عالمات العرب... باحثات مبدعات

تكريم الفائزات,بجوائز,لوريال-يونسكو,من أجل في العلم,عالمات العرب,باحثات مبدعات

دبي - «لها» 02 يناير 2016

في أجواء مبهرة، مفعمة بتقدير قيمة العلم، وتحفيز دور المرأة في المساهمة في الإبداع العلمي، استضافت دبي حفل تكريم الفائزات بجوائز برنامج «لوريال–يونسكو من أجل المرأة في العلم»، والذي أقيم بحضور الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي، في جامعة زايد، حيث تم تكريم أربع سيدات عربيات من دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والبحرين وسلطنة عمان بهدف تطوير أبحاثهن
العلمية وتسليط الضوء على مساهماتهن القيمة في العلوم المختلفة.


قامت الجائزة المرموقة التي تأتي ثمرة برنامج امتد على مدار 18 عاماً، بتكريم كل من العمانية عذراء المعولي، والبحرينية مها الصباغ، والسعودية مها المزيني، ومن معهد مصدر للطاقة في الإمارات الباحثة نازك الأتب، حيث تمكن الرباعي الناعم من انتزاع جوائز «لوريال-يونسكو»، بفضل جهودهن وأبحاثهن العلمية المتميزة، على الرغم من المشاركة الكثيفة والمميزة التي شهدتها المسابقة هذا العام.
وتؤشر عناوين الموضوعات التي رشحت الفائزات للجائزة، إلى الدور الكبير الذي أولينه لخدمة المجتمع من خلال العلوم والمعارف المختلفة، خصوصاً في المجالات، الطبي والبيئي والتكنولوجي، وهي المجالات التي ستستثمر القيمة العلمية لبحوثهن، من خلال مبادرة «لوريال» التي تنتصر دوماً  لدور المرأة في تطوير العلوم وتوظيفها لخدمة البشرية وإسعادها.

التوازن المطلوب
قصص كفاح مختلفة، وأساليب متنوعة رصدتها «لها» في حواراتها مع المكرّمات، لكنهن اتفقن جميعاً على أن تحديد الهدف، وتنظيم المجهود، وامتلاك المقدرة الحقيقية على تحقيقه، فضلاً عن الدعم الأسري والمجتمعي... هي مقومات أساسية للنجاح، مثمِّنات الدور الكبير الذي تقوم به مبادرة «لوريال» وتحفيزها حضور المرأة في مجالات الإبداع والتفوق العلمي.
اتفقت المكرّمات أيضاً على أن هناك حاجة ماسة إلى المزيد من مشاركة القطاع الخاص في دعم الأبحاث والتجارب العلمية عموماً، وما يتعلق منها بمشاركة المرأة على وجه الخصوص، مؤكدات أن طريق العلم لا يعني بالضرورة تخلي أو تقصير المرأة في دائرة حياتها الاجتماعية والأسرية، بشرط توافر الدعم الأسري، هذا فضلاً عن ضرورة أن تُمنح المرأة كامل حقوقها وامتيازاتها التي تكفل لها التوازن بين الإبداع في العمل، وواجباتها الأسرية.
من هنا، فإن المكرّمات الأربع استطعن بالفعل أن يحتفظن، وإلى حد كبير بحال الانسجام والتناغم التي كانت مهيمنة على نجاحاتهن المختلفة، في حياتهن الأسرية والشخصية، وتطلعاتهن العلمية، مؤكدات أن المرأة قادرة على تقديم إسهامات مميزة في كل مجالات العلوم والمعارف، من دون أن يكون ذلك على حساب حياتها الاجتماعية.

لوريال وتمكين العالمات العربيات
في هذا السياق، تأتي الشراكة بين لوريال واليونسكو كأولى الجوائز المخصصة للسيدات في مجال العلوم لتؤكد أن «العالم يحتاج إلى العلم، والعلم يحتاج إلى المرأة»، حيث يقوم البرنامج على تمكين العالمات العربيات وتسليط الضوء على مساهماتهن في المجال العلمي والاعتراف بدورهن الرئيسي في التنمية في المنطقة. وبالإضافة إلى ذلك، توفر الجوائز المالية الكبيرة المساندة العملية لهؤلاء الباحثات اللواتي يتمتعن بالموهبة، كما تلهم العديد من عالمات المستقبل اللواتي لا يزلن في مرحلة مبكرة من مشوارهن مع العلوم والمعارف المختلفة.

