ماذا عندما يصبح خفض الوزن هاجساً!

خفض الوزن,هاجساً,أهمية الرياضة,الحمية,نظام صحي,الثقة بالنفس,الرشاقة,ذوي الاختصاص

لبنان: كارين اليان ضاهر- السعودية: ميس حمّاد 15 نوفمبر 2015

لا خلاف على أهمية الرياضة واتباع نظام صحي متوازن حفاظاً على الرشاقة والوزن، لكن عندما تخرج الأمور عن السيطرة ويتحوّل الامر إلى هاجس، تطرح التساؤلات عما إذا انقلبت هذه الفوائد إلى أضرار فتأتي بنتيجة عكسية على من تسيطر عليه وعلى حياته هواجس الوزن والحمية والرياضة. بين الالتزام والمبالغة خيط رفيع يكمن في الاعتدال ويجب عدم تخطيه لتجنب الدخول في دوامة يصعب الخروج منها. إلا أن الأساس وفق الاختصاصيين ليس في الوزن فعلياً، بل في الثقة بالنفس التي قد تدفعنا إلى المبالغة أحياناً. وهذه شهادات من لبنان والسعودية على تجارب في خفض الوزن مع آراء ونصائح من ذوي الاختصاص.


دانا غدّار: «دخلت هذا العالم وأحببته وراضية عما حققته»
يجد المحيطون بدانا من لبنان أنها تبالغ في ممارسة الرياضة ومراقبة نظامها الغذائي. أما هي فقد دخلت هذا العالم وأحبّته وترتاح لهذا النمط الصحي الذي يسمح لها بالحفاظ على رشاقتها وصحتها في الوقت نفسه. تمارس الرياضة 5 أيام في الاسبوع لمدة ساعة ونصف ساعة في كل مرة، لكنها لا تمانع في زيادة هذا المعدل بقدر ما يسمح لها وقتها وارتباطها بعائلتها وابنتيها، فقد تتخطى هذا المعدل بساعات أحياناً. عن «حياتها الرياضية» تقول دانا: «تحتل الرياضة المرتبة الاولى في قائمة أولوياتي، وأفضّل عدم الخروج أو الارتباط بموعد في الأوقات المحددة لها. هي الاهم بالنسبة إلي، وحتى في شهر رمضان المبارك حرصت على الالتزام بها رغم الصعوبات. قد لا يتفهمني الاصدقاء، خصوصاً أن معظمهم لا يمارسون الرياضة فيجدون أنني أبالغ. وفي رأيي، تكمن المشكلة في نقص الوعي لدى الناس بأهمية الرياضة من الناحيتين الصحية والنفسية. شخصياً، مررت بمرحلة كنت أفكر فيها بالوزن والأرقام والمقاسات، لكنني تخطيتها مع الوقت ليصبح همّي الاساس الحصول على جسم أكثر قوةً ورشاقةً».
تمارس دانا رياضة الأوزان في المنزل حيث تملك كل المعدّات اللازمة، فيما تراقبها ابنتاها وتبديان اهتماماً ملحوظاً، فتفرح لذلك وتجد أنها مثال جيد لهما لتكونا رياضيتين في المستقبل. أما في النادي فتمارس التمارين الرياضية ضمن الصفوف. «حاولت خفض وزني منذ عمر الـ 14 سنة، لأنني كنت أعاني زيادة كبيرة في الوزن. عمدت الى خفض وزني بالحمية بعدما قارنت جسمي بجسم الأخريات. وبعد ان تخلصت من بعض الكيلوغرامات الزائدة، قصدت النادي وأحببت كثيراً هذا العالم بكل ما فيه من قوة وصرت أمارس الرياضة أكثر فأكثر تحت إشراف مدربين. بدأت المشي والركض إلى أن تعززت قدرتي وانتقلت بعدها إلى مهمة تحسين شكل جسمي».

فائدة إضافية
تعبّر دانا عن رضاها عن شكل جسمها، لكنها تسعى حالياً إلى شد عضلات المعدة، وتؤكد أن في كل الحالات تبقى الرياضة مفيدة، لا للحفاظ على شكل الجسم فحسب، بل لحمايته من الأمراض أيضاً. كما تشير إلى أنها تحاول تقوية كتلة العضلات وخفض معدل الدهون في جسمها. هي لا تكتفي بالرياضة، بل تحرص أيضاً على اتباع نظام غذائي معين حفاظاً على وزنها ورشاقتها بإشراف اختصاصية تغذية وإن كانت لا تعاني زيادة في الوزن... «عند الخروج مع الأصدقاء، صاروا يعرفون ما أفضّل، فيطلبون لي السلطة والعصير، لأن هذا ما أتناوله عامةً في المطاعم. اختياراتي دائماً صحية، والأمور صارت تلقائية بالنسبة إليّ فلا أشعر بالحرمان بعكس ما يتصور البعض، ولا أنجذب إلى الأطعمة غير الصحية رغم التعليقات التي أسمعها. حتى أهلي أصبحوا لا يصرّون عليّ لتناول الأطعمة غير الصحية بعدما أدركوا أن طعامي مختلف وخاص للحمية. أنا راضية عما حققته وأسعى دائماً إلى تحسين شكل جسمي، وأعرف جيداً أنني لا أضر نفسي بهذه الطريقة. ففي النهاية، الرياضة كلّها فوائد وهي صحية ولها آثار إيجابية على النفسية، ولا ضرر من الالتزام بممارستها».

