الدكتورة مريم ميلاد: تجربتي شجعت النساء العربيات على تكرارها ووجدت تأييداً عالمياً

الدكتورة مريم ميلاد, زواج, حقوق المرأة, سياسة, حزب الحق, المرأة العربية / نساء عربيات, قضايا المرأة, الخلع

26 أكتوبر 2013

بينما يرى البعض أن هناك مجالات لا يمكن للمرأة اختراقها والنجاح فيها، فإن المرأة تثبت يوماً بعد آخر أنه لا مجال حكر على الرجل، وأنه يمكنها النجاح في كل المواقع. من هنا قررت الدكتورة مريم ميلاد إنشاء حزب سياسي، لتكون أول امرأة مصرية تترأس حزباً سياسياً، وتخترق بذلك مجالاً ظل حكراً على الرجل أزمنة طويلة. التقيناها، فتكلّمت عن تجربتها وعملها، وسبب عدم توفيقها ثلاث مرات في الانتخابات البرلمانية، والمقولة التي تراها ذكورية وخادعة للنساء، كما تحدثت عن رؤيتها للقضايا الشائكة التي تهم المرأة، وشرطها الشخصي للزواج.


ما سر نجاحك رغم صغر سنك؟
عندي إصرار وعزيمة وصبر بلا حدود، وهذا هو سر نجاحي في الحياة العلمية والعملية. فرغم أنني أملك مجموعة من الشركات الخاصة، لم يمنعني هذا من القيام بدوري الاجتماعي من خلال إنشاء جمعيتين خيريتين تقدمان خدماتهما لكل المصريين والمصريات الذين يعانون من التهميش، خاصةً النساء والمعوقين والأقزام والأطفال. وفي الوقت نفسه لم أغفل أهمية التأهيل العلمي، فحصلت على الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة ميزوري الأميركية، والدكتوراه في التنمية البشرية من جامعة أوكسفورد، وأحضّر حالياً بتحضير رسائل أخرى في مجال «الاقتصاد السياسي» و«القانون الإنساني»، وأجريت أبحاثاً ودراسات كثيرة في مجال السياحة والإعلام وحقوق الإنسان، خاصةً المرأة وقضية مشاركتها السياسية. ولعل هذا ما أهلني لأن أكون عضواً في المجلس القومي لحقوق الإنسان منذ سنوات. وفي حين أنني أعيش في حي المهندسين الراقي، لكني نشطة في العمل في القرى المهضومة في المحافظات الفقيرة، وذلك لإحساسي بمنظومة الحقوق والواجبات.

ترشحت لانتخابات مجلس الشعب ثلاث مرات إلا أنك لم توفقي، فما السبب؟ وهل أنت نادمة على تلك التجربة؟
لست نادمة إطلاقاً لأنني أحترم نفسي، وسبب عدم توفيقي في مجلس الشعب ليس ضعف شعبيتي أو الخدمات التي أقدمها، لكن لأنني شخصية جادة ترفض المساومة والخداع أو التنازل عن المبادئ والقيم التي تربيت عليها. ولعل هذا سبب صدامي مع الحزب الوطني الذي حاول احتوائي فرفضت، فترشّح «بائع أحذية» ممثلاً له بدلاً مني فقررت النزول ضده مستقلة، لكن بالتزوير فاز بائع الأحذية. وبعد الثورة رفضت سياسة الإخوان الذين أنشأوا 240 مقراً حزبياً خلال شهر واحد، وهذا ما يفوق الحزب الوطني، وللأسف كان الاثنان وجهين لعملة واحدة رديئة، لهذا اختلفت معهما، لأنني أؤمن بأن المحافظة على حقوق المواطن هي أساس الدولة، فإذا ضاعت فلا دولة. ولأنني أؤمن بأن حماية حقوق المواطن لن تتم إلا من خلال القانون الذي يضعه مجلس الشعب، لا بد من الترشح لعضوية مجلس الشعب حتى أساهم في سَنّ القوانين، خاصةً أنني شغوفة بدراسة القانون بصفتي ناشطة حقوقية.


