محمد رمضان: لم أقارن نفسي بأحمد حلمي

محمد رمضان, أحمد حلمي, مصر, فنانون مصريّون

06 أكتوبر 2013

رغم النجاح الجماهيري الكبير الذي حققه فيلمه الأخير «قلب الأسد»، وتحقيقه إيرادات وصفها السينمائيون والمنتجون بالقياسية والخيالية، لم يسلم من الانتقادات، حيث فوجئ باتهامه بالترويج للبلطجة والعنف وخدش حياء الجمهور، خاصةً بعد احتواء الفيلم على لقطات وصفها البعض بالمثيرة.
الفنان الشاب محمد رمضان يرد على هذه الانتقادات، ويعترف بأنه يتعرّض لحرب عنيفة من أعداء نجاحه، ويتكلم عن المسؤولية التي أصبح يشعر بها، وما يتردد عن تفوّقه على أحمد حلمي، ويكشف أسماء الفنانين الذين حرصوا على تهنئته بنجاح الفيلم، ويتحدث عن أحلامه المقبلة.


- هل توقّعت النجاح الجماهيري الضخم الذي حققته من خلال فيلم «قلب الأسد»؟
أنا مؤمن بأن العمل الفني المتميّز قادر على إثبات نفسه وتحقيق النجاح، مهما كانت الظروف السياسية المتوتّرة التي يمر بها الشارع المصري، ولذلك لم أشعر بالقلق على الإطلاق من موعد عرض الفيلم لثقتي بجمهوري، وبالتالي النجاح الذي حققته والإيرادات وصلت إلى عشرة ملايين جنيه لم تكن أمراً مفاجئاً، لأنني كنت واثقاً بأن الله عزّ وجلّ لن يضيّع أجر من أحسن عملاً، فأنا بذلت مجهوداً ضخماً خلال الشهور الماضية من أجل إخراج الفيلم بهذا الشكل المتميز.

- رغم النجاح الجماهيري لم يسلم الفيلم من الانتقادات.
هذا صحيح، لكن الغريب أن هذه الانتقادات لاحقت الفيلم قبل عرضه، وهذا أكبر دليل على أنني أتعرّض لحرب عنيفة من أعداء نجاحي، والحرب أصبحت أشرس بعدما حقق الفيلم إيرادات قياسية لم تشهدها السينما المصرية من قبل.
بيد أني قررت عدم الالتفات إلى هؤلاء الأشخاص الذين ملأ الحقد قلوبهم، وأعتقد أن الإيرادات التي حققها الفيلم هي أفضل رد عليهم.

- وما تعليقك على تأكيد البعض أن الفيلم أساء إلى موهبتك؟
أرفض هذه الانتقادات، فأصحاب هذه الآراء أشخاص يرفضون نجاحي، ولديهم تخوّف من وصول موهبتي إلى الناس، ويريدون أن أبقى فناناً مغموراً وأن تكون أدواري ثانوية ومُهمّشة، ولذلك لن أرد عليهم ولن أعطيهم أهمية.
وتكفي إشادة الجمهور والكثير من النقاد بالفيلم وبموهبتي. وأنا قرأت العديد من المقالات الصحافية التي أشادت بالعمل، وهذا أكبر دليل على أن النجاح لم يكن على المستوى الجماهيري فقط، بل لاقى إشادة النقاد.

