نجوم الفن يتحدثون عن وديع الصافي

وديع الصافي, محمد سلطان, سليم سحاب, هاني مهنى, طارق الشناوي, ماجدة خير الله, حلمي بكر

16 أكتوبر 2013

صدمة كبيرة أصابت الوسط الفني العربي برحيل الفنان القدير وديع الصافي، الملقب بـ "عميد الغناء العربي". وفي موازاة حالة الحزن، تحدّث كثر من أهل الفن عن قيمته وتأثيره في الفن العربي، وكشفوا ذكرياتهم معه.

في البداية يقول الملحن حلمي بكر: "رغم اتفاقنا على أن نتعاون في عمل فني ضخم أكثر من مرة، حال القدر دون المشروع الذي كان من المفترض أن يجمعنا، فقد اتفقت معه قبل سنوات على التعاون في أغنية، لكن حدثت خلافات بيننا أثناء التحضير ولم نعد نتكالم. إلا أني قررت تكريمه في مهرجان مصري للموسيقى، ففوجئت به يقوم بالصلح ويقول لي: "لا أستطيع أن أجعلك تغضب مني"، وتصالحنا واتفقنا على العودة إلأى العمل مجدداً، لكن للأسف القدر حال دون ذلك".

أضاف: "الفنان وديع الصافي معجزة فنية بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ، فهو نموذج فني لن يتكرر، سواء في الأغاني أو الألحان أو حتى قوة الصوت والشخصية الفنية الواعية. ويكفي أنه ظل حريصاً على التواصل مع الأجيال الجديدة في مجال الغناء، وأصبح يصطحب الشباب معه على المسرح دون أن يتكبر، لأنه يعلم أن للشباب زهوته وحضوره، على عكس كثير من النجوم الكبار الذين يعتبرون التعامل مع الشباب تنازلاً".

  • حارس الفن

الملحن محمد سلطان قال: "الضحكة خاصمتني برحيل صديقي العزيز وديع الصافي، فأصبحت أقول على الفن السلام بعد رحيل العملاق حارس الفن، لأنني أرى أن الفن بدونه في خطر، فقد يختل توازنه لأنه كان حامي حمى الطرب الأصيل. وأعتبره آخر نجوم الزمن الجميل، لهذا أشعر بحالة من الحزن التي لا يمكن وصفها، وحالتي النفسية سيئة جداً، لأنني لا أقوى على فراقه وأشعر بأن الفن خسر بشكل كبير جداً، وأن ما تبقى من فن ليس بين أيدٍ أمينة".

وكشف أن أهم ما يتذكره من الفنان وديع الصافي خفة ظله وسخريته من الذين يدعون أنهم مطربون، فكان غيوراً على الفن بشكل كبير.

  • شباب القلب

الناقد طارق الشناوي يرى أن الصافي استطاع أن يحافظ على نجاحه نحو نصف القرن، ولم يظهر طوال مسيرته سوى القوة والعطاء والإبداع بكل الحب والابتسامة؛ دون أن يتعالى على أحد، بل ساعد الكثيرين ولم يبخل بفنه وخبرته. وكان يظهر في الكثير من المناسبات الفنية، فلم تشكل السن عائقاً، لأنه حافظ على شباب قلبه وعقله وصوته. وعلى عكس ما تردد عن غضبه من استغلال أغنيته "على رمش عيونها" في فيلم "القشاش"، لم يغضب من هذا التصرف، لأنه كان يعيد تقديم أغاني الكبار، وأعاد الكثير من الفنانين تقديم أغانيه ولم يغضب من أحد.

  • استفادة

وتقول الناقدة ماجدة خير الله: "الفنان وديع الصافي مدرسة في الطرب لا يمكن تقليدها، فهو عمود من أعمدة الفن في العالم العربي، وصاحب الفضل في بناء الأغنية اللبنانية، ووضع أسسها. وقد رفض احتراف شقيقته الغناء، رغم مشاركتها له في فريق الأنوار في بداية مشواره، لأنه كان يخشى عليها ولم يضمن نجاحها".

أما عن كونه ممثلاً فقالت: "الصافي لم يتمكن من الاستفادة من التمثيل بشكل كبير، لأن موهبته التمثيلية كانت أقل بكثير من موهبته كمطرب وملحن. إنما هناك كثير من الأفلام التي استفادت من موهبته وصوته وإحساسه".

  • مناضل فني

المايسترو سليم سحاب قال: "من الصعب فراق مناضل فني مثل الفنان وديع الصافي، لكن ما زال أمام الأجيال الجديدة فرصة أن تتعلم من تراث وديع الصافي وتاريخه وتسمع موسيقاه وتدرس مشواره، لتتمكن من تطوير نفسها والصمود أمام التجاوزات التي نراها حالياً. والصافي أضاف الكثير إلى الأغنية اللبنانية، ودمج الأغنية بالموال، بفضل صوته القوي وإحساسه المرهف".

  • "فتوة الغناء"

ويؤكد الموسيقار هاني مهنى، رئيس اتحاد النقابات الفنية في مصر، أن "غياب الفنان الكبير وديع الصافي يعد خسارة فنية فادحة، باعتباره منظومة إبداعية متكاملة وفتوّة الغناء. فالوسط الفني خسر إحدى القامات الرفيعة التي تركت بصمة كبيرة في التمثيل والغناء وإرثاً فنياً غنياً للأجيال القادمة، وسيظل حاضراً بروائعه. وأشار إلى أنه خاطب الدكتورة إيناس عبد الدايم، رئيس ةدار الأوبرا المصرية، للتجهيز لإقامة احتفال تأبيني له بعد عيد الأضحى بمشاركة كبار المطربين والفنانين.

وأضاف مهنى: "لا أستطيع أن أنسى ذكرياتي مع هذا العملاق، فقد جمعتني به صداقة وطيدة بعد أن شاركت معه في تسجيل أغنية "يا عيني على الصبر" من ألحان الفلسطيني رياض البندك".

وأوضح أن خسارة صاحب الصوت الجبلي لا تعوض، "فوديع الصافي كان يتمتع بطيبة كبيرة، قلبه قلب طفل سريع الانفعال والتأثر، ولا تزال أغنياته الوطنية صدى لهذا العطاء من جيل إلى جيل".