هيا عبدالسلام : أريدُ التغيير حتى لو جازفت باسمي كمخرجة

هيا عبد السلام,أريد التغيير,حتى لو جازفت باسمي كمخرجة,في موقع التصوير,أحب الجمهور,أتجرد من كل حياتي,زوجة تتقن فن الرسم

حوار - مايا بنّوت 03 فبراير 2016

«في موقع التصوير ... أتجرّد من كل حياتي حتى لو كان زوجي أمامي»، تقول هيا عبد السلام . أحبَّ الجمهور ثنائيتهما في الدراما، فاستردّا ثنائيتهما في الحياة، وكانت «للحب كلمة». هي ابنة استوحت من ريشة والدها رسم مشاهدها الدرامية. وهي زوجة تتقن فن الرسم بدون ممحاة وراء الكواليس. إنها الزميلة الجميلة بملامحها وطموحها الذي يتحدث عن القديرات بصوت خجول وواثق. لا يحتاج التغيير إلى أقدام بل إلى إقدام واحترام، وهيا عبد السلام تقول بأنها لا تخشى هذه المجازفة ... أظنها قرأت كثيراً عن حياة بابلو بيكاسو قبل أن تترك لوحاتها وتمسك الكاميرا، حتى توصّلت إلى هذه القناعة : «تقليدك للآخرين ضروري، أما تقليدك لنفسك فمثير للشفقة» أو الملل.


- ماذا يعادل اسم هيا عبدالسلام في الكويت اليوم؟
أحمد الله على أنني أصبحت رقماً صعباً في الكويت اليوم. لقد نجحت في الموازنة بين مهنتين، التمثيل والإخراج، وأصبح لي اسم بين القنوات وشركات الإنتاج الفني. وجودي كفنانة ليس وليد الصدفة، فأنا إنسانة طموحة وأحب مهنتي. وأحياناً لكثرة ما أفكر بالعمل، يصبح العثور على وقت لي كامرأة أُمنية. لا أريد أن أمدح نفسي، لكنني تعبت لأصل إلى ما أنا عليه اليوم، وأحاول تطوير نفسي أكثر في زمن أصبحت فيه المهنة لبعض الممثلين مصدر رزق وليست فناً. أقول هذه العبارة وأعنيها وأشعر بقيمتها لأنني أحب الفن.

- هل يستفزك أن يكون الفن مصدر رزق؟
نعم، لأن ذلك يعني أن لا قيمة للفن. وهذا لا يعني أنني لا أتقاضى أجري. لكن في المقابل قدّمت العديد من الأعمال التطوعية، واستخدمت اسمي لأهداف خيرية خاصة بقضايا الأيتام ومرضى السرطان وأصحاب الاحتياجات الخاصة... فتسليطي الضوء على هذه الأمور سيُحدث فرقاً، لأنني شخصية فنية يلتفت الجمهور إلى عطاءاتها الفنية.

- بعد حوالى 8 سنوات في التمثيل، أي نجمة كويتية أنت في عالم الدراما؟
صنعت اسماً راضية عنه في منطقة الخليج.

- أنت نجمة أولى في الخليج، لمَ لا تزالين أسيرة بيئتك؟
ما من حواجز أمامي، لكنني عملت في إطار معين. لا حواجز في الفن، ولا حدود له. قد أكون لم أتلقَّ عروضاً عربية مناسبة، ولا أمانع في الخروج من بيئتي فنياً. فالفن هو واحد في كل مكان. وأنا كمخرجة، أبحث اليوم عن التغيير في الدراما الخليجية ومفهوم الدراما الاجتماعية التقليدية التي اعتدنا عليها. أحاول الابتعاد عن هذه الدراما وفتح أفق جديد في ما أقدّمه.

- هل تجدين أن الدراما الخليجية محدودة بمواضيعها؟
نعم، هي محدودة بالحوار. ولا يمكنني أن أفاجئ الجمهور الخليجي بدراما جديدة مرة واحدة. فنقطة العادات والتقاليد تحتّم عليّ ذلك وتجعلني أتوجّه إلى المشاهد بشكل غير صادم لئلا يرفض رؤيتي. أحاول اليوم المزج بين التقاليد والتجديد بشكل تدريجي.

