محمود عبدالمغني: لا أعرف الإحباط وآمال ماهر تعطيني جرعة من التفاؤل

محمود عبدالمغني,التفاؤل,الموسيقى,فنية,عضو لجنة تحكيم,مسرح مصر,الفيلم,الدراما,مسلسل

داليا عز الدين (القاهرة) 10 يناير 2016

يعتبر اتهامه بتقاضي نصف مليون جنيه نظير إحدى الحملات الخيرية من أكثر الشائعات المؤلمة التي تعرّض لها في حياته... محمود عبدالمغني يتحدث عن مسلسلاته الجديدة بعد غياب عن الدراما لأكثر من عامين، ويكشف الأسباب وراء فشل فيلمه الأخير «كرم الكينغ»، وشكل علاقته بأحمد عز، ورأيه في غادة عبدالرازق وباسل الخياط وقصي خولي وكارمن لبس، وأسباب اعتذاره عن عروض «تياترو مصر» بعدما تركها أشرف عبدالباقي، والصفات التي تجمع بينه وبين أبنائه، مريم وعمر وعلي.


- ما سبب ابتعادك عن تقديم المسلسلات طوال العامين الماضيين؟
منذ ابتعادي عن الدراما وجمهوري يسألني دائماً عن سر غيابي، والبعض يظن أنني غبت من أجل التركيز في السينما، لكن هذا غير حقيقي، لأنني لم أتعمد الابتعاد عن التلفزيون في أي وقت، ومعظم الأعمال التي كانت تعرض عليَّ لم تجذبني للمشاركة بها، وبالتحديد العام الماضي الذي تلقيت فيه عدداً كبيراً من السيناريوات، لكنها أدوار لم أشعر فيها بالتجديد أو الاختلاف، ولم تضف إليّ، بل يمكن أن تقلل من رصيدي لدى جمهوري، فاعتذرت عنها وقررت الابتعاد، لأنني لن أشارك في عمل لإثبات وجودي فقط، وإنما من أجل تقديم دور يمتع الجمهور ويرسخ في ذاكرتهم.

- وما سبب توقف مشروع مسلسل «بصمات» بعدما تم تحديد موعد لتصويره؟
تعاقدت عليه العام الماضي، وكان من المفترض أن نبدأ تصويره منذ شهرين تقريباً، لكن تم تأجيله لأسباب لا أعلمها، وهناك تقصير من جهة الإنتاج في استكمال المشروع، لأن باقي فريق العمل، سواء الممثلون المشاركون معي أو المخرج، حريصون تماماً على المسلسل، وينتظرون تحديد موعد حقيقي لتصويره، وهذا الارتباك جعلني أفكّر باختيار أعمال أخرى حتى يتم الاستقرار على تصوير العمل أو يُلغى بشكل نهائي.

- معنى ذلك أن هناك مشاريع درامية أخرى تحضّر لها؟
عرُض عليَّ أكثر من مسلسل خلال تلك الفترة، منها أعمال تعتمد على الأكشن والإثارة والتشويق، وأيضاً هناك عمل درامي يتحدث عن بطولات الجيش المصري، وآخر اجتماعي، ومن المفترض أن أختار منها عملين، أحدهما سيعرض في شهر رمضان المقبل، والآخر ليس مرتبطاً بموسم معين، لأنه سيُعرض بمجرد الانتهاء من تصويره.
وأكثر ما يسعدني أن هناك تنوعاً في القضايا والموضوعات المعروضة عليَّ، مما يجعلني حراً في اختياراتي الفنية، ولست منحصراً في قالب معين، فأحرص دائماً على التنوع والتغيير وعدم تقديم أدوار جسدتها من قبل، وأعتقد أن هذا من الأسباب الرئيسية لاستمرار نجاح أي ممثل.

- ما رأيك في مستوى الدراما الحالية؟
تطورت بشكل كبير، وأصبحنا نستخدم كاميرات على مستوى عالٍ من الجودة. لكن في الوقت نفسه، هناك سعي لتقديم أعمال الإثارة والتشويق والغموض، في ظل اختفاء الدراما الاجتماعية التي تظهر عاداتنا وتقاليدنا وتتحدث عن مجتمعنا بمشاكله وهمومه.
فمعظم المسلسلات أصبحت تدور حول جرائم القتل والخطف والفساد أو العنف والبلطجة... وهذه النماذج مهما كانت منتشرة في المجتمع، لكنها لا تمثله بأي شكل.
ولذلك أتمنى أن أقدم هذا العام مسلسلاً يغوص في أعماق الأسرة المصرية ويناقش حياتها، في محاولة لتغيير الوضع المبالغ فيه في الدراما في السنوات الأخيرة.