ميركل وجيهان السادات

بهذا الطموح الكبير في الممارسة السياسية من مثالك الأعلى في السياسة والحياة؟
على المستوى الشخصي مثالي الأعلى والدي الذي تعلّمت منه الشجاعة في الحياة، وأن المرأة ليست مجرد شخصية «أمينة» والرجل ليس «سي السيد». أما على المستوى الدولي في مجال السياسة، فمثالي الأعلى المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل وأحب فيها قوة شخصيتها، أما على المستوى المحلي فأنا معجبة جداً بشخصية السيدة جيهان السادات.

ما هو موقف أسرتك من عملك في السياسة؟
 كانت هناك اعتراضات من أسرتي في البداية لعملي في السياسة خوفاً عليَّ، لكن عندما وجدوا لديَّ تصميماً ووعياً أصبحوا أكثر من يشجعني الآن، لأنني أنقل إليهم الحقائق وأفسر لهم كثيراً من الأحداث السياسية وخلفياتها، مما ساعدهم في فهم ما يجري في الساحة السياسية في الداخل والخارج.  


حزب الحق

لماذا اخترت اسم «الحق» لحزبك؟
لأن افتقادنا الحق بمعناه الواسع، في الحياة عامةً والسياسة خاصةً، سبّب كثيراً من المشكلات التي يعيش العالم كله فيها وخاصة العرب. ومن الأقوال المأثورة عبر الأجيال: «الحق يعلو ولا يعلى عليه»، وهذه أمنية كل البشر أن يسود بينهم الحق، وهدفي الرئيسي من هذا الحزب هو الدفاع عن حقوق الإنسان والمواطن البسيط.

ما هي ردود الفعل العربية والدولية على توليك رئاسة أول حزب سياسي في مصر؟
كانت هناك ردود فعل إيجابية جداً ودعيت إلى أكثر من دولة عربية، وعندما شرحت تجربتي تشجعت كثير من القيادات النسائية العربية على خوض التجربة بإنشاء أحزاب تقودها امرأة. وفي المؤتمرات الدولية في أوروبا وأميركا شجعوني ووجدت دعماً عالمياً لتجربتي.

هل هجومك الحادّ على جماعة الإخوان أثناء حكمهم لمصر وراء انضمام منشقين عنهم إلى حزبك؟
هجومي على الجماعة ليس السبب، لكن هؤلاء اكتشفوا أنهم كانوا مخدوعين بشعارات براقة تمت من خلالها المتاجرة بالدين الذي ينادي بالإخلاق، لكن السياسة لا أخلاق فيها بل تتغير حسب المصالح. 

يعيب كثيرون على المرأة العربية ضعف مشاركتها السياسية، فكيف بدأت مشاركتك في الحياة السياسية؟
 بدأت من خلال عملي كناشطة حقوقية لدى جمعيتين أهليتين غير هادفتين إلى الربح، لكنني اكتشفت أن الجمعيات ليست كافية لخدمة الناس والمجتمع، لأن هناك فئات في المجتمع يضيع حقها في المجتمع وسط القوانين التي لا تأخذ هذه الفئات في الاعتبار، مثل «الأقزام» الذين جُمّد القانون الخاص بهم في البرلمان السابق. وأؤمن بأن مساعدة هذه الفئات تحتاج إلى تشريع قانون كي يشعر بهم الناس والمجتمع، وقد صقلت التجربة الميدانية بالدراسة الأكاديمية من الدراسات المتعلقة بالسياسة بشكل مباشر أو غير مباشر.


مناظرات ساخنة

دخلت في مناظرات مع التيارات المتطرفة دفاعاً عن حقوق المرأة، فما أشهرها؟
 أشهرها كانت مع الطبيبة الإخوانية صباح السقاري، القيادية في حزب الحرية العدالة التي كانت تطالب بتزويج البنات في عمر تسع سنوات وتريد أن تضع ذلك مادة في الدستور! وكنت لا أصدق أن هذه العقليات هي التي تحكم دولتنا وتريد إيذاء البنات باسم الدين، ولقنتها درساً أثبتُّ فيه أن الإسلام والطب بريئان مما ينادون به، لإن الإسلام دين لا يرضى الضرر للفتاة، ووصفت ما تنادي به بأنه عودة إلى عصر الجاهلية.