العمانية عذراء المعولي
الشفاء التام من سرطان الدم لم يعد مستحيلاً

«العلم ينصف المرأة في سيادة مجتمع ذكوري»، هذه هي قناعة الدكتورة العمانية عذراء المعولي، التي تشغل منصب مديرة مركز الدراسات والبحوث في وزارة الصحة في سلطنة عمان، ويتم تكريمها عن أبحاثها في مجال التدفّق الخليوي الحديث والمتعدّد العوامل للكشف عن الأنماط الشكلية المرتبطة بسرطان الدم الحاد ورصد الحد الأدنى من بقايا المرض.
المعولي تفيد في تصريحاتها لـ «لها»، بأن طريق البحث العلمي، وخصوصاً المرتبط منه بالمجال الطبي دقيق وشاق، لكنها تؤكد أن «الإنجاز يستحق المشقة»، مشيرة إلى أنها كانت تميل دائماً إلى إثارة أسئلة تشغلها إجاباتها، منذ صغرها، وهي السمة التي كانت تؤرق والديها، مضيفة: «والآن أرى في ابني السمة ذاتها التي تجعلني ووالده تحت نيران أسئلته التي لا تتوقف».
وتقول المعولي إن أهم عنصر ساهم في نجاحها هو عدم استسلامها للدعاوى المحبطة، مشيرة إلى أن حتى الدكتور الذي أشرف على رسالة الدكتوراه الخاصة بها نصحها باختيار موضوع أيسر، وتوقع لها «الفشل» مبدئياً، وشكك كثيراً في نتائج البحوث في البداية، قبل أن يصل الى مرحلة اليقين بإمكانياتها.
حصلت عذراء على شهادتَيْ الماجستير والدكتوراه من جامعة أديلايد في أستراليا، كما حازت الكثير من الجوائز المرموقة، وأهمها جائزة الجمعية الأسترالية للأبحاث الطبية كأفضل بحث علمي (أستراليا 2007)، ولها العديد من المقالات العلمية المنشورة في مجلات عالمية. كما عرضت أبحاثها في الكثير من المؤتمرات المحلية والدولية. وفي عام 2011، مُنحت عذراء «جائزة المرأة للإجادة» عن إنجازاتها في القطاع الصحي والتي أطلقتها مجلة «المرأة»، كما اختيرت من بين الناجحين المجيدين الأربعين في السلطنة والذين تناولهم كتاب «جوهرة عمان».
استهدفت دراسة د. عذراء المعولي معرفة المسبب الرئيسي لعوده سرطانات الدم السريعة من خلال محاولة التوصل إلى الخلايا الجذعية التي تحمل الصفة المسرطنة ولا تتمكن الأدوية الكيماوية المعالجة من القضاء عليها، وقد تم إيجاد مستقبِل في الخلايا الجذعية المسرطنة وتم تحديده وفصله عن الخلايا الطبيعية، وقد ساعد وجود بعض الصفات الجينية على التأكد من أن الخلايا الجذعية التي تم فصلها عبر استخدام المستقبلات المتوافرة في غطائها الخارجي كانت ناجحة.
وهذا الاكتشاف سيفتح آفاقاً علمية وعملية وعلاجية وأملاً جديداً للشفاء من سرطانات الدم السريعة والسرطانات الاخرى التي تتخذ من الخلايا الجذعية وتحورها سبباً لحدوثها. وستُتاح - في المستقبل - معرفة الاشخاص الذين تبقت لديهم خلايا جذعية مسرطنة، وبالتالي يكونون عرضه لرجوع المرض، وفصلهم عن أولئك الذين لم يعد لديهم أي خلايا مسرطنة والذين يمكن اعتبارهم قد شفوا من المرض. أيضاً سيُمنح العلماء فرصة تغيير العلاجات وتقويتها في حال وجود تلك الخلايا المسرطنة قبل رجوع المرض، وإمكانية ايجاد مركبات كيماوية تعمل على هذا المستقبِل الموجود في تلك الخلايا الجذعية المسرطنة والقضاء عليها مباشرة.
أما الهدف فقد كان ولا يزال الوصول إلى اكتشافات تساعد العالم في خلق أجواء علاجية ذات فوائد عالية وأضرار قليلة، على عكس الأدوية الكيماوية وآثارها الجانبية المعروفة.