- ما حقيقة عودتك للعمل مع الفنان أحمد عز في فيلم سينمائي جديد؟
قدمنا معاً من قبل فيلمي «الشبح» و «ملاكي إسكندرية» اللذين حققا نجاحاً كبيراً، وكوّنا من خلالهما دويتو مميزاً بشهادة الكثيرين، كما أننا صديقان على المستوى الشخصي ونتواصل حتى لو لم تجمعنا أي أعمال فنية، وهو من الشخصيات التي أتمنى العمل معها بصفة مستمرة، لأن هناك انسجاماً بيننا، وسيجمعنا فيلم جديد قريباً، لكن لا أستطيع الحديث عن أي تفاصيل حتى يتم الاتفاق عليه بشكل نهائي.

- بمَ تفسر عدم تحقيق فيلمك الأخير «كرم الكينغ» النجاح المطلوب؟
هناك أسباب كثيرة أدت إلى عدم تحقيق الفيلم إيرادات عالية، أولها التوقيت الذي طرح فيه والذي اعترضت عليه، لكن شركة الإنتاج أصرت على طرحه، لأنها الوحيدة المتحكمة في هذا الأمر، ولذلك لم أستطع فعل شيء.
أيضاً لم ترافق الفيلم أي دعاية، لدرجة أنني قابلت عدداً كبيراً من الجمهور وقتها ولم يكن يعلم بوجود فيلم سينمائي لي، والبعض كان يسألني عن موعد طرح الفيلم، رغم أنه كان يعرض بالفعل... فكل هذه العوامل كافية تماماً لإفشال أي عمل فني.

- هل ندمت على تقديم هذا الفيلم؟
لم أشعر بالندم أبداً، لأن الفيلم يناقش إحدى القضايا الهامة، كما أن العمل لا يتضمن أي مشكلة من الناحية الفنية، وراضٍ تماماً عن الصورة التي خرج بها.
لكن ما أصابني بالحزن هو تقييم بعض النقاد للفيلم على حجم إيراداته وليس على مستواه الفني، رغم أن كبار النجوم قدموا أفلاماً لم تحقق إيرادات في السينما وقتها، لكنها أعمال ستخلّد في تاريخ السينما المصرية، وعن نفسي قدمت من قبل فيلم «دم الغزال» مع نور الشريف ومنى زكي ولم يحقق إيرادات عند عرضه، لكن جميع النقاد أشادوا به، وهو من الأفلام التي أفتخر بها، فلا أقيّم نجاح الفيلم أو فشله بحجم الإيرادات، بل أنظر إلى قيمة العمل فنياً.

- لكن تردد بعد عرض الفيلم إصابتك بحالة نفسية صعبة أدت إلى هروبك إلى إحدى المناطق الساحلية وبقائك هناك لفترة طويلة؟
هناك من حاول الترويج لتلك الشائعة، لكن كل ما تردد في هذا الشأن ليس صحيحاً على الإطلاق، فقد ظهرت بعد عرض الفيلم مباشرة في أكثر من لقاء تلفزيوني، وبعدها سافرت بالفعل إلى الساحل الشمالي، لكن ليس لإصابتي بالاكتئاب كما قال البعض، وإنما لرغبتي في قضاء إجازة قصيرة مع زوجتي وأولادي بعد انشغالي عنهم بتصوير الفيلم.
لم أمكث هناك طويلاً، بل عدت لاختيار أعمالي الفنية المقبلة، فهي مجرد صدفة أراد البعض أن يربطها بفشل الفيلم جماهيرياً، ولا أعرف الهدف وراء تلك الشائعة، خصوصاً أنني لم أتبرأ من الفيلم أبداً، وبطبيعتي لا أهرب من أي مشكلة تواجهني في حياتي، سواء كانت على المستوى المهني أو الشخصي، كما لم يصبني الاكتئاب من قبل، حتى لو لم أحقق ما كنت أتمناه، ولا أعرف الإحباط أو الانكسار... وهي صفات يعرفها عني كل المحيطين بي.

