أسئلة وأجوبة في 'عدم تحمّل اللاكتوز'

اللاكتوز, أمراض مزمنة

23 أبريل 2013

ثمة أفكار خاطئة كثيرة تحيط بحالة عدم تحمّل اللاكتوز أو سكر الحليب التي يعانيها كثر ويتم إهمالها باعتبارها مجرّد مشكلة في هضم الحليب.
وتكمن المشكلة في أن كثراً ممن يعانون الحالة يميلون إلى التقليل من تناول مصادر الكالسيوم مما يسبب نقصاً فيه في الجسم، مع ما قد ينتج عن ذلك من أمراض مزمنة يمكن التعرّض لها كارتفاع ضغط الدم وترقق العظام وبعض أنواع السرطان.
أسئلة كثيرة تطرح في هذا الإطار لتوضيح كل ما يتعلّق بهذه المشكلة والحلول الممكن اللجوء إليها لتأمين حاجات الجسم من الكالسيوم من مصادر أخرى وتجنّب النقص فيه.
إذ يمكن التعامل مع هذه الحالة بشكل يسمح بتأمين حاجات الجسم من الكالسيوم دون مواجهة الأعراض المزعجة التي قد تنتج عن ذلك.

ما هي حالة «عدم تحمّل اللاكتوز» Lactose Intolerance؟
حالة «عدم تحمّل اللاكتوز» هي عبارة عن مشكلات في الجهاز الهضمي أو خلل فيه تعيق عمله هضم اللاكتوز او سكر الحليب ومشتقاته لعدم توافر نسبة كافية من الأنزيم اللاكتوزي Lactase. ويؤدي عدم هضم اللاكتوز آلاماً وتشنجات في المعدة وغازات.

هل من حلول علاجية لهذه الحالة؟
لا تتوافر حلول علاجية لتحسين قدرة الجسم على إنتاج كميات إضافية من الأنزيم اللاكتوزي، بل يمكن التحكّم في الأعراض الناتجة عنها بالنظام الغذائي المناسب.

هل تسهل ملاحظة حالة «عدم تحمّل اللاكتوز»؟
في الواقع، من الواضح أن معظم الأشخاص الذين يجدون صعوبة في هضم اللاكتوز لم يتم تشخيص حالتهم يوماً من جانب طبيب، علماً أن أعراض الحالة تبدو واضحة ويسهل اكتشافها.

هل يمكن ان تسبب الحساسية ضد الحليب آلاماً في المعدة وانتفاخاً وغازات عند تناول الحليب؟
يمكن أن تسبب الحساسية ضد الحليب أعراضاً مشابهة لتلك الناتجة عن حالة «عدم تحمّل اللاكتوز» وانزعاجاً، لكن في حال الحساسية ضد الحليب تكون ردة الفعل سريعة أكثر وتترافق الحالة مع طفرة جلدية وصعاب في التنفس.
مع الإشارة إلى أن الحساسية ضد الحليب تعتبر من الحالات النادرة جداً حيث لا تتعدى نسبة الأطفال الذين يعانون حساسية ضد الحليب 2 او 3 في المئة ويتخطون هذه الحالة ما أن يبلغوا سن 3 سنوات.
كما تعتبر نسبة انتشار الحساسية ضد الحليب أقل بعد لدى الراشدين. لذلك يعتبر احتمال الإصابة بحالة»عدم تحمّل اللاكتوز» أكبر وإن بدرجة معينة.

كيف يمكن التأكد ما إذا كانت الأعراض ناتجة عن حالة «عدم تحمل اللاكتوز»؟
من الأفضل تناول الحليب أو مشتقاته أي مصادر اللاكتوز بكميات أقل للتأكد مدى تقدّم الحالة.

هل الإصابة بحالة «عدم تحمّل اللاكتوز» تعني انه يجب الامتناع نهائياً عن تناول أي من مصادره؟
ليس ضرورياً الامتناع عن تناول الحليب ومشتقاته في حال الإصابة بحالة «عدم تحمّل اللاكتوز» لأنه بهذه الطريقة لا يعود ممكناً تأمين حاجات الجسم من الكالسيوم ويحصل نقص فيه.
إذ يعتبر الحليب ومشتقاته مصادر فضلى للكالسيوم الضروري  لنمو العظام والحفاظ على صلابتها.
لذلك غالباً ما يمكن للأشخاص الذين يعانون حالة «عدم تحمّل اللاكتوز» تناول كميات صغيرة من الحليب ومشتقاته خلال النهار دون ان يواجهوا مشكلة أو أعراضاً نتيجة ذلك.
وقد أظهرت إحدى الدراسات الحديثة أنه يمكن للأشخاص الذين يعانون هذه الحالة أن يتناولوا كوبين من الحليب في اليوم دون مشكلة، على أن يتم تناول أحدهما في الصباح والثاني في المساء، فلا يتعرّضون عندها لاي أعراض أو انزعاج.
كما يمكن لآخرين أن يتناولوا الآيس كريم أو الجبنة كالتشيدار فهي ايضاً مصادر جيدة للكالسيوم.

