تامر عبدالمنعم: زينة كانت خطيبتي ورجولتي جعلتني أساندها في قضيتها

تامر عبدالمنعم,الفنانين,الإنتاج,الوسط الفني,الإنتاج السينمائي,السينما,الدراما,الانفصال,الهجرة,مصر,السينما المصرية,العاصمة,الفيلم,الرقابة,السيناريو

نيرمين زكي (القاهرة) 06 مارس 2016

«أنا خطيب زينة السابق ولم أتخلَّ عنها خلال أزمتها مع عز»، بهذه الكلمات فجّر تامر عبدالمنعم في حواره مع «لها» مفاجأة لا يعلمها الكثيرون، وتحدث عن رأيه في قضية زينة وأحمد عز، والتي أثارت الجدل لأكثر من عامين، مؤكداً أنه ظل يساندها ويدعمها خلال هذه الأزمة لثقته الكبيرة بها.
تامر تحدث أيضاً عن موقفه من العمل مع الفنان خالد أبو النجا، الذي يختلف معه سياسياً، والجزء الجديد من فيلم «المشخصاتي»، الذي يعود من خلاله إلى السينما، وحقيقة تلقيه تهديدات بالقتل.


- رغم مرور أكثر من عشرة أعوام على عرض فيلم «المشخصاتي»... إلا أنك قررت تقديم جزء ثانٍ منه، فما السبب؟
الظروف هي التي أجبرتني على التفكير في تقديم جزء ثانٍ من فيلم «المشخصاتي»، فأنا لم أخطط لهذه الخطوة ولم أكن أنوي حين قدمت الجزء الأول من الفيلم تقديم جزء جديد بعد هذه السنوات الطويلة، لكن ما حدث في مصر خلال السنوات الخمس الماضية جعلني أشعر برغبة في تناول هذه الفترة الزمنية وما جرى فيها، من خلال عمل فني، ولم أجد أفضل من «المشخصاتي» لأنفذ من خلاله هذه الفكرة، فعبر هذا الفيلم تمكنت من تجسيد العديد من الشخصيات التي أثارت الجدل وكانوا أبطال هذه المرحلة.

- لكن البعض لا يتفق مع آرائك السياسية، فكيف تناولت هذه الشخصيات؟
لا تشغلني آراء الناس ولا تؤثر على معتقداتي ووجهات نظري، لأنني شخص حرّ ومن حقي عدم الاعتراف بثورة يناير، وهذه الشخصيات تناولتها من وجهة نظري الخاصة، لأنني المؤلف والمنتج، وليس من حق أحد أن يعارضني، ومن الطبيعي ألا يعجب العمل الفني الجميع، فآراء الجمهور متباينة دائماً، وكثيراً ما نجد نجماً كبيراً يتعرض للانتقادات. فبعض أفلام فاتن حمامة، التي أرى أنها أفضل نجمة في تاريخ السينما المصرية، قد تعرضت للهجوم، لذا فالنقد لا يقلل من قيمة العمل الفني.

- هل صحيح أنك تلقيت تهديدات بالقتل؟
وصلتني بالفعل رسائل تهديد بالقتل من خلال حسابي على موقع «فايسبوك»، لكن هذه التهديدات لا تشغلني، لأنني لا أؤمن بالعالم الافتراضي، والشخص الذي يهددني من خلف شاشة الكمبيوتر أو عبر هاتفه الخاص هو جبان وغير قادر على المواجهة، ولا أوليه أي اهتمام.

- لكن ما يحدث معك يؤكد أن الفيلم سيتعرض للانتقادات!
أمر طبيعي جداً. فكما أسلفت، لا يوجد عمل فني يمكن أن ينال إعجاب الجميع.

- لماذا رفض جهاز الرقابة على المصنّفات الفنية هذا العمل قبل تصويره؟
الرقابة كان لديها بالفعل بعض الملاحظات على السيناريو، وطلبت حذف بعض المشاهد، التي رأت أنها تضر بالأمن العام في مصر، لكنني تناقشت مع المسؤولين وتوصلنا إلى نقطة تفاهم في النهاية، وحذفت بعض المشاهد بعد اقتناعي بوجهة نظرهم.