لماذا تم احتجازك في مبنى التلفزيون المصري وقطع البث عليك وأنت تدافعين عن حقوق المصريين عامةً والنساء خاصةً؟
 كنت ضيفة في برنامج «نبض مصر» مع المذيعة التي حملت كفنها معها على الهواء احتجاجاً على أخونة كل شيء، وقلت على الهواء «ارحل يا حاج مرسي ومصر هي الباقية، أنت ضيعت الرجال والنساء، ضيعت الشعب كله، وأؤكد لك أنك أنت الذي سوف تضيع ومصر لن تضيع». فقُطع البرنامج على الهواء وانسحبت من البرنامج وتضامنت معي المذيعة والمصورون، وفوجئت برجال وزير الإعلام الإخواني صلاح عبد المقصود يريدون حبسي في المبنى، وطلبت تحرير محضر في قسم الشرطة خارج المنبي فمنعوني، فهددتهم بشباب ميدان التحرير واتصلت بالشباب بالفعل فحرروني منهم، وعملنا محضراً وتضامنت معي 26 منظمة حقوقية.


قضايا المرأة

أين موقع قضايا المرأة في حزب الحق؟
قضايا المرأة في المقدمة، لأن المرأة هي القائد الحقيقي للثورات، فمثلا ثورة «30 يونيو» لو لم تقُدها المرأة وتقدمت في الصفوف الأولى لم تكن لتنجح، ومن يقول غير هذا فهو مخادع. وللأسف ما زالت المرأة حتى الآن مهمشة في المناصب القيادية، لهذا تقدمنا لكل الوزارات بمطالب المرأة، وخاصةً أنه يتم تهميشها رغم وجود كفايات نسائية أعلى من الرجال. وقد تقدم حزبنا بطلبات إلى لجنة العشرة ثم لجنة الخمسين الخاصة بصياغة الدستور بمطالب المرأة، وعلى المستوى العملي ننظم دورات لتدريب المرأة على أن تكون نائباً في البرلمان، وأن تكون لها مشاركة سياسية أقوى من خلال الانتخابات، حتى لا تضيع مكاسبها عبر التاريخ.

ما هي الفئات التي ستركزين عليها في حزبك؟
إعطاء الفرصة لعنصر الشباب والفتيات لتنفيذ أفكارهم من خلال مشاريع صالحة للبلد، وأن يتقلّدوا المناصب، بل وأحقيتهم في الترشح لرئاسة الدولة، فهذا حقهم لأنهم من قاموا بالثورة، ولا بد أن نشعرهم بأن لهم وجوداً في مصر مثلما يحدث في الدول المتقدمة. والقضية الثانية في قمة أولوياتي هي التعليم، لأنه لا نهضة بلا تعليم. 

ما هي نظرتك إلى مشكلات المرأة المصرية والعربية عموماً؟
 أرى أن مشكلات المرأة المصرية والعربية كثيرة، فهي معرّضة باستمرار وبدرجات متفاوتة للقهر أو العنف الأسري، خاصةً أننا مجتمعات شرقية ذات ثقافة ذكورية من عصر «سي السيد». والآن ورغم اختلاف الأزمان ما زالت المرأة مناضلة ضد هذه التقاليد، وبدأت تشارك في الحياة ولا يمكن استبعادها، وإلا سيصاب المجتمع بالشلل التام، وبالتالي فإن هناك تطوراً إيجابياً نسبياً، لكن يجب أن نناضل ضد هذه الثقافة الذكورية.

تعترضين على مقولة «وراء كل رجل عظيم امرأة» التي يرى البعض فيها إعلاءً من شأن المرأة، فما سبب اعتراضك عليها أو فهمك المختلف لها؟
هذه المقولة ظاهرها تكريم المرأة وباطنها النظرة الدونية إليها وضرورة أن تكون خلف الرجل في الحياة ليحقق أمجاده وطموحاته، وبالتالي- حسب هذه المقولة– هي لا تستحق أن تكون مساوية له بل تابعة دائماً، مع أنها في الحقيقة صانعة للرجال في كل مراحل عمرهم، وبالتالي يجب أن تكون على قدم المساواة معهم في الحقوق والواجبات، وليس دورها أن تكون فقط خلفهم لتصنع منهم عظماء ينتهكون حقوقها لاحقاً.

