Volez Voguez Voyagez معرض للاحتفال بفن السفر

معرض Volez,Voguez,Voyagez,لويس فويتون,LOUIS VUITTON,معرض

باريس - ليلى حمداوي Laila Hamdaoui 03 يناير 2016

يخبرنا معرض Volez, Voguez, Voyagez حكاية السفر الفخم مع لويس فويتون. ولسرد حكاية عمرها أكثر من 160 عاماً، بدأت مع المؤسس الأول، لويس فويتون، ولا تزال مستمرة حتى اليوم، ما من وسيلة أفضل من معرض بصري يكشف كل البراعة اليدوية والتاريخ الغني ضمن تسعة فصول محددة. يمتد المعرض بين 4 كانون الثاني/ديسمبر 2015 و21 شباط/فبراير 2016، ويستطيع الزوار دخوله مجاناً. وهو يعيد إحياء الأرشيف الغني للدار وإرثها الكبير في الصناعة اليدوية للجلود منذ العام 1854، سنة تأسيسها. وقد نجح القيّم على المعرض، أوليفييه سيار، في تبيان هذه الرحلة المذهلة والقصة الناجحة في «الغران باليه» في باريس. بالفعل، يعيد سيار سرد جوهر الماركة الفخمة، ويدرس ملياً تاريخ دار لويس فويتون وإرثها. يقول مايكل بورك، المدير العام التنفيذي لدار لويس فويتون: «في هذا المعرض، غاص أوليفييه سيار في أرشيف الدار لفك رموزها، وها هو الآن يقدم لنا نسخة نضرة لماضينا وحاضرنا ومستقبلنا».

يمتدّ المعرض على تسع غرف كأنها فصول في كتاب، فيها 180 قطعة تبهر العيون والحواس. في البداية تستقبلنا لوحة فنية للشاب لويس فويتون بريشة الفنان يان باي مينغ. بدأ هذا المؤسس الشاب رحلته في عمر 14 عاماً، عندما ترك عائلته وتوجه إلى باريس في العام 1835. وبعد عامين من العمل في وظائف صغيرة مختلفة، تم قبوله للعمل مع رومين ماريشال، صانع صناديق واختصاصي توضيب في شارع سانت هونوريه في باريس. وهذا ما دفع بالرجل الشاب إلى رسم قدره المنفصل بحيث استهلّ عمله الخاص القائم على توضيب «الأغراض الأكثر هشاشة»، في الوقت الذي ابتكر تشارلز فريدريك وورث «الموضة الراقية» High Fashion. وخلال مرحلة الامبراطورية الثانية، ابتكر لويس الحقيبة المسطحة المثالية لاستيعاب الفساتين الطويلة والدقيقة، علماً أننا نفضل جميعاً اليوم هذه الطريقة للتوضيب باعتبارها الأكثر ملاءمة. وقد أصبحت هذه الحقيبة تحديداً النموذج الأصلي ليحتذي به لويس وأتباعه لتطوير التصميم والخفة، مما جعل تلك الحقيبة الخيار الأول في لوازم السفر الفخمة هذه الأيام.

استمرت الحكاية مع ابنه جورج، الذي ارتكز على أفكار والده في الصناعة اليدوية الفخمة، وأضاف إلى حقائب السفر خاصية القفل الدوار tumbler lock الذي لا يزال يميّز ماركة لويس فويتون حتى اليوم. وهذا ما سمح للزبائن بفتح كل حقائبهم بمفتاح واحد فريد. تولى تطوير هذه الآلية صانعو الساعات، وقد ارتكزت الآلية على أقفال مرقّمة، مما جعل هذه الميزة فريدة لدى الدار.

