رانيا محمود ياسين: نادمة على التوجه الى التمثيل وهذه حقيقة إصابة والدي بألزهايمر

رانيا محمود ياسين,التمثيل,إصابة,ألزهايمر,التواصل,فيسبوك,شركة إنتاج سينمائية,مجال الفن,الدراما,الفيلم,السينما,التقديم التلفزيوني,توك شو,الاعتزال

نيرمين زكي (القاهرة) 27 ديسمبر 2015

رغم إصرارها على دخول مجال الفن وعدم الاهتمام بتحذيرات والدها الفنان محمود ياسين، تعترف رانيا محمود ياسين لنا بأنها تشعر الآن بالندم لعدم استماعها الى نصيحة والدها بعدم دخول مجال التمثيل، كما هاجمت الكثير من المنتجين واتهمتهم بالبحث عن الابتذال والعري في الأفلام التي يقدمونها... رانيا تحدثت أيضاً عن تحولها الى التقديم التلفزيوني، وردت على الانتقادات التي لاحقت برنامج «صباح العاصمة» الذي تقدمه، واعترفت بالفوبيا التي تعانيها، وبموقفها من توجه أولادها الى الفن.


- هل كان توجهك الى التقديم التلفزيوني بسبب قلة عروض التمثيل التي تأتيك؟
أريد أن أكشف شيئاً هاماً قد لا يعرفه الكثير، بأنني نادمة على دخول مجال التمثيل، ليس لأنني لم أتمكن من اتخاذ خطوات كثيرة في السينما والدراما، وإنما لاكتشافي أن النجومية والشهرة والنجاح لا تتحقق من خلال الموهبة والاجتهاد فقط، فالعلاقات داخل الوسط الفني تلعب دوراً مهماً للغاية، وفي بعض الأحيان لا يعتمد المنتجون على الموهبة، بل على العلاقات فقط، بحيث يتم إعطاء قيمة للفنانات اللواتي يعتمدن على العري والابتذال... نحن نعيش زمناً غريباً، ولا أنكر أن والدي الفنان محمود ياسين نصحني بالابتعاد عن الوسط الفني وعدم دخول مجال التمثيل أكثر من مرة، لكنني رفضت وأصررت على أن أكون ممثلة، وأنا نادمة اليوم لأنني لم أعمل بنصيحته، فالمجال الفني صعب والاستمرار به لا يعتمد على الموهبة على الإطلاق، كما ان تحولي الى التقديم التلفزيوني لا علاقة له بقلّة خطواتي التمثيلية، وكل ما في الأمر أنني تمنيت منذ سنوات أن أتجه الى التقديم، ونجحت في تحقيق حلمي بأن أكون مذيعة، فأنا أعشق الميكرفون ولديَّ قدرة على المناقشة وإدارة أي حوار، وهذه الإمكانيات جعلتني أشعر بحماسة شديدة لهذه التجربة.

- لكن هل ندمك على التمثيل يعني أنك تفكرين في الاعتزال؟
بالطبع لا، فإذا تلقيت عرضاً جيداً، سواء كان سينمائياً أو درامياً، فسأوافق عليه، لأنني أحب التمثيل، لكنني حزينة على الحال الذي وصل إليه الفن، وطريقة تعامل شركات الإنتاج مع الفنانين.

- هل هذا يعني أنك غير راضية عن حال الوسط الفني في مصر؟
هذا صحيح، فمعظم الأفلام والمسلسلات التي قُدمت أخيراً لا تحمل أي رسالة هادفة، ولا تناقش قضايا هامة، كذلك أصبحت ظاهرة الشللية مسيطرة على الساحة الفنية. فشركات الإنتاج لا تتعامل إلا مع عدد معين من الفنانين والمخرجين والمؤلفين، وتتجاهل الكثير من النجوم الحقيقيين... هذا بالإضافة إلى أن الترشيحات، كما أسلفت، لم تعد تعتمد على الموهبة وإنما على العلاقات، فمن الممكن أن نجد ممثلة متهمة بأكثر من قضية، ويرشحها المنتجون للمشاركة في بطولة عمل فني، لمجرد أنها أصبحت حديث مواقع التواصل الاجتماعي.