اختصاصية التغذية كريستين أبو عون: المشكلة ليست في الوزن بل في الثقة بالنفس

وهذه مقابلة مع كريستين أبو عون بدأتها «لها» بالسؤال:
- بشكل عام تميل معظم الفتيات إلى مراقبة أوزانهن وكميات الطعام التي يتناولنها، لكن متى تتحوّل الحمية إلى هاجس وتخرج عن إطارها الطبيعي؟
تتحوّل الحمية ومراقبة الوزن إلى هاجس عندما تخرج عن الإطار الطبيعي، وقد تصبح حالة مرضية تصل إلى حد الأنوريكسيا أو البوليميا أو أي اضطرابات في الاكل، مما يؤثر في حالة الشخص الجسدية والنفسية، فيصبح غير مقتنع بجسمه ويسيطر عليه هاجس قياس الوزن طوال الوقت وخفض الوزن بسرعة باتباع حميات عشوائية صارمة ويرفض بالتالي الحميات المتوازنة.
- هل يرتبط ذلك عادةً بزيادة الوزن أم بحالة نفسية؟
هذا النوع من الحالات يرتبط بعدم الاقتناع بالذات وبالشكل معاً. الهاجس هو خفض الوزن بغض النظر عن المشاكل الصحية التي قد يعانيها الشخص. وبالتالي هي مشكلة نفسية أكثر منها صحية. حتى أن نسبة 90 في المئة من الأشخاص الذين يحملون هذا الهاجس لا يعانون زيادة فعلية في الوزن. عموماً، يكون السمين مقتنعاً بشكله وصورته أو قد لا يكون جاهزاً لخفض وزنه. هؤلاء الذين يحملون هاجس زيادة الوزن يدخلون في دوامة الـ Yo Yo diet وهي من علامات الاضطرابات الغذائية. السبب الاهم لهاجس الوزن هو الحالة النفسية، كما أن نتيجته نفسية بسبب قلة الثقة بالنفس وعدم الرضى عن الذات وكأن الحياة كلّها مرتبطة بالحمية. في الواقع، وُجدت الحمية لتنظّم حياتنا.
- هل يحقق الشخص نتيجة مساعيه لخفض وزنه في هذه الحالة، بشكل عام؟
حال التوتر الذي يعانيه الشخص الذي يحمل هاجس خفض الوزن والذي يخضع إلى حميات متكررة، يؤدي إلى ارتفاع معدل هورمون الكوتيزول لديه، فتصبح قدرة جسمه على حرق الدهون والوحدات الحرارية أكثر بطئاً ويجد صعوبة كبيرة في خفض وزنه. حتى ان الجسم في هذه الحالة يخزّن الدهون بنسبة كبيرة وتتباطأ عملية الأيض. من الطبيعي أن يدخل الشخص عندها في حلقة مفرغة فيزيد التوتر مع عجزه عن خفض وزنه. وإذا كان أحدهم يحمل هاجس الوزن ويسعى باستمرار إلى خفض وزنه من دون جدوى، يُجرى له فحص مستوى الكورتيزول للتأكد مما إذا كان ضمن معدلاته الطبيعية، لأنه مشكلة زيادة الوزن والعجز عن خفضه تنتج غالباً من كثرة التوتر.
- ما الآثار السلبية التي يمكن أن تنجم عن الدخول في دوامة الحميات المتواصلة وحمل هاجس خفض الوزن؟
يؤدي ذلك إلى مشكلات صحية كعدم انتظام دقات القلب بسبب الحرمان من الأكل وارتفاع معدل السكر أو انخفاضه وهبوط الضغط. كما يؤدي إلى الاكتئاب لأن معظم مشاكل الاكتئاب لدى المرأة تنتج من مسألة الوزن والأكل والحرمان.
- هل تظهر هذه الحالة غالباً في سن معينة؟
لا ترتبط هذه الحالة بسن معينة، لكن يمكن أن تظهر أكثر لدى المراهقات اللواتي تنقصهن الثقة بالنفس ويهتممن بآراء الآخرين ونظراتهم إليهن ولا تكون شخصياتهن قد تكونت بعد بالشكل الصحيح. من هنا، يجب عدم الخضوع لحمية في سن مبكرة والعيش في حرمان، بل يجب اتباع العادات الصحيحة.
- برأيك، هل الحرص ضروري طوال الوقت للحفاظ على الوزن؟
الحرص ليس ضرورياً طوال الوقت، بل يجب الحفاظ على التوازن وعدم التركيز على نوع واحد من الغذاء.
- إلى اي مدى يساعد حرمان النفس من الاطعمة الغنية بالدهون والوحدات الحرارية في خفض الوزن؟
يؤدي حرمان الجسم إلى تراجع نشاط عملية الأيض مما يؤدي إلى زيادة الوزن بسرعة بمجرد العودة إلى تناول أي من هذه الاطعمة. لذلك يجب العمل على زيادة معدل العضلات لتنشيط عملية الايض والخروج من هذه الدوامة.
- هل يظهر عادةً هاجس الحمية لخفض الوزن بالتزامن مع هاجس ممارسة الرياضة؟
بشكل عام، يظهران معاً وهذا هو الخطأ الاكبر. فعادةً من يحمل هاجس الحمية، يتوقف عن ممارسة الرياضة حتى يخفّ وزنه على الميزان، فيما يصعب خفض الوزن في حال اتباعهما معاً بشكل عشوائي.
- ما الحل الأنسب لتجنب الوصول إلى هاجس خفض الوزن؟
الحل الافضل هو اتباع نمط حياة صحي متكامل وممارسة الرياضة وعدم حرمان الذات من الاكل. أما في حال تناول الأطعمة غير الصحية من وقت إلى آخر فيجب التلذذ بها وعدم الإحساس بالذنب لتجنب الدخول في حلقة مفرغة وصولاً إلى تناول الأكل غير الصحي بشكل عشوائي. الحل يكمن في اختيار الاكل الصحي، وحتى في حال تناول الطعام خارج المنزل، القيام بالاختيارات الصحيحة والسيطرة على النفس ليكون نمط الحياة صحياً. أيضاً يُنصح بعدم قياس الوزن يومياً بل كل أسبوعين. يجب التفكير بالوزن من الناحية الصحية حتى لا يتحوّل إلى هاجس.

