مي نور الشريف: رحيل والدي صدمني وبدأت أتقبّل الأمر الواقع

مي نور الشريف,العلاقة,الأسرة,الوسط الفني,الأوبرا المصرية,إنستغرام,موقع,التمثيل,شركة الإنتاج,الأدوار الشعبية,السينما,النجوم

سعيد فراج(القاهرة) 20 ديسمبر 2015

تعترف بأن رحيل والدها كان صدمة كبيرة لها، ولذلك كانت تستخدم دائماً تعبير «بابا مسافر»، لكنها الآن أصبحت أكثر تقبّلاً للأمر الواقع. مي نور الشريف تتحدث عن تلك الصدمة، وظهورها في العزاء باللون الأبيض، ورأيها في موقف الزعيم عادل إمام، والذين غابوا عن العزاء. كما تتكلم على خطواتها الفنية المقبلة، وعلاقتها بعمرو يوسف رغم الانفصال، والرزق الذي تنتظره.


- بعد رحيل والدك النجم الكبير نور الشريف، كنت ترددين دائماً «بابا مسافر»... هل هو عدم تقبل لفكرة موته؟
الإنسان عندما يتعرض لصدمة، يمر بالعديد من المراحل، أولاها الإنكار، بعدها يتقبل الأمر الواقع، وأنا في هذه المرحلة كنت أنكر الواقع، في حين أن الموت هو الحقيقة الوحيدة في حياتنا، وباقي الأشياء حقيقتها نسبية، لكنني الآن تقبّلت الأمر الواقع، فوالدي رحل لكنه باقٍ في قلوبنا.

- ما ردك على النقد الذي تعرضت له عندما ارتديت الأبيض في عزاء والدك؟
اخترت الأبيض لأنني لا أحب الأسود، والحزن مكانه القلب وليس المظهر الخارجي.

- ما تعليقك على الفوضى التي حدثت في عزاء والدك؟
لم تحدث مشاكل كبيرة، ولم تزعجني تغطية الإعلاميين والصحافيين، لأن هذا دورهم الذي يشكرون عليه، لكنني أتحدث فقط عن النظام وأن يراعي الكل خصوصيات الموجودين في العزاء، فليس من اللياقة أن تتزاحم الكاميرات في وجه المعزين، ومن المفترض أن يكون للمصورين والصحافيين مكان محدد يمارسون عملهم فيه، لأن المعزّين أتوا من أجلنا لا من أجل التصوير.

- بعض النجوم غابوا عن العزاء، هل أغضبك هذا؟
الجنازة والعزاء كانا مزدحمين كثيراً، وهذا بسبب حب الناس لوالدي. حزنت من كتابة البعض موضوعاً عن الفنانين الذين تغيبوا عن مراسم العزاء، وتناسوا كل الحاضرين، فهم أرادوا التركيز فقط على الغائبين، من دون أي اعتبار لطبيعة ظروفهم، ولم يروا الصورة الجميلة في مشهد العزاء، بالإضافة إلى أن كل من تغيّب، اتصل بنا وقدم واجب العزاء، وتقبلنا ظروفه.

- وما تعليقك على موقف الزعيم عادل إمام بتأجيل فرح ابنه محـمد بعد وفاة والدك؟
فوجئت في الجنازة بابنه رامي، لأنه كان المفترض أن يُقام فرح شقيقه محـمد في اليوم التالي، ولم أشاهد الفنان عادل إمام في الجنازة لشدة الزحام، خاصة أنني كنت موجودة في الجزء المخصص للسيدات ولم أر جميع الحاضرين من الرجال. وعندما شاهدت الصور، وعلمت بحضور «الزعيم»، كنت سعيدة بموقفه الجميل، وانبهرت أكثر عندما علمت أنه أجّل فرح ابنه محـمد بسبب وفاة والدي، فهو فنان في غاية الاحترام، وأقدّر موقفه جداً.

- هل صحيح أنك قررت العودة الى السينما من جديد؟
بدأت بالفعل الدخول في ورشة تمثيل، أتدرب فيها قبل العودة من جديد، لكنني أعتبر الفترة السابقة فترة غياب وليست توقفاً، لأن التوقف أكبر بكثير، بينما تلك الفترة تعتبر تحضيراً للعودة من جديد.

- وماذا عن هذه الورشة والذين دعموا الفكرة في داخلك؟
هناك عدد من أصدقائي المقربين داخل الوسط الفني الذين رشحوا لي «ورش تمثيل» عدة، واخترت الأفضل بينها، لأن ثمة عدداً من الورش تكون مفيدة أكثر للذين لم يخوضوا تجربة التمثيل بعد. وبالطبع هذه الورش لن تفيدني، لذلك بحثت عن «ورشة» تنمّي ما وصلت إليه.

