عامر العلي: لا يزال الزمن متوقفاً عندي حتى تنتهي الحرب... وعندها سأعيش حياة أخرى

عامر العلي,الحرب,حياة أخرى,الوسط الفني,الصعيد العائلي,الممثلة,الفنانين,الدراما السورية,النجومية,السينمائية,مسلسل

لها (دمشق) 14 نوفمبر 2015

من النجوم الشباب الذين حققوا حضوراً لافتاً في الأعمال التاريخية، مما جعل هذا النوع من الأعمال يلازمه في بداياته الفنية إلى أن قرّر التوجّه إلى الأعمال الاجتماعية. يمتلك كاريزما وحضوراً قوياً... ورغم ذلك، يعتبر أن الفرصة الحقيقية لم تأته بعد لأسباب وعوامل كثيرة.
حضوره في أعمال البيئة الشامية، ورأيه في الدراما السورية والممثلة الأجمل... كانت محور حديثنا مع الفنان عامر العلي.


- بداية، حدّثنا عن جديدك وثلاثية «لحظة صمت» التي صوّرتها في مسلسل «مدرسة الحب» وعن شخصيتك في العمل؟
مسلسل «مدرسة الحب» عبارة عن ثلاثيات تتحدث عن قصص الحب، حيث طلبني المخرج صفوان نعمو لتصوير ثلاثيتين في العمل، صورت إحداهما وهي «لحظة صمت» برفقة الفنانة ميسون أبو أسعد ومعتصم النهار، وأؤدي في العمل شخصية «جاد» وهو عازف «ترومبيت» في فرقة تحيي العديد من الأمسيات والحفلات الموسيقية.
وجاد، شاب كان قد تعرض في طفولته لصدمة أفقدته النطق، وخلال حفلاته التي تحضرها فنانة تشكيلية (ميسون أبو أسعد)، تُعجب به وتلاحقه، بينما يحاول هو التهرب منها لكونه عاجزاً عن الكلام، لتكتشف في ما بعد السبب، ورغم ذلك يعيشان قصة حب تواجه العديد من الضغوط والمعوقات الاجتماعية.

- ماذا عن دورك في مسلسل «فارس وخمس عوانس»؟
حللتُ ضيفاً على مسلسل «فارس وخمس عوانس»، حين لبّيت دعوة الصديق المخرج فادي سليم للمشاركة في العمل، وكان من المفترض أن أنهي تصوير مشاهدي خلال يومين أو ثلاثة، لكن ترك إحدى الممثلات العمل وحدوث إشكالية، جعلانني أرتبط بالمسلسل لأكثر من شهرين. وأؤدي في العمل شخصية أحد الشبان الذين يتقدمون لخطبة إحدى الفتيات العوانس ويعيش قصة معها لا أستطيع الكشف عن تفاصيلها، لأن الشخصية لا تحتمل ذلك.

- ما هي الشخصية التي أديتها في مسلسل «صدر الباز»؟
ما لفتني في «صدر الباز» أن قصته مشوقة وجميلة، والأهم أن الشخصية التي عرضت عليّ غريبة، وربما يراها المشاهد نمطية ومكررة، ولكنها بالفعل عكس ذلك، إذ أؤدي في العمل شخصية «ورد» شيخ الحارة، وهو شاب صغير يترعرع في كنف شيخ الحارة «أبو النور»، لكن هذا الشيخ يتوفى في وقت مبكر ويُجمع أهل الحارة على جعل «ورد» في مكانه لكونه الأجدر في ذلك.

- وماذا عن تجربتك السينمائية المصرية؟
لا تعتبر تجربة سينمائية مصرية في المطلق، رغم أن لهجة الفيلم مصرية لكون المخرج سورياً والإنتاج مشتركاً بين شركتين مصرية وتركية، وجرى التصوير كاملاً في تركيا، وشارك فيه ممثلون أتراك ويحمل الفيلم عنوان «روز»، وهو من بطولتي ويتناول قصة حب عنيفة ملؤها الرعب حيث يتم التطرق إلى مواضيع الجن في الفيلم، الذي يخضع حالياً للعمليات الفنية بانتظار عرضه. وبصراحة أنتظر تجربة سينمائية أكثر أهمية.

