مدن تدهشك سيناريوات عوالمها وروائعها

الفن,التاريخ,مدن,شارع Kruiskade,روتردام,هولندا,رداء معماري,كيتو,إكوادور,أستراليا,فريمانتل,ناشفيل,الولايات المتحدة الأميركية,الجنوب

13 مارس 2016

روتردام، كيتو، ناشفيل وفريمانتل أربع مدن في ثلاث قارات، تتفاوت في تواريخها، وتجتمع على مسرح العصر. تدهشك حبكة سيناريوات عوالمها وتفاصيل حواراتها، لتجدي نفسك تدخلين بسلاسة في متاهة فنها المعماري الحديث المتناغم مع القديم المترف، وترميك وسط زوايا فنونها وثقافتها وطقوسها، تتذوقينها بنهم غير آبهة بتخمة الصور التي تزدحم في ذاكرتك.
ففي نهاية المطاف، السفر شريط من المشاهد بأبعاد خماسية الحواس تخضعين لها في كل مرّة تتكلمين على المدينة البعيدة التي زرتها يومًا.

ناشفيل في الولايات المتحدة الأميركية شيء ما يتحرك في الجنوب القديم!
بالنسبة إلى كثيرات، فإن ناشفيل مرادف لصوت القيثارات، ومغنيات رعاة البقر. لا يزال الكاونتري نبض مدينة الموسيقى وروحها. ولكن إذا قررت أن تعرفي أكثر وأصغيت إلى ما يحدث خارج قاعات رقص برودواي السفلى فسوف تسمعين موسيقى مختلفة: ضوضاء مشاريع حيوية، وهدير ثرثرات متحركة تتصاعد من المطاعم العصرية، أو المعارض على اختلافها.
وقد تم اختيار ناشفيل إلى جانب ست مدن أميركية أخرى لإطلاق غوغل Entrepreneur Tech Hub Network  لتكون المدينة الحاضنة للمشاريع الناشئة. كما أن المخرجين والمصممين والمبدعين من جميع الميول والاتجاهات، بدأوا يحطّون رحال إبداعاتهم وأفكارهم في ناشفيل.

فريمانتل... غرب  أستراليا 
تقودك فريمانتل البلدة الساحلية المستريحة غرب أستراليا إلى نمط بوهيمي فريد تحت أشعة الشمس. تمكنت هذه البلدة من الانفلات من موجة الهدم عام 1970 لتحافظ وشوارعها الصغيرة على المباني الفيكتورية والجورجية بأبّهتها ورونقها الفريد الذي يحمل نوستالجيا التاريخ بكل تفاصيله.
فهنا المباني التي تعود إلى الحقبة الاستعمارية، تنتشر على رصيف الميناء القديم، مما يعكس تناغمًا معماريًا وفنيًا متصالحًا مع الماضي. شُيّدت هذه المباني بالحجر الجيري مع الواجهات المزخرفة في سلسلة تعكس الأنماط المعمارية الرائعة.
أسواق فريمانتل متاهة من الأحاسيس، فهنا أكثر من 150 كشكًا تنتشر في حضور العالم الفيكتوري، تعرض الحرف اليدوية، تجاورها المطاعم وسوقا الأسماك والخضروات. فيما يستضيف رصيف الميناء الموسيقيين المتجولين وفناني الشارع.
وعند زيارتك فريمانتل، لا بد من أن تخوضي تجربة الطعام، فهنا لن تقاومي المطبخ الإيطالي والآسيوي، وكذلك أطباق ثمار البحر. تنتشر المقاهي والمطاعم حول البلدة، ولا سيما في  «قطاع كابتشينو»، حيث تناول الطعام في الهواء الطلق بمواجهة المحيط الرحب تجربة ثقافية. فيما أصبح مرفأ الصيد منطقة سياحية، فهنا المطاعم وبعض من أكبر متاجر الأسماك في أستراليا.
وقد تم تجديد عدد من المباني القديمة في الميناء، بما في ذلك مبنى Little Creatures Brewery  الذي جاء على شكل قارب يضم مزرعة التماسيح، ومقهى ومعرض الفنون. يجذب مهرجان فريمانتل السنوي للسردين الذي يقام في متنزه إسبلاناد الآلاف من محبي المأكولات البحرية كل عام. إضافة إلى مهرجانات أخرى تقام على الميناء منها «مهرجان الفلفل»، ومهرجان «فريمانتل للقوارب». أما ليل فريمانتل فهو ساهر بامتياز، إذا تشتهر البلدة بالحياة الليلية الأكثر صخبًا في مقاطعة بيرث.