- ما سبب اعتذارك عن عدم المشاركة في عروض «تياترو مصر» بعدما تركها الفنان أشرف عبدالباقي ليقدم عروض «مسرح مصر»؟
اعتذرت لضيق وقتي، لأن العمل يحتوي على عدد من المسرحيات التي تعرض بشكل أسبوعي، وهذا يتطلب مني تحضيرات طويلة، خصوصاً أنني بعيد عن المسرح منذ سنوات عدة، وعودتي إليه مرة أخرى تتطلب مني مجهوداً مضاعفاً لأظهر بالشكل الذي أتمناه، لكنني لم أعترض على المسرحية نفسها كما تردد، وإنما أكنُّ كل الاحترام والتقدير للقائمين عليها، سواء الشركة المنتجة أو طاقم الإخراج وأبطال العمل، وهناك مفاوضات تُجرى حالياً بيني وبين شركة الإنتاج لأشارك في أحد العروض الخاصة بالمسرحية كضيف شرف، وقد رحّبت بذلك لعشقي الشديد للمسرح.

- لكن تلك العروض تواجه انتقادات كثيرة من الجمهور، فما تعليقك؟
يجب أن نعترف بأن أشرف عبدالباقي ترك بصمة كبيرة في الموسم الأول من المسرحية، لدرجة أن الجمهور أصبح يقارن العرض الجديد بالموسم الماضي، لكن يجب أن نتيح الفرصة للشباب الجدد ولا نقارنهم بأي عرض مسرحي آخر، لأن المقارنة تظلمهم كثيراً ولا تسمح لهم بتقديم الأفضل. وعن نفسي، أجد أن الممثلين يحاولون الاجتهاد مع كل عرض جديد، ويطورون من كوميديا الموقف، ويحاولون صنع حالة خاصة بهم لإمتاع الجمهور.

- ما رأيك في برنامج «أراب كاستينغ» لاكتشاف المواهب في مجال التمثيل؟
حرصت على متابعة حلقاته كافة، وهو فكرة مميزة للغاية، وكنا نحتاج اليها لإظهار المواهب التمثيلية الحقيقية التي لم تجد الفرصة لمقابلة الجمهور، وسعيد جداً بالمشتركين، سواء من مصر أو من كل الدول العربية، لأنهم يمتلكون الموهبة والحماسة والأمل لتقديم شيء مميز.
كما لاحظت في السنوات الماضية انتشار برامج اكتشاف المواهب الغنائية، وكنت أندهش لعدم تقديم الفكرة نفسها على مستوى التمثيل، خصوصاً أن هذا المجال يحتاج إلى الوجوه الجديدة بشكل دائم، وأتمنى أن تتوسع الفكرة مستقبلاً، ويصبح هناك أكثر من برنامج لاكتشاف المواهب التمثيلية.

- وما رأيك في أداء أعضاء لجنة التحكيم؟
كان ثمة انسجام واضح بين أعضاء لجنة التحكيم، وهذا أعطى شكلاً مميزاً للبرنامج بشكل عام، أيضاً غادة عبدالرازق ظهرت بإطلالة مميزة جداً خلال الحلقات، وأعجبني رأيها في المواهب، واضحة مع المتسابقين ولا تجامل أحداً، كذلك باسل الخياط يمتلك خبرة كبيرة في مجال التمثيل، ولديه رصيده الفني الذي يؤهله للانضمام إلى لجنة التحكيم. أيضاً قصي خولي لديه إطلالته الخاصة واعتبرته إضافة إلى البرنامج، لأنه إنسان مطلع ومثقف ولديه رؤيته الصائبة في أداء المتسابقين.
كارمن لبس يعجبني أداؤها كثيراً، خصوصاً أنها تركز جيداً في كل موهبة وتحاول أن تكتشف ما بداخلها، لأن معظم المواهب تفتقد عنصر الخبرة، وهذا أمر طبيعي مع الوجوه الصاعدة.