- هل يختلف أسلوب حياة الفتاة الكويتية عن أسلوب حياة الفتاة اللبنانية أو الإماراتية اليوم؟
بالطبع، هنّ يختلفن كثيراً في أسلوب حياتهن، كما يختلف أسلوب حياة الفتاة الكويتية نفسها عن أسلوب غيرها من الكويتيات أحياناً. وكفنانة أحاول الإضاءة على المواضيع التي تخصّني كامرأة كويتية وتخص مجتمعي وأكون جادة فيها. ولا شك في أن الفتاة العربية تعيش حياة متقاربة في بعض الأمور في مجال الموضة أو التذوق الموسيقي والنظّارات الشمسية. أصبحت الميول متشابهة، لكن تبقى لكل بيئة عربية خصوصيتها. وأكثر ما يجمع النساء العربيات هو المستحضر التجميلي الواحد! أستغرب أحياناً كيف يمكن منطقة عربية كبيرة أن تطالب بمستحضر واحد، لأن مدونة أو فنانة قد استخدمته.

- إلى أي مدى كان التغيير التدريجي تحدياً أمامك؟
دائماً ما أخاف من التغيير، لكنني لن أبقى في المكان نفسه. وكفنانة، أشعر بالملل، وأحياناً بالجهل حين أشبه نفسي درامياً... النص نفسه وكذلك الحوار. أصبحنا اليوم نعيش مع بعضنا بعضاً في مجتمع مختلط، ومن كل مكان. الحروب جعلتنا أقرب وأبعد كشعوب عربية.

- ذكرت النظّارات الشمسية، ما سر عشقك لهذا الأكسسوار الذي يبدو وكأنك تقتنين قطعة منه مع كل صورة؟
أظن أنني أملك أكثر من 500 نظّارة شمسية. أحب الأكسسوار أكثر من الأزياء، لأن جميع النساء يرتدين اليوم ملابس متشابهة ومستهلكة. الحذاء أو الخاتم أصبح أهم من الملابس حتى.

- مع دخولك عالم الإخراج، أي طموح أردت تحقيقه؟
أريد التغيير حتى لو جازفت باسمي كمخرجة ... شرط ألاّ أعيش الملل المهني.

- لو قلنا إن هيا عبدالسلام قدّمت دراما مختلفة، فماذا سيكون عنوانها؟
هي دراما شبابية وواقعية وتلقائية وتمثيل بلا تمثيل... أحرص على إدارة ممثل غير جامد.

- تنتمين إلى أسرة فنية والوالد هو رسام الكاريكاتير عبد السلام مقبول، ما مدى تأثير الجو الأسري فيك؟
لقد تربيت على يد رسّام. فوالدي فنان تشكيلي، ووالدتي مهندسة ديكور وخرّيجة معهد الفنون. كبرت وأنا أشاهد شقيقي الكبير يرسم... فرسمت بهدوء. ولطالما كانت الموسيقى تتردد أصداؤها في أرجاء المنزل، خصوصاً تشايكوفسكي. ولذلك أشعر بانزعاج كبير من أي ضجة قد تحدث من حولي اليوم. هذه الأجواء فتحت آفاق خيالي الفني رغم أنني لم أرسم منذ وقت طويل لضيق الوقت. أعلّق لوحتين لي في المنزل، بينما تغلب لوحات والدي على الجدران.

- فضلتِ رسم المشاهد؟
أنا ابنة رسام ولطالما كنت كذلك منذ أيام الدراسة. وأقولها بكل ثقة وقوة، إن والدي من أهم فناني المنطقة العربية، إذ يرسم بصدق وتبدو تفاصيل لوحاته حقيقية وحيّة. كان لقبه «الوحش» لقوة موهبته. وهذا بالتأكيد كان له أثر واضح في حياتي. الرسم هو أصلاً إخراج وتكوين وصورة. واللوحة الفنية هي ورقة واحدة فيها أحاسيس لونية متباينة، بينما اللقطة الفنية هي تكوين واحد يتضمن أحاسيس مختلفة يعبّر عنها الأبطال. يشبه الفن نفسه في التفاصيل. وأنا أحيي ورقاً آخر هو سيناريو.