- لكنك أكدت رغبتك في اعتزال الفن بعد اعتراض الرقابة على السيناريو.
هذا صحيح، لأنني كنت أشعر باليأس بسبب رفضهم سيناريو الفيلم، الذي كنت أراه يخدم بلدي ويوثّق لفترة تاريخية هامة، وقررت وقتها الاعتزال، لكن بعدما تناقشت معهم، اكتشفت أن هناك سوء فهم وقد توصّلنا إلى إيجاد حل له.

- ما أكثر شخصية سياسية وجدت صعوبات في تجسيدها؟
كل شخصية قدمتها كانت صعبة، ليس فقط في التوصل إلى أقرب شكل لها من طريق الماكياج، وإنما في تقمص روحها والتحدث بطريقتها نفسها.

- لماذا لم تفكر في تقديم هذا العمل من خلال الدراما، خاصةً أن السينما تعاني حالياً مشاكل عدة؟
من المعروف أن الأفلام تبقى خالدة مدى الحياة، ويرتبط بها الجمهور بشكل أقوى، على عكس الدراما، بحيث لا يتذكر المشاهدون المسلسلات وتنتهي علاقتهم بها بانتهاء شهر رمضان. فرغم أن الفنان عادل إمام هو نجم مصر الأول، لكن مسلسلاته لا تعيش طويلاً وينساها الجمهور بعد صلاة العيد، على عكس أفلامه التي لا تزال تحظى بنسبة مشاهدة عالية، وهدفي أن يصبح هذا العمل وثيقة تاريخية فنية ترجع إليها الأجيال القادمة، وهذا الهدف لن يتحقق إلا من خلال السينما.

- هل هناك شخصية سياسية لم تتمكن من تقديمها من خلال الفيلم؟
بالعكس، قدمت كل ما كنت أتمنى تقديمه في الفيلم، ونجحت في التركيز على أهم الشخصيات من وجهة نظري، وأبرزهم مبارك ومحمد مرسي والبلتاجي وخيرت الشاطر، فهم أبطال الأحداث التي شهدتها مصر.

- تهاجم الإعلام باستمرار من خلال حسابك على موقع «تويتر»، فما السبب؟
هذا صحيح، لأن معظم الإعلاميين يتقمصون دور الأبطال المناضلين، ويخدعون الشعب ولا ينقلون الحقيقة كاملة. فالإعلام لم يعد له رقيب، وأصبح وسيلة لنشر الفساد والفوضى، ووقع الشعب ضحيته في النهاية.

- قدمت برنامج «العاصمة» لأكثر من عامين، فما سبب توقفه؟
لا يوجد سبب معين، لكنني أستعد للعودة إلى الإعلام من خلال تقديم برنامج سياسي ينتمي إلى نوعية برامج «التوك شو».

- وما رأيك في حال السينما المصرية؟
تعاني مشاكل كثيرة بسبب أفلام المهرجانات الفاشلة، التي لا تستحق أن نصفها بالأفلام ولا يُقبل الجمهور على مشاهدتها. وأعتقد أن الرقابة ستضع حداً لهذه المهزلة، كما لا أقصد أفلام السُبكي بكلامي، فشركات السُبكي للإنتاج قدمت الكثير من الأفلام الهادفة والمحترمة خلال الفترة الماضية، ومنها «الليلة الكبيرة» و «من ضهر راجل».

- هل دفعتك الأحداث السياسية للتفكير في الهجرة من مصر؟
بعد تنحّي الرئيس محمد حسني مبارك كنت أشعر باليأس، ورغم كل ما حدث لم أتراجع عن آرائي، وحافظت على علاقتي به وبأبنائه، لأنني أحبّهم وأحترمهم، وكان من السهل عليَّ ترك مصر والهجرة، خاصةً أن الإقامة في أبو ظبي متاحة لي، حيث أمتلك شركة إنتاج فيها، لكنني رفضت ذلك، لأن من المستحيل أن أعيش بعيداً من بلدي.

