فيروس زيكا لا يستدعي الهلع إلا في هذه الحالات...

فيروس زيكا,الحالات,منظمة الصحة العالمية,الحقائق,الواسع,دراسات,Aedes Mosquito,الفيروس,الحامل,البعوض,شرب السوائل

كارين اليان ضاهر 13 مارس 2016

مع إعلان منظمة الصحة العالمية عن انتشار فيروس زيكا، سادت حالة من الهلع على صعيد عالمي في البلدان القريبة من المناطق الموبوءة وفي تلك البعيدة منها، خصوصاً مع ظهور خطره على الحوامل لإمكان انتقاله إلى الجنين وإحداث تشوه خطير في دماغه.
قد تكون حالة الهلع مبررة في جوانب معينة، أو لا داعي لها بالنسبة إلى الاشخاص العاديين بما أن أعراضها مماثلة لتلك الناتجة من أي فيروس آخر مهما كان مستوى خطورته.
لمعرفة كل الحقائق المتعلقة بفيروس زيكا والذي لم تسجل بعد أي حالة منه في الشرق الاوسط وكيفية انتقاله إلى منطقتنا، استشرنا الطبيب الاختصاصي بالأمراض الجرثومية ماهر بلقيس الذي أوضح مكامن الخطر وسبل الوقاية من الفيروس والتصدي له.

لا يعتبر ظهور فيروس زيكا جديداً، لكن ما سبب انتشاره المفاجئ حالياً؟
مما لا شك فيه ان ظهور فيروس زيكا ليس جديداً. فقد ظهر للمرة الأولى في عام 1947 لكن الحالات كانت نادرة آنذاك. كما ظهر مجدداً في عام 2013 مع انتشار المزيد من الحالات. لكنها المرة الأولى التي وصل فيها عدد الإصابات إلى هذا الحد.

ما سبب انتشاره الواسع بهذا الشكل حالياً؟
يبدو أن البعوض المسؤول عن انتقال هذا الفيروس قد أصبح أكثر نشاطاً في نقله، مما يفسر انتشاره الواسع في أميركا الجنوبية خصوصاً بحيث أصبح متفشياً. كما بات الناس اليوم أكثر اطلاعاً، مما يبرر حالة الهلع الحالية، رغم انتشار هذا الفيروس سابقاً.

أين تكمن خطورته الفعلية؟
بالنسبة إلى معظم الناس، لا خطورة من الإصابة بفيروس زيكا ولا أعراض مهمة له كما يشاع، كما لا تنجم عنه أمراض خطيرة.

بالتالي، ما سبب حالة الهلع الناتجة من انتشاره بين الناس؟
السبب الأساسي يكمن في خطورته بالنسبة إلى الحوامل، إذ إنهن الأكثر عرضة لانتقال الإصابة بالفيروس الى الجنين مما يؤدي الى إصابة بتشوّه يؤثر في نمو دماغه ويولد الرأس صغير الحجم جداً، ولكن بالنسبة الى باقي الاشخاص، فلا خطر فعلي وحالة الهلع ليست مبررة.

هل الحامل وحدها عرضة للخطر؟
الحامل هي الأكثر عرضة بسبب خطر انتقاله إلى الجنين. لذلك يخشى عليها من الإصابة بالفيروس أكثر من أي شخص عادي. كما قد يسبب لدى البعض التهاباً في الأعصاب يعرف بإلتهاب الأعصاب الحاد وهو متلازمة Guillan-Barre.

جرى الحديث عن دراسات في مناطق معينة في البرازيل أظهرت تلوث المياه بمواد كيماوية معينة قد تكون السبب في ولادة أطفال يعانون تشوهات في الدماغ، هل يمكن ألا تكون لفيروس زيكا علاقة؟
لا تزال الدراسات مستمرة في هذا الإطار، لكنها ليست كافية لتأكيد ما إذا كان الفيروس هو السبب أم لا.

كيف ينتقل المرض من شخص إلى آخر؟
لسعات البعوض الزاعج Aedes Mosquito هي التي تنقل الفيروس من شخص مصاب إلى آخر، مما يؤدي إلى انتشاره الواسع، خصوصاً في الاماكن التي يكثر فيها هذا النوع من البعوض. كما تشير بعض الدراسات إلى إمكان انتقاله من طريق العلاقة العاطفية.

كيف يظهر خطر انتقاله إلى لبنان وانتشاره؟
في الواقع ليس لدينا في لبنان هذا النوع من البعوض. لكنْ ثمة نوع آخر مشابه لهذا البعوض يمكن أن يشكل الخطر نفسه وهو Tiger Mosquito. أما احتمال انتشار المرض في لبنان فيأتي من دخول مصاب من الخارج أو من خلال انتقال البعوض إلينا.

ما الذي يميز هذا النوع من البعوض؟
إحدى مميزات هذا النوع من البعوض، أنه يلسع نهاراً وفي فترة ما بعد الظهر وليس ليلاً كأنواع أخرى من البعوض.