تعرّفي إلى وسط كيتو الوجه الآخر للإكوادور
كيتو عاصمة الأكوادور، وأعلى عاصمة في العالم تقع على ارتفاع 2850 مترًا فوق مستوى سطح البحر، تقبع في حوض نهر Guayllabamba، على المنحدرات الشرقية لبركان لبيتشينتشا، في جبال الأنديز. لماذا يجدر بك زيارتها هذا العام؟
لأن كيتو تحضن وسطًا تاريخيًا من إحدى أكبر المناطق التاريخية الأقل تغييرًا والأكثر حفاظًا على روحه وسيرته الأوّلين في الأميركتين، فهو وكراكوف البولندية أول موقعين  أعلنتهما اليونيسكو ضمن لائحة مواقع التراث العالمي عام 1978.
بني وسط كيتو التاريخي في القرن السادس عشر، على النمط المعماري الكولونيالي، ما يجعل التجوال فيه رحلة في عالم اسباني رسا ما وراء الأطلسي.  فهنا قصر كارونديليت مقر الحكومة وهو عصب الحركة في ساحة الاستقلال أو بلازا غراندي التي تقع حوالى 25 كيلومترًا إلى الجنوب من خط الاستواء، اجتمع حولها قصر المطران، القصر البلدي، فندق بلازا غراندي وكاتدرائية العاصمة.
وكما الجبال المحيطة بكيتو، يحافظ سكان المدينة على تقاليد الأجداد، فتجدين الحوانيت الصغيرة تعرض الأشغال اليدوية من فخاريات وسجاد وسلال وحليّ نسجت بحكايات سكان المدينة، فيما البانشو يتدلى من أسقف المحلات، يراقص النسائم التي تهب من جبال الأنديز التي تقف كيتو عند أقدامها، فتشعرين بأنك وسط متاهة ألوان لاتينية لن تعرفي سر الخروج منها. فيما متحف «لا ميتاد ديل موندو»، وتعني منتصف العالم، وقد سمّي كذلك لقرب المدينة من خط الاستواء، يضعك فعلاً وسط العالم.

روتردام في هولندا مدينة برداء معماري جديد       
ها هي روتردام المدينة الثانية في هولندا التي دُمّرت إلى حد كبير خلال الحرب العالمية الثانية، ترتدي العمارة المستقبلية والمشاريع الأصلية، بما في ذلك بناء قناة لركوب الأمواج، لتتحوّل إلى معرض حقيقي في الهواء الطلق للعمارة الحديثة، وما بعد الحداثة والمعاصرة.
عندما تجولين في روتردام، تلتقين الفن في كل زوايا الشوارع، حيث تزدحم المطاعم بالروّاد وتضج بصخب الحياة الليلية فتجعل المدينة واحدة من المدن الأوروبية الأكثر إثارة في الوقت الراهن.
والتسوّق في روتردام متعة لا تضاهى، نظرًا إلى مروحة واسعة من الشوارع والتسوّق مثل مركز  Lijnbaan الذي يضم أول شبكة شوارع خاصة للمشاة في هولندا التي افتتحت عام 1953 وشارع هوغ Hoogstraat، وكولسينغيل الذي يضم قاعة المدينة.
وفي شارع Kruiskade تجدين البوتيكات التي تروج لدور الأزياء العالمية مثل مايكل كورز، وكالفن كلاين، وهوغو بوس، وتومي هيلفيغر... لا تفوتي زيارة مركز قاعة التسوّق، الذي يضم الكثير من البوتيكات والمتاجر الصغيرة، أمّا لماذا لا يجدر بك تفويتها! ذلك أنها من المعالم المعمارية الشهيرة في روتردام.
وفي جنوب روتردام جادة Zuidplein الرئيسة للتسوق وتقع بالقرب من مركز «أهوي روتردام»، وهو مركز إقامة المعارض الفنية والأحداث الرياضية والحفلات الموسيقية والمؤتمرات. وفي شرق روتردام يقع مركز تسوّق Alexandrium الذي يضم متاجر الأثاث وأدوات المطبخ.  

CREDITS

إعداد: ديانا حدّارة