فهد غازولي: عبد الحسين عبد الرضا وناصر القصبي كرّرا نفسيهما

فهد غازولي, مخرج, المملكة العربية السعودية, مسلسل, السينما

27 أكتوبر 2013

عاتب المخرج الدكتور فهد غازولي منتجي ونجوم الدراما الخليجية على المستوى الذي ظهرت به الأعمال الدرامية خلال شهر رمضان، وقال: «من حق المشاهد أن يبتسم مع نجوم بحجم ناصر القصبي وعبد الحسين عبد الرضا»، مشيراً إلى أن النجوم لم يقدموا كوميديا حقيقية، ومطالباً هيئة الإذاعة والتلفزيون السعودية بتفعيل الإنتاج الدرامي في كل قنواتها...


- كيف تقرأ ما عرض من أعمال درامية في شهر رمضان؟
أعمال هذا العام لم تحقق ما كان متوقعاً من النقاد والجمهور المتعطش للدراما الخليجية في موسم شهر رمضان، فالكل كرر نفسه ولم يقدم الجديد والمميز، لذلك لم نشعر باهتمام المشاهد للحديث عن أي مسلسل خلال شهر رمضان المبارك.
والواقع أن نجوم اليوتيوب خطفوا بريق النجومية كونهم يعملون طوال العام لطرح أعمال جيدة فيما يقدم نجوم الدراما الخليجية عملاً واحداً فقط خلال شهر رمضان، وهذا ما دفع الجمهور إلى الاهتمام بنجوم اليوتيوب أكثر من نجوم الكوميديا الخليجية.

- أي مسلسل كان الأكثر تميزاً؟
للأسف لا يوجد مسلسل خليجي قدم لوحة فنية نستطيع أن نشير إليها بالبنان، علماً أني كنت أتوقع أن يمثّل مسلسل «أبو الملايين» عودة للكوميديا الخليجية التي كنا ننتظرها منذ حقبة طويلة، إلا أن النص لم يقدّم رسالة جديدة أو حبكة درامية مختلفة.
وأرى أن عبد الحسين عبد الرضا وناصر القصبي كررا نفسيهما ولم يقدما الجديد. أما «البيت بيت أبونا» فلم يحظَ بالمشاهدة ولم يسجل حضوراً كونه لم يقدم جديداً من حيث فكرة النص والطرح رغم عودة الثنائي حياة الفهد وسعاد عبد الله للعمل معاً.
وفي «سكتم بكتم» و»كلام الناس» لم يحقق العسيري والمالكي ما حققاه من نجاحات في الأعوام السابقة بسبب التكرار. ورغم اجتهاد الفنان عبد الله السدحان في مسلسل «هذا حنا» فإنه قدم حلقات على نمط «طاش».

- وما رأيك في «واي فاي»؟
مجرد تقليد لشخصيات ونجوم، وهذا لا يعد فناً. الجمهور يبحث عن الجديد والمغاير لإرضاء ذائقته الفنية، كونه لم يعد ذلك المتفرج السطحي الذي يقبل بكل ما يقدم له.

- هل هناك محاباة لبعض المنتجين من جانب هيئة الإذاعة والتلفزيون؟
هذا الكلام هو مجرد حديث مجالس ومن مصادر غير مسؤولة. هيئة الإذاعة والتلفزيون لم تقصر في منح المساحات الرحبة للمنتج السعودي لتقديم أعمال تحمل الفكر العصري والمضمون الذي يعالج القضايا الشائكة في المجتمع. ويبقى الدور الأكبر للمنتج نفسه.
إلا أنني أتمنى على الهيئة تفعيل كل القنوات الفضائية السعودية بالمادة الدرامية لكسب أكبر عدد من الجمهور السعودي والخليجي بشكل عام، والدليل مسلسل «شباب البومب» الذي عُرض على قناة الرياضية السعودية وحقق نجاحاً.
كما يجب تفعيل الدراما في كل مناطق المملكة، لقيام ثورة من الإبداع والتنافس الإيجابي.

 - إلى أي الأسباب يرجع فشل العديد من أعمال شهر رمضان رغم الدعم السخي الذي قدم لها؟
أنا أتحدث عن الأعمال الرمضانية بعين المشاهد وليس الناقد، فمثلاً لو تناولنا مسلسل «أبو الملايين»، نحن كخليجيين ننتظر مثل هذه التوليفة الجميلة التي لم يستطع تركيبها سوى قناة MBC، ومنذ زمن ونحن نشاهد النجم الكبير عبد الحسين عبد الرضا ونتغنى بأعماله وطريقة أدائه المذهل، ألا انه لم يظهر في مسلسل «أبو الملايين» بالقوة نفسها من حيث الحضور والأداء.
أيضا النجم ناصر القصبي الذي ظهر إلى جانب عبد الحسين عبد الرضا لم يقنعنا. لذا لم نشعر بكوميديا حقيقية ولم نستطع الضحك على «ايفيهات» المسلسل.

- هل على كل مخرج أن يتخصص في التراجيديا أو في الكوميديا للوصول إلى نسبة جيدة من النجاح؟
هذا إجحاف في حق المخرجين. الإخراج لغة ورؤية تختلفان من مخرج إلى آخر، والدليل أن هناك العديد من المخرجين العرب حققوا نجاحات في أعمال مختلفة ما بين الكوميديا والتراجيديا. لماذا لا نستفيد مما يحملونه من فكر إخراجي عصري، من خلال تقديم أعمال كوميديا أو تراجيديا، وعندما يكون لدينا نص جيد وممثلون متمكنون وإنتاج سخي لابد أن يكون لدينا نتاج ناجح.

- هل يحق للمنتج والمخرج تعديل النص أثناء التصوير؟
يفترض أن يكون مؤلف النص موجوداً داخل «اللوكيشن» أثناء التصوير للاستجابة لأي طلب تعديل، وهذا ما أعتمده في الأعمال التي أرشح لإخراجها. وللأسف أصبح المنتج هو المؤلف وكذلك المخرج ومدير الإنتاج، وذلك ما يسبب العديد من الأخطاء.

- لماذا لا يوجد لجنة متخصصة لتقويم العمل الدرامي قبل إنتاجه؟
نتمنى تشكيل كوادر متخصصة لتفنيد الأعمال بعيداً العلاقات الشخصية والعواطف.

- أين المتخصصون سينمائياً في مهرجان الفيلم السعودي؟
نحاول استقطاب شخصيات لها باع في المجال الفني، مثل المخرجة السعودية هيفاء المنصور التي حصلت على العديد من الجوائز في المهرجانات السينمائية.
أيضاً الفنان عبد الإله السناني لديه رؤية جيدة في مجال السينما، والفنان والسيناريست خالد الحربي له باع طويل في مجال الإنتاج الدرامي والكتابة.
وبصراحة حاول المسؤول عن المهرجان ممدوح سالم استقطاب بعض المتخصصين ولكنه لم ينجح في ذلك إذ كان من المفترض أن يكون في اللجنة المخرجان خالد الطخيم وعبد الخالق الغانم.