- هل أصبحت المهنة أصعب بعد الزواج أم أن الزواج قرار صعب لنجمين؟
لم يؤثر الزواج في مهنتي، خصوصاً أن زوجي فنان، ويدعمني كثيراً لكونه يشعر بالفن مثلي. هو ليس ممثلاً فقط وإنما ملمّ بالموسيقى أيضاً. أحتاجه إلى جانبي أحياناً ليبدي رأيه بالموسيقى التصويرية أو المقدمة الغنائية للمسلسلات. أحب تذوّقه الموسيقي. يساعدني بمجهوده الفكري وأحس بوجوده الإيجابي لكونه فناناً. أما بالنسبة إلى حياتنا الخاصة، فقد عزلنا تفاصيلنا الشخصية عن الأضواء، وما من أحد يعرف ما يدور فيها، لا من قريب ولا من بعيد. حياتنا تمتّ إلينا وحدنا... حتى فرحتنا لا تخرج إلى العلن. نحن موجودان كفنانيْن فقط. وفي جانب آخر، لا أمتنع عن التعبير عن حبي مثل أي امرأة في هذا العالم. كما لا أعتبر الأمر شخصياً. حبي لزوجي أو مدحي له مسألة عامة.

- هل تعتبرين الإنجاب مسألة دقيقة لكونك نجمة تنشط مهنياً في مواسم محدّدة؟
الفن مهنة متعبة وتحتاج إلى بذل المزيد من الجهد. لكن حين يأتي موعد تأسيس عائلة فسأمارس مهنتي وفق جدول زمني مناسب. لن أدع المهنة تعيق أمومتي أو تؤثر في اهتمامي بمولودي. ولن أستغني عن أمومتي مقابل الفن. كل الفنانين يركضون اليوم في سبيل ما يسمى «السباق الرمضاني»، وأنا لست مجبرة على ذلك. وكفنانة، لست بحاجة إلى أن أدخل في منافسة محددة، وأعتبر أن المنافسة قائمة على امتداد العام. 

- أول عمل مع زوجك فؤاد علي كان من خلال مسلسل «آخر صفقة حب»، وكرّت السُبحة...
نعم، لكن لقاءنا الدرامي كثنائي كان في الجزء الأول من «ساهر الليل»... وهو اليوم «آخر صفقة حب». أعيش دوري في موقع التصوير وأتجرد من كل حياتي، حتى لو كان زوجي أمامي. أمثّل أمام الممثل ولا يهمني شخصه. أمثّل مع الشخصية التي تحمل اسم الدور، حتى لو كان فؤاد من يقف أمامي. هو ليس زوجي في موقع التصوير. 

- ما هو المسلسل الذي يحمل لكما الذكرى الأجمل؟
«للحب كلمة»، وهو أول تجربة إخراج لي. وكانت المرة الأولى التي نطل فيها عبر الشاشة كثنائي في غالبية المشاهد. كانت من أجمل التجارب بالنسبة إلينا.

- إن كانت للحب كلمة، ما هي؟
عنوان المسلسل يعني أن الحب يفرض كلمته على الإنسان. بينما لو أردت اختصار الحب بكلمة فستكون الاستقرار والبيت والأمان.

- ماذا عن إدارتك لزوجك في «للحب كلمة»؟
نحن عمليان جداً، ونحترم الفن. فؤاد فنان حقيقي، وأنسى أنني هيا حين نعمل سوياً. أتعامل معه كممثل لا كزوج. وفي المقابل، أقدر الممثل الذي يصل إلى موقع التصوير هادئاً وجاهزاً ذهنياً، فأنا لست بحاجة إلى جسمه ووجوده فقط، وكل ما يهمنّي هو عقله وإحساسه... فهما أهم من وقفته أمام الكاميرا. 

- مثّلت مع كبار النجوم في بداية مشوارك الفني. هل كان الاقتراب منهم أسهل كمخرجة أم كممثلة؟
شعرت بصعوبة التجربتين، وتزداد الصعوبة مع مرور الوقت. لكن طبعاً كممثلة، قد أكون متفلّتة من مسؤولية ما يدور حولي مقارنة بمخرجة تُدير موقع التصوير. الفنان الحقيقي يدرك قيمة الملاحظة التي توّجه إليه. أمر مستحيل أن أعلّم ممثلاً قديراً تقنية التمثيل، لكنني أوجّهه في تفاصيل الدور. أعتبر الممثل القدير جاسم النبهان «أبويْ» وأتعامل معه وكأنه والدي، فهو كبير في الفن ومخضرم. يبتسم حين يستمع إلى ملاحظاتي كاملةً. هو صديق والدي وتربطهما علاقة عائلية. لقد جمعتنا ثنائية الأب والابنة العام الماضي في «في عينيها أغنية».