المدرب الرياضي والاختصاصي في التغذية خالد حافظ: الرياضة... بين المعدل الطبيعي والهاجس!

وفي مقابلة مع الاختصاصي خالد حافظ استوضحنا جوانب أخرى من موضوعنا:
- متى تصبح ممارسة الرياضة هاجساً ولا تعود ضمن المعدل الطبيعي؟
تصل ممارسة الرياضة إلى حد الهاجس عندما ينكب الشخص على ممارستها في معظم أوقاته، صباحاً وظهراً ومساءً... عندها تصل إلى حد المبالغة. ففي هذه الحالة لا يمارس الشخص الرياضة بهدف معين أو ضمن مرحلة معينة كما يحصل عادةً ويكون الامر طبيعياً، بل تتغلب ممارسة الرياضة على حياته كلّها وتسيطر عليه ولا يعود لديه أي نشاط آخر، فيتركز اهتمامه عليها، وإن بطريقة عشوائية غير مفيدة، بحيث يمضي ساعات طويلة في النادي بعيداً من أي اهتمامات أخرى. وهذا ما لا يعتبر تفانياً كما يظن البعض.
- ما معدل ممارسة الرياضة الطبيعي؟
بشكل عام، ينصح من يريد خفض وزنه بممارسة الرياضة من 5 إلى 7 ساعات في الأسبوع مع تعديل وفق النظام المتبع. في الماضي كان المعدل 3 مرات في الاسبوع، لكن المعايير اختلفت اليوم لتصبح ممارسة الرياضة 3 مرات كحد أدنى للحفاظ على الصحة، أما خفض الوزن فيتطلب من 5 إلى 7 مرات. قد يجد البعض مبالغة لدى من يمارس الرياضة بهذا المعدل، لكنه يبقى ضمن المعدل الطبيعي. عندها يمكن الاستفادة من ممارسة الرياضة وتحقيق الهدف المرجو. فممارسة الرياضة الصحيحة وضمن برنامج مدروس في وقت قصير تسمح بتحقيق الهدف وتغيير شكل الجسم.
- هل يختلف معدل ممارسة الرياضة بين الرجل والمرأة؟
لا اختلاف بين الرجل والمرأة، فالمعدل الطبيعي لدى كل منهما هو نفسه. لكن قد يختلف نوع الرياضة الذي ينصح به لكل منهما، فتمارين تسريع دقات القلب Cardio يُنصح بها لخفض معدلات الدهون في الجسم. علماً أن الهورمونات تختلف بين الرجل والمرأة وكذلك معدل الدهون وقدرة الجسم على حرق الوحدات الحرارية. كما أن لدى المرأة ضعفاً في القسم الاعلى من الجسم مقارنةً بالرجل، فيما قوة القسم الاسفل هي نفسها ويمكن ان تحمل أوزاناً كالرجل من دون أن تكبر العضلات لديها. إلا أن قوة عضلات الرجل تفوق مثيلها لدى المرأة بكثير بسبب هورموناته المختلفة.
- هل الإفراط في ممارسة الرياضة يقضي على فوائدها؟
في حال ممارسة الرياضة بشكل مفرط مع التخفيف من تناول الأكل، يزيد خطر التعرض للإصابات بسبب تحمّل العضلات أكثر من قدرتها. لهذا تزيد الخطورة. من هنا فإن الإفراط في ممارسة الرياضة يفقدها فوائدها، لا بل يأتي بنتائج عكسية. كثر ينظرون الى الرياضة بشكل خاطئ. معدل الرياضة الطبيعي هو بنسبة 20 في المئة فقط لتصحيح الجسم، و 80 في المئة للأكل. ومن الضروري تصحيح نظام الأكل لخفض الوزن. ممارسة الرياضة بكثرة مضرة وتُفاقم خطر وقوع إصابات، لأن الضغط الزائد على العضلات يسبب مع الوقت انحباس السوائل في الجسم. كثر يستفيدون، لكن الإفراط في ممارسة الرياضة مع قلة الأكل مضرّان جداً ولا يفيدان شيئاً.