- هل هناك فيلم معين ستعودين به؟
لم أستقر حتى الآن على عمل معين أعود به، وهناك أفكار عدة أفاضل بينها، والأرجح أن تكون عودتي من خلال السينما وليس التلفزيون.

- أعمالك الفنية قليلة رغم أنك من عائلة فنية كبيرة، فما السبب؟
لأنني لم أكن مجتهدة بالقدر الكافي، ولم أكن في قمة تركيزي، والآن أحاول أن أصحح الأخطاء التي ارتكبتها في الماضي، بحيث أرى أن كم الأعمال التي قدمتها في المجمل معقولة وليست قليلة، رغم أن هناك فنانين قدموا عدداً أكبر من الأعمال التي قدمتها، لكنني كنت أهتم بالعمل الذي يساهم في نجاحي الفني.

- لماذا لم يدفعك والداك في الوسط الفني بشكل أكبر؟
هما بذلا جهداً معي في ذلك، وكانا يتمتعان بالنشاط منذ بداية حياتهما وحتى بعد كبرهما، وأنا أعترف بأنني كنت أتكاسل بعض الشيء، لكنني تعلمت أن النجاح يلزمه مجهود، وأن أداوم على العمل الجيد، وأسعى الى التجديد في أدواري، لأن الجمهور ما زال يراني البنت الجميلة الهادئة.

- هل أسدى لك أحد بعض النصائح في حياتك الفنية؟
بالفعل هناك الكثيرون من المقربين من أسرتنا قدموا لي نصائح عدة، خاصة أن كل شخص يحتاج الى النصح. وعلى سبيل المثال، استشرت أحد المقربين مني بأن ألعب دوراً شعبياً، فوجدته يدفعني لذلك، خاصةً أنني لم ألعب هذا الدور من قبل، بالإضافة إلى أن والدتي الفنانة بوسي وخالتي الفنانة المعتزلة نورا لعبتا الدور الشعبي.

- هل تتقبلين النصائح بسهولة؟
النصح شيء جيد بالفعل، وأنا أتقبّله في حياتي المهنية، ولا يشترط أن يكون النصح موجهاً من أحد يجيد التمثيل، فهناك مثلاً المخرج الكبير الراحل يوسف شاهين، كان يوجّه الممثل جيداً لكنه لم يكن يمثل، وحتى الأدوار التي قدمها لعبها بشخصيته، ولم يجسد شخصية بعيدة عنه أو يصطنع شخصية جديدة.

- هل تنوين تقديم أدوار مختلفة عن أسلوب الفتاة الهادئة الذي اشتهرت به؟
بالفعل، فمثلاً أهتم الآن بالدور الشعبي، وكل ما أريده هو ربط الشخصية بالواقع، وعدم التركيز على شكلها الخارجي.

- هل هناك فنانات تقتدين بهن في الأدوار الشعبية؟
بالتأكيد، هناك مثلاً عبلة كامل التي تميزت بالأدوار الشعبية، خاصة في فيلم «خالتي فرنسا»، وأيضاً الفنانة منى زكي التي شاركتها في الفيلم نفسه وقدمت عدداً من الأدوار الشعبية.

- هل تأثرت أكثر بوالدك أم والدتك؟
تأثرت بوالدي أكثر في مدرسة الفن، لأنني احتككت به في عدد من الأعمال، في حين أضع والدتي بوسي وخالتي نورا نصب عينيّ، لأنهما تنوعتا في أدوارهما، واستطاعتا أن تخرجا من نطاق البنتين الجميلتين اللتين يغلب عليهما الهدوء، حيث لعبت خالتي دوراً مختلفاً في فيلم «أربعة في مهمة رسمية» مع الفنان الكبير أحمد زكي، في حين فجّرت والدتي مفاجأة في مسلسل «خالتي صفية والدير» بخروجها من نطاق شخصيتها تماماً، بالإضافة إلى مسرحية «بيت الدمية» التي قدمت فيها مشاهد طويلة باللغة العربية الفصحى، رغم أنها كانت ضعيفة في اللغة العربية مثلي، في الوقت الذي كان أبي وأختي سارة متميزين في اللغة العربية، فكلهم ملهمون بالنسبة إلي، لأنهم اجتهدوا وقدموا أعمالاً نالت رضا الجمهور.

- كيف ترين الاختلاف في التمثيل بين نور الشريف وبوسي؟
والدي حالة خاصة، لأن الرجال عامة يستطيعون أن ينوعوا في أدوارهم أكثر من النساء، خاصة في الوطن العربي، لكنهما تميزا في العديد من الأدوار المختلفة، وتأثرت بهما، وعند تصويري أحد المشاهد في مسلسل «وادي الملوك»، وجدت مدير التصوير يقول لي «أنت تشبهين والدتك»، وفي لقطة أخرى من المشهد نفسه، وجدته يقول لي «حاسس إن نور الشريف أمامي».