السعودية مها المزيني إذا نجحت أبحاثها في تعزيز وظائف المناعة...
بين الولايات المتحدة الأميركية ومدينة الرياض، ترعرعت الطفلة السعودية، التي كبرت بعد ذلك وصارت عالمة، حاصلة على جائزة لوريال –يونسكو من أجل المرأة في العلم، مها المزيني.
وتعمل المزيني في مجال أمراض نقص المناعة في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في الرياض، وأستاذة مشاركة في جامعة الملك سعود في الرياض، وقد استحقت التكريم بسبب أبحاثها التي تركّز على نوعَيْن مختلفَيْن من المرضى المُثبطين مناعياً، لا سيما المُصابين بفيروس نقص المناعة البشرية والمرضى الذين خضعوا لعمليات زرع الأعضاء.
«حرصت المزيني على بث صفات النجاح في بناتها «ريما» التي تخصصت في الهندسة الكهربائية، «شادن» وتخصصها بيو تكنولوجي، «تالا» ولا تزال في مرحلة التعليم المدرسي، وكلهن وفق المزيني يخترن مجال شغفهن العلمي بإرادتهن الذاتية، من دون أن تدفع أياً منهن إلى دخول أو تجنب مجال بعينه.
تعمل مها أستاذة مشاركة في جامعة الملك سعود حيث تدرّس مادة علم الفيروسات في كلية العلوم الطبية التطبيقية. وقد حصلت على تقديرات مرموقة عدة على غرار منحة الزمالة في العام 2008 من مؤسسة دبي هارفارد للأبحاث الطبية، فضلاً عن الشهادة التي حصلت عليها من برنامج تدريب العلماء على إجراء البحوث السريرية العالمية في كلية الطب في جامعة هارفارد، ويُعترَف لمها أيضاً بتأسيس أوّل مختبر بحثي مصمّم للأبحاث الخاصة بفيروس نقص المناعة البشري «الإيدز» في بلدها.
يتمحور مشروع مها لبرنامج الزمالة حول استكشاف المسارات المناعية والجزيئية المعنية بنقص المناعة لدى المرضى المُصابين بفيروس نقص المناعة البشرية بنوعَيْه الأوّل والثاني، وهي تعتزم تقديم مساهمة هامة في فهم هذه المسارات وتحديد تدخّلات علاجية جديدة تزيد من كفاءة جهاز المناعة مع الحدّ من ضعف المريض تجاه الأمراض المُعدية. ومن المتوقّع أن تكشف الدراسات عن كمية غير مسبوقة من المعلومات الجديدة المتعلّقة بالمسارات الجزيئية والوظيفية غير المُعترف بها سابقاً، التي تؤثّر في مناعة مرضى فيروس نقص المناعة البشرية، وسيعود ذلك بالفائدة على المنطقة الجغرافية التي تفتقر إلى المعلومات حول هذا الفيروس، مع المُساهمة في زيادة المعارف العالمية حول هذا المرض وطرح رؤى جديدة ذات صلة. وإذا نجحت أبحاث مها، والنجاح متوقع بإذن الله، فهي لن تُثمر عن بذل جهود سريرية متعدّدة لتصميم الاستراتيجيات التدخلية الهادفة إلى تعزيز وظائف المناعة فحسب، بل قد تساهم إلى حدّ كبير في تصميم وتطوير لقاحات ومستمنعات جديدة. كما تقترح مها مشروعاً بحثياً يُجرى بالتوازي مع الأبحاث التي يقوم بها العلماء في مستشفى ماساتشوستس العام، ومعهد راغون للأبحاث حول فيروس نقص المناعة البشرية، وكلية الطب في جامعة هارفارد باعتباره فرصة فريدة لدراسة سوء الانتظام والنقص في النظام المناعي لدى مرضى من قارتَيْن مختلفَيْن يتمتّعون بخلفيات وراثية مختلفة.