المرأة والميزان بين «الفوبيا» والهوس بالوزن

تخشى العديدات  من السعوديات الاقتراب من الميزان لمعرفة وزنهن، والكثيرات يعتبرنه شرطيّ المرور الذي قد يسجل مخالفة ضدَّهن، وأخريات يقتنعن بأنه جرس الإنذار أو حَكَم مباراة يرفع في وجههن البطاقة الحمراء. يترددن في استعماله، وقد ينتابهن القلق والاكتئاب ما إن يعلمن ماذا يُخبّئ لهن، لنجد على الجانب الآخر، إقبالاً وهوساً شديدين باستخدامه بشكل يومي، وحرصاً كبيراً على معرفة الأرقام التي يسجلها لهن ميزان قياس الوزن.
بين الهوس و«الفوبيا»، تبقى بعض النساء في حال من الذهول والترقب، عند قياسها وزنها، إما لزيادة كبيرة تدل على سُمنة مفرطة، أو لمعاناة من نحافة شديدة أيضاً قد تشير إلى ضرورة أخذ الحيطة والحذر وإجراء الفحوصات الطبية.
وفي ما يلي تستعرض «لها» علاقة بعض النساء في السعودية بميزان الوزن من خلال تجارب وحكايات واقعية لشابات وسيدات، آخذين بآراء المختصين في مجال الرياضة والحمية والتغذية، إضافة الى رأي الطب النفسي.

أمل علي: لا أقترب من الميزان لئلا أًصاب بالاكتئاب
تقول أمل علي، (32 سنة) موظفة قطاع خاص، إن ميزان الوزن في منزلها مجرد ديكور ولا استخدام آخر له، وتضيف: «لأنني طويلة، لا تظهر عليّ زيادة الوزن كثيراً، كما أنني لا أقترب من ميزان الوزن، ولا أحب أن أقيس وزني لئلا أصاب بالاكتئاب، لكن إن اضطررت لذلك، كزيارة طبيب أو اختصاصي، أطلب من الممرضة أن تقيس وزني من دون أن تخبرني بالرقم... لدرجة أقف معها مغمضة العينين على الميزان. وعندما اتبعت نظاماً غذائياً، كنت أكتفي بالوقوف على الميزان لدى الطبيبة، وأُراقب وزني من خلال ملابسي فقط».

رزان محمد: ميزان الوزن بمثابة المنبّه الذي يوقظني من سُباتي
في المقابل، لا تخشى رزان محمد، (23 سنة) موظفة قطاع خاص، ميزان الوزن، بل تكاد تقيس وزنها أكثر من مرة خلال الشهر الواحد، تقول: «يختلف قياسي لوزني وفق مزاجي، فأحياناً أقيسه بشكل يومي، وأحياناً أخرى مرة في الأسبوع، أو مرتين في الشهر الواحد... علاقتي بهذا الميزان كالمنبه الذي يوقظني من سُباتي، فلا أخشاه أبداً، ومع ذلك إن لاحظت زيادة في وزني، ألتفت الى نفسي وأتبع حمية غذائية، لكن مشكلتي الرئيسية تكمن في الملل الذي يتسلل الى أي حمية أتبعها، فأقف في منتصف الطريق ولا أكمل ما بدأته».

هند بركات: الميزان كشرطيّ المرور الذي قد يسجل مخالفة في أي لحظة!
أما هند بركات (33 سنة) فتخاف ميزان الوزن كثيراً، وتؤكد: «لا أدرك سبب خوفي الشديد من الوقوف على الميزان، لكنني على قناعة تامّة بأنني إذا وصلت الى الوزن المثالي وأصبحت خارقة الجمال فلن أقف على الميزان وأقيس وزني يوماً ما. أشعر بأن هذا الجهاز يشبه شرطي المرور الذي قد يُخالفني في أي لحظة، كما يُسبب لي الاكتئاب والإحساس بالخيبة، خاصة إن كنت أتبع حمية غذائية وملتزمة بها من الألف إلى الياء، وملابسي تُثبت أنني قد خسرت وزناً، لكن ما إن أقف على هذا الميزان وأجد وزني ثابتاً لم يتغير، حتى أدخل في نوبة غضب شديدة تنتهي بالتهام المزيد من الطعام، ليبدأ بعدها الشعور بتأنيب الضمير».

عهود بكر: رغم خسارتي الوزن تظل علاقتي بالميزان سيئة جداً
عهود بكر (36 سنة)، ربة منزل وأم لثلاثة أطفال، تخشى أيضاً الميزان، وقد وصل وزنها إلى 112 كيلوغراماً نتيجة المشاكل والخلافات التي تعيشها مع زوجها. كانت بكر ترفض فكرة اتباع حمية وتؤكد دائماً: «لا أستطيع التوقف عن تناول الشوكولاته والبراوني والكنافة، وازداد وزني كثيراً، واستمرت الخلافات بيني وبين زوجي، خاصة عندما بدأت أعاني سُمنة مفرطة... لم أحب الوقوف يوماً على الميزان، مع أن زوجي أحضر لي أجهزة رياضية، وميزاناً لقياس الوزن، لكنني استخدمت هذه الأجهزة في تعليق الثياب فقط، وجعلت الميزان ديكوراً في حمام المنزل. كما أخشى الذهاب إلى الطبيب لئلا أضطر الى الوقوف على الميزان، ومعرفة وزني الحقيقي».
بكر خسرت اليوم 30 كيلوغراماً، بعدما شعرت بأن خسارة وزنها أمر مستحيل. ورغم خسارتها الوزن، لا تزال علاقتها بميزان الوزن سيئة جداً، فـ «أشعر بأنه جرس إنذار، ما إن أنظر إليه حتى أدرك أنني سأعود الى تناول الحلويات والعصائر مجدداً، وأبتعد عن الطعام الصحي. لكنني أتوقف عن الحميات وأعود اليها ثانيةً، ليتأرجح وزني كالزئبق زيادةً ونقصاناً».

