ليلى عبد اللطيف: ميشال حايك يأخذ توقعاتي وليس العكس

ليلى عبد اللطيف, برنامج, المجتمع اللبناني, لبنان, جو معلوف

13 أكتوبر 2013

أثارت توقعات  ليلى عبد اللطيف في  الحلقة التي عرضت الشهر المنصرم من برنامج «التاريخ يشهد» بلبلة كبيرة في المجتمع اللبناني فهي لم تترك منطقة في لبنان إلا توقعت فيها هزة أمنية. وإطلالتها هذه تزامنت مع الانفجارات التي وقعت في الضاحية الجنوبية وفي طرابلس ما جعل الناس يتوخون الحذر في تحركاتهم لاعتقادهم أن الإضطرابات التي تحدثت عنها عبد اللطيف هي وقوع انفجارات في الحمرا وطريق الجديدة والضاحية الجنوبية لبيروت وطريق المطار وغيرها... وعلى الأثر شن عدد كبير من الصحافيين والاعلاميين والمنتسبين الى مواقع التواصل الاجتماعي  هجوماً عنيفاً على ليلى عبد اللطيف ومحطة «إل بي سي آي» وطالبوها بايقاف هذا البرنامج، حتى أن اتصالا جرى بين رئيس الوزراء نجيب ميقاتي والسيّد بيار الضاهر لمناقشة هذا الموضوع من حيث أن توقيت عرض الحلقة لم يكن مناسباً. وحسب عبد اللطيف فإن «التاريخ يشهد» سيتوقف بعد عرض حلقة أو اثنتين لأن العقد بينها وبين «المؤسسة اللبنانية للإرسال» سينتهي قريباً.
من هي ليلى عبد اللطيف؟ وهل هي ظاهرة ستنتهي أم أن هناك شخصيات سياسية أو أجهزة استخبارات تدعمها لتمرر عبرها معلومات إلى الناس لبثّ الخوف والرعب في قلوبهم؟


والد ليلى عبد اللطيف  كان شيخا في الأزهر الشريف ولها أختان من والدها المصري وثلاث أخوة من زوج امها اللبناني. درست في مدرسة داخلية حتى البكالوريا ثم عملت في سن مبكرة سكرتيرة في السفارة المصرية. من بعدها عملت بائعة في غاليري، وفي ذلك الوقت كانت الحاسة التي تملكها محصورة بعائلتها ومحيطها الضيق، وكانت تطلق توقعات كانت تثير استغرابهم اذ قالت ذات يوم لوالدتها أن جدها سيذهب لتأدية فريضة الحج ولن يعود. وبالفعل مات جدها في المدينة المنورة. وعندما كانت تتحقق توقعاتها وهي صغيرة كانت تفرح كثيراً دون أي اعتبار للأحداث التي تحصل.

في العام 1979 افتتحت محلاً لبيع الألبومات وشرائط الكاسيت الغنائية وحصلت على شهادة من إذاعة «راديو وان» على براعتها في مزج الأغاني. وفي هذا الوقت تزوجت من رجل خليجي وأنجبت ولدين هما فهد وزينة. وبعد وفاة زوجها عادت إلى لبنان وتزوجت رجلاً آخر وافتتحت محلاً لبيع المنتجات الغنائية. وذات يوم قصدها أحد أقاربها وطلب منها أن ترافقه إلى منزل شخص يدعى سمير طنب معروف بتوقعاته. وإذا بهذا الشخص يتعرّف على قدرات ليلى عبد اللطيف ويطلب منها أن تشاركه في برنامج «مرايا الحظ». ومنه انتقلت للعمل في تلفزيون «إم تي في: بدعم من الإعلامي غازي فغالي. وظهرت في برنامج لمدة ثلاثة أشهر كانت خلالها تجيب على أسئلة المشاهدين من خلال مشاهدتها للصور التي يرسلونها إليها عبر البريد. وفي «إم تي في» التقت بالمطرب ربيع الخولي الذي أخبرته بأنه سيخسر شخص عزيز وتراه في دير. وحينها غضب الخولي من كلامها وكان في عز نجوميته، لكنه للأسف فقد شقيقه في حادث دراجة نارية واعتزل الفن وأصبح الأب طوني الخولي. وبعد مرور سنوات التقت عبد اللطيف الإعلامية ريما نجيم التي اقترحت عليها إعداد برنامج شهري تطلق فيه توقعاتها، واستمرت في إذاعة «صوت الغد» ست سنوات، كما ظهرت في العديد من البرامج التلفزيونية والوسائل الاعلامية المكتوبة والإلكترونية وغيرها. لكن برنامج «التاريخ يشهد» كان له وقع خاص، وجعل المشاهدين يتساءلون كيف استطاعت عبد اللطيف أن تقنع رئيس مجلس إدارة «إل بي سي اي» بيار الضاهر بالظهور شهرياً عبر هذه الشاشة ومن هي الشركة الراعية للبرنامج. ورغم ذلك هناك من يؤكد أن ليلى عبد اللطيف كاذبة، ومن هنا بدأ حوار «لها» معها:

- الزميل جو معلوف الذي ظهرت معه في أكثر من حلقة في تلفزيون «الجرس» الذي أقفل يؤكد أنك غير صادقة بل كاذبة في كل توقعاتك. كيف تفسرين ذلك؟
استغرب هذا الكلام من جو معلوف وهو الذي قال أمام المشاهدين أنه فتح ملفي لأنه اقتنع بإلهامي لكن كل ما يقوله الآن يصب في خانة الابتزاز المادي.

