أورهان باموك... روائي ساذج أم حساس؟

أورهان باموك,روائي ساذج,حساس,الروائي الساذج والحساس,دار الجمل,ميادة خليل

مايا الحاج 28 نوفمبر 2015

في كتابه «الروائي الساذج والحساس» (دار الجمل، ترجمة ميادة خليل)، يُقارب أورهان باموك بين الأدب والحلم، فيقول: «الرواية حياة ثانية.
هي كما الأحلام التي تحدّث عنها الشاعر الفرنسي جيرار دو نيرفال. إنها تكشف لنا الألوان والتعقيدات في حياتنا، وهي مليئة بالناس، الوجوه، والأشياء التي نشعر بأننا نعرفها من قبل»، يقول باموك في بداية الفصل الأول «كيف تعمل عقولنا عندما نقرأ رواية؟».

ينطلق الكاتب التركي النوبلي في بحثه هذا من مقالة للشاعر الألماني شيلر، عنوانها «عن الشعر الساذج والحساس» (1795-1796).
يضم هذا الكتاب محاضرات «تشارلز إليوت نورتون» التي قدمها باموك في «جامعة هارفرد» عام 2009، معتمداً على التمييز الذي وضعه شيلر بين الشاعر الساذج والحساس في مقالته الشهيرة، والتي وصفها توماس مان بأنها «أجمل مقال كُتب في اللغة الألمانية».

يعتبر باموك أنّ شيلر هو ملهم هذا الكتاب. ويرى أن تقسيمه فعل الشعر بين «ساذج» و«حساس» يستأهل أن يكون تقسيماً ليس للأنواع الأدبية فحسب، بل للأنواع البشرية على اختلافها.
ويضيف صاحب «ثلج» أن ثمة قارئاً ساذجاً وآخر حساساً تماماً كما هو حال الكاتب نفسه. أما «الساذج» فهو من لا يشغل نفسه بالجوانب الفنية في كتابة الرواية (في حال كان كاتباً) أو قراءتها في حال كان (قارئاً)، بينما «الحساس» هو العاطفي والمتأمل الذي يولي اهتماماً كبيراً للأساليب الروائية والطريقة التي يعمل بها عقله أثناء فعل القراءة.

أمّا عن نفسه، وهو الذي يستعرض قراءاته وكتاباته على امتداد صفحات هذا البحث، فإنّه يتوصل إلى نتيجة أساسية وهي أنّه روائي ساذج بقدر ما هو حساس.
وهذه الحالة هي الأكثر صحية عند الكتّاب، بحيث ينبغي أن يهتم الكاتب بمنجزه وحرفيته وأدواته من دون أن يتخلّى عن طبيعيته وعفويته ونقاوته. ويخلص إلى هذه النتيجة بقوله «كلما نجح الروائي في أن يكون ساذجاً وحساساً معاً، كتب أفضل».