ما الأعراض التي يمكن ملاحظتها في حال الإصابة بالفيروس؟
لا خطورة فعلية لأعراضه، وقد يتشابه أبرزها مع الاعراض المرافقة لفيروسات عديدة أخرى كارتفاع الحرارة والتعب والألم في مواضع مختلفة في الجسم وألم المفاصل والعضلات والطفح الجلدي، إضافةً إلى الالتهاب في العينين.

كم من الوقت تدوم الاعراض؟
تدوم الأعراض كما في أي حالة أخرى من يومين إلى 7 أيام.

بما أن أعراض الإصابة بفيروس زيكا تتشابه مع تلك المرافقة لحالات أخرى، هل يسهل التشخيص واكتشاف الإصابة بالفيروس؟
قد تتشابه الأعراض مع تلك التي تظهر في التهابات فيروسية أخرى، لكن في المناطق الموبوءة من الطبيعي التفكير مباشرةً بالإصابة بفيروس زيكا بالدرجة الأولى. قد تتشابه الأعراض، وقد تكون هناك صعوبة في تمييزها استناداً إلى الأعراض العيادية، لكن في النهاية يمكن التشخيص على أساس الفحوص.

ما العلاجات المعتمدة؟
تزول الإصابة بفيروس زيكا تلقائياً، ولا حاجة إلى العلاج في الحالات العادية. لكن يتم العمل على معالجة الأعراض كارتفاع الحرارة والتهاب العينين فتوصف القطرات اللازمة. كما يعالج الطفح الجلدي عند الحاجة.

ماذا عن الحامل... هل من علاجات متوافرة لمواجهة هذا النوع من الحالات؟
لا تتوافر أي علاجات للحامل إذا كانت مصابة، ولا يمكن فعل شيء سوى الانتظار والمتابعة حتى الولادة.

هل اللقاح متوافر؟
لم يتوافر لقاح حتى اليوم، ويحكى أنه قد يتوافر خلال سنتين.

ما سبل الوقاية من الفيروس؟
الوقاية تتم أولاً على صعيد البلديات من طريق رش المبيدات بكثرة، وعدم إهمال المياه الآسنة والمستنقعات حيث يتكاثر البعوض. ينصح الناس أيضاً بتجنب ترك المياه في أوعية مكشوفة على الشرفات أو في الحدائق... هذه الإجراءات قد تساعد في السيطرة على الوضع إلى حد ما.
أيضاً على الصعيد الشخصي، ينصح الناس باستخدام الكريم الطارد للحشرات، مع التذكير بأن هذا النوع من البعوض يلسع نهاراً وليس ليلاً، ومن الضروري الانتباه إلى ذلك.
في البلدان الموبوءة، ينام الناس مع ناموسية ليحموا انفسهم، ويرتدون ملابس واقية بأكمام طويلة. وفي البرازيل، نُصحت النساء بتجنب الحمل في المرحلة الحالية حتى تصبح الصورة أوضح.

هل من حالات في منطقة الشرق الاوسط؟
حتى الآن لم تسجل أي حالة في الشرق الاوسط، بل في أميركا الجنوبية والوسطى بشكل خاص.

في لبنان، كيف يتم تشخيص الحالات وكيف يمكن كشف حالة في حال وجودها؟
يجرى الفحص عامةً لشخص قادم من أي من المناطق الموبوءة. في هذه الحالة من الطبيعي التفكير باحتمال الإصابة. أما التشخيص فيتم إما بعزل الفيروس أو بواسطة فحص الـPCR.

فيروس زيكا في حقائق

    

  • واحد من كل 5 اشخاص التقطوا فيروس زيكا يصاب بأعراض المرض.
  • تظهر الأعراض خلال بضعة أيام إلى أسبوع من لحظة التعرض للفيروس.
  • لا تتطلب الإصابة بالفيروس عادةً دخول المستشفى، كما انها نادراً ما تؤدي إلى الوفاة.
  • يبقى الفيروس في دم الشخص المصاب لأسبوع تقريباً، إلا أنه قد يبقى لوقت أطول لدى البعض.
  • من المهم التركيز على شرب السوائل خلال فترة المرض.
  • يجب عدم تناول الأسبرين خلال فترة الإصابة.
  • الوقاية من الإصابة بفيروس زيكا تكون بتجنب لسعات البعوض الناقل للفيروس.
  • يلسع البعوض الناقل لفيروس زيكا خلال ساعات النهار.
  • عند السفر إلى البلاد التي ينتشر فيها الفيروس، ينصح بارتداء ملابس بأكمام طويلة وسراويل.
  • في البلاد التي ينتشر فيها الفيروس، ينصح بالمكوث في المنازل مع ضرورة التكييف الداخلي.
  • في حال استعمال الكريم الواقي من الشمس، من الأفضل استعماله قبل وضع الكريم الطارد للبعوض.
  • يجب عدم استعمال الكريم الطارد للبعوض للأطفال الذين هم دون سن السنتين.