- هل صحيح أنك دعمت زينة في قضيتها ضد أحمد عز؟
هذا صحيح، وهناك أمر هام لا يعرفه الكثير، وهو أن زينة كانت خطيبتي منذ سنوات، وكنت أستعد للزواج بها، لكن لم يحدث نصيب وانفصلنا، ورغم ذلك حافظت على علاقة الصداقة التي تجمعني بها.

- وهل علاقة الصداقة التي جمعت بينكما بعد الانفصال هي السبب الوحيد وراء دعمك لها؟
الرجولة تحتم عليَّ مساندتها والوقوف إلى جوارها في هذه الأزمة، لأنني أثق بها وأعرف أنها لم تكذب في هذا الأمر.

- هل هذا يعني أن علاقتك بأحمد عز توترت بسبب دعمك لزينة؟
أنا لم أخطئ في حق عز ولم أهاجمه، لكنني طلبت منه إجراء تحليل الـ DNA، لكنه رفض، وهذا هو الإثبات الوحيد على مدى صدقه أو كذبه... لذا قررت أن أدعم زينة من دون أن أندم على ذلك، وكنت حريصاً على تهنئتها بعد علمي بصدور حكم قضائي لمصلحتها.

- هل يمكن أن نرى عملاً فنياً يجمعك بزينة؟
بالفعل قمت بترشيحها العام الماضي للمشاركة في بطولة مسلسل «الضاهر» الذي أنتجه، إلا أن هذا العمل تعرض للتأجيل.

- وما سبب التأجيل؟
الرقابة طلبت عرض المسلسل على إحدى الجهات الأمنية، مما أجبرنا على تأجيل التصوير، وأخيراً وافقت الجهة الأمنية على السيناريو، لكنني قررت تأجيل تصويره إلى العام المقبل، ومن الممكن أن يعرض خلال رمضان 2017.

- ما الأقرب إليك، السينما أم الدراما؟
بكل تأكيد السينما، وأعتقد أن معظم الفنانين يتفقون معي في هذا الرأي، وأكبر دليل على أنني أميل إلى السينما، هو اختياري لها لتوثيق ما حدث خلال السنوات الخمس الماضية، فالأفلام تعيش خالدة مدى الحياة، أما المسلسلات فعمرها قصير للغاية.

- هل أثر اتجاهك إلى الإنتاج السينمائي والدرامي في خطواتك التمثيلية؟
هذه الخطوة لم تؤثر إطلاقاً في التمثيل، بل على العكس، ويجب أن أعترف بأن الإنتاج جعلني أكتسب مزيداً من الخبرات في حياتي، وأعتقد أن الأمر نفسه ينطبق على أحمد حلمي أيضاً، فرغم تحوّله إلى الإنتاج، لم تؤثر خطوته هذه في النجاح الذي حققه كممثل.

- لكن هل صحيح أن الفنانين الذين يخوضون تجربة الإنتاج تصبح علاقاتهم بالوسط الفني سيئة بسبب الخلافات على الأجور؟
كلام غير منطقي ولا أساس له من الصحة، لأن اتجاه الفنان إلى الإنتاج أفاد صناعة السينما وأثر إيجاباً في الدراما، وبالتالي وطّد علاقة الفنانين ببعضهم بعضاً.

- إذا طلبت إحدى ابنتيك دخول مجال الفن، فكيف سيكون رد فعلك؟
لا أعلم ولم أفكر في هذا الأمر أبداً، لأنهما ما زالتا صغيرتين، فما يشغلني الآن دراستهما وتربيتهما بشكل جيد، لتصبحا في المستقبل صالحتين وتخدما مجتمعهما.

- ما أكثر شيء تفتخر به في حياتك؟      
رغم الصعوبات الكثيرة التي أواجهها منذ بدء عملي في مجال التمثيل وحتى اليوم، ورغم الشائعات والتهديدات والانتقادات المستفزة التي تلاحقني، أرى أنني فخور بعملي في هذا المجال وبنجاحي به، خصوصاً بعد تعاوني مع نجوم مثل أحمد زكي وعادل إمام ونور الشريف.