عبير عبدالرحمن: في اليوم الواحد أقيس وزني أكثر من 20 مرة
وتذكر عبير عبدالرحمن (24 سنة) ربة منزل، أنها من المهووسات جداً بقياس الوزن، «فما إن أستيقظ من النوم حتى أبدأ نهاري بقياس وزني، حتى عندما كنت حاملاً بطفلتي في الشهر الأول، بدأت أُسجل كل زيادة في وزني، وأستشير طبيبتي في خصوص الوزن المناسب لمراحل حملي». وتوضح: «قبل أن أتزوج، كنت أقيس وزني في اليوم الواحد أكثر من 20 مرة٬ وأذكر أنني كنت ذات يوم خارج غرفتي٬ وعندما دخلتها لم أجد الميزان في مكانه المعتاد٬ فبحثت عنه طويلاً الى أن أعدته إلى مكانه المعروف».

عساس: غالبية المهووسين بالوزن والميزان يميلون إلى الاهتمام بالرقم أكثر من المنافع الصحية
يشير مدرب اللياقة البدنية أيمن عساس الى أن «السيدات هن الأكثر قلقاً من الوزن. ويعد الميزان الدليل الوحيد على النحافة أو السمنة٬ وعملية القياس من طريق المتر أو اللباس غير دقيقة. وفي ما يتعلق بأكثر أنواع الموازين دقةً في القياس فهو٬ «الديجتال» ويجب على الشخص اعتماد ميزان واحد فقط إما في البيت أو في النادي، أو حتى الاثنين معاً من خلال معرفة الفارق بينهما في عدد الكيلوغرامات الزائدة أو الناقصة».
ويضيف عساس: «إن غالبية المهووسين بالوزن والميزان، يميلون إلى الاهتمام بالرقم أكثر من اهتمامهم بالمنافع الصحية المترتبة على اتباع الحميات والبرامج الرياضي. فهم يتبعون النظام الغذائي بغية تخسيس الوزن٬ لا بهدف الحفاظ على القوام الصحيح. ويخطئ الناس حين يلجأون إلى الميزان لمعرفة ما إذا كان النظام الغذائي أو الرياضي نجح أم لا٬ معتقدين أن عدم تحرك مؤشر الميزان، هو مقياس النجاح أو الفشل... فمؤشر الميزان يسجل للمرء حجمه بالأرقام، ولا يعطي قراءة واضحة عن كمية الدهون وكتلة العضلات وكثافة العظام وحجم الماء المخزّن داخل الجسم».
 ويؤكد عساس أن قراءة الميزان تتأثر بعوامل عدة منها: احتباس الماء في الجسم، والملابس التي يرتديها المرء، ووجود الميزان على السجاد أو البلاط، وغيرها من العوامل الأخرى التي قد لا تكون في الحسبان.  كما ينصح بالابتعاد عن الميزان قدر الإمكان، وعدم قياس الوزن إلا مرة في الأسبوع أو كل أسبوعين٬ مع الحرص على استخدام الميزان ذاته في كل مرة٬ وأن يوضع الميزان على البلاط، ويكون القياس في الصباح بعد دخول الحمام وتفريغ المعدة... فضلاً عن التخلص من الملابس الثقيلة أثناء القياس».

