طارق العريان: خالد الذهبي ابني الذي لم أنجبه وبعض معجبي أصالة يزعجونني

طارق العريان,المهنية,ممثلة,the Voice,لجنة تحكيم,التمثيل,عمرو دياب,السينما,الفيلم الجديد,الفيلم

داليا عز الدين (القاهرة) 27 ديسمبر 2015

يحضّر حالياً لتجربته الثانية مع أحمد عز بعد فيلم «ولاد رزق»، وينتظر الانتهاء منها ليحسم قراره في مسلسل «الهضبة» مع عمرو دياب، المخرج طارق العريان تحدّث عن أحمد السقا وأنغام، وكشف رأيه في السينما وأسباب توجّه المطربين إلى التمثيل، والهجوم الذي تتعرض له شيرين عبدالوهاب، وحضور أصالة كعضو لجنة تحكيم في برامج اكتشاف المواهب، كما تحدث عن توأمه «آدم وعلي»، وعلّق على أسباب رغبة خالد الذهبي في تغيير اسمه إلى خالد طارق العريان.


- تحضّر حالياً لفيلمك الثاني مع الفنان أحمد عز بعد تجربتكما في فيلم «ولاد رزق»... حدثنا عن عملك الجديد؟
كنا متفقين من البداية على تقديم فيلمين في موسمين متتاليين معاً، ولا أنكر أيضاً أن النجاح الذي حققه فيلمنا الأخير أعطانا دفعاً قوياً لدخول مشروع سينمائي يجمعنا للمرة الثانية، وبالفعل وجدنا السيناريو الجيد الذي يحمسنا لخوض التجربة من جديد، ويظهر من خلاله أحمد عز بشخصية مختلفة تماماً عن كل الشخصيات التي قدمها من قبل طوال مشواره الفني، ويجسد شخصية ضابط في فرقة العمليات الخاصة، يتعرض للعديد من الأحداث والمواقف لطبيعة وظيفته، وحتى الآن لم نستقر على الاسم النهائي للفيلم أو باقي الأبطال المشاركين فيه، وهناك العديد من الترشيحات لمجموعة من النجوم، أبرزهم: هند صبري وأحمد داوود وعمرو يوسف ومحمد ممدوح، وأتفرغ الآن للتحضير له ومعاينة أماكن التصوير، خصوصاً أن معظم المشاهد ستصور خارجياً وليس ضمن استوديو معين، كما يضم الفيلم عدداً من مشاهد «الأكشن» المرتبطة بأحداثه.

- ما حقيقة مشاركة أحمد السقا في الفيلم؟
مجرد شائعة لا أساس لها من الصحة، فلم يتم ترشيح اسم أحمد السقا في العمل لعدم وجود دور مناسب له، والعمل من بطولة أحمد عز ويشاركه عدد من النجوم في أدوار مؤثرة في الأحداث، فالخيوط الرئيسية للعمل تدور حول مجموعة من الشخصيات ولا تعتمد على فكرة البطل الأوحد، وأعتقد أن تلك النوعية من الأعمال أصبحت تجذب الجمهور، لأنها تحتوي على أحداث كثيرة ومتعددة.

- الجميع يعلم شكل العلاقة الآن بينك وبين أحمد عز، لكن هل أنتما صديقان منذ فترة طويلة؟
أعرف عز منذ فترة طويلة، وقدمنا معاً عدداً من الإعلانات، لكن لم تصبح صداقتنا قوية إلا بعد فيلم «ولاد رزق»، فلم أكن أعرفه قبل ذلك على المستوى الشخصي، بل كانت العلاقة مجرد احترام متبادل فقط، والآن هو من أقرب الشخصيات إلى قلبي، لأنه يمتلك الكثير من الصفات الرائعة، مثل «الجدعنة» والهدوء وخفة الظل والإخلاص لأصدقائه، فهو إنسان رائع مثلما هو فنان موهوب وناجح، ويستحق ما وصل إليه من شهرة ونجاح، وأعتقد أنه لا يزال يملك الكثير من الإمكانيات الفنية التي لم يظهرها بعد على الشاشة.

- تردد أن عز اشترط زيادة أجره في الفيلم الجديد، فما صحة ذلك؟
لم يحدث ذلك على الإطلاق، وعموماً لا يشغل أحمد عز نفسه بتلك المسألة ولا يضعها ضمن أولوياته، وكل ما يفكر فيه هو تقديم عمل فني مميز ومختلف، ففي الفيلم الأول لم يستغرق الاتفاق على الأجر وقتاً طويلاً، بل تم حسمه في أول جلسة جمعتنا، وأيضاً في هذا المشروع لم يتحدث معي عن أجر معين، بل طلب مني أن أحدد الأجر المناسب من دون أي مفاوضات، كذلك بالنسبة إلى ترتيب الأسماء في مقدمة العمل أو «الأفيش» الخاص به، لم يحاول عز التدخل في مثل تلك الأمور، ولم يعترض مثلاً على صور الدعاية الخاصة بفيلم «ولاد رزق»، رغم أنه لم يكن بمفرده عليها، بل جمعت معظم أبطال الفيلم.

