حين تُبرز البساطةُ الفخامة والرقيّ

الفخامة,البساطة الراقية,الجمال الهندسي,المناظر الطبيعية,انسجام,الطوابق,أعمال زجاجية,الستائر الحريرية,الحمام,صالون,المهندس,ألوان زهرية,التصميم,المطبخ

نور قطان (بيروت) 06 مارس 2016

مساحات واسعة اتّسمت بالبساطة الراقية أثرتها مواد طبيعية أصلية وعناصر زخرفية حققها المهندس عباس طعّام في قالب من الجمال الهندسي من الألف إلى الياء ليتحفنا بقصر فريد في عصريته ومتنوع بأفكاره، يربض على إحدى تلال لبنان الشمالي.


المناظر الطبيعية الخارجية مع الحدائق الغنّاء أضفت رونقاً ساحراً على مساحات اغتنت بالأثاث الخاص بها من الرازين والبامبو الأصفر الخردلي تخلّلتها أروقة حجرية تربط الأماكن ببعضها بعضاً وتراسات وبرغولا تجمع بينها ألوان هادئة تتناغم وسحر الطبيعة.
أراد المالكون أن يتسم منزلهم بالبساطة والعفوية في انسجام مع ما يحيط به من أجواء طبيعية ليبرز هادئاً وراقياً في هندسته ومحتوياته التي تغيّب الأعمال الزخرفية.

في الداخل سلالم كبيرة تربط الطوابق معاً، وتبرز أعمال «الفيرفورجيه» المعتّقة لتزهو بألوان طبيعية، وعند طرفها لوحة معلّقة على جدار.
في الداخل أيضاً تطالعك الألوان الفاتحة هادئة فتعكس الفرح والبهجة. أما ركن الدخول فعبارة عن مساحات رحبة وفراغات مميزة بارتفاع ستة أمتار.

 وتزدهي الأسقف والجدران بأعمال خشبية، تشعّ منها الأضواء المباشرة التي تبرز كنجوم وردية مركبة في الأسقف الحاضنة أيضاً إنارات تتوارى خلف أعمال زجاجية مخططة لتشير الى روعة المكان.
الأثاث في الصالونات جمع أذواق المالكين والمهندس، فبعدما وقع المالك على أثاث يتمتع ببساطة في التصميم ورونق في الأسلوب من ماركة «فاندي»، تم توزيعه في قسم الاستقبال.
يعكس الأثاث بطرازه العريق مظهراً بارزاً يزيده بهاءً موقعه المميّز حيث تتوزع صالونات رائعة من الجلد بألوان البيج والأصفر الخردلي والرمادي يحاكي بعضها بعضاً بتناغم لافت. أما الطاولات الجلدية المطبعّة فاتخذت الشكل الدائري، فيما برزت أخرى مربّعة لتعكس كل قطعة جمالاً فريداً من موقعها.
 
وانسدلت الستائر الحريرية حول الأثاث بهدوء يبعث على الراحة... وافترش السجاد الحرير العجمي الأرض مزدهراً بالأزرق والبيج ولمسات زهرية، حتى البرتقالي الفاتح الذي امتد إلى ركن الجلوس والذي اختارته المالكة ليتناغم مع ألوان المنزل كافة.

وعبر جدار خشبي مفرغ الأطراف ومزدان بالإكسسوارات، يمنح الخصوصية بالإطار الزخرفي الراقي، توزعت المساحات  لتتحول إلى أركان لكلّ منها وظيفته، فواحد للاستقبال وآخر لمشاهدة التلفاز الكبير، إضافة الى جلسة مدفأة توزع دفئها على المساحة الكبيرة حتى أقصى أطرافها.

في غرفة الطعام أعمال رائعة تتوزع في المكان. فمن طراز «فاندي» العالمي للأثاث، برز جلد الـ «بوني» موزعاً على أربعة عشر كرسياً من حول طاولة كبيرة لافتة بسطحها المشغول بـ«الماركوتري». ولشدة لمعان الخشب، تبرز انعكاسات إضاءة السقف من فوقها.
صُمم الحمام الخاص بالضيوف بطراز أميركي تعكسه محتوياته باللونين البنفسجي القاتم والرمادي. وتوفر له ستارة وسجادة متناغمتان دفئاً وأناقة.
تشغل غرف النوم الرئيسة مساحة 300 متر مربع في الطابق الثاني، لتأخذ الغرف الباقية أماكنها من حولها. وتتصدر المساحة في هذا الطابق حيث يتمتع تصميمها بطابع جذاب ناعم وأقمشة دافئة تضفي على أجواء الغرفة طابعاً من الهدوء والراحة والحبور.
يرتفع ظهر السرير الكبير من الجلد الأصلي مزيّناً بأغطية ووسائد من أجود أنواع الأقمشة، وتتوزّع حوله الخزائن بجانب الجدران عاكسة اللون العاجي بفخامة حتى لا تسبب أي ازدحام داخلها. وأمام السرير تموضع التلفاز في وسط الخزانة الرئيسة الكبيرة.
ولجلسات المالكين الخاصة خُصّص ضمن هذه الغرفة صالون كبير يتشارك فيه المالكان أوقاتهما، وقد جُهز بتلفاز كبير. ويتوافر حمام كبير مصمم بأحجار من الموزاييك، فيه أمكنة للجاكوزي ضمن مساحة خاصة وأخرى للدوش، مع مغسلة كبيرة لتؤمّن الراحة عند الاستعمال. وتبرز في تصاميم الحمامات خطوط هندسية تزيّنها ألواح شبيهة بالموزاييك تعكس جودة الأعمال ورقيّها.
وزُوّد المنزل بكامله بنظام خاص من الإنارة يجعل المناظر الليلية من حوله حالمة وآسرة بجمالها!
واختار الأولاد طُرز غرفهم مع ألوانها ثم عرضوا أفكارهم على المهندس الذي حقّق رغباتهم كاملة... ففي الطابق الثاني حيث غرفة نوم باللونين البني والرمادي، برز السرير كبيراً ومنخفضاً، بجانبه علبة خشبية كبيرة بيضاء وهي تبرز متممة للسرير وتضم محتويات خاصة بالابن.

وبرزت غرفة نوم أخرى بألوان زهرية ضاربة إلى اللون البرتقالي، تموضع فيها سرير بظهر مشغول من الجلد الكابيتونيه الأبيض بطراز الشسترفيلد الذي تميّزت به كل أعمال التنجيد في هذا المنزل.
يتوزع المنزل على ثلاثة طوابق للسكن تشغل مساحاتها الداخلية 1800 متر بحيث يمتد كل طابق على مساحة تناهز الـ600 متر.
استوحى المهندس التصميم من أجواء المنازل العصرية المطعّمة بإيحاءات منازل الريف التقليدية.
وقد تصدّر الزجاج المواد المستخدمة في البناء والديكور حيث برزت الواجهات والنوافذ كما الأبواب: هياكل من خطوط زجاجية تجمع الضوء والشفافية.
قنطرة كبيرة يزدان بها الباب الرئيسي الذي يعلوه تاج من الزجاج الملوّن، ويبرز الخشب متزاوجاً مع الحجر في أعمال فنية مميزة.
تم تجهيز المطبخ بأسلوب عملي مميز، فخُصصت له «جزيرة» في وسطه تتضمن مغسلة أضيفت إلى المغسلة الرئيسة. ويبرز جلياً عند السقف، الطابع الجمالي الساحر في هذا الفضاء الذي توافرت له عناصر إضاءة مندمجة تسلط نورها باللون الأصفر وتمنح إحساساً ونعومة غير ملموسين