- هل ترى أن أعمال البيئة الشامية قد استُهلكت ولم تعد مرغوبة؟
اعتقدت لفترة أن أعمال البيئة قد استُهلكت، ولكنني وجدت أن الجمهور لا يزال يتابعها. إلا أن الغريب في الأمر أن الجمهور كثيراً ما ينتقد هذا النوع من الأعمال، ولكنه يتابعها في الوقت نفسه.
وأرى أن هذه الأعمال استهلكت من الناحية الفنية ولكنها لا تزال مرغوبة تجارياً، وهذا يتجلّى في تهافت المحطات الفضائية عليها.

- كانت مشاركاتك الدرامية الأولى تركز على الأعمال التاريخية، هل من سبب لذلك؟
لم أركز في بداياتي على الأعمال التاريخية وإنما على الدراما التاريخية، وربما يعود ذلك إلى طبيعة شكلي وصوتي وملامحي، عدا عن كوني أمارس الرياضة وأجيد ركوب الخيل.
وشاءت الصدف أن تكون الأعمال التي شاركت فيها في بداياتي تاريخية، والكل يعرف أن الممثل عندما ينجح في أداء دور معين، تنهال عليه العروض من هذا النمط. ورغم ذلك، قررت التركيز على الأعمال الاجتماعية وأصبحت لدي في الوقت نفسه شروطي الخاصة للمشاركة في الأعمال التاريخية، لأنني أحب هذه الأعمال رغم صعوبتها على الممثل، وتطلبها مجهوداً كبيراً وتكلفة إنتاجية عالية جداً.
هذه الأعمال لم يعد لها جمهور كبير، لأن المشاهد أصبح يطلب مستوى عالياً من هذا النوع من الأعمال ويُقبل على الأعمال التاريخية الضخمة فقط.

- في رأيك ما هي مقاييس النجومية في الوسط الفني السوري؟
من الصعب أن تفهم هذه المعايير في الدراما السورية، إذ تحتاج إلى موهبة وحضور وشخصية، والأهم من ذلك العلاقات والتبني. أما مقاييس النجومية بالنسبة إلى التلفزيون فتتوقف على درجة طلب الممثل من المحطات.

- هل تعتقد أن الفرصة المناسبة لم تأتك بعد وما السبب؟
بصراحة لم تأتني الفرصة بعد بسبب المقاييس الغريبة المتبعة في الوسط الفني السوري، وقد حاولت مراراً الإقلاع عن هذه المهنة، لكنني لم أستطع لأنني أحبها كثيراً.
فهناك الكثير من الفرص الهامة التي كانت مقررة لي ولكنها تحّولت في آخر لحظة إلى غيري رغم تأكيد صنّاع الأعمال أحقيتي بها. ورغم ذلك فقد شاركت في أعمال هامة، ولم أقدم أدواراً سطحية حتى لو كانت مساحتها صغيرة. وأرى أن الفرصة الحقيقية لم تأتني بسبب العقلية التي يتم التعامل بها في الوسط الفني السوري.

- كيف ترى مستوى الدراما السورية؟
للأسف، لم تحافظ الدراما السورية على مستواها، إذ استطاعت أن تطور نفسها بشكل كبير جداً وحققت حضوراً هاماً ومختلفاً وعادت لتكرر نفسها وتتراجع قليلاً وتعود من ثم إلى مكانها الطبيعي وحضورها القوي. لكن حالياً وبسبب الأزمة، لا يمكننا توجيه اللوم بسبب ظروف الإنتاج والتوزيع الصعبة.
ومع ذلك حتى عندما ينخفض مستوى بعض الأعمال، يكون هناك حضور قوي ومميز للعديد من الممثلين السوريين، فالدراما السورية حقّقت حضوراً طاغياً وأصبحت وجبة أساسية على المحطات، وأتمنى أن تعود الدراما السورية إلى سابق عهدها وتبتعد عن الأعمال التجارية التي انتشرت بشكل كبير خلال السنوات الأربع أو الخمس الماضية.