د. المدني: السيدات أكثر هوساً وخوفاً أمام قياس الوزن
يؤكد استشاري التغذية العلاجية في عيــادات أدفــانس كلـيـنــيك في جدة ونائب رئيس الجمعية السعودية للغذاء والتغذية الدكتور خالد بن علي المدني أن المواعيد والأوقات المحددة للحصول على خفض الوزن بصورة دقيقة «يكون أفضلها في الصباح الباكر، عند الاستيقاظ من النوم، وبعد دخول الحمام٬ خصوصاً إن كان النوم مريحا٬ً مع ضرورة تجنب قياس الوزن خلال الدورة الشهرية، لأنها تعمل على زيادة الوزن من نصف كيلوغرام إلى ثلاثة كيلوغرامات. ومن الخطأ قياس الوزن أثناء النهار، بحيث يشرب الشخص الماء على سبيل المثال، ما يزيد من وزنه حوالى نصف كيلوغرام، وبالتالي تبقى هذه فروقات زائدة عن الوزن الحقيقي للشخص، نتيجة ارتداء الملابس أو  تناول الطعام أو وضع إكسسوار ضخم...».
عند اتباع نظام غذائي، نبالغ في استخدام الميزان. عن ذلك يشرح المدني بالقول: «اتباع نظام غذائي صحيح يكون بإشراف طبيب مختص يقوم وحده بقياس وزن الشخص، كأن يقيس الوزن مرة في الأسبوع، لأن الشخص إن تناول كميات زائدة من الطعام، أو أكثر من شرب المياه، ولاحظ زيادة وزن، سيتسلل القلق الى داخله، ويزوره الاكتئاب. وخفض الوزن الصحي يكون من نصف كيلوغرام إلى كيلوغرام واحد في الأسبوع».
وهناك بعض الحالات التي تختلف فيها مقاييس ملابس الشخص، من دون إحداث أي تغيير رقمي في الوزن على الميزان. عن هذه الحالات يذكر المدني: «لتوضيح الصورة، يُمثل الوزن نسبة الدهون وكتلة العضلات وكمية السوائل وحجم العظام. وعند ثبات الوزن رقمياً، نجد أن من الممكن أن تكون نسبة العضلات قد ازدادت، ليصبح الجسم صحيّاً. فعلى سبيل المثال، إن أخذنا شخصاً يزن 100 كيلوغرام، فقد يُسجل هذا الرقم من العضلات، وقد يكون من الدهون، ولكلا الجنسين، وهو يمثل جزءاً من الصحة. لكن عندما تكون نسبة الدهون مرتفعة، فذلك يدل على مشاكل صحية، خاصة إن تراكمت هذه الدهون في أماكن معينة من الجسم. والسُمنة مقسّمة إلى نوعين: السمنة المذكرة والسمنة المؤنثة. وتتركز السمنة في العادة في منطقة الأرداف وأسفل الخصر، بالنسبة الى السيدات. أما لدى الرجال فتكون في العادة في محيط الخصر، ويطلق عليها سمنة التفاحة للرجال، وسمنة الكمثرى للنساء، وهي مرتبطة كلها بالهورمون الجنسي. لذا نلاحظ أن السيدات بعد انقطاع الطمث، تتراكم لديهن الدهون في منطقة البطن، مثلما يحدث مع النساء المتقدمات في السن».
ويلفت المدني إلى أن «السيدات أكثر هوساً من الرجال في ما يتعلق بقياس الوزن، لأن بعض الرجال يعتبر السمنة أو بروز الكرش نوعاً من الوجاهة والرجولة التي تختلف من شخص الى آخر. وهناك بعض الحالات التي تصل إلى العيادة وتمتنع عن الوقوف على الميزان، أو قد تطلب مني عدم ذكر الوزن، والاكتفاء بتسجيله فقط في ملفها».

تحذير من الحميات غير المدروسة
ويحذر المدني من اتباع الحميات «الواهية، حيث إن هناك بعض النظم غير المتزنة من العناصر الغذائية، يروج لها الأفراد أو ضعاف النفوس من العاملين في بعض مراكز الحمية والتخسيس والرشاقة بغرض الكسب المادي. وهذه النظم ليست عملية، كما يصعب اتباعها لفترة زمنية طويلة، وهي غير مبنية على أسس علمية أو صحية، وقد تمثل خطورة على صحة الفرد وحياته. ومن أمثلة هذه النظم، نظام اتكينز الذي يزيد المتناول من الدهون والبروتينات، ويخفض المتناول من الكربوهيدرات. والمعروف أن مصدر الدهون والبروتينات الأساسي هو اللحوم والبيض والجبن، في حين أن مصدر الكربوهيدرات الأساسي هو الخبز والرز والمعكرونة والحبوب ومنتجاتها. ونظام الطعام الواحد، فهناك بعض الأنظمة الغذائية التي تعتمد على نوع واحد من الأطعمة، كنظام أو حمية العنب أو التفاح أو الغريب فروت أو الموز. والمعروف علمياً، أنه لا يوجد طعام أو غذاء أو فاكهة واحدة تحتوي على جميع العناصر الغذائية من البروتينات أو الدهون أو الكربوهيدرات أو الفيتامينات أو المعادن والماء، بالكميات التي يحتاج اليها جسم الإنسان، ما عدا حليب الأم، رغم اعتماده لفترة زمنية محددة. لذا لا ينصح باتباع النظام الذي يعتمد على نوع واحد من الأطعمة إلا للذين يعانون سمنة مفرطة، ولمدة لا تزيد عن أسبوع مع تناول مجموعة من الفيتامينات والمعادن، في شكل صيدلاني (أقراص)، حيث لا تحتوي الفيتامينات والمعادن على سعرات حرارية، ولكن الإفراط في تناولها يمثل خطورة على صحة الإنسان. فبعد مرور أسبوع، لا بد من العودة إلى تناول الغذاء المتكامل، مع تقليل السعرات الحرارية، وزيادة التمارين الرياضية، لكل وفق حالته الصحية. وهناك أيضاً نظام الماكروبيوتك، ونعني به الحياة الطويلة، وتتكون السعرات الحرارية في هذا النظام من 50 إلى 60 في المئة من الحبوب الكاملة، ومن 25 إلى 30 في المئة من الخضروات، وحوالى 5 إلى 10 في المئة من الفول أو اللوبياء أو فول الصويا، مع تناول كميات قليلة من البقوليات وأعشاب البحر. ولا يعتمد هذا النظام الغذائي على العناصر الغذائية المتوافرة في الأطعمة، بل يرتكز على اللون والشكل والوزن والحجم والطعم والقوام، ودرجة الحرارة والحموضة، ومحتوى الأطعمة من الماء، وأسلوب الطهو، وطريقة الإطعام. أما اختبار بصمة الدم، فكان يروج لفكرة هذا الاختبار أحد معامل التحليل الطبي الكبرى في السعودية تحت أسماء جذابة مثل اختبار النيوترون Nutron Test، أو بصمة الدم، أو اختبار الكات ALCAT Test، بحيث يدّعي المروجون بأنه سيتم تشخيص السمنة على أساس أنها نوع من أنواع الحساسية والالتهاب. ويعتمد المروجون لهذا الاختبار على بعض المقالات غير العلمية، في حين لم يتم اعتماده أو الاعتراف به من الجهات الصحية أو المؤسسات العلمية العالمية أو حتى في بلد المنشأ».