ألا ترين أن هذه النظرة ستولّد صراعاً بين الرجل والمرأة بدلاً من التكامل بينهما؟
 بالعكس أنا أريد تنافساً شريفاً لصالح الأسرة والمجتمع، فإذا كانت المرأة تساعد الرجل على التفوّق فلماذا لا يساعدها هو أيضاً على التفوق؟ وبالتالي أرفض اعتبار أن موقفي هو صراع كما يحاول البعض أن يصوّره لتبرير هيمنة الرجل على المرأة في كل مراحل حياتها، وتكريس ثقافة استبعادها من الحياة وحبسها في البيت باسم الدين والعادات والتقاليد، مع أن الأديان كلها ترفض ظلم المرأة تحت أي مسمى، لكن المشكلة عند الرجل الشرقي أنه رغم أخذه بالتطور التكنولوجي لم تتطوّر نظرته إلى المرأة.


تحجيم الناجحات

لكن هناك نساء ناجحات مثلك فلماذا هذا الظلم للرجل؟
من يتأمل واقع النساء الناجحات سيجد أن أي امرأة متفوقة يقترب منها بعض الرجال، ليس تشجيعاً لها أو احتراماً لتفوقها، وإنما لمحاولة كسر هذا النجاح بكل الطرق، سواء بإغراءات الزواج أو المال للسيطرة عليها وكسر طموحها، ليظل الرجل وحده في الصدارة.

هل تعادين الرجل؟
لا، لكنني أطالب بحقوق المرأة، وإذا كان البعض يرى التمسك بحقوق المرأة عداء للرجل فهو حر.

ما رؤيتك لقوانين الأحوال الشخصية في العالم العربي؟
غير عادلة خاصةً للمرأة، ويدفع الضريبة الكبرى فيها الأطفال، خاصةً في حالة الانفصال، لهذا لا بد من إعادة صياغة هذه القوانين حتى تكون العلاقة بين الرجل والمرأة، سواء أثناء الزواج أو في حالة الانفصال، أكثر عدلاً وحماية للأطفال حتى ينشأوا في ظروف نفسية متزنة تحمي حقوقهم، بدلاً من أن يكونوا نواة لمجرمين يحاولون الانتقام من المجتمع الذي ظلمهم وأضاع حقوقهم وجعلهم مقهورين. وأرى أن الإصلاح يبدأ من الدساتير وما ينبثق منها من قوانين، بالإضافة إلى محاولة تغيير ثقافة المجتمع إلى الأفضل، ليكون التعاون بين الرجل والمرأة هو سيد الموقف، حتى في حالة المشاجرات أو الطلاق.


حق الخلع

قيام بعض الدول العربية بإعطاء المرأة حق الخلع هل حل جانباً من مشكلاتها مع الزوج؟
لا شك أن الخلع ساهم إلى حد كبير في حل مشكلة المرأة مع الزوج المتعسف، لكن نظرة المجتمع إلى المرأة التي تستخدم هذه الحق ما زالت غير عادلة، بل يُنظر إليها على أنها مفترية، لهذا من الصعب دخولها في تجربة زواج جديدة، بالإضافة إلى أن أولادها يعيَّرون بما فعلته أمهم، وكأنها ارتكبت جريمة! مع العلم أنه حسب الدراسات النفسية والاجتماعية، فإن المرأة أكثر ميلاً إلى الاستقرار الأسري والمحافظة على بيتها من الرجل، ولست مبالغة إذا قلت إنها أكثر تضحية من الرجل في الأسرة من خلال تربية الأولاد ورعاية الزوج ونجاحها في العمل إذا كانت امرأة عاملة.

ألا ترين أن منظومة الظلم الاجتماعي للمرأة تشمل النظرة إلى المطلقات أيضاً؟
للأسف هذا ميراث ثقافي يرى أن المرأة وراء كل المصائب الأسرية والاجتماعية. وأرى أنه من الأفضل أن تكون المرأة مطلقة بدلاً من أن تكون في حالة شجار دائم يؤثر سلباً على نفسيتها ونفسية أطفالها، وقد يؤدي الشجار والضغوط النفسية والاجتماعية إلى أن يقتل أحد الزوجين الآخر، وبالتالي تضيع الأسرة كلها، لهذا لا بد من تغيير نظرة المجتمع إلى أبناء الطلاق.

