الفنانة التونسية فاطمة ناصر: أصدقائي في الوسط الفني خذلوني

الفنانة التونسية,فاطمة ناصر,الوسط الفني,موهبة,الأدوار الجريئة,مسلسل,الأعمال الفنية,مجال الفن,أمواج متلاطمة,الفنية,التمثيل,بطولة مسلسل,مصر

نيرمين زكي (القاهرة) 21 فبراير 2016

بكل جرأة تؤكد أن أصدقاءها في الوسط الفني خذلوها ولم يمدّوا لها يد المساعدة. الفنانة التونسية فاطمة ناصر، التي تسعى إلى تثبيت أقدامها في مصر، وتخوض أولى بطولاتها المطلقة في فيلم جديد، تتحدث عنه وعن عملها مع هاني سلامة في مسلسله الجديد، وتكشف رأيها في هند صبري وظافر العابدين، وحقيقة ندمها على العمل مع مصطفى شعبان، وتعترف بتقديمها مشاهد جريئة في عملين، وتكشف العيب الذي لا تطيقه في الرجل، وموقفها من الزواج اليوم.


- تخوضين أولى بطولاتك المطلقة من خلال فيلم «روج»، ألا تخشين من هذه الخطوة، خاصةً أنك لم تشاركي سوى في بطولة القليل من الأعمال الفنية في مصر؟
لا أنكر أنني مرعوبة من هذه الخطوة، لكن إعجابي بقصة الفيلم جعلني أشعر بأن العرض مغرٍ، وأن رفضه سيكون قراراً خاطئاً، لأن الفرص الجيدة لا تتكرر كثيراً.
فمن خلال فيلم «روج»، أنا بطلة «من الجلدة إلى الجلدة» كما يقال، والفيلم يحقق المعادلة الصعبة، لأنه يجمع بين المعايير الفنية والتجارية، كما أنه يقدم لي مساحة كبيرة للتمثيل وإظهار إمكانياتي وقدراتي الفنية.

- كيف كان استعدادك للدور؟
هذا الفيلم تطلّب مني جلسات عمل مكثفة مع المخرج جون إكرام للاتفاق على كل التفاصيل الخاصة بالشخصية. قرأت السيناريو أكثر من مرة، ورغم بساطة القصة إلا أنها شخصية مركبة.

- وماذا عن تفاصيل دورك؟
أجسد دور فتاة تعاني من الضغوط الاجتماعية في حياتها، بسبب ظروفها المادية الصعبة التي تضطرها للعمل في مركز تجميل للإنفاق على نفسها وعائلتها، والفيلم يتحدث عن حياة الكثير من الفتيات المصريات، وأحلامهن وطموحاتهن والمشاكل التي تواجههن أيضاً.

- تعرض التصوير للتأجيل لأكثر من مرة، فما السبب؟
بعض المشاكل الإنتاجية أجبرتنا على وقف التصوير لأكثر من مرة، مما جعلني أضطر للاعتذار عن العديد من العروض السينمائية والدرامية، ومنها فيلم «زهرة حلب» الذي كان من المفترض أن أتعاون من خلاله مع هند صبري، وفيلم «عصمت أبو شنب» للفنانة ياسمين عبدالعزيز، وأيضاً مسلسل «سمرا» مع نادين نجيم.

- هل وجدت أي تشابه بينك وبين دورك في الفيلم؟
رغم أن المستوى الاجتماعي للشخصية لا يتشابه مع مستواي الاجتماعي، إلا أن الشخصية تشبهني كثيراً في حبها للحياة وتفاؤلها بالمستقبل، وطموحها وأحلامها التي لا تنتهي، بالإضافة إلى لقائها بأشخاص جدد أفضل من القدامى.

- هل معنى كلامك أنك غير راضية عن العلاقات الاجتماعية في حياتك؟
بالفعل، لأنني تعرضت للخداع كثيراً، وهناك أشخاص خذلوني خلال الفترة الماضية، فالمواقف والأيام أثبتت لي أن هناك أشخاصاً لا يحبون الخير لغيرهم.
منذ دخولي مجال الفن وأنا أتعرض لصدمات في حياتي، ورغم أنني أمتلك صداقات داخل الوسط الفني، لم أجد شخصاً يساعد الآخر، بل على العكس، إذ علمت بالصدفة أنني كنت مرشحة لبطولة فيلم وتم استبعادي منه من جانب مخرج يُعد صديقاً مقرباً لي، فهذا الموقف صدمني. وهناك موقف آخر غريب تعرّضت له، فقد فوجئت بمكتب المنتج السُبكي يتصل بي ليبلغني بموعد تصوير فيلم لم يعرض عليَّ من الأساس، ووقتها عبّر لي السُبكي عن دهشته من عدم اتصال المسؤول بي ليخبرني بتفاصيل الفيلم، وللأسف اعتذرت منه لأنني كنت متعاقدة على أعمال أخرى. أشعر بأن هناك أشخاصاً لا يريدونني في هذا المجال، وهناك أشخاص يستبعدونني من عمل فني ليعطوه لفنانة أخرى بدلاً مني.

