بلاد الفرنجة

31 كانون الثاني 2016

تدور أحداث رواية «بلاد الفرنجة» للأديب عادل سعد الميري، الصادرة عن دار آفاق، حول مذكرات شاب مثقف مولود العام 1953 لأب فرنسي وأم جزائرية، عاش أزمات جيله الثقافية والسياسية، خصوصاً أزمات الشباب المغاربي، فبالرغم من أن والده كان فرنسياً حقيقياً، إلا أنه لسوء حظه ورث الملامح الشرقية عن أمه، كان يعاني من عدم إتمام الدراسة الجامعية، ومن التنقل الدائم بين المدن الفرنسية، حيث كان ورث مبلغاً من المال من والده، فقرر أن يعيش منه، ولا يعمل، ويتفرغ للقراءة والثقافة، فكان يتنقل من مكان لآخر، بحثاً عن منزل رخيص الثمن.
الرواية هي من النوع الذي يمكن أن نطلق عليه اسم الرواية التاريخية، فهي تحلل العديد من الأحداث التي وقعت في الجزائر وفرنسا، كما أنه يشير في مواقع مختلفة– في ما يشبه الدراسة- للتطورات التي حدثت للمجتمع الفرنسي، فيقول في مقطع من الرواية: «قلَّ الإقبال بوضوح على شواطئ الشمال الفرنسي، في بريتاني وبيكاردي المطلة علي القنال الانكليزي (المانش)، بل حتي في شواطئ شمال غرب فرنسا، المطلة علي سواحل الأطلنطي، بدليل وجود مئات اليافطات الصغيرة المعلقة في كل مكان والمكتوب عليها كلمة (للبيع).
حدث هذا بالتدريج، منذ افتتاح خطوط القطارات فائقة السرعة، من الشمال إلى الجنوب، بسرعة 400 كيلو متر في الساعة، فأصبح من الممكن الانتقال من باريس إلى مارسيليا في ساعتين اثنتين فقط لاغير. كذلك تمت في الوقت نفسه إقامة العشرات من الكباري بامتداد الأوتوستراد القومي، التي تعبر فوق عشرات المدن الصغيرة، كان العبور خلالها حتى نهاية السبعينيات يستغرق وقتاً طويلاً من أيام الإجازات، أو إقامة طرق دائرية تدور حول المدن الصغيرة بدلاً من أن تخترقها».