- هل تشعرين بأنك تعرضت للظلم ولم تحصلي على فرص حقيقية؟
لا أريد أن أظهر بدور المظلومة، لأنني أعترف بأن اهتمامي بزوجي وأبنائي أجبرني على الابتعاد لفترة، لكنني في الوقت نفسه لم أجد اهتماماً من شركات الإنتاج خلال وجودي في الساحة الفنية.

- هل اعتذرت عن أعمال فنية من أجل التفرغ للتقديم التلفزيوني؟
لا أعتذر إلا عن العروض التي أشعر بأنها لا تناسبني، فقد قررت التعلّم من أخطائي السابقة، وعدم المشاركة في أي عمل لن يضيف إلي شيئاً لمجرد الرغبة في إثبات وجودي أو لإرضاء البعض.
وعلى أي حال، أعرف جيداً كيفية التوفيق بين عملي الإعلامي وخطواتي التمثيلية، وأكبر دليل على ذلك أنني أستعد للعودة إلى السينما قريباً.

- هل ساعدك عملك بالتمثيل في تجربة التقديم التلفزيوني؟
التمثيل جعلني أكتسب خبرات عدة ساعدتني في أن أكون مذيعة ناجحة، منها الوقوف أمام الكاميرا والتعامل مع كل المواقف الصعبة والمحرجة، وأيضاً اكتسبت من خلال هذه المهنة مزيداً من الثقة بالنفس.

- ما الصعوبات التي واجهتك في تلك التجربة؟
تتطلّب هذه التجربة مني التركيز طوال الوقت، ومتابعة ما يجري من أحداث سياسية واجتماعية واقتصادية، فأنا لم أختر التقديم التلفزيوني من خلال برنامج فني أو منوعات كما يفعل البعض، بل قررت أن أبدأ من خلال برنامج «توك شو» صباحي يتحدث عن كل شيء على الهواء مباشرة، لأنني كنت أريد الاقتراب من الشارع المصري.
الخطوة صعبة جداً، لكنها ممتعة للغاية، ولا أنكر أن هذا المجال مليء أيضاً بأعداء النجاح، إذ تعرضت للحروب منذ أول يوم اتخذت فيه هذه الخطوة.

- كيف استعددت لتقديم برنامج «توك شو»؟
اتفقت مع مدير القناة على التحدث في كل شيء ومناقشة الموضوعات والقضايا الجريئة بكل عمق وبدون خوف، فأنا أرفض سياسة دفن الرؤوس في الرمال، وأؤكد للجميع أنه إلى جانب المتابعة الإخبارية التي يحرص عليها البرنامج، فإننا نخصص دائماً فقرات لمناقشة القضايا التي تشغل الشارع المصري والعربي.

- اتهمك البعض بالبحث عن نسبة المشاهدة العالية من خلال تناول قضايا جريئة، فما ردك؟
لم أسع يوماً للبحث عن الشهرة والإثارة من خلال برنامجي، وأرفض دائماً الإعلام الرخيص، وفي الوقت نفسه أرفض سياسة تجاهل الواقع، كما أكدت من قبل، وضميري المهني يجبرني على التطرق الى كل الموضوعات.

