زهرة الخرجي تستعيد تفاصيل رحلة شفائها من هذا المرض

زهرة الخرجي,تفاصيل,المرض,بلد عربي,جماهير,الدراما السورية,مشوارك الفني,مواقع التواصل الاجتماعي,السرطان,سرطان الثدي

الكويت (لها) 01 نوفمبر 2015

لها تجربة مثمرة مع الفن بمجالاته المختلفة في الإذاعة والتلفزيون والمسرح. هي نفسها زهرة بريّة لا تكبر ولا تشيخ. إنها الفنانة الكويتية زهرة الخرجي التي تستحق عن جدارة لقب «زهرة الدراما الخليجية»، لتمكنها من تجسيد مختلف الأدوار، ورسم أبعاد الشخصية الدرامية من خلال الصوت والنظرة والالتفاتة والإيماءة...
ألقاب عدة حازتها الخرجي طوال مشوارها الفني الذي تجاوز ربع قرن من الزمن. فهي «الحيزبونة» بلا منافس، وقد لازمها هذا اللقب منذ صغرها، وهي «زهرة بوند» بسبب عشقها للتغيير والتنويع في الشخصيات، إلى جانب أدوار أخرى كثيرة استطاعت أن ترسخ في ذاكرة الجمهور الكويتي والخليجي.
قد تكون هناك محطات حزينة في مشوار زهرة الخرجي، ولكنها لم تؤثر في حضورها الفني، ولا في نجوميتها، حيث استطاعت النهوض مراراً من كبوتها وتجاوز محنة المرض الخبيث (سرطان الثدي)، كما تخطت تجربة الزواج الفاشلة، لتستجمع شتات نفسها وتعود أقوى مما كانت عليه... هذه التفاصيل يكشفها لنا هذا الحوار الصريح معها.


أنشطة إنسانية

- ما الدافع وراء وجودك المستمر ضمن الأنشطة التطوعية؟
بطبيعتي أحب المبادرة والمشاركة في الأنشطة الإنسانية لأنشر الوعي.

- صرحت أكثر من مرة بأن تجربة مرضك وعلاجك من سرطان الثدي ستصدرينها في كتاب، ولكنه لم يبصر النور حتى اليوم، لماذا؟
لا تزال الفكرة قيد التنفيذ، وبالفعل أجتهد مع فريق عمل لتخرج هذه الفكرة إلى النور.

- ألم تشعري بأن ما قمت به منذ شهور كان أمراً غريباً، وهو حلاقة شعرك بالكامل تضامناً مع مريضات سرطان الثدي، خاصة أنك لم تكوني مرتبطة بدور فني تلفزيوني أو سينمائي يستدعي ذلك؟
كنت أشعر برغبة عارمة في تقديم شيء لهؤلاء المريضات، خاصة أنه كانت بينهن فتاتان صغيرتان تجهلان التعامل مع هذا المرض، فأقدمت على هذه التجربة كنوع من التضامن مع هاتين المريضتين، وكانت المحاضرة التي دُعيت لإلقائها مناسبة لذلك، فتحدثت عن معاناتي مع مرض سرطان الثدي، خصوصاً أن المحاضرة تزامنت مع مرور عشرة أعوام على إصابتي بالمرض، حيث أُصبت به عام 2005، فمثّلت هذه الخطوة دعماً للمريضات، وزادتني عزيمةً وإصراراً، وكانت هذه الخطوة أقل ما يمكن أن أقدمه لمريضات سرطان الثدي.

- حلاقة شعرك، ألم تؤثر سلباً في الأدوار التي كان من المفترض أن تعرض عليك وقتها؟
هذا الكلام غير صحيح، خاصة إذا علمنا أن غالبية الفنانات يمثلن وهن يرتدين «الباروكة».

                                                     
تأثير المرض في وزني

- من المعروف أن مريض السرطان يعاني نقصاناً في الوزن بسبب طبيعة الأدوية التي يتناولها، وكذلك بسبب فقدان الشهية... هل تذكرين كم كان وزنك أثناء فترة علاجك؟
أثناء فترة العلاج انخفض وزني إلى 45 كيلوغراماً، لكن بعد تناولي الطعام بتشجيع من الممرضة التي كانت تشرف على حالتي في أحد المستشفيات البريطانية، وصل وزني إلى 55 كيلوغراماً، وأصبح أخيراً أقل من 70 كيلوغراماً.