البحرينية مها الصباغ
السلامة البيئية أولاً

«السلامة البيئية ليست ترفاً... بل هي ضرورة لحياة صحية»، لذلك فإن البحرينية مها الصباغ تخصصت في هذا المجال، وأصبحت مُحاضرة في مجال الإدارة البيئية في كلية الدراسات العليا في جامعة الخليج العربي في البحرين وأنجزت أبحاثاً قيمة متعلّقة بخيارات خفض انبعاثات الكربون من قطاع المواصلات في البحرين، استحقت من خلالها تكريم «لوريال».
«المركز الأول هدفي الدراسي الدائم، وغالباً ما كنت أُوفق في تحقيقه، وأحظى بتكريم رسمي رفيع المستوى في بلدي البحرين، وهو دافع كبير، يضاعفه الدعم الأسري، وتقدير الأسرة لقيمة العلوم والمعرفة»، هذا ما تؤكده الصباغ لـ «لها»، مثمّنة قيمة الجائزة ودورها في تحفيز قطاع كبير من الباحثات والعالمات في الوطن العربي.
وتطمح الصباغ إلى إكمال مشوارها في التدريس في الجامعة، من دون أن تنقطع عن مجال البحوث العلمية الذي يبقى شغفها الدائم، وفق تأكيدها، لكنها تأمل في أن تكون أبحاثها ضمن فريق عمل، بعيداً من الجهد الفردي الخالص.
نالت الصباغ ما يزيد على 14 جائزةً على تفوّقها وتحصيلها الأكاديمي. وبصفتها كاتبة مساهمة، فازت أيضاً بالمركز الثاني في جائزة المملكة العربية السعودية للإدارة البيئية عام 2010.
شاركت مها أيضاً في مشاريع محلية وإقليمية متعدّدة تتعلق بالبيئة، بما في ذلك تقرير توقّعات البيئة للمنطقة العربية، وحالة البيئة البحرية في المنطقة البحرية الخاصّة بدول المنظمة الإقليمية لحماية البيئة البحرية، وتوقّعات البيئة العالمية (جيو 5) والاقتصاد الأخضر، وتقرير البلاغ الثاني الذي قدّمته البحرين إلى اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ.
وقد حدّد مشروع البحث الذي تقوم به مها حول خيارات خفض انبعاثات الكربون من المواصلات، مسارات التوصل إلى التنقّل المنخفض الكربون في البحرين، فجوةً كبيرة في البيانات أعاقت حتّى الآن استكشاف كمية الانبعاثات المحتملة وتوفير الطاقة في قطاع النقل البحريني، وهي تخطّط بالتالي للمساهمة في سدّ فجوة البيانات هذه من خلال تحديد تدابير التخفيف الفعالة واقتراح منهجية تُعنى بتقييم هذه التدابير والاختيار من بينها. ولا تهدف مها إلى تحديد سياسات التخفيف الفعّالة بيئياً والمجدية اقتصادياً فحسب، وإنّما أيضاً إلى دراسة مدى واقعية تنفيذ هذه السياسات من منظور اجتماعي وسياسي. وبفضل أبحاثها، فقد كلّف مركز البيئة والتنمية للمنطقة العربية وأوروبا مها الصباغ بإجراء دراسة حول كفاءة الوقود في المركبات الخفيفة في البحرين، ورغم أن النطاق الجغرافي للدراسة هو البحرين، لكن النتائج التي ستتوصّل إليها مها في مشروعها لن تكون حكراً على البحرين، وإنّما يُمكن أن تكون مفيدةً أيضاً بالنسبة إلى بلدان أخرى تعاني المحدودية في البيانات.

اللبنانية نازك الأتب
أبحاثها نضجت في الصرح الإماراتي

كانت نازك الأتب، طالبة الدكتوراه في الهندسة المتعددة التخصصات تعي أن أبحاثها العلمية ستنضج في الصرح الإماراتي العالمي المميز «معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا» عن أبحاثها في مجال تصنيع أجهزة ذاكرة جديدة غير متطايرة ومنخفضة الطاقة وحاصِرة للشحنات تمتاز بأداء معزّز.
لذلك اختارت اللبنانية الأتب أن تتابع دراساتها لنيل شهادة الدكتوراه في الهندسة المتعددة التخصصات من قسم الهندسة الكهربائية وعلم الحاسوب.
«ابحث عن الشخص الملهم في مشوار الناجحين»، فكرة جوهرية نستخلصها من تجربة الأتب التي تضيف: «كان أحد المعلمين في مرحلة الدراسة الثانوية ملهمي في دراسة العلوم، كما كان أحد الدكاترة الذين درّسوني في مرحلة البكالوريوس، هو ملهمي لتخصصي، لذلك فإنني أرى أن كل قصة نجاح لدى كل منا يقف وراءها شخص ملهم أثّر في صياغتها بقوة».
«الأمومة»... حلم لم يحن موعده بعد بالنسبة إلى «الأتب»، التي ينصب كل اهتمامها الآن على مشوارها العلمي. على الرغم من أنها لا تزال عروساً، لكنها تحظى بزوج يتفهم كثيراً خصوصية دراستها، وعلى الرغم من أنهما مغتربان، إلا أن الزوجين اللبنانيين، يقيم أحدهما في المملكة العربية السعودية وهو الزوج، وتقيم الزوجة المتوّجة بجائزة «لوريال-يونسكو»، بطبيعة الحال في الإمارات، لتبقى الإجازات مواسم لقاءاتهما المتباعدة.
تعمل نازك أيضاً كباحثة مساعدة، كما أنّها عضو في مختبر الإلكترونيات النانوية والضوئيات وهي تحمل شهادة بكالوريوس في هندسة الحاسوب والاتصالات مع درجة تميّز عالية من جامعة الحريري الكندية في لبنان، وكذلك شهادة ماجستير في هندسة النظم الدقيقة من معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا، الإمارات العربية المتحدة، وفي رصيدها ما يزيد على 20 مقالاً علمياً نُشرَت في مجلات عالمية ونوقشت في مؤتمرات عدّة. وهي أيضاً عضو في جمعية مهندسي الكهرباء والإلكترونيات، وجمعية الكهروكيميائية وجمعية أبحاث المواد، كما حصلت نازك على منحة دراسية من مؤسسة الحريري، فضلاً عن منحة زمالة من معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا.
يدرس مشروع نازك البحثي تأثير إدخال المواد النانوية والهياكل الجديدة إلى الطبقة الحاصِرة للشحنات في أجهزة الذاكرة. وهي تحلّل أيضاً العلاقة بين حجم هذه المواد النانوية وأداء خلايا الذاكرة من خلال قياس عرض نافذة الذاكرة مقارنة مع الجهد الكهربائي للبرمجة، فضلاً عن خصائص الاحتفاظ والتحمّل. وهي تدرس أيضاً مواصفات أداء خلايا الذاكرة النانوية المصنّعة عبر البحث في الآليات الأساسية لانبعاث الشحنات خلال عمليات البرمجة والمحو الخاصة بالأجهزة. تأمل نازك أن تُثمر نتائج المشروع عن ابتكار أجهزة ذاكرة غير متطايرة ومنخفضة الطاقة، على أن تكون أيضاً أكثر كثافةً وسرعةً، لأنّها بدورها ستسمح للجيل القادم من الإلكترونيات بأن يكون أكثر سرعةً مع بطاريات تدوم طويلاً.

