ناجية الربيع: الدراما السعودية تقف في دائرة البداية رغم مرور نصف قرن

ناجية الربيع, المملكة العربية السعودية, مسلسلات, خليجي

27 أكتوبر 2013

ظهرت الفنانة والمخرجة التلفزيونية ناجية الربيع في العصر الذهبي للإنتاج الدرامي السعودي، وحققت انتشاراً عبر أعمال خليجية في الكويت، ومصر.
وتعدّ الفنانة السعودية الأولى التي انطلقت على المستوى العربي إلى جانب نجوم مصر لتؤكد موهبة العنصر النسائي السعودي.
تتفرد بثقافتها التراكمية في مجال العمل الإعلامي والفن مما جعلها تقدم نفسها بقالب مختلف عن غيرها من الفنانات السعوديات. في حوارها مع «لها» تحدثت عن شؤون عديدة تهم الدراما والفنان السعودي...


- كيف تقوّمين مستوى الدراما العربية عموماً والخليجية خصوصاً؟
الدراما العربية بشكل عام فيها تقدم وهناك محاولات جادة للدخول في مرحلة جديدة من التطور الفكري والتقني، وأقصد بذلك المواضيع المختلفة التي أصبحت تتطرق إليها النصوص بفكر مختلف عن الماضي، بالإضافة إلى معدات التصوير والمونتاج، والفنيين المثقفين، مما يساعد المخرج على تطوير أساليبه الإخراجية.
كذلك، ظهر عدد لا بأس به من المخرجات العربيات في كل مجالات الإخراج السينمائي والتلفزيوني من دراما وإعلانات وأغانٍ.
وبالنسبة إلى الدراما الخليجية، ثمة تحسن مستمر، إلا أن الدراما السعودية ما زالت في البدايات رغم وجود الإمكانات التي تتيح للمنتج الحقيقي تقديم أعمال ينافس من خلالها الإنتاج العربي.

- ما الذي يضع الدراما السعودية في البدايات؟
عدم وجود الخبرة، والدراية الكافية بلعبة الإنتاج لدى معظم المنتجين السعوديين، وتحول فكرهم الأدبي والثقافي والفني إلى فكر مادي بحت لأجل الكسب السريع على حساب القنوات الفضائية التي بدورها تقوم بتعميد منتجين يستخفون بعقول المشاهدين بحجة الكوميديا والإضحاك.
وهذه أعمال الهابطة للأسف تضحك الكثيرين، ولكنها أيضاً تبكي كثيرين. فبعض المسلسلات الكوميدية الخليجية، وبالأخص السعودية، تستخف بعقل المشاهد بدل أن ترتقي بفكره.

- لماذا يهمّش المنتج السعودي رموز الفن السعودي ويفضل الوجوه الجديدة؟
المنتج السعودي يستكثر الأجر الذي يتقاضاه الفنان المحترف والمخضرم، و ينظر إلى الأمر نظرة اقتصادية، مما يجعله يعتمد على الوجوه الجديدة.
كما أن الإنتاج السعودي توقف فترة، مما دفع الممثلين السعوديين إلى التحليق خارج الوطن فأصبحت تجاربهم بعيدة عن الدراما السعودية.

- كيف تقرأين عودة حياة الفهد وسعاد عبدالله إلى العمل معاً هذا العام من خلال مسلسل «البيت بيت أبونا»؟
لاشك أن سيدة الشاشة الخليجية حياة الفهد والسندريلا سعاد عبد الله من المدارس الفنية ذات التجارب العميقة وتملكان تاريخاً طويلاً في العمل الدرامي، وسبق أن قدمتا أعمالاً مشتركة حققت نجاحاً على المستوى العربي.
وإذا نظرنا إلى فترة استقلال كل منهما بأعمال من إنتاجهما لوجدنا أن كلتيهما نجحت في استقطاب الجماهير الخليجية والعربية بأعمال تلقي الضوء على حياتنا ومشاكلنا وتراثنا. وعودتهما هذا العام في شهر رمضان المبارك أضافت إلى توهج الكوميديا والدراما الخليجية بشكل عام.
وأعتقد أن مسلسل «البيت بيت أبونا»، سيضاف إلى مجموعة أعمالهما التي لا يمكن أن تنسى وسيعيد التوازن الحقيقي إلى الكوميديا الخليجية النسائية.

- وماذا عن مسلسل «أبو الملايين» الذي يجمع القدير عبد الحسين عبد الرضا وناصر القصبي؟
قرار ناصر القصبي الخروج من عباءة «طاش» صائب، بعد أن قدما كل ما لديهما في المسلسل الشهير «طاش» الذي ألقى الضوء على أغلب المشاكل الاجتماعية التي يعانيها المجتمع السعودي. وآن الأوان للبحث عن خط جديد ومختلف، لتقديم مادة فنية ورسالة جديدة للمتلقي الذي أحبهما وتعود على لقائهما في كل عام.