- هل توافق على المشاركة كعضو لجنة تحكيم في برنامج لاكتشاف المواهب التمثيلية؟
إذا عرض عليَّ برنامج مميز يساعد في إظهار الوجوه الشابة ويعطيهم الفرصة الحقيقية في التمثيل، حتى بعد انتهاء المسابقة، بالتأكيد سأشارك فيه. عموماً، لا أعترض على تقديم برامج تلفزيونية، لكن الأهم أن تحمل فكرة جديدة وليست مستهلكة، لأن لا بد من أن يكون هناك هدف من وراء تحوّل الممثل إلى تقديم البرامج، وليس مجرد استغلال شهرته لجذب نسب مشاهدة عالية فقط، وأفضّل البقاء في مهنتي الأساسية ما لم أجد شيئاً جيداً أقدمه لجمهوري في مجال البرامج التلفزيونية.

- هل أزعجك ما نشر أخيراً عن تقاضيك أجراً مادياً مقابل أحد الإعلانات الخيرية؟
انفعلت كثيراً من تلك الشائعة السخيفة، واندهشت من مدى الكذب الذي وصل إليه البعض، فقد اتهموني بتقاضي نصف مليون جنيه مقابل الإعلان، رغم أن الجميع يعلم أن الإعلانات الخيرية لا يتم تقاضي أي أموال نظيرها.
وللأسف هذه الشائعة لم تطلني أنا فقط، بل ضمت عدداً من النجوم والنجمات الذين شاركوا في إعلانات خيرية مشابهة. وأكثر ما أحزنني أننا نقدم هذا العمل كمساعدة، فبدلاً من أن نتلقى الدعم، يحاول البعض تشويه صورتنا، ولا أعرف الإفادة من ذلك، وعموماً تلك الشائعة من أكثر الشائعات المؤلمة التي تعرضت لها في حياتي.

- هل ترى ميولاً فنية لدى أحد أبنائك، مريم وعمر وعلي؟
لا يزالون في سن صغيرة، فمريم عمرها ثماني سنوات وعمر ست سنوات وعلي عامان، ولذلك لم أكتشف حتى الآن ميولاً فنية عند أي منهم، لكنني أحاول أن أنمّي لديهم بعض المواهب مثل الرسم والرياضة، وفي النهاية سأترك لهم حرية الاختيار عندما يكبرون.

- هل تشعر بأن شهرتك يمكن أن تؤثر فيهم سلباً أحياناً؟
لا أنكر أن الشهرة هبة من الله سبحان وتعالى، لكن لكل شيء في الحياة عيوبه، فمثلاً من سلبيات الشهرة أنني لا أستطيع الاستمتاع مع أولادي وزوجتي عندما نذهب إلى الأماكن العامة، وهذا كان يضايقهم في البداية، لكنهم اعتادوا على ذلك. أيضاً انشغالي شبه الدائم يزعجهم أحياناً ويجعلهم ينتظرون أوقات فراغي لأجلس معهم.

- من منهم الأقرب إليك في صفاته الشخصية؟
عمر يشبهني في الكثير من الأشياء، حتى هواياته تقترب إلى حد كبير من هواياتي، هو يعشق لعبة كرة القدم ويشارك في فريق النادي الأهلي للأشبال، كما يمتلك روح الفكاهة والمرح مثلي تماماً، إذ يستطيع أن يُضحك من أمامه، ويلقي دائماً القفشات الكوميدية. أما مريم فهي تشبه أمها إلى حد كبير.

- أنت عاشق للموسيقى، فمن مطربك ومطربتك المفضلان؟
أعشق سماع «الكينغ» محمد منير، وأيضاً الهضبة عمرو دياب. ومن المطربات أحب صوت أنغام واستمتعت كثيراً بألبومها الأخير «أحلام بريئة»، الذي اختارت فيه موسيقى مختلفة وكلمات مميزة، وهي كعادتها لا تعتمد على نجاحاتها السابقة، وإنما تحاول دائماً أن تصنع عملاً قيماً ومشرفاً يضيف إلى تاريخها الفني الحافل بالنجاحات. أيضاً آمال ماهر من الأصوات التي تسعدني وتعطيني جرعة من التفاؤل.

- مع بداية عام جديد، ما الذي تتمنى تحقيقه؟
ربما يندهش البعض عندما أقول إن أمنيتي هي الالتزام بممارسة الرياضة في النادي، فعدم انتظامي يؤرقني جداً ويجعلني أشعر أحياناً بعدم السيطرة على نفسي، فكلما قررت الالتزام، أعجز عن ذلك، لأنني كسول بطبعي، رغم أن الرياضة من الأشياء المهمة في عملي.