-إلى هذه الدرجة؟
نعم.

- هل تقبضين أموالاً من من الأشخاص الذين يقصدونك لتتوقعي لهم؟
أكيد أقبض فهل هناك أي شخص يعمل دون أي مقابل مادي؟ كما أني لا أضرب أحداً على يده  ليستشيرني، ومن أعطيه حقه عليه أن يعطيني حقي. إنما عملي المكثف هو خارج لبنان حيث أقيم جمعيات.

- ماذا تعنين بـ «جمعيات»؟
تدعوني مجموعة من السيدات إلى عشاء مثلاً في قصر أو فيللا وبعد ذلك أجلس مع كل واحدة على انفراد في مكتب مخصص لي كي تأخذ السيدة راحتها في طرح الاستفسارات التي تريدها حول حياتها العامة والخاصة.

- هل كنت تحصلين على مقابل مادي قبل ظهورك في تلفزيون الجرس وانتشار اسمك؟
طبعا قبل إطلالاتي في الجرس كنت أقدم كل شهر حلقة مع الإعلامية ريما نجيم في صوت الغد.

- لنبدأ التحدث عن الإلهام الذي ينهال بهذه الغزارة؟
أقسم أني لا أعرف أن أفسر ما أشعر به.

- هل تحتاجين إلى الجلوس منفردة لاستحضار إلهامك؟
قد أكون في السيارة وأشعر بشيء ما أو أتابع التلفزيون وأشاهد شخصية سياسية أو فنية فيمر في خاطري حدث ما يخصها فأدوّنه. عندما قلت إن الجراد سيأتي إلى لبنان ضحك الناس علي. وايضا عندما قلت إن الرئيس المخلوع حسني مبارك سيخرج من السجن استهزأوا بي. وغيرها من الأمور التي لم يصدقها أحد لكنها حصلت.

- لكن العديد من توقعاتك لا تتحقق؟
اذا تحقق 90 في المئة من توقعاتي فهذا أمر مميز جداً. والإعلامية نضال الأحمدية أخبرتني أن أي شخص يظهر عبر التلفزيون ويتوقع عشرة أحداث وتتحقق أربعة منها يجعلونه بطلاً، بينما أنا نسبة كبيرة من توقعاتي تحصل والحمد لله.

- لكنك قلت مع الإعلامية ماتيلدا فرج الله في برنامج «التاريخ يشهد» إن الانتخابات النيابية في لبنان ستحصل وفق قانون يجمع القديم والجديد، لكن الانتخابات أُجلت وبسببها تشاجرت مع فرج الله على الهواء وغادرت البرنامج؟
نكاية بماتيلدا فرج الله «إل بي سي آي» وضعت في «البرومو» إني قلت إن الانتخابات لن تحصل في الوقت الراهن وبين ليلة وضحاها ستتغير الأمور ولننتظر.

- عندما قلت إن النائب سليمان فرنجية لن يترشح للانتخابات النيابية في الدورة المقبلة كان هو قد أعلنها قبل أيام، أين إلهامك في هذا الموضوع؟
يبدو أنك لا تتابعينني. أنا تحدثت عن عدم ترشح النائب سليمان فرنجية منذ سنوات في «صوت الغد».

- هل يمكن للناس أن يتذكروا كل هذا الكم من التوقعات طوال هذه المدة؟
لدي أرشيف كبير.

- الناس لا يحفظون؟
سبق أن توقعت ما حصل في تونس وليبيا وغيرها من الدول. وفي السابق كنت قد أخبرت النائب مصباح الأحدب عن تفاصيل أحداث 11 أيلول/سبتمبر، وهو حي يرزق.  كما توقعت أن ينجح الرئيس الأميركي باراك أوباما في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية. ومع ذلك لا يعلم الغيب إلا رب العالمين.

- نشاهد كيف أن المذيعين الذين يستضيفونك يناقشونك في توقعاتك، هل الإلهام يناقَش؟
أكيد وهذا هو الالهام الذي يصح. عندما قلت للإعلامي طوني خليفة إن البطريرك صفير سيستقيل وإن بابا روما سيتخلى عن كرسيه استخف بي ومع ذلك حصل ما قلته.

