طبّ تقويم العظام والمفاصل Osteopathy

Osteopathy,تقويم العظام,العظام,المفاصل,نصائح,علاج فيزيائيّ,وقاية ضروريّة,العلاجبدايةً,Osteopathic Medicine

دينا الأشقر شيبان 17 يناير 2016

يشكو معظم الناس من أوجاع مختلفة وخاصة في منطقة الظهر، ونمط الحياة الضاغط  والتشنّج والعمل المتواصل والروتين الخاطئ. بيد أنه لا تنفع مختلف العلاجات الطبية المتعارف عليها في جميع الحالات، ما يستدعي الولوج إلى شقّ مختلف في عالم الطبّ.
إنّه فرع من الطب، يعمل على فلسفة «الشخص الكامل»، بحيث يُعتبر الشخص وحدة متكاملة ويُعالج على هذا الأساس. فمجال الOsteopathic Medicine يختص بمعالجة الجهاز العضلي الهيكلي في الجسم، إذ يقوم بمهمات علاجه على أساس أن جميع أجهزة الجسم مترابطة، خاصةً العظام والمفاصل والأربطة والأوتار والعضلات، والمرض الذي يصيب أحد أجزاء الجسم يؤثر في الأجزاء الأخرى. من هذا المنطلق، يجب أن يُعالج الإنسان كوحدة متكاملة.


يستخدم مقوّمو العظام كل خطوات الطب الحديث، الطبية والتحصينية والصيدلانية  والصحية، كما يعملون مع جرّاحين بغية التمكّن من إعطاء النتيجة الفُضلى للمريض والتخلّص من سبب الوجع المتكرّر. وتجدر الإشارة إلى أنّ هذا الشق من العلم هو طبّي بحت، ويرتكز على التشخيص السريري الدقيق والصور الشعاعية والفحوص الطبّيّة، فهو ليس طبّاً عربياً أو طبّاً بديلاً، بل هو مكمّل لطبّ وجراحة العظام.

مؤسّس طب تقويم العظام هو الجراح  الأميركيّ أندرو تيلر ستل، وقد أراد أن يجد طريقة علاجية أكثر نفعاً وتعاطفاً مع المريض. وبعد تجارب عديدة تأكد أن الوسائل اليدوية وحدها أكثر فعالية من الطرق الأخرى في معظم الحالات التي تعامل معها .
يشدّد المعالجون على قدرة الجسم الذاتية على الشفاء وضرورة أن تكون مصادر الأعصاب والدم لكل أنسجة الجسم غير معاقة حتى تعمل هذه الأنسجة بالشكل الصحيح. من هنا، طُوّرت طريقة للمعالجة بهدف إعادة أي انحرافات بنيوية إلى وضعها الطبيعي.

يشرح الدكتور عادل الريّس، الإختصاصيّ في تقويم العظام والمفاصل الOsteopathic Medicine، عارضاً لأهميّته في مختلف الأمراض المتعلّقة بالأجهزة العظميّة والعضليّة وحتى الهضميّة. كما يتحدّث المعالج الفيزيائي ماريو بو عسّاف عن تكامل العلاج الفيزيائي مع طبّ تقويم العظام والمفاصل للحصول على النتيجة المرضية.

                            
دواعي العلاج

بدايةً، يشدّد الريّس على «أهميّة الإرتكاز على التشخيص السريري الدقيق والإستعانة بصور الأشعة لمعالجة كلّ مريض متألّم بسبب الجهاز العضليّ أو العظميّ أو حتى الهضميّ. فهذا الشقّ من الطبّ هو مكمّل وموازٍ لطبّ العظام، وقد يُغني عن الجراحة في بعض الحالات. فالنزعة الحالية تميل إلى عدم الخضوع للعمليات في العمود الفقري إلاّ كملاذ أخير».

يضيف: «غالباً ما يأتي المريض شاكياً من أوجاع مزمنة مختلفة ولعلّ أبرزها الديسك، أوجاع الرقبة، آلام الشقيقة Migraine التي سببها الرقبة، أوجاع الحنك، تقوّس الظهر Scoliosis، وألم الظهر». وتعالَج هذه الحالات عبر جلسات متتالية للتخلّص من مسبّب الألم وليس لطمس الوجع فحسب حتى لا يعود الألم بعد إنقضاء فترة العلاج.

ويقول الريّس: «بعض الحالات غير مؤهّلة للخضوع لجلسات الOsteopathy، مثل الأشخاص الذين يعانون من  إلتهابات روماتيزمية متقدّمة، والذين يعانون ترقّق عظام بنسبة عالية، ومرضى السرطان والذين يعانون مشاكل نفسيّة متقدّمة، بحيث لا يمكنهم السيطرة على أنفسهم والجلوس بلا حراك».