- هل ترى أن الحديث في تلك الأمور يسبب مشاكل بين فريق العمل؟
عن نفسي لم أواجه مثل تلك الأزمات في أي عمل فني قدمته، لكنني أعلم أن هناك أعمالاً تحدث فيها مشاكل بسبب الحديث عن ترتيب الأسماء أو الأجور الخاصة بالفنانين، بل هناك مشاريع فنية يتم تأجيلها بسبب ذلك، لكن في النهاية المسألة تتوقف على مستوى الفيلم أو المسلسل الدرامي الذي يقدم. فالأعمال الفنية الجيدة لا تواجه هذا النوع من المشاكل، لأن الفنان يفرح بوجوده فيها، ويشعر بأن هذا العمل سيضيف إليه معنوياً أكثر منه مادياً.

- ما رأيك في الأفلام التي طرحت أخيراً في السينما؟
للأسف لم أشاهد فيلم «أهواك» من بطولة تامر حسني وغادة عادل، كذلك لم يسعفني الوقت لمشاهدة فيلم «شد أجزاء» لمحمد رمضان، ومن آخر الأفلام التي شاهدتها، فيلم «زنقة ستات» و«كابتن مصر»، بطولة محمد عادل إمام وقد أعجباني كثيراً، وأعتقد أن السينما في تطور ملحوظ، بدليل أن أفلام الميزانية المتوسطة أصبحت تبحث عن مضمون وأفكار جيدة لتحقق إيرادات عالية، ولا أنكر أن هناك أعمالاً ضعيفة المستوى لا تحمل أي رسالة، بل إنها تعتمد فقط على الأغاني الشعبية والراقصات، ولم تعد تحقق النجاح كالسابق.

- هل معنى ذلك أنك ضد أفلام السبكي؟
لست معترضاً على نوعية أفلام السبكي، وأرفض الأصوات التي تطالب بتوقفه عن الإنتاج السينمائي، لأن هذا ليس حلاً للمشكلة، لكنني أطالب بتعدد جهات الإنتاج حتى نحقق التنوع في شكل الأفلام المعروضة، وأعطي الجمهور الفرصة للاختيار مع محاولة الارتقاء بثقافته، ولا بد من أن نعترف بأننا نواجه مشكلة كبيرة في إنتاج الأفلام ذات الميزانيات الضخمة، خصوصاً بعدما فقدنا التوزيع الخارجي في الدول العربية، وأصبحنا نعتمد فقط على السوق المحلي، وعلينا أن نقدم كماً كبيراً من الأفلام الجيدة التي تحتاج إلى ميزانيات ضخمة، لكي نستعيد الجمهور العربي مرة أخرى، بعدما اتجه إلى مشاهدة الأفلام الأجنبية لسوء مستوى الفيلم العربي.

- ماذا عن مسلسل «الشهرة» من بطولة عمرو دياب؟
أتفرغ حالياً للتحضير لفيلمي الجديد، وبعدما أنتهي منه يمكن أن أحسم قراري في تحمل مسؤولية المسلسل من عدمه، خصوصاً أنني لا أستطيع التركيز على عملين في وقت واحد، ولا بد من معرفة كل التفاصيل الخاصة بالعمل قبل البدء في التحضير له، ولذلك أؤجل تلك الخطوة حالياً.

- حضرت أخيراً احتفالية أنغام بألبومها الجديد، فما رأيك في عودتها بعد غياب دام لأكثر من خمسة أعوام؟
الألبوم أكثر من رائع واستمتعت بكل أغنياته، كما أنني لم أشعر أبداً بغياب أنغام عن الساحة الغنائية، فهي دائماً موجودة حتى لو لم تصدر ألبومات جديدة، خصوصاً أنها حريصة على التواصل مع جمهورها ولو بأغنية منفردة في كل مناسبة. كما أعجبني كليب أغنية «أهي جت»، الذي جسدت من خلاله شخصيتين متناقضتين، وأثبتت عبر هذا الكليب أنها ممثلة موهوبة مثلما هي مطربة رائعة، فلدى أنغام إمكانيات تمثيلية جيدة جداً، ويجب أن تستغلها في تقديم أعمال فنية، سواء سينمائية أو درامية، وعن نفسي أتمنى مشاركتها قريباً في عمل فني لكي أُخرج طاقاتها التمثيلية أمام الكاميرا.