ما النظام الغذائي الواجب اتباعه لتجنب الأعراض المزعجة الناتجة عن الحالة؟
بشكل عام يمكن تحديد النظام الغذائي المناسب لكل حالة بحسب تجارب الشخص العملية التي تسمح له بتعلّم مدى قدرة جسمه على تحمّل اللاكتوز بنسب معينة.

هل من أخطار معينة يمكن أن تنتج عن التقليل من كميات الكالسيوم في النظام الغذائي بشكل مفرط؟
غالباً ما يميل الأشخاص الذين يعانون حالة «عدم تحمّل اللاكتوز» إلى التقليل من تناول مصادر الكالسيوم بشكل مفرط خوفاً من مواجهة الأعراض المزعجة الناتجة عن ذلك مما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بأمراض مزمنة كترقق العظام وارتفاع ضغط الدم وبعض انواع السرطان.
لذلك، إذا كانت الحالة متقدمة من الأفضل اللجوء إلى اختصاصي في التغذية بهدف الحصول على التوجيهات اللازمة في النظام الغذائي الواجب اتباعه.

هل يمكن الاستعاضة عن الحليب ومشتقّاته كمصادر للكالسيوم بمكمّلات الكالسيوم والأطعمة المقواة بالكالسيوم كعصير البرتقال؟
قد تشكل الاطعمة المقواة بالكاسليوم مصادر مهمة لمن يعاني نقصاً في مستوى الكالسيوم في الجسم.
إلا أن هذه الأطعمة لا تؤمن مجموعة المكونات الغذائية التي يمكن الحصول عليها بتناول الحليب الذي يؤمن الكالسيوم وغيرها من المكونات كالبروتينات المقوية للعظام، إضافةً إلى الفيتامين A وD.
كما أن الجسم قد لا يمتص الكالسيوم الذي يمكن الحصول عليه بتناول الأطعمة المقواة بالنسبة نفسها كما يمتص الكالسيوم الموجود بشكل طبيعي في الأطعمة الغنية به.
وقد أظهرت الدراسات أيضاً أن الحليب ومشتقاته تحتوي على مجموعة من المكونات الغذائية المهمة للصحة، إلى جانب محتواه من الكالسيوم، لذا لا يمكن للأطعمة المقواة بالكالسيوم والمكملات الغذائية ان تحل محله في ما يتضمنه من مكونات غذائية مفيدة للصحة.

هل من إجراءات معينة يمكن اتخاذها للتعايش مع حالة «عدم تحمّل اللاكتوز» بما يسمح بتناول الحليب ومشتقاته؟

  • اشرب الحليب مع الوجبات الأساسية أو تلك الصغيرة لأن الأعراض تكون أخف عادةً عند تناول الحليب ضمن الوجبات.
  • تناول الحليب ومشتقاته بكميات أقل، فإذا كان كوب الحليب يسبب لك انزعاجاً حاول تناول نصف كوب منه.
  • حاول تناول الحليب بالشوكولاتة إذ يتقبله الجسم بشكل أفضل ويحتوي على فوائد غذائية شبيهة تقريباً بتلك التي يتميز بها الحليب.
  • اشرب الحليب المخفف اللاكتوز أو ذاك الخالي من اللاكتوز.
  • تناول اللبن (الزبادي) والأجبان الصلبة التي تحتوي على النسبة نفسها من الكالسيوم كالأجبان الطرية والحليب لكن مع نسبة أقل من اللاكتوز.
  • حاول زيادة كمية الحليب ومشتقاته التي تتناولها تدريجاً. بهذه الطريقة يؤمن الجسم ببطء أنزيمة اللاكتاز التي يحتاجها لهضم اللاكتوز.
  • تناول مصادر أخرى من الكالسيوم غير الحليب ومشتقاته كالبروكولي واللوز والأطعمة المقوّاة.
  • يمكن تناول أنزيمات اللاكتاز التي تكون بشكل قطرات تضاف إلى الحليب عند تناوله أو بشكل حبوب يتم تناولها قبل الوجبات.