أسلوب حياة

- من يسمع آرائك يجدك إنسانة مسالمة وهادئة، لكن من يتمعن في أزيائك يجدك شخصية جريئة ومتحررة، فهل اللوك الذي تظهرين به يعكس جانباً خفياً في شخصيتك؟
هذا أكيد، فكل ما يقوم الإنسان به من أفعال وأقوال وأسلوب حياة وطريقة ارتدائه للملابس ووضعه للمكياج... يعبر عن شخصيته بطريقة مباشرة أو غير مباشرة. وأنا أميل بالفعل إلى «اللوك» الجريء، وأحب التغيير باستمرار، خاصة عندما لا أكون مرتبطة بالتصوير.

- هل تتواصلين مع جمهورك من خلال مواقع التواصل الاجتماعي؟
أستخدم الـ «إنستغرام»، وأتواصل من خلاله مع جمهوري وأطلعهم على أحدث أخباري الفنية ونشاطاتي الاجتماعية.


أجور متدنية

- هل أنت راضية عن أجرك وأجر الفنانات الخليجيات؟
راضية نوعا ما، وإن كانت أجورنا أقل بكثير من أجور العديد من الفنانين العرب.

- ما قيمة أول أجر حصلت عليه في مشوارك الفني؟
 400 ديناراً كويتياً، ووقتها لم أكن أبحث عن المال، بحيث دخلت مجال الفن متحدّية أحد الأصدقاء الذي تحدّاني أن أمثل، فقبلت التحدي. وبعد انتهاء التجربة نويت العودة مرة أخرى إلى حياتي العادية، ولكنني وجدت من يصر على استمراري في عالم الفن.

- هل تعتقدين أن الدراما الخليجية انتعشت أكثر بعد ضعف الإنتاج في الدراما السورية بسبب الظروف السياسية القاسية التي تمر بها سورية؟
على العكس، الإنتاج الدرامي السوري موجود في السوق، وهو إنتاج مميز رغم قلّته. أما الدراما الخليجية فهي منتشرة منذ سنوات طويلة قبل الأزمة السورية.

- هل أنت راضية عن مستوى أعمالك الرمضانية وما حققته من متابعة جماهيرية؟
نعم راضية، خاصة أنني قدمت من خلالها أدواراً أراها مؤثرة في الجمهور، كما في مسلسل «عام الجمر» الذي جسدت فيه دور أم مكافحة.


بلد الحضارة

 - كلمة توجهينها إلى بلد عربي... واسم هذا البلد!
أوجّهها إلى مصر بلد الحضارة والتاريخ، فنحن لا ننسى وقفتها معنا في محنة الغزو العراقي الغاشم على دولة الكويت، كما لا أنسى الأسر المصرية العديدة المقرّبة مني في الكويت قبل الغزو، ولا أزال على تواصل معهم، وأدرك أن معظمهم غادروا الكويت مجبرين وهم يشعرون بالحزن.
وأقول للشعب المصري إنه محظوظ برئيسه الحالي عبدالفتاح السيسي وأتمنى له المزيد من التقدم والازدهاركما أدعو الله أن يحمي بلدي الكويت من الأخطار التي تحيط بنا من كل جانب.
 

نصيحة

- ما النصيحة التي تسدينها إلى مريضات سرطان الثدي؟
أنصحهن بالتفاؤل وممارسة الرياضة، خاصة المشي والسباحة، والتنزه في الحدائق العامة والطبيعة، والخروج مع الأصدقاء في أماكن تبعث على الأمل. وعن نفسي، لم أشعر يوماً بأنني كنت بمفردي أثناء فترة مرضي حيث كنت على تواصل دائم مع أهلي، والأهم من ذلك كله أنني كنت أُوطد علاقتي بربّي من خلال صلاتي الدائمة.

- ونصيحتك للمرأة العربية انطلاقاً من واقع تجربتك الشخصية مع هذا المرض؟
أنصح كل امرأة تجاوزت سن البلوغ بالمواظبة على الفحص  المبكر والمستمر للثدي لقطع الطريق على هذا المرض الخبيث

CREDITS

تصوير : عادل الفارسي «ستوديو باباراتزي»