- هل صحيح أنك متحمسة لعودة شركة الإنتاج الخاصة بوالدك؟
الإنتاج هو أمنية في داخلي أنا وأختي سارة، لكن حتى الآن لا توجد خطة واضحة لدينا، والأمر كان يتعلق بفكرة خطرت لي مع مجموعة من أصدقائي لعمل الأفلام المستقلة، لكن تم تأجيلها.

- ولماذا لم تفكري في الاستعانة بأصدقاء والدك من فنانين ومنتجين؟ وهل أوصاك والدك بالعمل في الإنتاج؟
والدي كان يتمنى أن أتجه وأختي الى الإنتاج، وهو كان لا ينتج إلا عندما يجد سيناريو جيداً، ويجد صعوبة في أن تأخذه شركة إنتاج. مثلاً، فيلم «زمن حاتم زهران» كان من إنتاجه هو واللبناني وليد الحسيني، وكانت هناك أفلام يريد إنتاجها في الفترة الأخيرة ولم يجد المساعدة اللازمة لها، كفيلم كان يريد أن يمثله عن حرب السادس من أكتوبر.

- هل هناك فنانون ستستعينين بخبراتهم إن قررت العمل في الإنتاج؟
على المستوى الإنتاجي، لا يوجد أي مشروع ملموس كي أستعين بأحد من الفنانين المقربين. لكن على المستوى الفني، هناك الكثير ممن يقدمون إرشاداتهم في الوقت الذي أحتاج اليها فيه، مثل الفنانة القديرة سوسن بدر، التي أعتبرها صديقة لي، ورغم «عشرة العمر» وأنها أم، فهي فنانة مميزة، كما أنها أنتجت خلال الفترة السابقة، في الوقت الذي كان يخشى فيه كل الفنانين من الإنتاج.

- لماذا لم تفكري في الإنتاج المشترك؟
موضوع الإنتاج مؤجل حالياً، لأنني أريد العودة بقوة الى التمثيل أولاً، بعد فترة التقاعس والكسل التي عشتها، وبعدها أفكر في الإنتاج، ولهذا فكرت في «ورشة التمثيل»، لأن دراستي هي الإعلام، لا التمثيل.

- أليس غريباً أن تحتاجي الى ورشة تمثيل رغم أنك بدأت التمثيل وأنت في سن صغيرة؟
بالفعل شاركت مع والدتي في مسلسل «اللقاء الثاني» وكنت طفلة صغيرة في ذلك الحين، لكن مشاركتي وقتها كانت للذكرى فقط، وليس بهدف أن يدخلني والدي أو والدتي الى عالم التمثيل.

- لماذا لم تفكر أختك سارة في التمثيل؟
سارة شاطرة جداً ومجتهدة، ومثّلت على مسرح الجامعة، وأصدقائي كانوا يذهبون خصيصاً لمشاهدتها على خشبة المسرح، واستطاعت أن تحظى بإعجاب كل من يشاهدها، لكنها لم تكمل في التمثيل لأنها لم تجد نفسها فيه، على عكس ما فعلته أنا، وهي عندها أفكار جميلة جداً، وتطرحها عليَّ وتنال إعجابي، لكننا كنا نتكاسل في تنفيذها.

- نشرت الفنانة شيريهان صورة معك عبر حسابها على موقع «إنستغرام»، فما نوع العلاقة بينكما؟
كان «نفسي» أكون مثل شيريهان أو فيروز، وكنت معجبة للغاية بأداء فيروز أمام أنور وجدي وهي صغيرة، وهذا نمَّى في داخلي حب الاستعراض، وكنت أحرص على أن تأخذني خالتي وأنا صغيرة لمشاهدة شيريهان وهي ترقص في مسرحية «شارع محـمد علي»، وكنا نسافر إلى الإسكندرية خصيصاً لمشاهدتها، لأنها كانت تُعرض هناك في ذلك الوقت، بالإضافة إلى العلاقة القوية التي كانت تربط العائلتين، حيث إن والدي ووالدتي لعبا دوراً كبيراً في إقناع عمر خورشيد بالموافقة على توجه شيريهان الى التمثيل، لأنه كان يرفض ذلك في بادئ الأمر، وأنا اليوم أحاول الحفاظ على التواصل مع الذين تجمعنا بهم علاقات قوية.