- ولماذا تنصح زوجتك أصالة نصري بعدم خوض تجربة التمثيل؟
لدي وجهة نظر في مسألة مشاركة المطربين والمطربات عموماً في مجال التمثيل، وهي أنك طالما حققت نجاحات عديدة في مجالك الأساسي، وهو الغناء، وأصبحت في مكانة كبيرة لدى جمهورك، فما الداعي للمغامرة بمجال آخر مختلف تماماً ويحتاج إلى إمكانيات معينة للنجاح فيه! وأعتقد أن معظم المطربين الذين يتجهون إلى التمثيل، يكون هدفهم الأول البحث عن العائد المادي.
وبالنسبة الى أصالة فهي في الصفوف الأولى في مجال الغناء، وعندما تخوض تجربة التمثيل، ستستغل نجوميتها فقط، ولن تضيف شيئاً جديداً إلى رصيدها الفني.

- لكنها تظهر في أغنياتها المصورة بأداء تمثيلي جيد...
(قاطعني) ليس كل مطرب قدم أغنية مصورة بشكل جيد يمكن أن يقدم عملاً سينمائياً أو درامياً، فالحديث من خلال هذا المنظور يجعلني أشعر بأن هناك من يستهين بمهنة التمثيل، رغم أنها من أصعب المهن، والدليل على ذلك أن هناك الكثيرين ممن يطلق عليهم لقب ممثل، لكن الممثلين الحقيقيين يُعدون على أصابع الأيدي، ولذلك من الأفضل لها أن تتميز في مجالها وتحقق مزيداً من النجاحات فيه.

- تصرح أصالة دائماً بأنها تأخذ رأيك في كل خطوة جديدة لها، فهل تستشيرها أنت في أعمالك الفنية؟
أشاركها كل تفاصيل حياتي وليس في عملي فقط، وأثق في رأيها كثيراً، لأنها تمتلك حساً قوياً وتشعر بالشيء قبل أن تلمسه، فآخذ رأيها في الأعمال الفنية التي أحضّر لها وأيضاً بعد عرضها، ونحن اعتدنا على التعاون في كل شيء في حياتنا، لأننا نكمل بعضنا بعضاً بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ومهما كانت خبرة كل منا في مجاله، فهي تضيف لي مثلما أضيف لها، وهذا من أفضل الأشياء بين الزوجين.

- ما رأيك في مشاركتها للمرة الأولى كعضو لجنة تحكيم في برنامج «فنان العرب»؟
معجب كثيراً بفكرة البرنامج بشكل عام، خصوصاً أنه يضم مجموعة من المواهب الشابة الجيدة التي تحتاج إلى فرصة للوصول إلى الشهرة والنجومية، كما أن لجنة التحكيم مكونة من مطربين أصحاب خبرة ضخمة في مجال الغناء، وعلى رأسهم الفنان محمد عبده وعبدالله الرويشد، وجميعهم لديهم جماهيرية واسعة على مستوى الوطن العربي كله، وهذا أحد أسباب نجاح البرنامج. أما بالنسبة إلى أصالة فهي عفوية وتلقائية وتتعامل على طبيعتها من دون تصنع، وهذا أكثر ما أعشقه فيها ويميزها في أي برنامج تقدمه، كما أنها تقيّم المواهب بصدقية شديدة، فهي لا تفكر قبل اتخاذها القرار، بل تعلن رأيها بعفوية.

- ألم تقلق من أن تتعرض للانتقاد مثلما حدث مع شيرين عبدالوهاب في برنامج the Voice بسبب تلقائيتها الزائدة؟
أندهش مما يحدث مع شيرين في البرنامج، وأتعجب ممن ينتقدها على عفويتها، فالجميع يعلم أنها فنانة تتعامل على طبيعتها وتحب روح الفكاهة والمرح، سواء كانت أمام الكاميرا أو وراءها، ولا تتأثر بالأضواء والشهرة، والمفترض أن يكون هذا عاملاً إيجابياً يزيد من محبة الجمهور لها وليس العكس، كما أنني لم أتضايق أبداً من أي تصرف صدر منها وهوجمت عليه، ولم أشعر نهائياً بأنها تقصد الإساءة إلى المشاهد، حتى في آخر موقف لها برفع حذائها والضغط به على الزر.
ومن يشاهد النسخات الأجنبية من برنامج the Voice سيلاحظ أن أعضاء لجنة التحكيم يفعلون أكثر من ذلك بكثير ولم يهاجموا على ذلك، ودائماً أقول لأصالة: تعاملي بطبيعتك حتى وإن تضايق منك البعض، وهي تتصرف بهذه الطريقة ولا تخاف من الهجوم عليها.

