الناقدة الدكتورة أماني فؤاد: الرواية حاولت التمرّد على الحقائق التاريخية

أماني فؤاد,الرواية,التمرّد,الحقائق التاريخية

طارق الطاهر (القاهرة) 21 نوفمبر 2015

علاقة الرواية بالتاريخ علاقة ملتبسة، بمعنى هل يجب على الروائي الالتزام بالوقائع التاريخية أم يحق له أن يتخذ من التاريخ مجرد مادة يخضعها لخياله؟ هذا السؤال أرّق الدكتورة أماني فؤاد، أستاذة مساعدة النقد في أكاديمية الفنون، التي أصدرت أخيراً كتاباً بعنوان «الرواية وتحرير المجتمع»... للاقتراب من أفكارها كان لـ «لها» معها هذا الحوار.


- بداية، كيف ترصدين العلاقة بين المادة التاريخية وخيال الروائي؟
من وجهة نظري، أرى أن هناك الكثير من المعارف والعلوم التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالجدل مع التاريخ. والرواية كفن سردي تخييلي حاولت التمرد على الحقائق المقررة تاريخياً. فالرواية تنطلق وفقاً لأدواتها مما أطلق عليه «تاريخ تخيلي»، يتحرك داخل دائرة الحقيقة التاريخية، أو بمعنى آخر هي تاريخ رمزي يتشكل من رحم تاريخ موضوعي حقيقي. فالأدب يتحرك دائماً في المسافة ما بين الافتراضي والموجود بالفعل، وأحياناً يقوم الروائي بإعادة توجيه حادثة تاريخية، بما يعبر عن طموحه الوجودي وتطلعاته الإنسانية المشروعة.

- ما الأعمال الروائية التي توقفت عندها وقدمت من خلالها قراءة الروائي للتاريخ؟
 توقفت عند أربع روايات هي: «الحياة الثانية لقسطنطين كفافيس» لطارق إمام، «باب الخروج» لعز الدين شكري، «تلك الأيام» لفتحي غانم، و«مطر على بغداد» لهالة البدري.

- ما الفارق بين الروايات الأربع في استخدام الروائي للتاريخ؟
في «كفافيس» حذف طارق إمام بعض الوقائع التاريخية وأضاف أخرى بما يوائم ذاتيته. أما في «باب الخروج» لعز الدين شكري فقد تبنى رؤية استشرافية تتطلع إلى المأمول به أو التنبؤ بما سيكون. و «في تلك الأيام» لفتحي غانم، جنح إلى تحقيق فردية الذات الكاتبة بإنتاج تاريخ تصوري فردي، استثماراً للحظة تاريخية معينة، في حين ركزت هالة البدري في «مطر على بغداد» على تبني واقعة الحدث التاريخي، وخطورة مراهناته الحربية وأثرها التشويهي للكيان الإنساني، وتحطيمها القيمة والجمال في وجود الأهل والأحباب والأوطان.

- تطرقت في الكتاب الى موضوعات وروائيين آخرين، أليس كذلك؟
درست ما يقرب من 16 رواية لمبدعين من أجيال مختلفة، حلّلت أفكارهم الرئيسة وتوقفت عند كيفية استخدامهم الفن الروائي للوصول إلى رؤاهم