- شاركت في مسلسل «أنت طالق»، من إنتاج الفنان محمد بخش، كيف تقوّمين هذه التجربة؟
المسلسل ناقش قضية شائكة في المجتمع السعودي، وطرحها بأشكال مختلفة من خلال أنماط اجتماعية متعددة. وقد أديت شخصيات مختلفة في تركيباتها السيكولوجية.

- ما الذي غيّبك عن العمل في الدراما؟
أنا لم أتوقف عن العمل في الدراما التلفزيونية، وشاركت طوال ما يقارب 20 عاماً في أعمال مختلفة لمنتجين سعوديين في مصر، ولكن أغلب هذه الأعمال من إنتاج شركة دلّه السعودية، وعرضت على قناة «الحكايات» التي هي إحدى قنوات ART المشفرة.

- بعد جيلك من الممثلات لم تظهر فنانة سعودية حققت النجومية، فما هي الأسباب؟
إلى جانب الموهبة تحتاج النجومية إلى الثقافة العامة والدراسة الأكاديمية، بإلاضافة إلى الشغف الحقيقي، والرغبة في العمل والتواصل لتحقيق الذات وتقديم رسالة للمجتمع.
ولكن للأسف تجد أن معظم المنتجين والمخرجين يعتمدون على الجمال الظاهري للفنانة دون أي تقدير للموهبة الحقيقية والدراسة الأكاديمية. وباتت الفنانات يعتمدن على الشكل وليس المضمون.

- ما سر غياب الجانب الثقافي في التخصص لدى الإعلاميين والفنانين السعوديين؟
دراسة الإعلام لم تُعتمد في الجامعات السعودية إلا في السنوات الأخيرة ولا تشمل كل التخصصات الإعلامية مما يؤثر على ثقافة المنتسبين إلى المجال الإعلامي.
ولا توجد لدينا معاهد خاصة لدراسة الموسيقى، والفنون التشكيلية، والإخراج السينمائي والتلفزيوني لتخريج أكاديميين مواكبين لمستجدات الفن في العالم.
كما نفتقر إلى كيان مفعل بشكل جيد مثل نقابة للفنانين مقارنة بالدول العربية والخليجية. الجمعية العربية السعودية للفنون والثقافة لا تستطيع بمفردها رعاية الفنانين رغم وجود فروع لها في مختلف المدن السعودية، وذلك ما يجعلنا في مصاف الدول المتأخرة فنياً، فالفنان يحتاج إلى من يحمي حقوقه الفكرية، والأدبية، إضافة إلى الاهتمام به اجتماعيا وصحياً.

- هل العملية الفنية تفتقر إلى مبدعين حقيقيين في السعودية؟
للأسف هذه هي الحقيقة التي لا نستطيع التنصل منها.

- ما الذي جعلك تعتذرين عن عدم المشاركة في بطولة مسلسل «أهل البلد»؟
اتصلت بي إدارة انتاج مسلسل «أهل البلد»، وأُرسل النص إليّ. وبعد قراءة دوري وافقت على تجسيد شخصية رقية، وعلى الأجر أيضاً. بعد ذلك قدم لي الفنان محمد بخش عرضاً للمشاركة في مسلسل «أنت طالق»، ولتقديري للأستاذ خالد الطخيم منتج ومخرج مسلسل «أهل البلد»، اتصلت بمدير إنتاجه وأخبرته بعرض الفنان محمد بخش وسألت هل هناك مجال للجمع بين العملين؟ فلم يمانع شرط أن يكون هناك تنسيق ما بين إدارتي إنتاج العملين للتصوير في الطائف وجدة، وكان الاتفاق أن لا يتعدى تصوير مشاهدي في «أهل البلد» ثلاثة أسابيع.
أخبرت محمد بخش بذلك، وبعد حصولي على موافقة الطرفين بأيام، طلب مني محمد بخش الذهاب إلى جدة والبدء بتصوير مشاهدي. ذهبت إلى جدة وبعد إبرام العقد مع محمد بخش أخبرني بان هناك صعوبة في عملية التنسيق بين العملين، وفي اليوم التالي أتاني اتصال من إدارة إنتاج خالد الطخيم بأن دور رقية أُسند إلى الفنانة الكويتية منى شداد.
وأقترح الطخيم أن أجسد شخصية أخرى تحمل اسم «حليمة»، لكني رفضت المشاركة. فمسلسل «ابن البلد» يتحدث عن مكة والبيئة الحجازية وشخصية رقية تليق بي أكثر من أي فنانة خليجية.
مع احترامي لخيارات خالد الطخيم وللزميلة الفنانة منى شداد، فإن هذا التصرف الذي بدر من الطخيم لا مبرر له، وربما يكون اشتراكي في مسلسل محمد بخش قد سبب مشكلة له، وأتساءل لماذا أبدى موافقته في بداية الأمر؟