- ألا ترى أن تلقائية أصالة قد تسبب لها المشاكل؟
أحياناً يحدث ذلك، خصوصاً في بداياتها الفنية، لكن الآن أصبحت المشاكل أقل بكثير، لأن الجميع اعتاد على صراحتها ووضوحها حتى جمهورها، وفي النهاية هذه هي طبيعة شخصيتها، ولا تستطيع تغييرها.

- ما رأيك في شيرين عبدالوهاب كممثلة؟
أعتقد أنها تحاول أن تطور من نفسها، وهذا عامل إيجابي يجعلها تتحسن بشكل ملحوظ في مجال التمثيل، فعندما شاهدت الحلقات الأولى من مسلسلها «طريقي»، شعرت بأنها ليست في أفضل حالاتها، لكن في الحلقات النهائية من العمل وجدت فارقاً كبيراً في أدائها التمثيلي، وهذا يعني أنها ستظهر بشكل أفضل في أعمالها المقبلة، فهي أدت بشكل جيد بالنسبة إلى كونها مطربة.

- هل تغار أحياناً من معجبي زوجتك أصالة؟
لا أنزعج من معجبيها أبداً، بالعكس أتفهم تماماً أنها مطربة مشهورة ولديها جمهورها الذي يعشق صوتها، لكن أغضب أحياناً من بعض الأمور التي تصدر من البعض.
على سبيل المثال، حين نذهب لتناول العشاء في أحد المطاعم، ويطلب منها بعض المعجبين التقاط الصور التذكارية، من دون أي اعتبار لتناولنا الطعام. أيضاً في إحدى المرات تأخرنا عن موعد الطائرة بسبب التحدّث مع أحد المعجبين... رغم أنها مواقف قليلة، لكنها تزعجني.

- ما هي هواياتك؟
ممارسة الرياضة في النادي هي هوايتي الوحيدة التي أستطيع أن أمارسها وسط انشغالي الدائم بالعمل، سواء في الإخراج أو إدارة شركاتي، مثلاً أعشق ركوب الخيل، لكن للأسف أصبحت لا أمارس تلك الرياضة منذ فترة بسبب ضيق الوقت، وكذلك كنت أمارس رياضة التنس، لكنني توقفت عنها أيضاً، وألعب مع أصالة بشكل دائم «الطاولة» ونضع أحكاماً على المهزوم أن ينفذها، رغم أنني أهزمها طوال الوقت.

- هل حققت كل ما تتمناه في حياتك المهنية؟
لا يوجد شخص يعيش من دون طموحات في حياته، لكنني وصلت إلى مرحلة أشعر فيها بالسعادة، وما أتمناه أن أظل مستقراً في عملي وأن أقدم ما يرضيني ويرضي الجمهور، لأن الفن في الأساس يعتمد على وجهات النظر، فربما لا يحالفني الحظ في إحدى المرات وأقدم عملاً فنياً دون مستوى أعمالي السابقة، وهذا يجعلني قلقاً دائماً في أي عمل جديد أقدم عليه.


أبنائي...

- قال خالد الذهبي ابن أصالة إنه يتمنى تغيير اسم شهرته إلى خالد طارق العريان، فما تعليقك؟
خالد بمثابة ابني، لأنه عاش معي منذ أن كان عمره ست سنوات، وهذا هو إحساسي به مثلما هو أيضاً يشعر بأنني أبوه، كما أتوقع له مستقبلاً باهراً في مجال التمثيل، لأنه يمتلك الكاريزما ويحب هذا المجال، وبعد نجاح تجربته الأولى في فيلم «ولاد رزق»، بدأ يركز على تنمية موهبته من طريق الاشتراك في عدد من المدارس لتعلّم التمثيل باحتراف، وأحاول أن أساعده أيضاً حتى يصل إلى المستوى الجيد، وأكثر ما يميزه أنه لا ينتظر أن يوجّهه أحد نحو مجال التمثيل، بل إنه يسعى بنفسه. مثلاً في أوقات فراغه، يصر على النزول إلى الاستوديوات، سواء معي أو مع أصدقائه، ويراقب أداء الممثلين بكل حرص.

- هل توأمك آدم وعلي أقرب إليك أم إلى أصالة في صفاتهما؟
صفاتهما الشخصية لم تظهر بشكل واضح حتى الآن، لأنهما لا يزالان في مرحلة الطفولة. أما في الشكل فهما يأخذان ملامح مني ومن أمهما، ولذلك لا أستطيع أن أعلن أنهما يشبهانني، ودائماً أعشق اللعب معهما، فهما يدخلانني في عالم آخر ويذكرانني بطفولتي، وينسيانني متاعب العمل وإرهاق الحياة، وأعتبرهما أجمل ما في حياتي.