- بدأت مشوارك الفني في مصر منذ سنوات قليلة، فهل ما زلت تجدين صعوبات في إتقان اللهجة المصرية؟
أريد أن أكشف شيئاً لا يعرفه الكثير، وهو أن بعض المخرجين يعتقدون بأنني مصرية ويفاجأون عندما يعلمون أنني تونسية، ولم أبدأ مشواري في مصر إلا منذ سنوات قليلة.
وأعتقد أن ما يساعدني في إتقان اللهجة المصرية، مشاهدتي للأعمال المصرية منذ طفولتي، بالإضافة إلى أنني أمتلك صداقات مع بعض المصريين قبل دخولي مجال الفن، لكن لا أنكر أن الأمر يحتاج إلى جرأة، فالخوف من نطق بعض الكلمات بشكل خاطئ يربك الفنان.

- تشاركين هاني سلامة بطولة مسلسل «قسمتي ونصيبك»، ما الذي حمسك لهذا العمل؟
وجود هاني سلامة ونخبة كبيرة من الفنانين كان السبب الرئيسي وراء تعاقدي على هذا المسلسل، الذي لا أظهر إلا في حلقة واحدة منه، فحلقات هذا العمل متصلة منفصلة، وكل فنانة تشارك في بطولة حلقة أو حلقتين وتقدم قصة مستقلة بها، وأتمنى أن ينال هذا العمل إعجاب الجمهور.

- هل تؤمنين بالقسمة والنصيب؟
بالطبع، فالإنسان لا يمكن أن يغير إرادة الله، لذلك يجب أن يشعر الإنسان بالرضا التام ويبتعد عن التذمر.

- من هم الفنانون التوانسة الذين حققوا نجاحاً كبيراً في الوطن العربي في رأيك؟
هند صبري بدون أي تفكير، فهي واحدة من أهم نجمات الوطن العربي، وتمتلك الآن رصيداً فنياً ضخماً، وتحظى أعمالها دائماً بنسبة مشاهدة عالية. ورغم أن ظافر العابدين بدأ في اتخاذ خطوات فنية في مصر منذ سنوات قليلة، إلا أنه حقق نجاحاً كبيراً وأنا فخورة به، وأتمنى أن يجمعني به عمل فني قريباً.

- هل تخططين للتقليل من خطواتك الفنية في تونس من أجل التركيز على التمثيل في مصر؟
لا أفكر بهذه الطريقة، لأنني أوافق على العمل الجيد فقط، بغض النظر عما إذا كان مصرياً أو تونسياً، كما لا أميل إلى تقديم مسلسلات تونسية، بعدما شاركت في بطولة عملين وأشعر بالندم عليهما، لأنني لم أحقق نجاحاً من خلالهما، ومع ذلك أحب التواجد في السينما التونسية. وأخيراً قدّمت فيلمين، هما: «حرة» الذي عرض منذ فترة، و«أمواج متلاطمة» الذي أنتظر عرضه خلال الأسابيع المقبلة.

- هي قصة فيلم «أمواج متلاطمة»؟
سيكون مفاجأة لكل شخص يشاهد الفيلم، فـ «أمواج متلاطمة» تدور أحداثه في حقبة الخمسينيات من القرن الماضي، ويتحدث عن الاحتلال الفرنسي لتونس، وما حدث للضباط التونسيين الذين أجبرتهم الظروف على خدمة الاحتلال، رغم ولائهم لوطنهم، والدور الذي قاموا به في الخفاء لطرد الفرنسيين من تونس.

- مع من تتمنين العمل؟
أحلم بالوقوف أمام غادة عبدالرازق، وأتمنى أن يجمعني عمل فني بنيللي كريم، كما أن هناك مجموعة من المخرجين أتمنى العمل معهم، منهم شوقي الماجري وأحمد نادر جلال.

- من ساعدك لدخول مجال الفن؟
لا أحد، وبعد دخولي مجال الفن ونجاحي في بعض الخطوات لم أجد أيضاً من يساعدني، رغم أن هناك علاقة صداقة تجمعني بالكثير من المخرجين، لكن ما حدث معي غريب ولا أجد له تفسيراً، بحيث لم أقابل شخصاً واحداً يرشحني لدور أو حتى يساعدني، ورغم كل هذا لم أغضب منهم ولم أهتم بمواقفهم، وسأركز فقط على خطواتي المقبلة.