- هل المخرجة هي من تختار من سيؤدي شارة المسلسل؟
المخرجة تختار كل التفاصيل تقريباً. وأنا أحب أن يكون العمل برؤيتي كاملاً. فرسالتي كمخرجة تكون من خلال تكوين هذا المسلسل من ممثل إلى ديكور مشهد... وقصة المسلسل تبدأ مع الشارة التي أحرص على أن يكون ثمة توافق فكري بيني وبين الصوت الذي سيؤديها. فدوري هو رواية هذه القصة.

- تجربتك الإخراجية الأولى كانت مع مسلسل «للحب كلمة» الذي أدى شارته ماجد المهندس...
أغنية المسلسل من كلمات ساهر، وألحان الدكتور عامر جعفر الذي جلست معه وشرحت له ما أرغب به. أردت صوتَ رجل حساساً يغني لامرأة ويطلب منها السماح. فالمسلسل يروي قصة خمسة رجال يلقون أعباء الدنيا على كاهل امرأة. لا تشكو المرأة في أغنيتي، بل طالبتُ الرجل بأن يعاملها كوردة، وهذه الزهرة عنصر أساسي في الإخراج. 

- كيف وجدت اعتذار ماجد المهندس من بطلتك؟
اعتذر ماجد المهندس من هذه المرأة بشكل مؤثر ومثالي. لم أجد فناناً أفضل منه لأداء هذه الأغنية، فهو صاحب الصوت القريب من قلب المرأة. لقد قدّم أداءً رائعاً وحققت الأغنية نجاحاً إضافياً إلى المسلسل. 

- ماذا عن مشعل العروج الذي أدى مقدمة مسلسل «في عينيها أغنية»؟
يتناول هذا المسلسل الشارع الخليجي وليس البيت الخليجي، ويتطرق إلى قضايا شبابية بحتة. كنت بحاجة إلى أغنية توصل صوت الشباب وتخرج عن إطار الأغنية الخليجية المعروفة. لقد لحّن مشعل هذه الأغنية أيضاً، وأوصل عصرية الشباب وأحلامهم... والتفاهة والطيش والجدية وعوالم اجتماعية مختلفة. 

- تحضر نوال الكويتية تلقائياً لدى الحديث عن مشعل، أين هي قيثارة الخليج اليوم؟
نعم، نوال الكويتية موجودة ولم تختفِ يوماً. قد يكون طموحها الغنائي تبدّل، هي صوت الكويت الذي افتتح «استاد جابر» نهاية العام الماضي. هي الكويت حتى لو لم تظهر كثيراً. أحب كل أغانيها وأظلمها لو ذكرت واحدة فقط.

- هل يمكن أن تُسدي إليها نصيحة في زمن يصعب فيه الغياب وسط منافسة فنية شرسة؟
لا يمكنني أن أنصح فنانة بحجم نوال... ستظل في المقدمة دوماً ولا نشعر في الكويت بأنها غائبة.

- من هو الصوت الخليجي الذي يطربك إلى جانب ماجد المهندس ونوال الكويتية؟
حسين الجسمي من الإمارات.

- هل ستكونين ممثلة أم مخرجة في رمضان 2016؟
سيكون من أغرب المواسم عليّ. فقد واجهت ظروفاً غريبة حالت دون قرارات فنية كدت لأتخذها. لكنني في المقابل أقدمت على خطوة ممتازة. هي تصوير مشاهدي في مسلسل «حالة خاصة» المأخوذ عن نص للكاتب التركي أورهان توران تحت إدارة المخرج عمار رضوان في الإمارات. أؤدي دور «حنين»، وتحكي القصة عن الأنانية ومحاولة التراجع عنها، والوصول إلى القمة من خلال القوة الداخلية. أما بالنسبة إلى التحضيرات الدرامية الأخرى، فمن بينها عمل من إخراجي لم أُبدِ موافقتي النهائية عليه بعد، ويشاركني في بطولته زوجي فؤاد وأخي وزميلي في المعهد حسين المهدي والفنان القطري الكبير عبدالعزيز الجاسم، إلى جانب وجوه شابة مثل ريم الفضالة وأمل محمد وهدى حمدان... 