- اتُّهم الفيلم بالترويج للبلطجة والتسبب بزيادة ظاهرة التحرش الجنسي، فما تعليقك؟
كلام فارغ واتهامات مرفوضة، فمن شاهد الفيلم يعلم جيداً عدم احتوائه على مشاهد تساهم في نشر البلطجة والعنف، أو ازدياد ظاهرة التحرّش.
بالعكس هو يحمل رسائل فنية مهمة، ويناقش العديد من القضايا الاجتماعية، ومنها خطورة الاستغلال الخاطئ للسلطة، وتجارة السلاح التي أصبحت تهدد أمن بلدنا في ظل توتر الأحداث السياسية، وغيرها من القضايا التي قدّمناها من خلال قصة مليئة بالخطوط الدرامية المشوقة.
وأريد أن أكشف شيئاً آخر أثار دهشتي، فقد فوجئت بانتشار مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، وعنوانه «شباب يرقصون على الكوبري بعد مشاهدة فيلم قلب الأسد»، والسؤال الذي يراودني الآن هل الرقص أصبح اتهاماً؟ ولماذا نرفض أن يعبّر الشباب عن الفرح وسعادته؟ أتمنى أن أجد إجابة.
لكني سعيد بنجاح الفيلم في رسم البسمة على وجوه جمهوري، الذي أتمنى أن أكون دائماً عند حسن ظنه، كما أريد أن أؤكد شيئاً آخر، وهو أن هذه الاتهامات خرجت من أعداء نجاحي، وأريد أن أوجّه رسالة إليهم، وهي أن يحققوا النجاح الذي حققته ثم ينتقدون أفلامي.

- ما رأيك في مَن يؤكد أنك قمت باستغلال نجاح شخصية «عبده موتة» في فيلمك الجديد؟
لا تشابه بين الفيلمين، فشخصية فارس الجن التي أقدمها تختلف تماماً عن الشخصيات التي قدمتها من قبل، فهو شاب طموح لديه رغبة أن يكون له دور إيجابي وفعّال في مجتمعه، كما أن لديه مبادئ يريد الحفاظ عليها والتمسك بها مهما كانت الضغوط التي يتعرّض لها.

- كيف استعددت لهذا الدور؟
عقدت جلسات عمل مكثفة مع المخرج كريم السبكي والمؤلف حسام موسى للإلمام بكل تفاصيل الشخصية، كما أن الدور تطلب مني استعدادات رياضية خاصة للظهور بجسم مثالي يجعلني قادراً على تقديم مشاهد الأكشن والجري بشكل سهل.

- وكيف تعاملت مع الأسود؟
الأمر لم يكن سهلاً على الإطلاق، بل تعرضت للعديد من الأخطار أثناء تصوير المشاهد التي تجمعني بالأسود، لكن رغم الصعوبات إلا أنني استمتعت جداً بهذه التجربة التي أعتبرها مغامرة جريئة وممتعة.

- هل كانت هناك صعوبات أخرى واجهتك أثناء التصوير؟
كل مشاهد الفيلم تطلبت مني بذل مجهود كبير، إلا أن مشاهد الأكشن كانت الأصعب، خاصة المشهد الذي قفزت من خلاله من فوق الكوبري، فهذا المشهد كان خطيراً ولا يمكن أن أنساه، وتطلّب مني العديد من التدريبات حتى أقدّمه بشكل صحيح.

- لماذا رفضت الاستعانة بدوبلير لتقديم هذا المشهد؟
بصراحة شديدة لست معارضاً لفكرة الاستعانة بدوبلير، لكن لديَّ لياقة تؤهلني لتقديم المشاهد التي سيقوم بها الدوبلير، لذلك رفضت الاستعانة به وقررت تقديم هذا المشهد رغم صعوبته، فحبي للفن وللجمهور يدفعني إلى الدخول في أية مغامرة بلا تردد.

- من حرص على تهنئتك بنجاح الفيلم؟
بعد عرض الفيلم تلقيت العديد من المكالمات الهاتفية من عدد كبير من الفنانين الذين حرصوا على تهنئتي والتعبير عن سعادتهم بالنجاح الذي حققته للعام الثالث على التوالي، وبالإيرادات القياسية التي حققتها، على رأسهم تامر حسني ورامز جلال وياسر جلال وهيثم أحمد زكي.

- ما سر إصرارك على الغناء الشعبي في أفلامك الأخيرة؟
لم أقدّم سوى أغنية واحدة من خلال أحداث فيلم «قلب الأسد»، وذلك على عكس فيلم «عبده موتة»، الذي احتوى على خمس أغنيات، والأغنية الموجودة في الفيلم كان لها ضرورة درامية، ولم يتم إقحامها كما يروّج البعض.