- هل ترى أن الفنانين الشباب ينالون فرصهم في الدراما السورية؟
الفنانون الشباب يأخذون فرصاً جيدة في الدراما السورية وأحياناً نراهم أبطالاً في أعمال درامية. وهذا الأمر لا ينطبق على الجميع، لأن هناك الكثير من الخريجين الموهوبين لم ينالوا فرصهم بعد، ولكن بشكل عام يمكن القول إن هناك مشاركة مهمة للوجوه الشابة في الدراما السورية.

- أين هو المسرح من مشاريعك الحالية؟
المسرح موجود دائماً في مشاريعي. وبالعودة إلى العقلية السائدة، نرى أن من يعملون في المسرح يكنّون عداء مبطناً نوعاً ما لمن يعملون في التلفزيون، وربما العكس صحيح.
بصراحة، أنا مستعد للاعتذار عن أي عمل تلفزيوني مقابل عمل مسرحي هام، والجميع يدرك أن المسرح ليس له مردود مادي، لكن له خصوصيته التي لا يعرفها إلا من جربها فقط.

- «باب الحارة» سينطلق في جزءين جديدين، هل ترى نفسك في هذا العمل؟
لا يعنيني الموضوع كثيراً ولا أفكر فيه سلباً أو إيجاباً. والمسلسل بشخصياته أصبح ظاهرة بمن شارك فيه، وعندما ينتهي سينتهي بأشخاصه، وقد عُرضت علي المشاركة في الجزءين الأول والثاني ومن ثم في الجزء الرابع، ولم أشارك في الجزءين الأولين لأن الشخصية التي عرضت عليّ لم تقنعني.
أما الجزء الرابع فلم يكن لدي الوقت الكافي للمشاركة فيه لأنني كنت مشغولاً بأكثر من عمل.

- ما رأيك بالأعمال المشتركة السائدة حالياً، وهل يمكن ان نراك مشاركاً أساسياً في احدها؟
أحب هذا النوع من الأعمال، لكن لا يكفي أن نكتب نصاً يشارك فيه ممثلون من بلدان مختلفة من دون مراعاة الحالة الواقعية والحقيقية والزمان والمكان. بالطبع، أرى أن الأعمال المشتركة حالة صحية وجيدة، وأفضّل العمل مع زملاء مختلفين لنتشارك طموحنا ونجاحنا.

- هل تفكر حالياً بالزواج، وما هي مواصفات فتاة أحلامك؟
أفكر بكل تأكيد بالزواج وبناء عائلة، لكن ما يؤخرني هو الأزمة والحرب الدائرة في بلدي. وفي رأيي أن الزمن لا يزال متوقفاً حتى تنتهي الحرب، وعندما تنتهي سأفكر بالزواج وأعيش حياة أخرى.

- من هو المخرج الذي ترتاح بالعمل معه؟
هناك الكثير من المخرجين الذين أرتاح للعمل معهم على المستوى الفني، ولكنني لا أرتاح معهم على الصعيد الشخصي. وقد تنوعت تجاربي مع كل المخرجين...

- من هي الممثلة الأجمل في رأيك؟
عالمياً، مونيكا بيلوتشي هي أجمل امرأة في العالم برأيي. أعشق أيضاً جمال أنجلينا جولي وبينلوبي كروز. ومحلياً، هناك الكثير من الممثلات السوريات الجميلات، لكن الأجمل بينهن هي سلاف فواخرجي.

- كيف تعيش حياتك على الصعيد العائلي؟
أقضي وقتي في المنزل وأقرأ الكتب وأمارس الرياضة وأشاهد الأفلام، بالإضافة إلى زيارة أشقائي في منازلهم، كما أخرج مع أصدقائي من خارج الوسط الفني.

- من هو أقرب أصدقائك من الوسط الفني؟
أقرب أصدقائي هم من الفنيين، وهناك عدد كبير من الزملاء الممثلين الذين أحبهم وتجمعني بهم صداقة، لكن بصراحة صداقاتي الحقيقية هي التي تربطني بأصدقاء من خارج الوسط الفني.