- ألا تخشين من تكرار التعاون مع زوجك درامياً؟
الأهم ألاّ نكرر اللقاء الدرامي وتتشابه شخصياتنا مهما تقابلنا. لقد أحب الجمهور ثنائيتنا، كما أننا نلتقي على الدوام بطلب من المنتج. وقد صادف أن التقينا في المسلسل نفسه من دون أن يدور حوار بيننا أكثر من مرة.

- كمخرجة، ألا تُغريك المشاركة في المهرجانات السينمائية؟
طبعاً! أطمح إلى المشاركة في مهرجان دبي عن فئة الفيلم الطويل، لكنني لا أملك أي سيناريو اليوم. وسبق أن شاركتُ عن فئة «المهر العربي» للأفلام القصيرة، وقد حصل فيلمي على أكثر من جائزة في مهرجانات قطر وبغداد والخليج. أنا خريجة المعهد العالي للفنون المسرحية ولا علاقة لي بالدراما. ولطالما رغبت في أن أكون مخرجة، ولم أكن أتوقع أن أصبح ممثلة. سيحمل فيلمي الروائي الأول لمسة إنسانية. 

- أي قصة كويتية تجذبك اليوم؟
الشبابية البعيدة عن قضايا الميراث والعائلة والجد...

- كيف تنظرين كمخرجة وممثلة إلى الدراما المقتبسة عن أعمال أجنبية أو أفلام نجحت في هوليوود؟
لا أعارض الاقتباس طالما تمّ ذكر المصدر بأمانة. وأقتبس مما يعجبني ولا أتردد في ذلك إخراجياً. وأكثر من ذلك، أعتبر الأمر تطوراً بعيداً عن التكرار. 

- كمشاهدة، أي مسلسل لفتك ورغبت في متابعته في رمضان الماضي؟
أحببت مسلسل «تحت السيطرة» لنيللي كريم، كما تلفتني مدرسة غادة عبدالرازق رغم أنني لم أشاهد «الكابوس»، لكن أعجبني كثيراً «مع سبق الإصرار».

- ما الذي دفعك للقول بأن غادة عبدالرازق هي صاحبة مدرسة في مجال التمثيل؟
أصبحت غادة بأدائها التمثيلي صاحبة خط خاص بها. 

- منْ مِن الممثلتين تودين أن تكون بطلة مسلسل من إخراجك؟
أحتاج إلى تحديد الدور أولاً! لكنني لن أختار أياً منهما، لدي فضول في أن تكون يسرا بطلة تحت إدارتي. ليت هذا الحلم يتحقق العام المقبل. أحبها في الدراما والسينما. هي فنانة حقيقية، ولفتتني كثيراً مع عمرو دياب في فيلم «ضحك ولعب وجد وحب». 

- كيف تقيّمين تردد عمرو دياب في خوض تجربة «الشهرة» في الدراما منذ مواسم عدة؟
أحترم تردّده في تقديم مسلسل «الشهرة»، وأفهمه جيداً، خصوصاً أنه نجم وصل إلى القمة. هو يدرس كل خطوة يُقدم عليها، فقرار عشوائي قد ينال من تاريخه الفني.

- غالبية المخرجات العربيات دخلن عالم الكليب في بداية الطريق، لو أردت إخراج كليب لنجمة تحبينها فمن تكون؟
لم أنطلق إخراجياً من عالم الأغنية المصورة كغالبية المخرجات العربيات، لكنني لا أرفض الفكرة. لقد دخلت عالم الدراما مباشرة. وأتمنى لو أن «الهضبة» عمرو دياب يطلب مني أن أصور له أغنية من ألبومه الجديد.

- هل ستغيب عشرات الفتيات من كليب عمرو دياب لو تم التعاون بينكما؟
هذا أسلوبه الذي بدأ فيه... المطرب والعارضات من حوله. ومع ذلك، لقد ظهر في كليب «أنا عايش» من دون جميلات. ستحدّد الموسيقى فكرتي الإخراجية الخاصة بكليب عمرو دياب. يليق به الغناء وسط كل هؤلاء الجميلات!