بالعودة إلى العام 1896، ابتكر جورج قماش LV monogram الشهير، لكنه لم يحصر نفسه فقط بنقش المونوغرام وإنما استلهم أيضاً من الأزهار والنباتات والأشكال الهندسية بحيث ابتكر أنماطاً من خلال تكرارها. استمر نجاح صانع الحقائب في الازدهار مع ابتكار حقائب سفر مسطحة جميلة، وحقائب للملابس (عمودية الشكل)، وحقائب إدارية، وحقائب للقماش، وحقائب للسيارات... لقد لبى احتياجات السفر عند كل رجل أو امرأة، وصقل بالتالي «فن السفر».

لا ينوي المعرض اصطحابك في رحلة زمنية متسلسلة، وإنما يضمن لك تدليل نفسك كمسافرة في إحدى وسائل النقل، سواء كانت سيارة أو قطاراً أو طائرة أو باخرة. ويقدم كل ما استلهمته الدار أو رغبت في تصميمه وتحسينه. وهذا الأمر ليس جديداً بالنسبة إلى دار لويس فويتون، إذ كانت في العام 1900 مرتبطة عن كثب بالمعرض العالمي Exposition Universelle حين كان جورج مسؤولاً عن تنظيم قسم أغراض السفر والأكسسوارات الجلدية، علماً أن هذا القسم جذب الكثير من الزاور حينها، إذ قدّم لهم فرصاً فريدة تمثلت في تجارب وهمية من الجلوس على كراسٍ هزازة على سطح سفينة في محيط متحرك، مع محاكاة لمياه البحر المالحة والرياح، بحيث كان الوهم أقرب إلى الحقيقة.

كما أن تجربة السفر في القطار سمحت افتراضياً للزوار بمشاهدة النوافذ التي تكشف عن مشاهد طبيعية في موسكو وبيجينغ. اليوم، وبعد مرور قرن من الزمن، لن نتعرض حتماً لرذاذ ماء البحر المتطاير ولا للمطبات على الطرقات، لكن ستتاح لنا فرصة اكتشاف التطور الذي بدّل مفهوم السفر وأدخل الحياة إلى الموضة واللوازم الأخرى. ويجعلنا المعرض ندرك كيف لا تزال تقاليد الحقائب، التي ابتكرها الشاب لويس فويتون، معتمدة حتى اليوم في الشركة.

أجد شخصياً أن المعرض جمع بين الماضي والحاضر، وأعطاني درساً في التاريخ تحت سقف «الغران باليه». كان أيضاً بمثابة تجربة مذهلة لناحية رؤية أعمال من الأرشيف وتصاميم من القرن الحادي والعشرين تحمل تواقيع مارك جاكوبس ونيكولا جيسكيير. ولا ننسى طبعاً التعاون المهم مع بعض الفنانين الذين أعادوا ابتكار تصميم المونوغرام مثل تاكاشي موراكامي، وداميان هيرست، وريتشارد برنس، وستيفن سبراوس.

يسهل التنقل بين الغرف التسع، ويزيد من فضولنا لاكتشاف روعة لويس فويتون، ويعزز عشقنا لـ «فن السفر»...

ليلة الافتتاح جذبت العديد من الشخصيات المهمة مثل كارل لاغرفيلد، الذي قدم أخيراً مجموعة Chanel Metiers dArt في روما، وقال «الأمر أشبه بقيامنا برحلة إلى أميركا لمدة شهر»، مشدداً على أنه ليس من الأشخاص الذين يسافرون مع أمتعة قليلة. حضرت أيضاً الممثلة الفرنسية كاترين دونوف بأناقتها المعهودة واعترفت بأنها لا تجيد الاختصار في حقائب السفر حتى لو جرّبت ذلك. كما شكّل هذا الحدث الظهور الأول للمصمم ألبير الباز بعد مغادرته دار لانفين. ولا شك في أن حضور العارضتين الجميلتين، إيفا هيرزيغوفا وناتاليا فوديانوفا، أضاف رونقاً جميلاً، لا سيما أنهما تألقتا بتصاميم من لويس فويتون.