئة ممكنة: في هذه الحالة، قد يبدو كل شيء طبيعياً فيما يكون السرطان موجوداً. لكن هذا الخطأ لا يعتبر شائعاً، علماً أنه يحصل أكثر لدى النساء الشابات مقارنةً بمن هن أكبر سناً. كما أن الثدي الأكثر اكتنازاً لدى المرأة الشابة يزيد من صعوبة كشف سرطان الثدي بالصورة الشعاعية.
  • النتيجة الإيجابية الخاطئة: تكون النتيجة عندها إيجابية رغم عدم الإصابة بالسرطان. تعتبر النساء الشابات أكثر عرضة لمواجهة هذه المشكلة، إضافةً إلى من أُخذت منهن خزع، وكذلك اللواتي ثمة حالات من المرض في عائلاتهن، واللواتي يتناولن الأستروجين كعلاج بديل للهورمونات.
  • ثمة أشعة تطلقها الصورة الشعاعية للثدي: يعتبر الخطر الناجم عن الأشعة الخفيفة التي يجرى التعرض لها في الصورة الشعاعية بسيطاً كما في أي صورة شعاعية أخرى، إلا أن المشكلة تكمن في التكرار. مما لا شك فيه أن الفوائد تتغلب دائماً على الخطر الذي يمكن التعرض له بإجراء الصورة الشعاعية، لكن الطبيب يحدد دائماً الحاجة إلى إجراء الصورة.

 

هل هذا يعني أن نتائج الصورة الشعاعية ليست مؤكدة بنسبة 100 في المئة؟
قد تكشف الصورة الشعاعية حوالى 85 في المئة من حالات سرطان الثدي، وباقي الدلائل قد لا تظهر لأسباب مختلفة. في حال الشك، تُطلب فحوص إضافية كالصورة الصوتية مثلاً وغيرها من التقنيات التي تسمح بالتأكد من النتيجة.

هل تحل الصورة الشعاعية للثدي محل الفحص الذاتي؟
يكمل الفحصان بعضهما بعضاً، فإجراء الفحص الذاتي مع الصورة الشعاعية بانتظام والفحص العيادي لدى الطبيب، يعتبر الطريقة الفضلى للحماية والكشف المبكر عن المرض.

هل من طرق معينة للحد من خطر الإصابة بسرطان الثدي؟
ثمة عوامل عديدة تلعب دوراً في الإصابة بسرطان الثدي ولا يمكن التحكم بها، كالعامل الجيني والبلوغ المبكر والعامل الوراثي. لكن ثمة عوامل أخرى يمكن التحكم بها، كالنظام الغذائي والإنجاب في سن مبكرة والحفاظ على وزن صحي، للحد من خطر الإصابة بالمرض