- برزت في عالم الإخراج السينمائي أسماء نسائية لامعة، من لفتتك بينهن؟
لا أستطيع ذكر اسم مخرجة فقط لأنها من النساء. لا أجد نفسي مجبرة على تسمية امرأة مخرجة حين أتطلع إلى مهنة الإخراج، وأريد أن أبدي إعجابي بتجربة ما. أنظر إلى هذه المهنة كفن قد تمارسه امرأة أو رجل على حد سواء. لا أملك هذه العنصرية النسائية في الفن.

- باركت أخيراً لحياة الفهد جائزة مجلس دول التعاون الخليجي للتميّز الأولى من حاكم قطر الشيخ تميم. هل تنحصر سيادة الشاشة اليوم باسمها واسم سعاد عبدالله؟
حياة الفهد هي سيدة الشاشة، وسعاد عبدالله سندريلا الشاشة. لكل منهما لقبها. هما قديرتا الشاشة العربية وتنحصر سيادتها بهما أطال الله بعمريهما. هما الرقم واحد في منطقة الخليج، واسمان لهما تاريخ طويل، وحتى اليوم تحرص كل منهما على أن تطل بتميّز على الجمهور. هما مثال حيّ للجيل القديم... والحالي الذي يكثر فيه نموذج «عطيني فلوسي وخليني أمشي». أكرر أن الفن ليس مصدر رزق. الفن هو الفن أولاً، وألّا أتعاون مع ممثل معين لأنه صديقي... فهذا ليس فناً.

- في «أم البنات» وأمام سعاد عبدالله، كيف تستعيدين تلك اللحظات؟
هي صديقة والدتي ودرستا معاً في الجامعة. وحين مثلت معها، كنت بمثابة ابنتها. كنت صغيرة للغاية وكانت تعطف عليّ وترشدني كثيراً. كان صوتي منخفضاً، وأسمع الكثير من الملاحظات نتيجة ذلك، لكن الأستاذة سعاد كانت تؤكد للجميع أن هذا صوتي الطبيعي، وكانت تحضنني وتحرص على تأمين الراحة لي.

- نلت جائزة أفضل ممثلة خليجية أكثر من مرة، هل تكتفين بالمحلية؟
حلم أي فنان أن ينتشر عربياً. أطمح إلى أن أثبت موهبتي أمام جمهور أكبر، وأن يتعدى هذا الطموح المنطقة العربية. أجد أن الممثل الخليجي اليوم خارج الدائرة المحلية... حتى الكاتب الخليجي. فهبة مشاري حمادة كتبت «سرايا عابدين».

- هل نقل هذا المسلسل التاريخ بأمانة؟
لا بأس بالمبالغة الدرامية، لم تكن مهمة هبة أن تنقل الواقع مئة في المئة. وهذا جائز درامياً، خصوصاً أن ثمة حدثاً بارداً في الواقع. الدراما اسمها دراما! أي أنها تحتاج إلى القليل من التوابل والتشويق.

- لفتني ترويجك لمسرحية «أليس في بلاد الأقزام»، كمخرجة ألاّ تجدين أن نسخ الشخصيات من أفلام ديزني يحد من خيال الطفل الخليجي؟
لا أشارك في هذه المسرحية، لكنها من إعداد أصدقائي، وهم من أهم شباب اليوم في مسرح الطفل. يستحقون دعمي وأن يكتشف الجمهور فنّهم. لقد قدمنا في الكويت مسرح طفل غير مقتبس عن شخصيات ديزني. أما إعادة صياغة قصة كلاسيكية فأجدها عرفاً فنياً بمضمون مختلف. كم مرةً أُعيد تقديم قصة «بياض الثلج» في السينما؟ ولو أردت شخصياً إعادة تقديم قصة من عالم ديزني فستكون حتماً «الأميرة النائمة» أوBeauty And The Beast. وسأؤدي دور Belle لأنها تشبهني كثيراً وتحب القراءة. أحب أفلام الخيال.