- لكن البعض اتهمك بعدم المهنية بعد طردك أحد الضيوف، فما ردك؟
لم أطرده، بل هو من طلب الانسحاب على الهواء، ورفض أن ندير الحوار، وكان يأبى الاستماع الى الطرف الآخر الذي يحمل وجهة نظر كل شاب مسلم متدين. شعرت بأن المشاهدين يتعرضون لسموم خطيرة، وكان لا بد من وقف هذه المهزلة، وعندما حاولت إقناعه بضرورة الاستماع الى الطرف الآخر، رفض، مما أثار غضبي ودفعني للتعامل معه بعصبية.
للأسف، كثر لم يشاهدوا الحلقة كاملة ولم يستمعوا إلى حديثه المستفز، بل اكتفوا بمشاهدة لحظة انفعالي تجاهه فقط. وفي النهاية، أؤكد أن ما من شخص سينفعني يوم القيامة، فتصرفي نابع من حبي لديني، وأعترف بأنني تخلّيت عن رانيا الإعلامية وتعاملت بطبيعتي، وتحكمت بي في هذا الموقف إنسانيتي وأخلاقي ومبادئي التي تربيت عليها.

- هل هذا يعني أنك نادمة على هذه الحلقة؟
لم أشعر بالندم على الإطلاق، لأنني أناقش ظاهرة حقيقية، لكن عدم احترام الشاب وجهة نظر الطرف الآخر كان السبب الرئيسي في الجدل الذي أُثير بعد عرض الحلقة.

- هل الهجوم الذي تعرضت له جعلك تفكرين في الابتعاد عن مناقشة القضايا الجريئة؟
بالعكس، فالحلقات المقبلة ستتناول موضوعات وقضايا أكثر سخونة، ليس لرغبتي في البحث عن الشهرة كما يتهمني البعض ظلماً، وإنما لرغبتي في التطرق الى القضايا المسكوت عنها رغم أهميتها، ورغم أنها تشغل الشارع المصري دائماً، كما لم أشعر بالهجوم الذي تحدثت عنه بعض المواقع الإلكترونية الإخبارية، فبعد نشر فيديو الحلقة على اليوتيوب، حاز إعجاب أكثر من مليون شخص، وهذا يعني تأييدهم لرد فعلي.

- ما رأي والدك في تحولك الى التقديم التلفزيوني؟
فخور بي للغاية ويدعمني باستمرار، وكذلك والدتي الفنانة شهيرة، إذ تحرص على مشاهدة كل حلقة من البرنامج وتتصل بي لتخبرني رأيها بها وبالمواضيع التي ناقشناها.

- ما سبب ابتعادك عن السينما؟
لم أتلقّ العرض المناسب طوال الفترة الماضية، لكنني أستعد للعودة من خلال فيلم بعنوان «فوبيا»، وأجسد فيه دور طبيبة متخصصة في معالجة الأمراض النفسية، وقد بدأت تصويره منذ أيام عدة.

- ما الذي حمسك لهذا الفيلم؟
الفيلم يناسب كل أفراد الأسرة المصرية، فهو لا يحتوي على ألفاظ خارجة أو مشاهد غير لائقة، وهذا هو السبب الرئيسي وراء حماستي للمشاركة في بطولته، بالإضافة إلى أنه ينتمي إلى نوعية الأفلام الكوميدية الخفيفة التي نفتقدها.

- كيف استعددت لدورك؟
رغم أن الفيلم كوميدي، فقد حرصت على معرفة طريقة تعامل الأطباء مع المرضى النفسيين، وقرأت الكثير عن الفوبيا وأنواعها وطرق علاج المصابين بها.

- هل هناك فوبيا تعانينها؟
الأماكن المرتفعة والطوابق العالية تصيبني بحالة من التوتر، والنظر من علو شاهق يجعلني أفقد أعصابي، وبصراحة لم أتمكن من معالجة هذه المشكلة.

- هل ستشاركين في سباق الدراما الرمضاني المقبل؟
تلقيت أكثر من عرض أخيراً، إلا أنني لم أتخذ قراراً نهائياً بعد، وما زلت في مرحلة قراءة السيناريوات.

- هل هناك أعمال فنية ندمت عليها؟
كل الأعمال التي قدمتها خلال العامين الماضيين، أشعر بالندم الشديد لمشاركتي في بطولتها، ولو عاد بي الزمن الى الوراء فلن أوافق عليها.