ما هي أسباب العنف الأسري الذي تعانيه المرأة في مجتمعاتنا العربية؟
 العنف الأسري منتشر في المجتمعات ذات الثقافة المحدودة والفقيرة التي يحاول فيها الرجل إخراج قهره الاجتماعي على المرأة، ويحاول إيهام نفسه بأن هذا حقه القانوني المنطلق من تعاليم دينه، وحقه الشرعي الضرب وتأديب زوجته مع أن تعاليم الأديان عكس ذلك. لهذا أطالب بحماية قانونية للمرأة من العنف والقهر الذكوري في كل مراحل حياتها.

كيف ترين خطر الزواج العرفي على المرأة وأطفالها خاصةً في ظل وجود من يحللونه باسم الدين؟
الواقع يؤكد أن الزواج العرفي له أخطار كثيرة، وتكون نتائجه كارثية، خاصةً مع وجود الأطفال الذين قد يرسَلون  إلى الملاجئ إذا لم يتم الاعتراف بهم، ولكن الأخطر هو تزويج القاصرات دون أي وعي ديني أو طبي أو اجتماعي، بعد تحويل القضية إلى «صفقة» تحاول أسرة البنت من خلالها تحقيق مكاسب مادية.

وكيف ترين نظرة المجتمع إلى المغتصبة؟
نظرة ظالمة للغاية، بحيث يتم اغتيالها معنوياً مرتين، الأولى من خلال الاغتصاب والثانية من خلال نظرة المجتمع إليها بعد الاغتصاب، بل وتحميلها المسؤولية في كثير من الأحيان. وبدلاً من التعاطف معها إذا بالمجتمع يجلدها باستمرار وبلا رحمة، مع أنها مجني عليها. ولنا أن نتصور أن كثيراً من المغتصبات من المحجبات، ولهذا يجب تغيير النظرة المنفرة من المجتمع للمغتصبة بأنها ناقصة تربية. ويكفي أن نعرف أن أول حالة تحرش تم تسجيلها رسمياً في مصر كانت تجاه امرأة محجبة، وبالتالي فالملابس الجريئة ليست مبرراً للاغتصاب أو التحرّش.

ما الحل؟
أطالب بمادة دستورية تنبثق منها قوانين تحمي النساء من التحرش والاغتصاب، ولو بإعدام المغتصب في ميدان عام حتى يكون عبرة لمن يعتبر.

هل صحيح أنك على المستوى الشخصي تشترطين أن تكون العصمة بيدك حتى تتزوجي؟
نعم هذا الكلام صحيح، ولن أتزوج إلا به لمواجهة الغطرسة الذكورية في التعامل مع المرأة التي أراها أكثر حرصاً على استقرار الأسرة من الرجل، لأنها الضحية الأولى لفشل الحياة الزوجية، وتزداد معاناتها إذا أثمر هذا الزواج أولاداً يطالبها المجتمع بأن تحترق في تربيتهم، مع تحميلها اللوم لفشل الزواج حتى لو كانت مظلومة. لهذا فإن الحل من وجهة نظري أن تكون العصمة بيد الزوجة، عندها سنجدها أكثر حرصاً على استمرار الحياة الزوجية، حتى لا تدفع ضريبة الفشل، مما يقلل نسبة الطلاق.

هل ترين أن مجتمعاتنا العربية التي توصف بأنها ذكورية ستتقبل ذلك بسهولة؟
بالطبع لا، والرجال سيقاومون هذا المطلب الذي يعد سحباً لبساط الهيمنة والسيطرة من تحت أقدامهم. ولهذا فإن تنفيذ هذا التحول يتطلّب تغيير ثقافة المجتمع لتقبل هذا المطلب النسائي الذي أطالب به كل المقبلات على الزواج، ولا شك أن للإعلام والمنظمات النسائية دوراً في إقناع المجتمع بذلك، لأن هذا في صالح الأسرة التي تعد النواة الأولى للمجتمع.