د. الخطيب: الهوس بالوزن مرض نفسي والخوف من الميزان قلق اعتيادي
من جانبه، يقول كبير استشاريي الطب النفسي ومستشار الطب النفسي عند الأطفال والمراهقين في مستشفى الصحة النفسية في جدة، الدكتور سعد عمر الخطيب إن «الهوس بالوزن يُمكن أن يتحوّل إلى مرض نفسي، كاضطراب فقدان الشهية، وعادة يكون لدى السيدات اللواتي يعانين خوفاً شديداً أو فزعاً من زيادة الوزن، وبالتالي تطرأ بعض التغيرات على الشكل العام الأنثوي... والأشخاص الذين يعانون اضطراب الشهية النفسي، نجدهم يقيسون أوزانهم أكثر من مرة في اليوم الواحد، ويقابلهم النوع الثاني من الأشخاص الذين يخشون الاقتراب من الميزان، ولا يرغبون في مناقشة مسألة الوزن... هذا الأمر لا يترتب عليه اضطراب نفسي محدد، لكنه نوع من الانشغال الزائد بالصحة، والسيدات اللواتي يبتعدن عن الميزان تتلخص مبرراتهن في الابتعاد عن تأنيب الضمير والإحباط، عندما يتواجهن مع أوزانهن من خلال الميزان. وعادة ما نلمس هذه الأمور عند الأشخاص الذين يعانون سمنة مفرطة، أو الذين يتبعون حمية غذائية، لكن الوزن لديهم ثابت لا يتراجع، أو مستوى انخفاض الوزن ليس بالصورة المطلوبة، فنجدهم يبتعدون عن الميزان، ويخشون الاقتراب منه. والتفسير النفسي لهذا النوع، يأتي على شكل خوف من الواقع الذي يتعايشون معه».
ويضيف الخطيب: «الفوبيا، أو الخوف الشديد، له ضوابط معينة، وكما هو معروف فالفوبيا نوع من أنواع الخوف غير المبرر وغير الطبيعي والمرضي، وبالتالي قد يكون الخوف المرضي من زيادة الوزن، فيعاني الأشخاص نحافة شديدة، وهناك فرق بينه وبين القلق الاعتيادي، إذ من الطبيعي أن يقلق الشخص على وزنه، ويخشى الاقتراب من الميزان، لئلا يواجه ذاته بأنه قد اكتسب وزناً. كما أن الخوف لدى بعض السيدات أو الفتيات من الوقوف أمام الميزان، ربما يعود الى تجارب سابقة في اتباع الحميات الغذائية وممارسة الرياضة، لكنها لم تحقق النتيجة المرجوة بالأرقام على الميزان، الأمر الذي يُشكل أعباء نفسية على السيدات، فيمتنعن عن قياس أوزانهن».

د. المدني: السيدات أكثر هوساً وخوفاً أمام قياس الوزن
يؤكد استشاري التغذية العلاجية في عيــادات أدفــانس كلـيـنــيك في جدة ونائب رئيس الجمعية السعودية للغذاء والتغذية الدكتور خالد بن علي المدني أن المواعيد والأوقات المحددة للحصول على خفض الوزن بصورة دقيقة «يكون أفضلها في الصباح الباكر، عند الاستيقاظ من النوم، وبعد دخول الحمام٬ خصوصاً إن كان النوم مريحا٬ً مع ضرورة تجنب قياس الوزن خلال الدورة الشهرية، لأنها تعمل على زيادة الوزن من نصف كيلوغرام إلى ثلاثة كيلوغرامات. ومن الخطأ قياس الوزن أثناء النهار، بحيث يشرب الشخص الماء على سبيل المثال، ما يزيد من وزنه حوالى نصف كيلوغرام، وبالتالي تبقى هذه فروقات زائدة عن الوزن الحقيقي للشخص، نتيجة ارتداء الملابس أو  تناول الطعام أو وضع إكسسوار ضخم...».
عند اتباع نظام غذائي، نبالغ في استخدام الميزان. عن ذلك يشرح المدني بالقول: «اتباع نظام غذائي صحيح يكون بإشراف طبيب مختص يقوم وحده بقياس وزن الشخص، كأن يقيس الوزن مرة في الأسبوع، لأن الشخص إن تناول كميات زائدة من الطعام، أو أكثر من شرب المياه، ولاحظ زيادة وزن، سيتسلل القلق الى داخله، ويزوره الاكتئاب. وخفض الوزن الصحي يكون من نصف كيلوغرام إلى كيلوغرام واحد في الأسبوع».
وهناك بعض الحالات التي تختلف فيها مقاييس ملابس الشخص، من دون إحداث أي تغيير رقمي في الوزن على الميزان. عن هذه الحالات يذكر المدني: «لتوضيح الصورة، يُمثل الوزن نسبة الدهون وكتلة العضلات وكمية السوائل وحجم العظام. وعند ثبات الوزن رقمياً، نجد أن من الممكن أن تكون نسبة العضلات قد ازدادت، ليصبح الجسم صحيّاً. فعلى سبيل المثال، إن أخذنا شخصاً يزن 100 كيلوغرام، فقد يُسجل هذا الرقم من العضلات، وقد يكون من الدهون، ولكلا الجنسين، وهو يمثل جزءاً من الصحة. لكن عندما تكون نسبة الدهون مرتفعة، فذلك يدل على مشاكل صحية، خاصة إن تراكمت هذه الدهون في أماكن معينة من الجسم. والسُمنة مقسّمة إلى نوعين: السمنة المذكرة والسمنة المؤنثة. وتتركز السمنة في العادة في منطقة الأرداف وأسفل الخصر، بالنسبة الى السيدات. أما لدى الرجال فتكون في العادة في محيط الخصر، ويطلق عليها سمنة التفاحة للرجال، وسمنة الكمثرى للنساء، وهي مرتبطة كلها بالهورمون الجنسي. لذا نلاحظ أن السيدات بعد انقطاع الطمث، تتراكم لديهن الدهون في منطقة البطن، مثلما يحدث مع النساء المتقدمات في السن».
ويلفت المدني إلى أن «السيدات أكثر هوساً من الرجال في ما يتعلق بقياس الوزن، لأن بعض الرجال يعتبر السمنة أو بروز الكرش نوعاً من الوجاهة والرجولة التي تختلف من شخص الى آخر. وهناك بعض الحالات التي تصل إلى العيادة وتمتنع عن الوقوف على الميزان، أو قد تطلب مني عدم ذكر الوزن، والاكتفاء بتسجيله فقط في ملفها».