- لكن ما سبب موافقتك عليها من البداية؟
انزعاجي من الانتقادات التي توجه إلي باستمرار بأنني بعيدة عن الساحة الفنية ولا أريد المشاركة في أي عمل، كما أن البعض حاول إقناعي بأن هذه الأعمال ستساهم في نهوض السينما والدراما، حيث أكدوا أن ظروف البلد لا تسمح بالاعتذارات والابتعاد... هذه هي الأسباب التي دفعتني للمشاركة في هذه الأعمال، لكن في الحقيقة هذه الأفلام والمسلسلات لم تضف إلي شيئاً.

- ما تعليقك على شائعة إصابة والدك محمود ياسين بمرض الألزهايمر؟
لا أريد التوقف كثيراً عند هذه الشائعة السخيفة والغريبة، خاصة أن والدي بعد انتشار هذا الكلام الفارغ كان يشارك في مهرجان الإسكندرية، وتحدث خلال ندوة تكريمه عن مشواره الفني لأكثر من ساعة، فكيف يتم اتهامه بالإصابة بمرض الألزهايمر! لكن من الطبيعي جداً عدم تذكره موقفاً كان قد حدث منذ عشر سنوات، أو شخصاً قابله مرة واحدة منذ سنوات طويلة، فأي منا لا يتذكر كل المواقف والأشخاص الذين قابلهم في حياته.

- ما النصيحة التي كان يسديها لك والدك باستمرار؟
للأسف هي نصائح مثالية لا تصلح لهذا الزمن الغريب، فوالدي كان يطلب مني دائماً الإخلاص لعملي والالتزام بمواعيد التصوير، لكن على أرض الواقع الفنانة التي تتأخر عن موعد التصوير هي نجمة لها مكانتها في الساحة الفنية، ولا يمكن أحداً أن يعاتبها. أما الفنانة التي تلتزم بالمواعيد فلا تعامل باحترام.

- هل صحيح أنك ترفضين دخول أبنائك مجال الفن؟
أتمنى ألا يعملوا في هذا المجال، لكنني في الوقت نفسه لا أمنعهم ولا يمكن أن أعارض رغبتهم، فوالدي كان يرفض دخولي مجال التمثيل، ويعارض بشدة، لكنني فهمت الآن سبب موقفه، وأتمنى أن يتفهم أبنائي خطورة هذا المجال ولا يقعون في الخطأ نفسه.

- هل يوافقك زوجك محـمد رياض الرأي في منع أبنائكما من دخول مجال الفن؟
بالتأكيد، فزوجي يعرف مدى صعوبة هذا المجال، وما يسببه من مشاكل وضغوط وقلق مستمر لكل من يعمل فيه، لكنه في الوقت نفسه لن يمنع أبناءنا من دخول مجال التمثيل، بل سيُعطيهم النصيحة ويكشف لهم عن مخاطر العمل بالتمثيل في هذا العصر الذي لم يعد يعتمد على الموهبة كالسابق.

- انتشرت أخبار كثيرة حول تفكيرك في إنشاء شركة إنتاج سينمائية بمشاركة زوجك، فهل هذا صحيح؟
بصراحة هذه الأخبار تصيبني بحالة من الضحك الهستيري، لأننا ببساطة لا نمتلك الأموال الكافية التي تجعلنا ننشئ شركة إنتاج، فنحن لسنا من النجوم أصحاب الأجور الخيالية الذين يتقاضون الملايين عن كل دور يقدمونه، سواء في السينما أو التلفزيون.

- تحرصين على التواصل مع جمهورك باستمرار من خلال حسابك على «فيسبوك»، فما الذي استفدته من مواقع التواصل الاجتماعي؟
مواقع التواصل الاجتماعي، خاصةً «فيسبوك»، جعلتني أكثر قرباً من الجمهور، كما أن البعض كان لديه انطباع خاطئ عني، حيث كانوا يعتقدون بأنني مصابة بالغرور لأنني ابنة النجم محمود ياسين، لكن تعاملي معهم من خلال «فيسبوك» أثبت لهم العكس.