- كيف تقيّمين مستوى الدراما الكويتية اليوم مقارنة بالمصرية والسورية واللبنانية؟
لا تقل الدراما الكويتية عن أي دراما عربية أخرى مع وجود طاقات شابة اليوم. بدأ المشاهد الكويتي يبحث عن القصة المختلفة نسبياً. يحظى النجوم الخليجيون بعدد هائل من المتابعين عبر «إنستغرام»، وهذا دليل نجاح وجماهيرية ومتابعة لأعمالهم، كما تحقق الشاشات التي تُعرض عليها أعمال خليجية نسب مشاهدة عالية.

هذه أنا

- تنشرين صوراً وكأنك واثقة جداً بأنك امرأة جميلة...
الجمال ينبع من الداخل. هو حب النفس أولاً... ولا يقوم على مقاييس محددة أو حجم شفاه معين أو شكل حاجبين لا بد من اعتماده أو أنف صغير. لا أنهمك بفكرة أن أكون صارخة الجمال، بل صاحبة بشرة نضرة ونظيفة. هذا جمالي الخاص الذي يميّزني عن غيري. لا أحتاج إلى أن أكون جميلة كممثلة، بل أحتاج فقط الى أن أمثّل بجمال. 

- متى تشعرين بأنك أجمل امرأة في العالم؟
حين أكون على طبيعتي،وأشعر بأن هذه أنا ولم يصنع مني الماكياج امرأة أخرى.

- ماذا يعني لك أن تكوني سفيرة لـ Garnier؟
تشبهني «غارنييه» كثيراً، لكون مستحضراتها مزيجاً من مكونات طبيعية.

- ما هو روتينك اليومي للاهتمام ببشرتك؟
قد أُجبر على وضع الماكياج لساعات طويلة، لكن في الأيام العادية أحرص على غسل وجهي وبسط مرطب نهاري عليه. أحب BB Cream كثيراً وأستخدمه منذ حوالى 5 سنوات. تروقني تركيبته الرقيقة التي تمنح بشرتي  لوناً خفيفاً، فهو يحتوي على كريم أساس وواقٍ من الشمس. كما أشرب كمية كافية من الماء المنعش على امتداد النهار. 

- أي مشكلة جمالية قد تمثّل كابوساً حقيقياً بالنسبة إليك؟
البثور ربما! لا أواجهها، وقد يكون اعتنائي ببشرتي وتنظيفي العميق لها هما السبب.

- هل نمت يوماً قبل إزالة الماكياج، في عمر المراهقة ربما؟
نعم، فعلتها أكثر من مرة. لكن والدتي كانت تنهال عليّ بالنصائح وتقول لي على الدوام: «البشرة تتنفس ليلاً». لطالما لاحقتني بضرورة ترطيب بشرتي. فبدأت أخاف من أن تشرب بشرتي كريم الأساس ليلاً!

- تمثلين علامة تجارية اليوم وتتحدثين باسم Garnier عن العناية بالبشرة، ما أول نصيحة جمالية قد تسدينها للمرأة الخليجية؟
أنصح المرأة الخليجية بأن تشرب كمية كافية من الماء، لأننا نعيش في منطقة طقسها حار جداً. فجفاف البشرة يفقدها شبابها ورونقها.

- هل تشعرين بأنك أكثر أنوثة مع شعر طويل؟
لا، فالشعر القصير لا يفقد المرأة أنوثتها. الأنوثة ليست مرتبطة بالشكل أو التسريحة أو الصوت. فقد يكون الله وهبني صوتاً عريضاً كامرأة! هل يعني هذا أنني لستُ أنثى؟ الأنوثة هي إحساس وأدب وأخلاق وأسلوب كلام واحترام المرأة لزوجها، وألاّ أدخل مكاناً وأسبّب إزعاجاً لأحد.

- ما الذي يعنيه أن تكوني صاحبة 4 ملايين متابعة عبر «إنستغرام»؟
أحمد الله على محبة الناس، والقبول هدية من رب العالمين. أنا أول فنانة عربية تحصد 4 ملايين متابع عبر «إنستغرام»، ويفرحني ذلك كثيراً ويجعلني أتمسك ببساطتي وتلقائيتي عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وهذا ما يبحث عنه الجمهور.

- ما هو ألذ طبق كويتي بالنسبة إليك؟
أشتهي تناول الطعام من يد أمي مهما طبخت. وأطلب منها إعداد مجبوس الدجاج على الدوام.