- وهل تشعرين بالضيق بسبب قلة خطواتك الفنية؟
كل شيء قسمة ونصيب، وأنا راضية بحالي وأسعى دائماً لأكون أفضل. ورغم قلة الإمكانيات المتاحة أمامي، أحاول عدم التركيز على عدد خطواتي حتى لا أحزن أو أصاب بالاكتئاب.

- ما الأعمال الفنية التي نالت إعجابك في الفترة الأخيرة؟
لا أريد ذكر أسماء مسلسلات أو أفلام بعينها، لكنني أعشق مشاهدة أي فيلم أو مسلسل تشارك في بطولته نيللي كريم أو غادة عبدالرازق، كما أحب المسلسلات التي يقدمها يوسف الشريف.

- هل هناك أعمال ندمت عليها؟
الأمر لا يصل إلى حد الندم، لكنْ هناك أفلام ومسلسلات شاركت فيها، ولا أشعر بالرضا الكامل عنها، أو بمعنى أصح لم تضف إليّ شيئاً. وفي خصوص الندم، أريد أن أنفي شائعة تتعلق بندمي على المشاركة في بطولة مسلسل «مولانا العاشق»، فهذا الكلام غير صحيح، وقد تشرفت بالعمل مع مصطفى شعبان.

- هل أنت نادمة على اعتذارك عن مسلسل «طريقي» مع شيرين، خاصةً أنه حقق نجاحاً كبيراً؟
لا، فكل شيء قسمة ونصيب، والسبب وراء اعتذاري عن هذا العمل، هو عدم اكتمال السيناريو وقت ترشيحي للدور، وعدم معرفتي بكل التفاصيل الخاصة بدوري فيه. الخسارة الوحيدة لعدم مشاركتي في هذا المسلسل هي حرماني من التعاون مع شيرين وباسل الخياط، اللذين أتمنى أن يجمعني أي عمل فني بهما.

- تحرصين على الظهور بإطلالة مختلفة في كل فيلم أو مسلسل تشاركين فيه، فهل تؤمنين بأن أناقة الفنانة تلعب دوراً في نجاحها؟
بالطبع، فالجمهور لا يهتم فقط بموهبة الممثلة أو بالأدوار التي تقدمها، لكن يشغله أيضاً ماكياجها وملابسها، ويحرص على متابعة جلسات التصوير التي تخضع لها ليرصد أي تغيير يحدث في شكلها.

- يحاول بعض المنتجين حصرك في الأدوار الجريئة، فهل يزعجك هذا الأمر؟
هذا صحيح، فخلال السنوات الماضية رفضت العديد من الأدوار التي تتضمن مشاهد جريئة، لأن السيناريوات الخاصة بهذه الأعمال لم تقنعني من الأساس، لكنني وافقت على تقديم عملين احتويا على مشاهد جريئة، وهما فيلما «حرة» و «سكر مر»، لأنني كنت على اقتناع تام بالدور، وبأن هذه المشاهد لها ضرورة درامية، لكن يجب أن أعترف بشيء هام، وهو أن الفنانات اللواتي قدمن أدواراً جريئة ومثيرة في بداية مشوارهن الفني، قد حققن نجاحاً كبيراً ووصلن إلى النجومية بشكل سريع.

- هل الفن بالنسبة إليك موهبة أم مصدر رزق؟
أتمنى أن يصبح مصدر رزق، فخطواتي الفنية ليست كثيرة لتمكنني من الإنفاق على نفسي وتحمل المسؤولية بالشكل الذي أريده. التمثيل بالنسبة إليّ هو الآن المهنة التي أحبها، وتمنيت العمل فيها رغم صعوباتها.

- هل ترفضين الزواج في الوقت الحالي من أجل التركيز على مشاريعك الفنية الجديدة؟
لا أفكر بهذه الطريقة، فالزواج قسمة ونصيب، لكن للأسف الحب الحقيقي نادر في هذه الأيام.

- عيب لا تتقبّلينه في الرجل...
الكذب.

- نقطة ضعفك.
الطيبة.

- مصدر قوة...             
إيماني بالله سبحانه وتعالى.

- شخص يساندك باستمرار...
أمي، فهي من تمنحني الطاقة الإيجابية في هذه الحياة، وتقول لي إن الآتي أفضل، وتنصحني دائماً بالاتكال على الله.

- أكبر مخاوفك...
المستقبل