ويوضح أن «عملنا يرتكز على التقويم اليدويّ وال Manipulation لإعادة العظام والإنحرافات البنيويّة إلى مكانها الأصليّ. وقد نستعين بماكنات حديثة للمساعدة على تسريع العلاج. هو أصلاً إختصاص يدويّ يرتكز على التفاعل والإحساس المباشر بالعظم لإعادة كلّ عظمة إلى مكانها. وهناك ماكنات High Tech Theraflex تعمل على العمود الفقري وهي أسرع من اليد البشريّة وتصل إلى أعمق طبقات الجسم وبقوّة أكبر. فلا بدّ من إستخدامها طبعاً».

ويؤكد الريّس أن «لا وجع إطلاقاً و لا بنج يُستخدم أثناء الجلسة. إلاّ أنّ بعض الحالات تستدعي جلسات علاجية مختلفة في مستشفى وتحت تأثير البنج  أي Manipulation Under Anesthesia. وهي غالباً ما تكون حالات صعبة، ويكون المريض قد جرّب مختلف الطرق العلاجية الأخرى من دون تحسّن، أو يكون الوجع مزمناً».

في الحالات الطبيعية، تتوزّع الجلسات حسب الحاجة، ويرافقها علاج فيزيائي مكمّل أيضاً.
ويلفت الريّس إلى أنّ «الفرق شاسع ما بين الطبيب المقوّم للعظام والمجبّر العربي Bone Setter، فالأخير يعمل بالفطرة على مداواة الألم من دون درس الجهاز العظمي ومن دون الإلمام بتشريح الجسم البشري، إذ لا يكون طبيباً متخصّصاً ليعرف شكل كلّ عظمة في الجسم، بل يعتمد على الجسّ والدعك اليدوي. بينما الطبيب يعمل علمياً». 


وقاية ضروريّة
وينصح الدكتور الريّس بضرورة «إعتماد نمط حياتي صحّي عبر التخفيف من القيادة لفترات طويلة، وتجنّب رفع أثقال وإنتقاء أمكنة جلوس مناسبة غير قاسية مثل الحجر أو الخشب، وتعلّم كيفيّة الحمل والجلوس والرفع...».
أمّا الدواء المكمّل فهو ببساطة السباحة بالدرجة الأولى، يليها رقص الزومبا والتمارين المنشّطة نفسياً وجسدياً.


علاج فيزيائيّ
يقول المعالج الفيزيائي بو عسّاف: «يركّز طبّ تقويم العظام والمفاصل على الجهاز العظميّ بشكل عام، فيما يهتمّ المعالج الفيزيائي بالجهاز العضليّ لتدليك العضل وتمسيده والقيام بال Stretching. كما نعلّم المريض بعض التمارين الضروريّة التي يجب أن يواظب عليها في المنزل للمحافظة على ما توصّل إليه».
ويشدّد على «أهمية الدمج ما بين التقنيتين للحصول على علاج متكامل للجسم برمّته للتخلّص من سبب المشكلة والتخلّص من النتيجة أيضاً، أي الوجع».
عندما يعمل المعالج الفيزيائي مع طبيب التقويم، لا بدّ أن تختلف تقنية العلاج بعض الشيء وسرعان ما يتحسّن المريض بعد بضع جلسات. ويؤكد بو عسّاف أنّ «المواظبة على الجلسات وإتباع الإرشادات والقيام بالتمارين من شأنها أن تساهم في تسريع الشفاء. كما أنّ هذه التقنيات تدخل إلى طبقات عميقة من الجسم لتساعد على إزالة كلّ مصدر تشنّج وتوتّر».

نصائح
يؤكّد الدكتور الريّس أنه «لا جدوى من تناول أدوية وعقاقير للتخفيف من الألم ما لم يتمّ تحديد المسبّب والعمل على إزالته، فسوف تعاود المشكلة الظهور لا محالة بعد إنقضاء مفعول الدواء.
لذلك من الضروريّ الحصول على التشخيص العلمي الطبي السليم قبل مباشرة مختلف العلاجات التي قد لا تفيد إلاّ مؤقتاً». وطبعاً، تبقى الوقاية ضروريّة ومهمّة لتجنّب الإرهاق العظميّ والتمزّق العضلي والتشنّج الهضميّ، في ظلّ صخب الحياة الروتينية الضاغطة.


المبادئ الرئيسية الأربعة للطب التقويمي هي
 

  • الجسم هو وحدة متكاملة للعقل والجسد والروح.
  • يملك الجسم آليات التنظيم الذاتي التي لديها القدرة الكامنة للدفاع، والإصلاح، واعادة تشكيل نفسها.
  • التركيبة البنويّة Structure والوظيفية Function  مترابطتان.
  • يستند العلاج العقلاني إلى النظر في المبادئ الثلاثة الأولى.