هذا هو العلاج الذي سيجعل السرطان من التاريخ!

العلاج,السرطان,التاريخ

كارين اليان ضاهر 02 فبراير 2016

استناداً إلى دراسات أجريت في عام 2014، ارتفع معدل الإصابة بالسرطان في لبنان بنسبة 5,4 في المئة لدى الذكور، و4,5 في المئة لدى النساء. وقد ظهر هذا الارتفاع بشكل خاص في أنواع محددة من السرطان، وهي سرطانات الكبد والبروستات لدى الذكور، وسرطانات الكبد والغدة الدرقية وعنق الرحم لدى النساء. ويتوقع أن تقارب معدلات الإصابة في عام 2018، 339،5 حالات لكل 100000 حالة من الإناث و296 حالة لكل 100000 من الذكور. هذا فيما تبرز بشكل خاص أنواع معينة شائعة من السرطان، هي سرطانات البروستات والمثانة والرئة وأورام اللاهودجكن والقولون لدى الذكور، في مقابل سرطانات الثدي والمبيض وأورام اللاهودجكن والرئة والقولون لدى النساء.

إلا أن هذه الزيادات قد لا تكون كلّها ناتجة من تفاقم مسببات المرض وشيوعه أكثر، بل تتعلق أحياناً ببرامج الفحص الشامل. لكن في الوقت نفسه يبدو أن ارتفاع معدلات التدخين، بين النساء بشكل خاص، قد يكون سبباً أيضاً.

في المقابل ينذر ارتفاع سنوات العيش وزيادة نسبة الكبار في السن بزيادة حالات الإصابة بمرض السرطان في المستقبل وانتشاره أكثر فأكثر. إلا أن بروز تطور ثوري جديد في علاج السرطان يعد بتولّي هذه الحاجة المتزايدة بتوافر العلاجات المناعية وتحديداً بعلاج جديد يرتكز على جزيء الـ"بيمبروليزوماب" ويوصف للمرضى الذين هم في مراحل متقدمة من سرطان الرئة والجلد. هو عبارة عن جسم مضاد يؤدي عمل الجهاز المناعي في الجسم لمساعدته في الكشف عن الخلايا السرطانية ومحاربتها.

علماً أن هذا الدواء يعطى عبر الوريد لمدة نصف ساعة كل 3 أسابيع بجرعة 2 مللغ/كلغ.
في مؤتمر أقامته شركة MSD على هامش المؤتمر الذي أطلقت شركة Merck Sharp&Dohme الدواء الجديد بعد حيازته على تصديق إدارة الأغذية والأدوية ووزارة الصحة في لبنان، تحدث الاختصاصيون عن علم المناعة الذي يسجّل تحوّلاً في علاج السرطان والذي يعد بانقلاب في هذا المجال بعدما بدأ دوره الفاعل في معالجة حالات سرطان الرئة ذات الخلايا غير الصغيرة وسرطان الجلد.

كما تم عرض دراسات تظهر النتائج الواعدة للدواء الذي قد ينقذ كثيرين من مرض السرطان. وتجدر الإشارة إلى ان لبنان هو البلد الأول بعد الولايات المتحدة الاميركية الذي يطلق هذا العلاج الجديد كعلاج لسرطان الرئة ذات الخلايا غير الصغيرة. وتجدر الإشارة إلى انه في الحالات التي يكون فيها السرطان من نوع ميلانوما منتشراً لا يعيش المريض اكثر من اشهر قليلة. أما مع العلاج المناعي فحتى الآن، تمتد سنوات العيش الى أكثر من 5 أو 10 سنوات.

أما بالنسبة إلى التكلفة، فمما لا شك فيه ان تكلفة العلاجات الموجهة كانت أكبر بكثير رغم أن فاعليتها كانت أقل. فالعلاجات السابقة كانت تعد بأشهر إضافية للمريض في الحالات المتقدمة في هذين النوعين من السرطان وفي حالات السرطان من نوع اللاهودجكين، أما العلاج المناعي فيعد حتى الآن بسنوات إضافية. في كل الحالات يبدو العلاج المناعي بمثابة نقلة نوعية في معالجة السرطان. فثمة مرضى يمكن أن يعيشوا سنوات أكثر فيما لم يكن ذلك وارداً مع العلاجات السابقة وكانت الوفاة مكتوبة لهم.