تحذير من الحميات غير المدروسة
ويحذر المدني من اتباع الحميات «الواهية، حيث إن هناك بعض النظم غير المتزنة من العناصر الغذائية، يروج لها الأفراد أو ضعاف النفوس من العاملين في بعض مراكز الحمية والتخسيس والرشاقة بغرض الكسب المادي. وهذه النظم ليست عملية، كما يصعب اتباعها لفترة زمنية طويلة، وهي غير مبنية على أسس علمية أو صحية، وقد تمثل خطورة على صحة الفرد وحياته. ومن أمثلة هذه النظم، نظام اتكينز الذي يزيد المتناول من الدهون والبروتينات، ويخفض المتناول من الكربوهيدرات. والمعروف أن مصدر الدهون والبروتينات الأساسي هو اللحوم والبيض والجبن، في حين أن مصدر الكربوهيدرات الأساسي هو الخبز والرز والمعكرونة والحبوب ومنتجاتها. ونظام الطعام الواحد، فهناك بعض الأنظمة الغذائية التي تعتمد على نوع واحد من الأطعمة، كنظام أو حمية العنب أو التفاح أو الغريب فروت أو الموز. والمعروف علمياً، أنه لا يوجد طعام أو غذاء أو فاكهة واحدة تحتوي على جميع العناصر الغذائية من البروتينات أو الدهون أو الكربوهيدرات أو الفيتامينات أو المعادن والماء، بالكميات التي يحتاج اليها جسم الإنسان، ما عدا حليب الأم، رغم اعتماده لفترة زمنية محددة. لذا لا ينصح باتباع النظام الذي يعتمد على نوع واحد من الأطعمة إلا للذين يعانون سمنة مفرطة، ولمدة لا تزيد عن أسبوع مع تناول مجموعة من الفيتامينات والمعادن، في شكل صيدلاني (أقراص)، حيث لا تحتوي الفيتامينات والمعادن على سعرات حرارية، ولكن الإفراط في تناولها يمثل خطورة على صحة الإنسان. فبعد مرور أسبوع، لا بد من العودة إلى تناول الغذاء المتكامل، مع تقليل السعرات الحرارية، وزيادة التمارين الرياضية، لكل وفق حالته الصحية. وهناك أيضاً نظام الماكروبيوتك، ونعني به الحياة الطويلة، وتتكون السعرات الحرارية في هذا النظام من 50 إلى 60 في المئة من الحبوب الكاملة، ومن 25 إلى 30 في المئة من الخضروات، وحوالى 5 إلى 10 في المئة من الفول أو اللوبياء أو فول الصويا، مع تناول كميات قليلة من البقوليات وأعشاب البحر. ولا يعتمد هذا النظام الغذائي على العناصر الغذائية المتوافرة في الأطعمة، بل يرتكز على اللون والشكل والوزن والحجم والطعم والقوام، ودرجة الحرارة والحموضة، ومحتوى الأطعمة من الماء، وأسلوب الطهو، وطريقة الإطعام. أما اختبار بصمة الدم، فكان يروج لفكرة هذا الاختبار أحد معامل التحليل الطبي الكبرى في السعودية تحت أسماء جذابة مثل اختبار النيوترون Nutron Test، أو بصمة الدم، أو اختبار الكات ALCAT Test، بحيث يدّعي المروجون بأنه سيتم تشخيص السمنة على أساس أنها نوع من أنواع الحساسية والالتهاب. ويعتمد المروجون لهذا الاختبار على بعض المقالات غير العلمية، في حين لم يتم اعتماده أو الاعتراف به من الجهات الصحية أو المؤسسات العلمية العالمية أو حتى في بلد المنشأ».