خطّت المهندسة شيراز نادر ملامح عصرية جديدة في هذا المنزل، ودأبت مع مالكيه على اختيار الألوان والتصاميم، وأتقنت توزيعها لتنشر الفرح والفخامة في أجوائه.

يربض هذا المنزل على هضبة تُشرف على الطبيعة الخلابة، وقد حرص المالكون على أن يكون منزلهم بمساحاته الرحبة مفتوحاً على هذا المنظر الرائع.
لدى دخولنا إلى المنزل، وعبر باب كبير مصقول بالخشب ومخطط بالكروم، تستقبلنا ثلاثة صالونات يتميز أحدها بمدفأة فخمة... وغرفة جلوس وثلاث غرف للنوم.

بهو واسع يتصدر الباب الرئيسي للمنزل، يشاركه جدار مشغول بالخشب المخطط باللون الأبيض... مع مرايا تجعل المساحات أكثر امتداداً. وفي الجانب الآخر من الباب، يمتد جدار أحمر اللون يبعث على الشعور بالفرح، إذ يحتضن لوحة عصرية كبيرة الحجم تعكس ألوان الطبيعة الزاهية.

وإجلالاً للطبيعة، استلهمت منها المهندسة أجمل الألوان في تنفيذ ديكور المنزل، فركزت في أحد الصالونات كنبة حمراء كبيرة فرنسية الطابع من «روش بوبوا»، يقف إلى جانبها كرسي باللون الأصفر، فرنسي الطراز أيضاً ويتميز بأذرع خشبية مخططة.
يطل هذا الصالون على غرفة المدفأة التي شُغل أحد جدرانها بالرخام، وتشمخ في وسطها مكتبة خشبية، تنبثق من جنباتها إضاءات غير مباشرة وتزدان بأكسسوارات فريدة وصور للعائلة.
كما توزع الأثاث من الطراز الإيطالي من القماش والجلد الطبيعي مع طاولة غلب على صنعها عنصرا الزجاج والكروم. أما السقف فتميز بأعمال خشبية مخططة تتخللها إضاءات تضفي على المكان أجواء من الرقي والفخامة.

وفي الصالون الآخر، تجثم كنبة ضخمة مع مقعدين وثيرين بالألوان الأحادية... الرمادي والبيج، وتوزعت الأرائك بتطريزات وردية، وغطت الأرضية سجادة عجمية فاخرة ارتفعت فوقها طاولة من الخشب «الزيبرانو» مع الزجاج والكروم.
على الطاولات، توزعت الأكسسوارات من الكريستال الشفاف، ترافقها لمسات خجولة من الخشب...

ومن الطراز العصري الايطالي، اختار المالكون أثاث غرفة الطعام بلونها البيج مع الخشب الطبيعي الذي زاد الطاولة ترفاً وغنىً، كما غطى الخشب المخطط باللون البني جداراً جانبياً تتوسطه خزائن مخفية، بينما اتخذ الأبيض منه سقفاً تدلت منه ثريا بيضاء عصرية.

تستقي المهندسة نادر اللون الأحمر من الأثاث الجلدي، وتواصل  أعمالها ورسومها على الجدران، متوجهة بنا إلى غرفة الجلوس وجناح غرف النوم.

تستوقفنا غرفة الجلوس الخاصة بالعائلة بألوانها الفرحة ترحب بكل زائر. وقد تم اختيار الستائر الناعمة والشفافة لتحافظ على المنظر الرائع الذي يمتاز به موقع هذا المنزل.

في غرفة نوم المالكين، اعتمدت المهندسة اللون الأخضر وقد امتد إلى ورق الجدران ليتماهى مع اللونين البني والبيج.  وصُممت الخزائن من الزجاج لتتقاطع مع الخشب المخطط وتتواصل مع جاكوزي مفتوح. وبرزت الإنارة عصرية ومزدوجة فوق منضدتين على جانبي السرير الكبير الذي اغتنى بغطاء باللون الأخضر أيضاً.
وفي هذه الغرفة حمام «ماستر» حديث توزعت مساحته على ثلاثة أقسام، أحدها للدوش، والثاني للمغسلة، والأخير لكرسي الحمام. أما غرفة الملابس فأُلحقت بغرفة النوم، لكنها استقلّت ببابها الخاص.

وإلى غرفة النوم الأخرى، حضرت الألوان الشبابية وأبرزها الأحمر والأزرق، وقد امتدا إلى غرفة الجلوس المجاورة ليزيداها سحراً.
وفي غرفة الابنة، اكتسى السرير بغطاء زهري اللون يرمز إلى أنوثة مالكتها، خاصة مع الجدار الزهري الذي تصدّر الغرفة الهادئة، والستائر المنسدلة والمطرزة بالورود بلونيها الزهري والأبيض.

افترشت الأرضية قطع من السجاد العجمي فتركت لمسات من الكلاسيكية وأغنت الديكور العصري بألوانها الراقية.
اعتمدت المهندسة نادر الإنارة البسيطة بأسلوب عصري، وخصوصاً في المطبخ بحيث أتقنت توزيعها وأولتها اهتماماً برز بوضوح من خلال تعاونها مع المالكين الذين أظهروا شغفهم باللون الأخضر، وخاصة في ما يتعلق بالكراسي الوثيرة... والأبيض والرمادي اللذين تداخلا مع خشب الخزائن الحديثة الصنع.

في الخارج، وفي حضن اللوحة الطبيعية، تطل شرفة المنزل الواسعة والمسُيّجة بالزجاج الشفاف فيبرز المنزل وكأنه معلّق في الفضاء الرحب... وفي حديقة المنزل الغنّاء، افترش المساحة طاقم من البامبو يعود طرازه إلى الستينات مع أرائك بيضاء مزدانة بقطع صغيرة تحاكي ألوان الطبيعة!