- أنت متهمة بأنك تنتظرين توقعات ميشال حايك لتعيديها بصياغة ثانية؟
أول مرة أسمع هذا الكلام والناس يقولون لي العكس وإن ميشال حايك يردد ما أتوقعه عندما كنت أطل على شاشة «إم تي في» أين كان حايك؟  قبل أسابيع قدم حلقة خاصة عبر «إم تي في» لم يتحدث عنها أحد. ماذا قال؟ أرى غيمة بيضاء أو غيمة سوداء... أنا أذكى من أن أردد توقعات أحد.

- يتردد أن علاقاتك مع السياسيين قوية جداً وهم من يزودونك بالمعلومات؟
ليت ذلك يحصل. من أنا ليعطيني السياسيون معلومات سرية؟! هناك مارسيل غانم وجورج صليبي وغيرهما من لديهما برامج سياسية... لماذا سيختارني السياسي ليمرر معلومات من خلال توقعاتي؟! هل أخبرني الوزير السابق زياد بارود أنه سيستقيل من الحكومة؟

- انت متهمة بأنك تتعاملين مع أجهزة استخبارات تمرر عبرك أخباراً ومعلومات خطيرة؟
هل يمكن أي جهاز استخبارات أن يخبرني عن وقوع انفجارات في منطقة معينة في الضاحية أو طرابلس؟ هل الاستخبارات أخبرتني عن الجراد؟ أعود وأكرر من هي ليلى عبد اللطيف كي يتعاون معي أي جهاز استخبارات في لبنان أو خارجه؟! أنا مستعدة لأن أخضع لمراقبة من أجهزة الدولة، وإذا وجدوا أن هناك أي اتصال بيني وبين أحد السياسيين وهو يعطيني معلومة خطرة فأنا مستعدة للمساءلة.

- لماذا لا تتوقعين إلا الأشياء السلبية والحروب والإنفجارات؟ أين الايجابيات في حياتنا؟
إذا قلت إن هناك ازدهاراً سأُضحك الناس علي، وأنا لا أحضّر حلقاتي في الاجمال بل أظهر على الهواء بلا تحضير.

- هل إلهامك يحصل فجأة؟
هذه نعمة من رب العالمين. بعض السياسيين يلجأون إلى استشاراتي حتى اذا فقدوا مجوهرات فأدلهم على الشخص الذي سرقهما بالاسم. فهل الاستخبارات تدلني على السارق؟ لقد وصلت الى أربعة رؤساء في العالم واستمعوا إلى توقعاتي، وطبعاً لن أفصح عن أسمائهم حتى مماتي.

- هل لديك مصدر معلومات؟
أبداً حياتي طبيعية ولا مصدر معلومات لتوقعاتي.

- كيف جاءت فكرة برنامج «التاريخ يشهد» الذي يعرض على شاشة «إل بي سي آي»؟
بالصدفة كنت موجودة مع زوجي في أحد المطاعم في وسط بيروت وفجأة لمحت الشيخ بيار الضاهر فاقتربت منه وسلمت عليه وعرضت عليه فكرة أن يكون لي برنامج على «إل بي سي» يعرض شهرياً، وبالفعل التقيت مديرة البرامج وباشرنا.

- معلوماتنا تفيد أن هذا البرنامج ترعاه شركة كبيرة؟
ليس هناك راعٍ رسمي ولا غيره. وأنا من أطلقت عليه اسم «التاريخ يشهد». وبعد ترشيح أسماء عدة تولت الاعلامية ماتيلدا فرج الله التي أكن لها كل الاحترام تقديمه.

- لماذا تركت البرنامج؟
لأسباب مهنية إذ أن قناة «الحرة» خيّرتها بين «إل بي سي» وبينها، وعندما رفضت هذه المحطة أن تقدم لها عرضاً لبرنامج سياسي فضلت الانسحاب، وهي تريد مصلحتها.

- إلهاماتك تحمل الكثير من التناقضات حول موضوع واحد في مدة متقاربة؟
الإلهام يتغيّر، مثلاً قلت إن الوزير زياد بارود سيستقيل لكن دوره لم ينته بعد. كما ذكرت أن الرئيس نجيب ميقاتي سيقدم استقالته إنما دوره في الحياة السياسية مستمر.

- لماذا أثارت الحلقة الأخيرة التي قدّمها الزميلان رجا ورودلف زوبعة كبيرة؟
للأسف اكتشفت أن رجا ورودولف لهما أعداء كثر، كما أن توقيت الحلقة لم يكن مؤاتياً وهذا ما قاله الرئيس نجيب ميقاتي للشيخ بيار الضاهر.

- إلى متى البرنامج مستمر على الهواء؟
باق منه حلقة أو اثنتان وينتهي العقد. وقريباً سأقدم برنامجاً في مصر على قناة مصرية معروفة.

- يقال إن علاقة قوية تربطك بالسيدة سوزان مبارك؟
لا، لكن هناك بعض السيدات المقربات منها أعرفهن ويطلبن استشاراتي. لكن السيدة سوزان مبارك لا أعرفها شخصياً.