black file

تحميل المجلة الاكترونية عدد 1090

بحث

بعد مرض أبعده عن الحياة الثقافية سنوات قبل رحيله: احتفالية تلقي الضوء على مشوار إدوار الخراط

بعد مرض أبعده عن الحياة الثقافية سنوات قبل رحيله: احتفالية تلقي الضوء على مشوار إدوار الخراط

الخراط بين الدكتور جابر عصفور وبهاء طاهر

بعد فترة وجيزة على رحيل الأديب الكبير إدوار الخراط، أقام المجلس الأعلى للثقافة في مصر، احتفالية، تحدثت فيها نخبة من المثقفين وتلاميذه عن الملامح الرئيسية في هذه الشخصية الموسوعية، والتي تعد إحدى القامات الهامة في مسيرة الثقافة العربية.
في هذه الاحتفالية وصف الشاعر والناقد شعبان يوسف رحلة إدوار الخراط بالطويلة والصعبة، موضحاً أن مشوار الكاتب والمبدع والفنان إدوار الخراط لم يكن سهلاً ويسيراً، بل كان صعباً، إلا أنه استطاع تجاوز تلك العوائق، ليصبح واحداً من أهم الكتاب المصريين والعرب على مدى خمسين عاماً من عمر الحركة الثقافية، بل صار أحد الملهمين الكبار لأجيال أدبية وفنية متعاقبة منذ السبعينيات وحتى اليوم. ونستطيع القول إن هناك تياراً حداثياً انبثق في مصر والعالم العربي اسمه التيار الخراطي، وله ملامح وقسمات وخطوط عريضة واضحة، راح يؤسس لها الراحل الكبير منذ منتصف الأربعينيات، لكن فاعلية ذلك التيار لم تظهر بقوة إلا في أواخر الستينيات.
وأشار الناقد الكبير الدكتور عبدالمنعم تليمة إلى أمر هام في مسيرة إدوار الإبداعية، وهو مزجه في إبداعاته بين مستويات من الفصحى والعامية، كأنه يشق بالفعل طريق الفن الحقيقي، وهو طريق اللغة، يفعل ذلك باقتدار كبير، متسلّحاً بمعارفه التشكيلية، فهو ناقد وفنان تشكيلي مرموق.
تأتي هذه الاحتفالية بعد سنوات من احتفالية نظمها المجلس الأعلى للثقافة عام 1996، بمناسبة سبعين عاماً على ميلاده، والتي كشف فيها إدوار عن الكثير من ملامح تجربته الفلسفية والأدبية والنقدية، مرجعاً ذلك الى عوامل كثيرة خاصة بحب القراءة وتعمقه في دراسة كل المذاهب النقدية، كما أشار إلى فضل هويته المصرية عليه، حين قال: «والأرض المصرية من ناحيتها تربة شديدة الخصوصية، أرض عريقة أجد فيها عراقة الجنس البشري كله، بل عراقة الحياة ذاتها...».
الجدير ذكره أن الخراط صاحب مدرسة قائمة بذاتها في الإبداع والنقد، فله العديد من الأعمال الإبداعية الرائدة، وهو أيضاً صاحب مدرسة نقدية، عندما أطلق على الكتابة الجديدة مصطلح «الحساسية الجديدة»، وهو كذلك صاحب مصطلح «التيار الأسطوري المعاصر»، الذي فسره في كتابه «القصة والحداثة».
وقد توفي الخراط وهو على مشارف التسعين بعد غياب سنوات طويلة عن الحياة الثقافية، بسبب مرضه، ومن أشهر أعماله: «رامة والتنين»، «يقين العطش»، «ترابها زعفران»، «محطة السكة الحديد» و «الزمن الآخر»

 

المجلة الالكترونية

العدد 1090  |  تشرين الأول 2025

المجلة الالكترونية العدد 1090