الكاتبة المغربية سارة النمس: لا أقرأ كتاباً مرّتين!

مكتبتي,الكاتبة المغربية سارة النمس,لا أقرأ كتاباً مرتين

مايا الحاج 03 أبريل 2016

عندما يقع الإنسان في عشق الورق، تُصبح العلاقة بينهما ملتبسة ولا يُمكن أحداً أن يفكّ لغزها إلاّ الإنسان العاشق نفسه الذي يرى في مكتبته ثروته الحقيقية. ولأنّ المكتبة هي الركن الذي يُخبّئ فيه القارئ النهم ثرواته الورقية الثمينة، قمنا بزيارة استكشافية لمكتبة إحدى «عاشقات الكتب» الخاصّة وجئنا بالاعترافات الآتية:

أزور مكتبتي مرة كل:
لست من القرّاء الذين يتفقدون مكتباتهم كل ليلة، أتفقدها لأرتّب كتباً جديدةً ابتعتها أو لأسحب من الرف كتاباً أرغب في قراءته. وبالإضافة إلى مكتبتي، لديّ مكتبة افتراضية موازية أحتفظ بها في الكمبيوتر تحمل عشرات الكتب الإلكترونية المجانية والنادرة التي لا أعثر عليها في الأسواق أو المعارض، ولم أكن أحلم بالحصول عليها ورقيةً بين يديّ.

أنواع الكتب المفضلة لديّ:
الروايات. هي أكثر الكتب التي تغريني لاقتنائها وبعض الدواوين الشعرية. كتب السيرة الذاتية أيضاً تدهشني، خصوصاً إن شعرت بصدق كاتبها وعدم تلاعبه أو مبالغته في سرد الأحداث. تجذبني الكتب التي تروي رحلات أصحابها في البحث عن ذواتهم! كتب التاريخ لا أثق بها، إلاّ أنني أتصفحها من حينٍ لآخر.

كتاب أُعيد قراءته:
لا أحب إعادة قراءة كتاب قرأته من قبل، لأنّني بعد تجربة أدركت أن الإعادة  تجعلني أخسر الدهشة الأولى والشغف، لذا في سبيل الاحتفاظ بشغفي ودهشتي، لا أقرأ الكتاب مرتين.

كتاب لا أعيره:
كل الكتب التي أغار عليها، كل الكتب التي أدهشتني، أمتعتني، صفعتني، علّمتني، عالجتني... لا أعيرها لأحد، بل أخبئها في أدراجٍ سرية، لا أفصح عن عناوينها ولا أناقش مواضيعها إلاّ مع نفسي، ربما هي أنانية غبية منّي أو خوف مبالغ فيه، الأمر يشبه أن تأتمني سيدة غريبة على حقيبة يدك التي تحمل نقودك وبطاقاتك الشخصية! نعم كتبنا المفضّلة تفضحنا وتعرّينا وتعرّف عمّن نكون بشكل أدق مما تفعل بطاقاتنا الشخصية.

كاتب قرأت له أكثر من غيره:
ليس هنالك كاتب قرأت له أكثر من غيره. الكتّاب المفضّلون الذين فارقوا الحياة مثلاً، لا أقرأ لهم أعمالهم الكاملة، لأنني أعلم جيّداً أنّهم لن يعودوا إلى الحياة لينتجوا عملاً جديداً أستمتع به، لذا أقرأ لهم كل سنة كتاباً كي لا أنتهي من قراءة أعمالهم. ربما جبران خليل جبران هو أكثر من قرأت له بما أنني فعلت ذلك في سنٍ مبكّرة ولم أكن أملك من الصبر ما يكفي لأنتظر وأقرأ له المزيد لاحقاً.

آخر كتاب ضممته إلى مكتبتي:
كتاب للكاتبة الجزائرية مليكة مُقدّم، استمتعت بقراءته ولم أندم على وضعِ آخر ورقة نقدية كانت في محفظتي من أجل شرائه... كتاب «رجالي». 

كتاب أنصح بقراءته:
رواية تاريخية لعلي صحراوي، عنوانها «النزيف». 

كتاب لا أنساه أبداً:
«الرجل الضاحك» لفيكتور هوغو، كتاب ضخم عشت مع شخصياته لأشهرٍ ولامستني قصته في العمق. 

بين المكتبة والإنترنت أختار:
لا يمكنني الاستغناء عن كليهما ولا حتى المقارنة بينهما.