الشيخة لبنى القاسمي: نحتفي بعطاء المرأة
الخليجية في ميدان البحث والتجريب العلمي

كرّمت الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي وزيرة التنمية والتعاون الدولي في الإمارات- رئيسة جامعة زايد، أربع عالمات عربيات تقديراً لمساهماتهن العلمية المتميزة ضمن منح برنامج زمالة «لوريال – يونسكو» الشرق الأوسط والتي تعتبر من بين المنح المهمة في العالم التي تمنح للنساء العاملات في المجال العلمي حيث تقدر قيمة كل منحة بـ 20 ألف يورو.
وقد أثنت الشيخة لبنى القاسمي على التزام مؤسسة لوريال تجاه النابغين في العلم وهنأت الفائزات في حفل توزيع الجوائز الذي أقيم في مركز المؤتمرات في جامعة زايد، وقالت في كلمتها: «إننا في هذا الاحتفال نحتفي بعطاء المرأة الخليجية في ميدان البحث والتجريب العلمي، ونشد على يديها ونكرم مسعاها إلى التفوق والنبوغ في دروب العلم التي لا تنتهي، وفي التنافس على تطوير أدوار جديدة للمرأة تساهم في دعم أهداف التنمية الشاملة في المنطقة وتعزز مكانتها كمشارك رئيسي في حضارة القرن الحادي والعشرين».
وأضافت: «وبينما نذكر في هذه اللحظات «حضارة القرن الحادي والعشرين» و«التنمية الشاملة» و«التفوق» و«النبوغ» و«العلم» ونحيي مبادرة «لوريال» الحاضنة لهذه المفاهيم والساعية إلى إعلائها باستمرار كراية من رايات التنوير الفرنسي، فإننا في الوقت نفسه نتقدم بخالص التعازي إلى الشعب الفرنسي وأهل باريس والأسر التي فقدت فلذات أكبادها في الأعمال الإرهابية الأخيرة».
وجددت الترحيب بالشراكة مع مؤسسة «لوريال الشرق الأوسط» في مجال التطور العلمي والمساعدة في تكوين العالمة العربية المتميزة وارتقائها، وتوجهت إليها ببالغ الشكر والتقدير لما قدمته وتقدمه من برامج تساعد الباحثات في المجالات العلمية والبحثية وفي تطوير التعليم وفي تعريف العالم بالباحثات والعالمات العربيات وفي رسم المكانة الحقيقية للمرأة العربية.
كما هنّأت الفائزات بجوائز «لوريال الشرق الأوسط»، احتراماً وتقديراً للتفوق العلمي الذي حققنه، وتوجهت بالشكر إلى أعضاء لجنة التحكيم للجهد المخلص الذي بذلوه من أجل تكليل هذه المناسبة الطيبة بأسماء الفائزات.

وهنأ الدكتور معين حمزة رئيس لجنة التحكيم الفائزات المميزات بمنح الزمالة للعام 2015 تقديراً للأبحاث والمساهمات التي أنجزتها كل منهن وفق مجالها العلمي.