- لماذا لم تفكري في دخول الأوبرا المصرية وتتعلمي رقص «الباليه»؟
لم أستطع فعل هذا في ذلك الوقت، لأن سنّي كانت تتخطى المرحلة العمرية اللازمة لتعلم «الباليه»، بعدها تعلمت «الجمباز» ومارسته لفترة، ثم توقفت لانشغالي بالدراسة، بالإضافة إلى أن العروض الاستعراضية قلّ عددها كثيراً، ووالدي كان يريدني أن أذهب إلى فرقة رضا الاستعراضية، حيث كانت أكبر فرقة، وصنعت نجوماً وأعمالاً فنية كبيرة، وساهمت في رواج السياحة في مصر بعمل استعراضات في الأقصر وأسوان والعديد من المناطق الشعبية.

- وماذا عن باقي صداقاتك في الوسط الفني؟
هناك صداقات دراسة لي منذ فترة، وهم الآن يعملون في الإذاعة والتلفزيون، وعلاقتي بزملائي في الوسط الفني جيدة، بالإضافة إلى صداقتي القوية مع إيمي سمير غانم. أما شقيقتها دنيا سمير غانم، فرغم معرفتنا ببعض، لكن علاقتي بـ «إيمي» أقوى، لأن هناك أصدقاء مشتركين بيننا، ونلتقي في مواقف كثيرة.

- ما الصفات التي تتمنينها في شريك حياتك؟
كل ما أتمناه أن يكون ابن حلال، ويتقي الله في معاملته لي، حيث إن مفهوم الرجولة تغير، وأصبح مفهوم القوة لدى الكثيرين هو محاولة تكسير كل من أمامهم، سواء كان في العلاقة الزوجية أو حتى في العمل، ولا يفهمون أنهم بذلك يكونون ضعفاء، لأن أكثر ما يهمهم هو إضعاف الآخرين، ولا بد لأي زوجين من أن يتفقا على هدف واحد يسعيان إليه، وأنا أريد أن تكون حياتي «سلسة» مع من أعيش معه، وأن نكون سنداً لبعض، خصوصاً أنني أهدف الى تكوين أسرة مثل التي تربيت فيها ونشأت.

- وهل تشترطين أن يكون من داخل الوسط الفني؟
ليس شرطاً، أنا أتمنى فقط أن أرتبط بشخص يحبني بصدق.

- هل انفصالك عن الفنان عمرو يوسف أثر فيك وجعلك تؤجلين فكرة الارتباط؟
إطلاقاً، فكل شيء «قسمة ونصيب»، والزواج رزق، وأعتقد أن رزقي بالإنسان الذي أتمناه لم يأت بعد، وأنا وعمرو ما زلنا حتى الآن صديقين، وعلاقتنا جيدة جداً، حتى بعد فسخ الخطوبة التقينا على الشاشة في بعض الأعمال.

- حدثينا عن العلاقة التي تربطك بوالدتك الفنانة بوسي داخل نطاق الأسرة؟
تضحك، «بقينا صحاب»، كل شيء يتغير مع الإنسان بعد أن يكبُر، ونحن الآن متفاهمتان كثيراً، ونتفهم وجهات نظر بعضنا، في حين أن هناك بعض الأمهات لا يتفهمن أن أبناءهن قد كبروا.

- هل كانت قاسية بعض الشيء عليك في صغرك؟
هذا طبيعي أن يحدث مع كل الأبناء، وأنا سعيدة بالطريقة التي تربيت عليها، خاصة احترام الكبار، وليس فقط بالألقاب التي نقولها لهم، فمن الممكن ألا أمنح شخصاً أكبر مني لقباً، وأنا بداخلي أحترمه وأقدره جداً، ولم تكن والدتي أو والدي شديدين بالدرجة التي يتصورها البعض، فقد استطاعا أن يزرعا في داخلنا، أنا وأختي سارة مجموعة من القيم والمبادئ، عرفنا أهميتها في ذلك الوقت، ونحن كنا عائلة مترابطة، وعلى سبيل المثال حدث لي موقف وأنا صغيرة مع والدي، حينما وافق على خروجي من المنزل، في الوقت الذي رفضت فيه جدتي النزول، وطاوعها والدي في ذلك وطالبني بأن أنفذ ما أمرت به جدتي، فكان جميع أفراد أسرتي متفقين في ما بينهم، لذلك لا توجد فجوة في العلاقات بيننا.

- ما هي القيم التي تركها والدك في شخصيتك؟
هناك أمور عدة كان يقولها لي والدي ولم أفهمها إلا بعدما كبرت، مثل اهتمامه بضرورة أن يعمل الإنسان ما بوسعه، وبعدها سيحقق ما يريد بتوفيق من الله، بالإضافة إلى ترتيب الأفكار، والنظر الى الحياة بشكل واقعي.

- وماذا تعلمت من والدتك؟
تعلمت منها أيضاً التركيز في عملي، وأن أبذل كل جهدي للوصول إلى ما أتمناه، فهي كانت تحثني على ذلك منذ صغري، وعرفت قيمته في الوقت الحالي

CREDITS

تصوير : هاني عبد ربه