الأديب والكاتب الفرنسي روبير سوليه: حنيني إلى مصر وراء روايتي «الطربوش»

الأديب والكاتب الفرنسي,روبير سوليه,حنيني إلى مصر,وراء روايتي «الطربوش

القاهرة – طارق الطاهر 31 يناير 2016

لم يكتف الصحافي والأديب الفرنسي روبير سوليه، بأن تكون زيارته التي قام بها أخيراً إلى مصر، من أجل أن يعقد ندوات حول كتبه ورواياته فقط، بل زار عدداً من المدن المصرية مثل الأقصر وإسنا وأسوان.


أعرب لي روبير عن سعادته بهذه الجولة السياحية، وكانت برفقته زوجته، وقد أبدى إعجابه بالآثار التي تحتوي عليها مدينة إسنا التي تقع في صعيد مصر، مؤكداً أنها الزيارة الأولى له للمدينة، وإن كان قد زار الأقصر من قبل كثيراً.
روبير ليس غريباً عن القاهرة، فهو من مواليدها عام 1946، وقد غادرها إلى باريس وعمره 18 عاماً ليدرس في المدرسة العليا للصحافة في مدينة ليل الفرنسية، وهو ذو تاريخ كبير في مجال الصحافة والأدب، وله العديد من المؤلفات، فضلاً عن رئاسته لواحدة من كبريات الصحف العالمية والفرنسية «اللوموند» في الفترة من 1989 إلى 1992، وقد تفرغ الآن للكتابة.
- هذا التاريخ الطويل من العمل الصحافي دفعني لأسأله: إذا عدنا إلى الوراء، لماذا اخترت هذا المجال؟
يرجع ذلك إلى عشقي للكتابة، فعندما تركت مصر إلى باريس، كنت مهموماً بكيفية التعبير عن حبي لهذا البلد، فأنا خريج المدرسة «اليسوعية» في القاهرة، وتعلمت فيها قبل أن ألتحق بدراسة الصحافة في فرنسا، لأنضم في العام 1969 الى جريدة «اللوموند»، وأُعين في ما بعد مراسلاً لها في روما في الفترة من 1974 إلى 1980، ومن ثم في واشنطن من 1980 ولمدة ثلاث سنوات، توليت بعدها رئاسة تحرير «اللوموند» في الفترة من 1989 إلى 1992، ثم أشرفت على ملحق أدبي، وتفرغت منذ 2011 للكتابة.

- من خلال عملك في جريدة تعنى بالثقافة إلى جانب الشأن العام وإتقانك العربية، كيف تقيّم وضع الأدب العربي؟
لديَّ اهتمام كبير بالثقافة والأدب العربي، وهو أدب متنوع وثري، وكانت تربطني صداقات بأدباء وكتاب عرب ومصريين، على سبيل المثال نجيب محفوظ الذي كتبت عنه الكثير من المقالات، كما ربطتني صداقة عميقة بالراحل الكبير جمال الغيطاني، وأستعد حالياً لإعداد ورقة عنه، في إطار احتفال معهد العالم العربي في باريس في شباط/فبراير المقبل. ومن جهة أخرى، أنا على تواصل دائم مع أدباء وكتاب آخرين، مثل الكاتب الكبير محمد سلماوي.

- لك أكثر من كتاب عن مصر، ما دافعك لهذه الكتب؟
بعدما أمضيت عشرين عاماً في فرنسا، شعرت بالحنين إلى مصر التي ولدت فيها وعشت جزءاً من طفولتي وشبابي، وشعرت بضرورة أن أكتب عنها، وعن أحوالها، فجاءت رواية «الطربوش»، كما أصدرت أيضا كتاباً عن العلاقات المصرية- الفرنسية.

- منذ فترة قصيرة تمت ترجمة كتابك «السادات» إلى العربية، ما الذي جذبك للكتابة عن الرئيس الراحل السادات، وهل من الممكن أن تكتب عن رؤساء آخرين؟
حتى الآن لا أفكر في الكتابة عن رؤساء آخرين، لكن السادات ورغم كل الكتابات التي وضعت عنه، كنت أشعر أن هناك ما يمكن أن أضيفه في تحليل هذه الشخصية المتنوعة، فهو بطل الحرب ورجل السلام. هو الذي ذهب الى عدوه في عقر داره. هو شخصية ليست نمطية، بل من أكثر القادة العرب إثارة للجدل، وله مواقفه التي غيرت جوهر المعطيات في الشرق الأوسط... من هنا وجدت أنه شخصية ثرية وجديرة بالكتابة عنها.