- أثار غياب حورية فرغلي عن العرض الخاص للفيلم حالة من الدهشة دفعت البعض للتأكيد على وجود خلافات بينكما!
كلام فارغ ومجرد شائعات، فلا خلافات بيني وبين حورية، ولا يمكن أن أصف مدى سعادتي بالتعاون معها للمرة الثالثة من خلال هذا الفيلم، فقد شاركتني من قبل بطولة مسلسل «دوران شبرا» وفيلم «عبده موتة».
وحورية تقدم من خلال «قلب الأسد» دوراً جديداً يختلف عن الأدوار التي قدمتها من قبل، فهي فنانة متميزة ولديها قدرة على تقديم أدوار متنوعة بحرفية شديدة، وغيابها عن العرض الخاص كان لظروف شخصية.

- الفيلم احتوى على مشهد وصفه البعض بالخادش للحياء، فماذا تقول عنه؟
المشهد الذي احتوى عليه الفيلم ليس خادشاً ولا يعبّر عن شخصيتي، بل يعبّر عن شخصية فارس الجن التي قدّمتها من خلال الفيلم، وهذا المشهد قدّم مثله العديد من النجوم في أكثر من فيلم، وعلى رأسهم الفنان أحمد زكي في فيلم «ضد الحكومة» والفنان عزت العلايلي في فيلم «إسكندرية ليه».

- «قلب الأسد» يعدّ أولى التجارب الإخراجية لكريم السبكي ألم تشعر بالقلق من العمل مع مخرج جديد؟
بالعكس، أنا سعيد جداً بهذه التجربة التي جمعتني بكريم، كما إنني استمتعت بالعمل معه واكتسبت منه العديد من الخبرات، فهو مخرج شاطر جداً ولديه رؤية إخراجية مختلفة، وكان حريصاً على إخراج كل مشهد بشكل متميز، فهو متمكن من أدواته الفنية وأتوقع له مستقبلاً ناجحاً.

- ألا تخشى من حصرك في نمط واحد من الأدوار؟
لا، فأنا ما زلت في بداية مشواري، ولديَّ العديد من الطموحات أرغب في تحقيقها خلال الفترة المقبلة، كما لديَّ رغبة في تقديم أدوار متنوعة ومختلفة، لذلك لا أخشى من حصري في نمط معين من الأدوار، وأريد أن أؤكد لجمهوري أن خطواتي المقبلة ستكون مختلفة.

- أثارت تصريحاتك الأخيرة حول تفوقك على الفنان أحمد حلمي في الإيرادات حالة من الغضب، فما تعليقك؟
لم أصرح بهذا الكلام من قبل، ولا يمكن أن تخرج مني هذه التصريحات الغريبة، فالفنان أحمد حلمي نجم كبير وصاحب تاريخ فني ضخم، ولا يمكن عقد أي مقارنة بيني وبينه، لأنني أعتبر نفسي واحداً من جمهوره ولم أتفوق عليه، وأتمنى من جمهوري عدم تصديق كل ما يكتب على المواقع الإلكترونية، لأنني أتعرض بالفعل لحرب شرسة من أعداء نجاحي الذين يرغبون في تشويه صورتي أمام جمهوري وبين زملائي.

- ما موقفك من البطولة الجماعية خاصة بعد خوضك تجربة البطولة المطلقة من خلال أفلامك الأخيرة؟
ليس لديَّ أي مانع من المشاركة في عمل فني يشارك في بطولته أكثر من نجم، فأنا لا تشغلني مساحة الدور أو عدد المشاهد التي أقدّمها من خلال الأفلام التي أشارك في بطولتها، ولا أقيس الأمور بهذه الطريقة، فأنا على استعداد كامل لتقديم مشهد واحد أو مشهدين في أي عمل فني جاد ومتميز، كما فعلت من قبل من خلال مشاركتي في فيلم «ساعة ونص»، فالأهم بالنسبة إليّ تقديم أدوار مؤثرة تضيف إلى رصيدي الفني.

