Exit

Exit,الخروج,هالة كوثراني,أقلام لها

هالة كوثراني 23 مارس 2016

الوحدة قاتلة في زحمة المدينة المجنونة. الشارع بديع. الشارع وحيد بعدما اختفت البضائع وألوانها من آخر متجر حيّ فيه، متجر الأعمال الحرفية. أُقفل الباب وسادت العتمة وانتهت قصة أخرى. الشارع موحش برغم جماله. الوطن موحش برغم فوضاه. اكتشفنا أن المعاني فارغة وأن التزوير هو ما تعلّمناه في كتب التربية المدنية. ما أبشع حالة الانهيار، أقبح من الحرب. هي حالة اليأس والفراغ القاتل، هي القعر العميق والقاسي. الكلّ يبحث عن طريق الخروج. الكل يدرس استراتيجية الهروب. «Exit خروج» أقرأها على الشفاه والوجوه، في العيون وحركات الأيدي. أنتِ أيضاً تبحثين عن الخروج من الدور الذي فُرض عليك. منذ ولدت تشعرين بالذنب. تحمُّل الثقل في صدرك وضميرك جزء من تربيتك. تحمّل المسؤولية أيضاً. تسعين إلى أن تكوني الكائن المثالي. لن تفرطي في فرصة تلقّي العلم، وستثبتين أنك لا تضيعين الفرص. ستحصلين على أعلى الشهادات. فهل يمكنك أن تختبئي في البيت بعد كل ما حققته؟ المرأة العربية تحصد الشهادات وتتفوّق على الرجل في العلم، لكنها قد تخضع لضغوط مجتمعات تتحكّم فيها عادات كرّستها سطوة الرجل. يمارس هذه الضغوط المتمسكون بالصورة النمطية للمرأة التي تعكس هوية واحدة وتلخص وجودها بدور واحد هو دور الأمومة. وهو من دون شك الدور الأسمى والأهم، لكن عطاء المرأة واسع وقدرتها كبيرة على الجمع بين أدوار عدة. «هل يختفي الشعور بالذنب مع النضج؟» تسألين. حين يتقلّص الوقت ويضيق، وتنشغلين بالخوف من ضياعه، يصبح تحليل الأحاسيس ترفاً. يجب أن تواجهي نفسك بعيداً من القسوة عليها. أتحسين بالتعب والوجع لأنّ أولادك يحتاجون إليك؟ أنت تحتاجين إلى عملك، وهو يحتاج إليك. لن تضحي به بعدما أصبح جزءاً من هويتك. لا تشعري بالذنب. لماذا لا يشعر الوالد يومياً بالذنب إذا منح وقته لعمله؟