- ترددت العديد من الأخبار حول إستعدادك للمشاركة في الجزء الجديد من فيلم fast and furious فهل هذا صحيح؟
لا أريد التعليق على هذه الأخبار، وكل ما يمكنني قوله إنني أستعد بالفعل للمشاركة في بطولة فيلم عالمي، لكني لا أريد الإفصاح عن تفاصيله في الوقت الحالي.

- من مثلك الأعلى في التمثيل؟
بصراحة ليس لديَّ مثل أعلى، لأنني مؤمن بالحكمة التي تقول إن الشخص هو الذي يضع حداً لمعارفه ويضع حداً لطموحاته وأحلامه، ولذلك لديَّ رغبة مستمرة في التعلم من كل فنان ناجح.

- ما رأيك في من يؤكد نجاحك في التفوق على فناني جيلك؟
لا تشغلني المقارنات ولا أريد معرفة مكانتي بين الفنانين، فالشيء الوحيد الذي يهمّني هو حب الجمهور ومدى رضاهم عن الأفلام التي شاركت في بطولتها، وما زال أمامي العديد من التحديات خلال الفترة المقبلة.

- هل تستشير أحداً فى الأدوار التي تعرض عليك؟
بالطبع، فأنا حريص على معرفة آراء أصدقائي والمقربين مني في كل خطوة فنية، لأنني أثق بهم وبأنهم يريدون نجاحي، ولن يقدّموا لي سوى النصيحة التي تفيدني.

- ما سر ابتعادك عن التلفزيون طوال الفترة الماضية؟
لأنني قررت التركيز على السينما بشكل أكبر، وبصراحة انشغالي بتحضير فيلم «قلب الأسد» وتصويره دفعني للاعتذار عن العديد من العروض الدرامية التي تلقيتها خلال الفترة الماضية.

- كيف استقبلت تكريم وزارة الداخلية لك أخيراً؟
أريد توضيح شيء مهم، وهو أن التكريم لم يكن عن مجمل أعمالي الفنية كما روَّجت بعض المواقع الإلكترونية، وما حدث أنني تلقيت اتصالاً هاتفياً من وزارة الداخلية من أجل حضور حفلة خاصة هدفها رفع الروح المعنوية لجنود وعساكر الأمن المركزي.
وبصراحة لم أتردد عن تلبية هذه الدعوة، ووافقت على الفور، وبعد انتهاء الحفلة فوجئت بمنحي لي شهادة تكريم لموافقتي على تلبية الدعوة.

- هل أسعدك لقب نجم الفقراء الذي منحه جمهورك لك؟
بالطبع، لأن منحي هذا اللقب يعتبر شرفاً كبيراً لي، ويجعلني أشعر بالفخر، لكنه يضع على عاتقي مسؤولية أكبر لتقديم أفلام مهمة قادرة على مناقشة المشاكل الحقيقية التي تعانيها طبقة الفقراء.

- من هم الفنانون الذين تتمنى العمل معهم؟
لا يوجد فنان معين أحلم بالعمل معه، لكن لديَّ رغبة في التعاون مع كل فنان ناجح، وعلى أي حال أنا مؤمن بأن العمل الجماعي يصب في صالح الدراما والسينما ويضيف إلى رصيد الفنان، كما يكسبه العديد من الخبرات.

- في النهاية، كيف ترى تأثير الأحداث السياسية على الفن؟
رغم حزني الشديد لما يشهده الشارع المصري في الفترة الحالية، أنا واثق أن الفن الحقيقي قادر على مواجهة هذه العوائق والتحديات، وقادر على إثبات نفسه رغم الظروف الصعبة، وأكبر دليل على صحة كلامي النجاح الذي حققه فيلم «قلب الأسد» في ظل التظاهرات والاعتصامات التي شهدها الشارع المصري خلال الأيام الأولى من عرض الفيلم.